أكد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة، جونتر أوتينجر، مطلبه بإعادة تقييم عالمي للطاقة النووية. وقال أوتينجر، اليوم الثلاثاء، في تصريحات للقناة الأولى في التليفزيون الألماني (إيه.آر.دي) إن يتعين على أوروبا التفكير في مناقشة هذا الأمر مع الولاياتالمتحدة والصين. وأكد الألماني أوتينجر ضرورة أن يتم في أوروبا تنسيق المقترحات حول استخدام الطاقة النووية بين دول القارة، موضحا أنه ليس من المجدي أن يتم التفكير في هذا الموضوع على المستوى المحلي لضمان أمن أوروبا. وفي سياق متصل أشار أوتينجر إلى أن أوروبا ستتأثر أيضا بالتحول الحالي في سياسة الطاقة النووية بألمانيا، وقال: "عندما تقوم عضوة كبيرة في الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا بمراجعة وضع الطاقة النووية في البلاد، فإن ذلك سيكون له عواقب على البنية الأساسية الأوروبية، وتأمين إمدادات الكهرباء والطاقة بوجه عام". وأكد أوتينجر أنه يتعين في ذلك الحين توسيع شبكات توصيل وتخزين الطاقات البديلة على مستوى أوروبا، للحفاظ على إمدادات الطاقة في القارة. يذكر أن ألمانيا قررت إخراج عدد من مفاعلاتها النووية القديمة من الخدمة في ضوء الكارثة النووية غير المسبوقة في اليابان، إثر الزلزال الذي ضرب البلاد الجمعة الماضية، بالإضافة إلى المد البحري العاتي "تسونامي". وأعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل مساء أمس الاثنين، أنها ستجمد خطط الحكومة بشأن تمديد فترات عمل المفاعلات النووية لمدة ثلاثة أشهر. ومن ناحية أخرى ذكر خبير في منظمة "جرينبيس" الدولية المعنية بشؤون البيئة أن بيانات الحكومة اليابانية حول تضرر إحدى حاويات المفاعلات في محطة "فوكوشيما" للطاقة النووية تشير إلى "بعد جديد في الكارثة". وقال خبير الطاقة، توبايس مونشماير، اليوم في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه إذا صحت هذه المعلومات فمن الممكن أن تتسرب كميات كبيرة من الإشعاعات النووية، موضحا أنه لا يمكن حاليا تقدير سرعة انتشار تلك الإشعاعات. وكان المتحدث باسم الحكومة اليابانية ، يوكيو إدانو، ذكر صباح اليوم أن جزءا من حاوية المفاعل تضررت جراء الانفجار الذي وقع في المفاعل رقم 2 بمحطة "فوكوشيما 1" في حوالي الساعة السادسة صباحا (التوقيت المحلي). يذكر أن الانفجارات السابقة التي حدثت في المحطة لم تسفر عن تضرر في حاويات المفاعلات. كما حذرت الحكومة اليابانية من وقوع أضرار صحية جراء زيادة معدلات الإشعاعات المتسربة. وقال مونشماير: "إذا صحت تلك البيانات فيتعين توقع حدوث بعد جديد للكارثة".