منذ سنوات ليست ببعيدة, تعانق الهلال مع الصليب فوق منبر الأزهر الشريف, وتلاحم المصريون مسلمون واقباط لتحرير وتطهير تراب الوطن من المحتلين. ومن نفس المنبر نادي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر, فور وقوع الحادث الإجرامي البشع الذي شهدته كنيسة القديسين بالإسكندرية, بتعانق الهلال مع الصليب, واعلن إطلاق مشروع بيت العائلة المصرية والذي يضم في عضويته رجال الدين الإسلامي والمسيحي وكبار المفكرين والمثقفين والعقلاء من الجانبين ليكون صوتا واحدا للأزهر والكنيسة. جاءت المبادرة الأزهرية التي أشاد بها الجميع, لتصب الماء علي نار الفتنة التي تهدد بحرق الوطن, وتستهدف أمن واستقرار المصريين, وتعلي صوت العقل فوق دوي الانفجارات وهتافات النعرات الطائفية, وتسعي لإزالة كل اسباب الاحتقان الطائفي, وتقدم الحلول الواقعية للمخاطر التي تهدد مستقبل البلاد. وفي الوقت الذي تضافرت فيه جهود كافة مؤسسات الدولة الدينية والرسمية والشعبية واظهرت المعدن الاصيل للمصريين لتجاوز أحداث الاسكندرية, اعلن علماء الدين ورجال الازهر والكنيسة والمفكرون عن ترحيبهم بمبادرة شيخ الأزهر, مطالبين الجميع بدعمها لتكون صوتا حكيما عاقلا, ينادي بسماحة الإسلام والمسيحية ويزيل أي أسباب مفتعلة للاحتقان والتوتر من الطرفين, ويحول دون تكرار مثل تلك الأحداث المؤسفة, ويقطع الطريق علي المزايدين والمتربصين بأمن واستقرار مصر ووحدة المصريين. حلول واقعية للمشكلات الطائفية ويوضح فضيلة الأمام الأكبر فكرة مشروع بيت العائلة المصرية والهدف منه قائلا: إن هذه اللجنة التي من المقرر بدء العمل بإجراءاتها التنفيذية خلال أسبوعين ستضم في عضويتها عددا من رجال الأزهر والكنيسة, المفكرين والمثقفين من كلا الطرفين, وستناقش كل ما يتعلق بالمسلمين والمسيحيين, وتستمع للجميع, وتبحث أسباب للتوتر, وتقترح الحلول المناسبة لها, وترفعها إلي أولي الأمر والمؤسسات المعنية للتعامل معها ووضع الحلول المناسبة لها, وتم التشاور مع الكنيسة المصرية لإطلاق هذا المشروع الذي سيكون بمثابة صوت للأزهر والكنيسة وسيلتقي المختصون من الجانبين أسبوعيا لبحث أية قضايا جديدة تتعلق بالجانبين. وتهدف هذه اللجنة الي إزالة أي أسباب للاحتقان والتوتر التي يتلقفها المتربصون بمصر لإثارة الفتنة الطائفية الغريبة علي المجتمع المصري منذ قديم الزمن, حيث لم تشهد مصر منذ زمن بعيد أية فتنة طائفية, كما تهدف اللجنة الي التصدي للحركات السيئة التي تسعي للنيل من أمن مصر, وتم التشاور مع الكنيسة المصرية لإطلاق هذا المشروع ونحن بانتظار الاسماء التي سيتم اختيارها من جانب الاخوة الاقباط. وأكد شيخ الأزهر الشريف أن الوحدة الوطنية تكليف ديني للمسلمين وأساس عقائدي لايمكن المساس به, مؤكدا أن العلاقات الوثيقة بين المسلمين والمسيحيين كانت الرادع لأي خلاف, مرحبا بالتعاون الوثيق بين الأزهر والكنيسة لترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية الحقيقية والحفاظ عليها, والتصدي معا لمحاولات المساس بها, ومواجهة الرياح العاتية السوداء التي تأتي من الخارج وتستهدف الاستقرار الوطني والأخوي بين المسلمين والمسيحيين. وشدد شيخ الأزهر علي أن وقوف المصريين جميعا متشابكي الأيدي من مسلمين وأقباط هو القادر علي مواجهة أي دعاوي للفتنة الطائفية ولقطع الطريق علي هذا الإرهاب الأسود الذي يتربص