انتقد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, التدخلات الأوروبية في أوضاع الدول العربية والإسلامية, تحت دعوي حماية حقوق الأقليات. مؤكدا ان مصر تهتم بقضاياها وتعي مشاكلها, وانها الأقدر علي حلها في إطار سياقها الحضاري ووحدة شعبها المسلم والمسيحي الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ دون وصاية من أحد, وأن اختلاف الدين لا يعني نفي الشعوب ولا تقسيمها, مطالبا الغرب بتناول جميع قضايا المنطقة بما تضمه من شعوب مختلفة وثقافات دون تجزئة او تحيز لطرف دون الآخر, في اطار معايير عادلة تحافظ علي وحدة ثقافتنا حتي لا يبدو الغرب وكأنه الوصي الذي يصدر الأوامر والمحامي المدافع, عن قضايا يتصور أننا نتجاهلها او غير واعين بها. جاء ذلك خلال لقائه بمشيخة الأزهر ظهر أمس بالسفير الإسباني بالقاهرة أنطونيو لوبيز, والذي تترأس بلاده رئاسة الدورة الحالية للأتحاد الأوروبي والوفد المرافق له. وقال الدكتور محمود العزب مستشار شيخ الأزهر لحوار الأديان, أن الإمام الأكبر طالب خلال اللقاء, الاتحاد الأوروبي والدول الغربية, بالعمل معنا لبحث وإزالة الأسباب الحقيقية التي تولد التوتر والعنف في المنطقة, وفي مقدمتها الأوضاع في العراق وافغانستان, وما يعانيه الشعب الفلسطيني منذ أكثر من60 عاما, والذي لا يتكلم عنه أحد في اوروبا, والتصدي لممارسات اليمين المتطرف الإسرائيلي الذي يبيد الفلسطينيين ويهدم منازلهم ولا يحترم قرارات الأممالمتحدة والمجتمع الدولي. من جانبه عبر السفير الإسباني عن تقدير بلاده لدور الأزهر في حوار الأديان والثقافات, مؤكدا سعي دول الاتحاد الأوروبي نحو المساعدة في حل القضية الفلسطينية لإقرار السلام, وأن الإتحاد الأوروبي يسعي جاهدا نحو ترجمة تلك المواقف الي خطوات فاعلة تحقق العدالة في الشرق الأوسط وتنهي قضاياه العالقة في فلسطين والعراق وافغانستان, كما أشاد بالدور المصري في إنجاح جهود محاربة الإرهاب وتحقيق السلام في الشرق الأوسط من ناحية اخري يلقي ممثل وزارة الخارجية الألمانية لحوار الأديان السيد هاينرس كريس, والذي يزور مصر حاليا علي رأس وفد من وزارة الخارجية والبرلمان الألماني, محاضرة بمشيخة الأزهر في الثانية عشر ظهر اليوم الثلاثاء, حول رؤية السياسة الخارجية الألمانية لمستقبل الحوار الإسلامي المسيحي, وذلك بحضور أعضاء لجنة حوار الأديان بالأزهر وعدد من علمائه. وكان الأمام الأكبر قد استقبل بمكتبه ظهر أمس ممثل وزارة الخارجية الألمانية لشئون حوار الأديان والقنصل الألماني بالقاهرة, وبحث اللقاء موقف الإسلام من حرمة الإعتداء علي الكنائس ومستقبل حوار الأديان, وجدد الإمام الأكبر, خلال اللقاء رفض مصر للمحاولات الخارجية للتدخل في الشأن الداخلي, وطالب الغرب بالتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين, والإسراع بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية والعراق وافغانستان.