نقاط كثيرة كشفها الفيلم الوثائقي تعظيم سلامللمخرج سيد سعيد في تناوله السريع والشامل لحياة الاقتصادي المصري طلعت باشا حرب صاحب النهضة الاقتصادية الحديثة بعد محمد علي ..وتمثلت في الكثير من الكيانات الانتاجية الضخمة التي اثرت في عجلة إقتصادنا لفترات طويلة بطرق إيجابية بداية من الاكتفاء الذاتي والبعد عن الاستيراد,ونهاية بالتصدير.. من خلال الكثير من الشركات ومنها شركة غزل المحلة. كيانات اقتصادية كثيرة حلم بها طلعت حرب وحققها مع إنتصاره في حربه بإنشاء بنك مصر الذي دعم وساهم في تاسيس هذالمؤسسات ليس في قطاع واحد بل في شتي القطاعات المختلفة منها..القطاع البحري,والغذائي, والثقافي,والفني..وغيرهما;ليخلق بذلك حرب شخصية إقتصادية لمصر جعلت الغرب يحاول التخلص منها بشتي الطرق, وبالفعل تحقق لهم ماارادوه مع بدايات الحرب العالمية الاولي. إذا كان الفيلم تناول كيفية إنشاء وتكوين هذا العالم الاقتصادي الذي راعي حرب في إنشائه كافة التفاصيل بداية من العامل واحتياجاته ونهاية بشكل حياته وتاثيرها علي العمل;فإن ما جاء بالفيلم ويعتبر جزءا مؤثرا..ما سماه المخرج الجزء الذي ستحذفه الرقابة لانه يحتوي علي توصيف حال هذه المنشأت الان في تحليل الضيوف المعلقين علي اجزاء الفيلم التي اخذت شكل التبويب الروائي في التعرض لكل جزء..ولعل ارائهم جاءت متفقة مع الراي الشعبي الان في ان الخصخصة وبيع القطاع العام اثناء النظام السابق ادي إلي تدمير الصناعة والتجارة المصرية وتدمير الحياة الاجتماعية لعائلات كثيرة بسبب تسريح العاملين بهذه المنشأت. إن الفيلم علي الرغم من انه النسخة الاولي التي لم تكتمل بسبب ان انتاجه من قبل المركز القومي للسينما في ايام النظام السابق; ألا ان مخرجه نال مساعدة القدر وسقوط النظام ليضيف جزء حذفته الرقابة لتصبح الصورة مكتملة بين السينما والمثقفون وافراد الشعب في ان ما حدث هو تخطيط مابين النظام السابق ودول اخري; ودلل الفيلم علي هذه الرؤية برأي الكاتب سعد هجرس حين قال ان مشاريع محمد علي وطلعت حرب وجمال عبد الناصر رغم نجاحها في البداية الان ان القوي الغربية تسعي دائما لهدمها لانها ضد مصالحه ودائما ماتنجح..وارجع هجرس سبب النجاح في تدمير هذه المشاريع الي ان الشعب لم يكن مشارك في تكوينها وصياغتها وبالتالي فهو بعيد عنها لفقدانه احساس المشاركة مما يجعل دفاعه عنها شبه مستحيل. فيلم صور قبل ثورة25 يناير بفترة طويلة ولكن واقعه جاء محللا لحال نظام ورغبة شعب ولو عرض قبل هذا اليوم لكان مؤشرا علي تحفيز الجماهير..النقطة الثانية التي طرحها الفيلم قبل الثورة التي ارادتها مطلب شعبي وحق تمثلت في راي هجرس في ضرورة مشاركة الشعب الرأي في المشاريع القومية لضمان حمايتها. الفيلم تأريخ لجيل صنع الاقتصاد المصري وجيل دمر ما صنعه سابقيه,وعلي مخرجه ان يهتم بنسخة عمله ومعالجة مابها من سلبيات لان عمله توثيقي حقيقي للتاريخ المصري خاصة الاقتصادي والسياسي.