بمصر وشعبها. وأكد أن الأزهر والكنيسة منتبهان تماما لكل محاولات ضرب الوحدة الوطنية والاستقرار بين المسلمين والمسيحيين في مصر, ونحن نعي تماما محاولات المغرضين لضرب الوحدة الوطنية, وندرك جيدا أن هناك محاولات وأيادي أجنبية تسعي نحو ضرب الوحدة الوطنية والاستقرار بين المسلمين والمسيحيين في مصر, ومن واجب ودور الازهر الذي يقوم به دائما علي مر الازمان والعصور الحفاظ علي الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين والتصدي لكافة محاولات النيل منها, وأن الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في مصر قوية ومتينة وتقوم علي أسس راسخة ولا يكدر صفوها أي حدث عارض, وأن المسلمين والمسيحيين في مصر تظلهم سماء واحدة وتقلهم أرض واحدة, وتربطهم مصالح مشتركة, كما تربط بينهم رابطة الإخوة الإنسانية في أبهي صورها, ويجب ان تتضافر كافة جهود الشعب من مسلمين ومسيحيين من أجل رفعة الوطن, وأن تخلو العلاقة بينهما من كل ما من شأنه أن يكدر صفو الأمن الذي تنعم به مصر. كما أشار الدكتور احمد الطيب إلي أن مجمع البحوث الإسلامية قرر عقد لقاءات وندوات دينية شهرية بهئية قصور الثقافة بالتنسيق مع وزارتي الأوقاف والثقافة لنشر مفاهيم الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات الطائفية والمذهبية في كل مساجد الجمهورية والتنبيه علي الأئمة والوعاظ بهذا الصدد, وتبني الخطاب الديني لمسألة التاكيد علي احترام المسلمين وايمانهم بالإنجيل والتوراة التي جاءت بالقرآن, والاهتمام بمناهج التعليم والإعلام المعتدل لنشر مفاهيم الوحدة الوطنية ومراعاة الجانب الاجتماعي والتربوي. الأعضاء.. وآليات العمل وحول اعضاء مشروع بيت العائلة المصرية وآليات عمله أوضح الدكتور محمود العزب مستشار شيخ الأزهر لحوار الاديان ورئيس مركز حوار الاديان بالأزهر الشريف, أن الامام الأكبر الدكتور احمد الطيب عرض مشروع بيت العائلة علي قداسة البابا شنودة خلال تأدية واجب العزاء في ضحايا الحادث الاليم الذي شهدته الإسكندرية وذلك خلال لقائة بقداسة البابا شنودة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ظهر الأحد الماضي, حيث تضمن مشروع بيت العائلة المصرية اسماء7 من كبار علماء الدين الاسلامي من ابرزهم الامام الأكبر شيخ الازهر والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف, و5 من المفكرين المسلمين من خارج المؤسسة الأزهرية, وجميعها اسماء مشهود لها بالكفاءة والاعتدال والقدرة علي ادارة حوار هادئ يحافظ علي امن مصر وسلامتها وابراز الصورة الحقيقية السمحة للإسلام, ووضع الحلول التي تكفل مواجهة كافة الأمور العالقة وتزيل اسباب الاحتقان, موضحا ان مشيخة الأزهر الشريف بانتظار موافقة الكنيسة وتحديد اسماء اعضاء اللجنة من الجانب المسيحي لبدء اللجنة في مباشرة عملها خلال الاسبوع المقبل. وحول آلية عمل اللجنة قال الدكتور محمود العزب ان مشروع بيت العائلة المصرية تم اعداده منذ اكثر من شهرين, ولم تكن الفكرة وليدة اللحظة أو كرد فعل لحادث الاسكندرية كما يعتقد البعض, ومن المقرر ان تعقد اجتماعات اعضاء بيت العائلة المصرية مرة كل اسبوع وبصفة دورية, للاستماع الي المشكلات التي تواجه كلا الطرفين وبحث ما يطرأ من احداث وممارسات تؤدي الي الاحتقان ودراسة اسبابها الداخلية والخارجية, علي كافة الاصعدة, والتوجه الي صناع القرار