عواصم عالمية- وكالات الأنباء- باريس من حازم فودة- فيينا من مصطفي عبدالله: أثارت الانفجارات والحرائق التي اندلعت في مفاعلات محطة فوكوشيما النووية في اليابان حالة من الذعر والهلع والهوس في عدد كبير من دول العالم خشية تكرار مثل هذه الكارثة غير المسبوقة فقد دعا مفوض الاتحاد الأوروبي لشئون الطاقة جونتر أوتينجر أمس- خلال اجتماع طارئ لخبراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي ببروكسل- إلي إعادة تقييم عالمي للطاقة النووية. وقال في تصريحات للقناة الأولي في التليفزيون الألماني إيه.آر.دي إنه يجب علي الدول الأوروبية مناقشة هذه القضية مع الولاياتالمتحدة والصين, مؤكدا ضرورة تنسيق المقترحات حول استخدام الطاقة النووية بينهم و توسيع شبكات توصيل وتخزين الطاقات البديلة علي مستوي القارة للحفاظ علي إمدادات الطاقة فيها. كما أكد أوتينجر أن أوروبا ستتأثر أيضا بالتحول الحالي في سياسة الطاقة النووية بألمانيا, وقال: عندما تقوم عضو كبير في الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا بمراجعة وضع الطاقة النووية في البلاد فإن ذلك سيكون له عواقب علي البنية الأساسية الأوروبية وتأمين إمدادات الكهرباء والطاقة بوجه عام.. و أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساء أمس الأول أنها ستجمد خطط الحكومة بشأن تمديد فترات عمل المفاعلات النووية لمدة ثلاثة أشهر. وكانت ألمانيا قد قررت إخراج عدد من مفاعلاتها النووية القديمة من الخدمة في ضوء الكارثة النووية في اليابان إثر الزلزال الذي ضرب البلاد الجمعة الماضية وأعقبه موجات تسونامي. في الوقت نفسه, أعلنت مصادر روسية أن مستويات الاشعاع في منطقة فلاديفوستك الواقعة علي بعد نحو800 كيلومتر شمال غربي محطة فوكوشيما للطاقة النووية ارتفعت بشكل طفيف ولكنها ظلت في نطاق المستويات العادية. ومن جانبه, أمر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين السلطات المعنية بشئون الطاقة بالبدء في إجراء مراجعة مستقبلية لقطاع الطاقة النووية في البلاد وتسليمه خلال شهر. وقال في اجتماع رسمي إنه طلب من كل من وزير الطاقة والوكالة النووية ووزارة البيئة عقب زلزال اليابان المدمر إجراء تحليل للوضع الحالي لقطاع الطاقة النووية في روسيا و رسم مخطط لتنميته في المستقبل. واعلن آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي خلال اجتماعه بنظرائه في مجموعة الدول الثماني أمس أن المفاعل النووي في اليابان يشكل تهديدا كبيرا للغاية مؤكدا أن الوضع الحالي بالغ الخطورة. وعرض جوبيه علي نظيره الياباني تاكيكي ماتسوموتو جميع المساعدات التي تتطلبها الحكومة لمواجهه الخطر المتصاعد للكارثة النووية, وأشار إلي أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لطمأنة الشعوب من استبعاد حدوث تسرب إشعاعي.