أعلن فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, ترحيبه بانضمام الجاليات المصرية بالخارج مسلمين وأقباطا إلي مبادرة بيت العائلة المصرية التي أطلقها الأزهر الشريف لمواجهة الفتنة والاحتقان الطائفي. وأبدي خلال لقائه أمس وزيرة القوي العاملة السيدة عائشة عبدالهاي و40 شخصية من رموز الجاليات المصرية بأوروبا وأمريكا من المسلمين والأقباط ترحيب الأزهر الشريف بتأسيس مراكز إسلامية بالخارج, والتواصل مع الجميع مسلمين وأقباط. كما بين لهم شيخ الأزهر حقيقة الأوضاع بين المسلمين والاقباط الذين يعيشون في وطن واحد, وحرمة الاعتداء علي دور العبادة,ورعاية الاسلام لحقوق شركاء المجتمع, ورفض علماء الأزهر لكل عمل إرهابي يهدد الوحدة الوطنية, مؤكدا أن ما حدث في الإسكندرية يشكل عدوانا علي جميع المصريين مسلمين ومسيحيين. وأعرب أعضاء الوفد عن تأييدهم لمبادرة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بإطلاق مشروع بيت العائلة المصرية مطالبين بالانضمام إلي هذا المشروع وتمثيل الجالية المصرية المسيحية والمسلمة في هذا المشروع. كما طالب أعضاء الوفد مسلمين ومسيحيين أن يبادر الأزهر بتأسيس مراكز ثقافية إسلامية مستنيرة في عدد من العواصمالغربية, وإرسال أئمة مستنيرين لمقاومة التطرف الذي يأتي من بعض بلاد آسيا. ووعد الامام الأكبر بتنفيذ تلك المطالب وترحيبه بانضمام الجاليات الإسلامية والقبطية بالخارج لمبادرة بيت العائلة المصرية وتحقيق جميع رغباتهم التي تصب في المصلحة العليا للوطن. ومن ناحيه أخري جدد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, رفض مصر للتدخلات الأوروبية في الشأن الداخلي, والمحاولات الأوروبية للتدخل في الشأن المصري تحت دعوي حماية الأقليات المسيحية. وقال الإمام الأكبر, إن المصري المسلم هو الأقرب للمصري القبطي من أية جهة خارجية, وأن جميع المصريين يعتصمون بوحدتهم الوطنية التي سادت عبر قرون طويلة, وحرص مصر علي أن يبقي الأخوة الأقباط كجزء رئيسي من المجتمع يسهم في تقدمه ورخائه. جاء ذلك خلال استقبال فضيلته لرئيس الكتلة البرلمانية المشتركة للديمقراطيين المسيحيين في البرلمان الألماني السيد كاودور, وممثلة الكنائس في الكتلة البرلمانية الألمانية ماريا فلاش بارت, ونائبة رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني السيدة أوت جرانولد, الذي يزور مصر حاليا في إطار مبادرة الكتلة البرلمانية للأحزاب المسيحية في البرلمان الألماني لتبني قرار يدعو الي حماية الحريات الدينية في جميع أنحاء العالم, خاصة المسيحيين. وأكد الإمام الأكبر تقدير مصر لكل جهد يهدف الي محاربة الإرهاب والي تأكيد التضامن والتعايش بين اتباع الديانات جميعا. وأوضح الإمام الأكبر أن المسيحيين في مصر عاشوا آمنين مطمئنين لمدة14 قرنا ولم يمسسهم سوء, ولم يتعرضوا لأذي, وأن مصر لم تعرف سياسات التطهير العرقي أو الديني التي شهدتها أوروبا, وأن المسلمين هم الذين احتضنوا اليهود عندما قامت الدولة المسيحية في إسبانيا بطرد المسلمين واليهود معا تحت شعار وطن واحد وشعب واحد ودين واحد, وأن الشرق الإسلامي يحرص دائما علي أن يكون وطنا جامعا للمؤمنين من جميع الأديان. من جانبه, أشاد الوفد المسيحي الألماني بالدور المصري في إنجاح جهود محاربة الإرهاب وتحقيق السلام في الشرق الأوسط, مؤكدين أن زيارتهم لمصر تأتي تضامنا مع المسيحيين المصريين والاطلاع علي حالة الأقباط والأقليات المسيحية الأخري في مصر, بعد الحادث الإجرامي الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية.