مشهدان مأساويان ارتبطا في ذاكرتي, من حيث التشابه في جميع المراحل, المشهد الأول هو ما حدث يوم28 يناير الماضي عندما وصل الشباب المصري الي ميدان التحرير, وهروب الشرطة من موقع الحدث ودخول القوات المسلحة في مشهد تاريخي الجميع. كان يقف فخورا بما فعله الشباب, والمأساة هنا عندما شاهدت بعيني خروج الآلاف من المواطنين الي شارع جامعة الدول العربية, في أكبر عملية سرقة ونهب وتدمير منشآت وترويع المواطنين شاهدتها من الموقع نفسه ودون أن يروي لي أحد, كما حدث ذلك في مناطق كثيرة أخري. المشهد الثاني المشابه وأن اختلفت مواقعه, ما حدث في ستاد القاهرة يوم السبت الماضي خلال مباراة الزمالك والافريقي التونسي فرغم الاستقبال الحافل من الجماهير للفريق التونسي, وظهور اللافتات المرحبة بهم, والهتافات الايجابية, ظهر نفسه المشهد المأساوي مرة أخري والذي حاولت أن اتناساه, هجوم الآلاف مرة أخري إلي داخل الملعب والعمل علي تدمير كل شيء أمامهم دون أي سبب مقنع ولكن الأخطر من ذلك, أن المباراة كانت منقولة علي الهواء مباشرة وشاهد هذه الهمجية والعنف العالم بأسره. إنني لا أنكر وجود مؤامرة, ولكن يجب ان نتوقف كثيرا أمام سلوك البعض من الشعب المصري, فلماذا كل هذه الهمجية في التعامل, ودائما بعد كل نجاح يحدث ذلك, يجب ان تتم دراسة سلوكيات الشعب, ويجب ألا نتعامل مع أي موقف يحدث بأنها عملية مدبرة وأنها ثورة مضادة تحاول أن تجهض الثورة الشعبية العريقة التي تحدث عنها العالم بأسره. فهل من المعقول ما حدث من عمليات سرقة ونهب من قبل الآلاف يوم28 يناير كان ثورة مضادة؟, وهل ما يحدث من اختراق لقواعد المرور في الشوارع ثورة مضادة, وهل التعدي علي الأراضي والمباني ثورة مضادة, وهل هذا الكم من الباعة المتجولين الذين افترشوا الشوارع وأعاقوا سير المارة بجانب اعاقة المرور ثورة مضادة؟ إن كل ما سبق سلوكيات منحرفة داخل المجتمع المصري, حيث اعتقد كل فرد انه آن الأوان لأن ينفذ كافة مطالبه دون النظر الي باقي الشعب أو المصلحة العليا للدولة. قبل ان نعلق الآن كل أعمال التخريب علي شماعة الثورة المضادة يجب ان ندرس أولا سلوك الشعب مرة أخري, وأؤكد إذا كان كل ما سبق من أمثلة ثورة مضادة فإن ما حدث في موقع ستاد القاهرة هو ايضا ثورة. [email protected] المزيد من مقالات جميل عفيفى