رغم الحزن الشديد الذي ظهر علي ملامح اسر الشهداء بعد مقتلهم برصاص الغدر.. فإنهم أكدوا بأنهم فخورون بأبنائهم واشقائهم الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية واسقاط النظام. هذا ماأكدته اسرتي الشهيدين فؤاد سليمان29 سنة مهندس سيارات ومصطفي زينهم ربيع24 سنة حيث اختلطت دموع الحزن علي فراقهما وفرحة الاستشهاد بهما في عيون شقيقة الأول وشقيق الثاني الذي أكد أنه يعاني الآن في عملية صرف المعاش الاستثنائي الذي اعلن عنه المسئولون في الصحف. في البداية يقول خلف سليمان25 سنة سائق شقيق الشهيد فؤاد أن شقيقه استشهد يوم جمعة الغضب حيث كان متوجها هو واسرته لحضور الاحتفال بأسبوع أحد ابناء اقاربهم وعندما علم بتوقف الحركة المرورية بالشوارع لم يذهبوا الي الحفل.. وعاد هو وزوجته وشقيقته وشقيقه الي المنزل وفي تمام الساعة العاشرة مساء خرج فؤاد الي الشارع عندما علم ان هناك مظاهرات امام قسم ثاني شبرا الخيمة.. ويضيف خلف والدموع في عينيه انه طلب من شقيقه عدم الذهاب الي المظاهرات فأجاب عليه بانه لا يخشي شيئا وبعد نصف ساعة علم من أحد أصدقائه انه اصيب بطلقات نارية.. فهرول مسرعا الي هناك فوجدة به اصابات طلقات نارية بالصدر والرقبة فقام بنقله الي مستشفي ناصر العام وعندما وجد الأهمال بصورة شديدة قام بنقله الي مستشفي الساحل حيث اجريت له عملية شق حنجري وتم استخراج الرصاصة التي كانت برقبته ولكنه لفظ انفاسه الأخيرة بعد اجراء الجراحة. وقالت شقيقته نرجس والدموع تنزف من مقلتيها انها طلبت من شقيقها عدم المشاركة في المظاهرات حيث كانت قد شاهدت رؤية في منامها قبل25 يناير بأسبوع ان شقيقها الشهيد مصاب بطلقات نارية وملقي علي الأرض وابلغت شقيقها بهذه الرؤية ولكنه قال لها لا تخافي.. وقبل الحادث بيوم واحد اتصلت به هاتفيا وكررت طلبها فقال لها انه وعدها بعدم الذهاب ولكنه خالف وعده معها وقال لها انه قام بدفع جميع المبالغ المالية التي كان قد اقترضها لمساعدة شقيقه في زواجه وكان محدد موعد الأسبوع القادم لخطبة احدي الفتيات للزواج منها. وقالت انه ذهب الي قسم شرطة شبرا مع اصدقائه ولم تعلم باصابته إلا من والدها الذي يعيش معه في المنزل.. وقالت انها فخورة باستشهاد شقيقها رغم الحزن الشديد الذي تمر به وانها لا تعلم كيف يتم صرف المعاش الاستثنائي الذي تم الاعلان عنه. وقالت هند نشأت زوجة شقيقة انه قبل خروجة بساعات قام بتوديع الجميع وكأنه يعلم بانه سوف يفارق الحياه وقام بوداع شقيقه بالأحضان ولأول مرة يحدث ذلك. كما كان يلوح بأيديه وهو يبتسم ولم نفسر ذلك إلا بعد أن لفظ انفاسه الأخيرة. وطالبت هند بضرورة تقديم الجاني الي ساحة العدالة لانهم تقدموا ببلاغ الي النائب العام واتهموا من اطلقوا الرصاص عليه من ضباط الشرطة بقسم ثاني شبرا الخيمة. شهيد كلية الحقوق ومن اسرة الشهيد مصطفي زينهم ربيع24 سنة قال شقيقه طارق زينهم انه يعمل محاميا وحتي الآن لم يتمكن من اثبات شقيقه خلال الأوراق الرسمية بوزارة المالية من اجل الحصول علي معاش استثنائي. واضاف ان شقيقه كان متفوقا في دراسته الجامعية لان أمنيته كانت ان يكون وكيلا للنائب العام. وأشار الي انه استشهد امام مبني مجلس الشعب بشارع القصر العيني عندما شارك مع الشباب حيث اصيب بثلاث طلقات نارية في صدره عندما حاول القاء القنبلة المسيلة للدموع بعيدا عنه.. وأضاف ان أحد اصدقائه طلبوا منه الخروج معهم للمشاركة في الثورة فذهب ولكنه لم يرجع المنزل مرة اخري إلا جثة هامدة.. وأوضح أنه فور اصابته اتصل به أحد زملاءه وابلغوه انه اصيب وتم نقله الي مستشفي قصر العيني الفرنساوي فلم يهتموا به وتم نقله الي قصر العيني القديم ولكنه لفظ انفاسه الأخيرة. واضاف ان والدهم بالمعاش وله شقيق اصغر منه وشقيقه وتوجهوا لصرف المعاش لم يتمكنوا حتي الآن.. وقال إن الشهيد كان يقوم بالانفاق علي نفسه من خلال عمله في محل للموبايلات الذي كان قد استأجره منذ فترة وانه فخور بشهادته وان الاعمار بين ايدي الله العلي القدير.