والمؤسسات الرسمية والاعلامية لتبني تلك التوصيات, وحث وسائل الاعلام علي الالتزام بالقضايا الوطنية واعلاء قيم المواطنة ومسئولية الوطن العليا, وان بيت العائلة المصرية سيتبني تفعيل مبادرات وعقد ندوات ومؤتمرات للحوار بين الأديان في القواسم المشتركة بينهم وعلي صعيد شعبي وليس حكومي وأن يكون بعيدا عن العقائد لكل طرف منعا للصدام, تشارك فيه كافة الكنائس المصرية. تفعيل مبدأ الدين لله والوطن للجميع من جانبه أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية, أهمية مبادرة شيخ الأزهر, وتفعيلها من أجل العمل علي وحدة الصف الوطني, وتحقيق مبدأ أن الدين لله والوطن للجميع, وان المصريين جميعا أسرة واحدة لا فرق فيها بين مسلم ومسيحي, وقال ان دور علماء الدين خلال المرحلة المقبلة يجب ان يتركز من خلال تلك اللجنة علي الحث علي تحقيق الأمن والسلام لجميع أفراد هذا الوطن, فالإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة ولا ينفصل احدهما عن الأخر,وان التحديات الراهنة تفرض علينا تأكيد الوحدة الوطنية وبيان انها واجب ديني, وواجب وطني لأن الوطن هو صنو لهذا الإنسان, وعملا بقول الله عز وجل:واعتصموا بحبل الله جميعا, وفي هذه الآية الكريمة جاء الخطاب للأمة جميعا بكل مقوماتها, وناشد الدكتور واصل, الحكومة وجميع المؤسسات بدعم تلك المبادرة ونبذ الفرقة ومقاومة كل من يحاول بثها, وأن نكون جميعا علي قلب رجل واحد, لدرء هذه الفتنة التي تطل برأسها علينا, وأن نأخذ جميعا علي يد المتطرفين بالحكمة والموعظة الحسنة. صوت العقل والحكمة وقال الدكتور احمد عمر هاشم, عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر السابق, ان بيت العائلة المصرية مبادرة جيدة نحن في امس الحاجة اليها, مطالبا بأن تنهض كافة مؤسسات الدولة وعلي رأسها المؤسسة الدينية وكافة شرائح وقطاعات المجتمع لتقف وقفة واحدة لدرء هذا الخطر الذي يهدد امن مصر ووحدتها, مما قد يجر مشكلات كبري, مطالبا الجميع بدعم تلك المبادرة والرجوع الي صوت العقل, وان يقف الجميع علي قلب رجل واحد لدرء هذا الخطر عن ارض الكنانة. مرجعية حقيقية للجميع ويصف الدكتور مبروك عطية استاذ ورئيس قسم اللغويات بجامعة الأزهر تلك المبادرة ب البشري الطيبة التي ستعبر عن كيان الأمة, وقال: ان هذا البيت سيشكل المرجعية الحقيقية للمسلمين والمسيحيين علي السواء, بما تضمه من علماء وعقلاء من الجانبين, ونخبة واعية تدرك أهداف المشروع وثمرته المرجوة, والسبيل الذي أرجوه أن يكون في هذا المشروع هو قناة فضائية علي أعلي مستوي فنحن في زمن المشاهدة فالناس يشاهدون أكثر مما يقرأون, مطالبا رجال الدين بتبني خطاب ديني جديد يتصدي للنزاعات الطائفية, واشاعة السماحة وتزكية النفوس وبناء الإنسان علي مكارم الأخلاق, وبيان أننا جميعا أبناء وطن واحد نتعاون علي البر والتقوي لا علي الإثم والعدوان, كما طالب الدكتور مبروك عطية بأن يحمل مشروع بيت العائلة علي عاتقه إعادة النظر في دور وسائل الإعلام والبرامج والصفحات الدينية محذرا من ضرب الوحدة الوطنية والإساءة إلي الأديان تحت دعوي حرية التعبير, وعدم ترك الأمر إلي الهواة وغير المحترفين. كما طالب مشروع بيت العائلة المصرية بتقديم توصيات لدوائر صنع القرار بتفعيل دور المؤسسات التربوية والمدارس لتربية الأجيال الجديدة علي حب الوطن, واعداد المعلم علي اعلي مستوي علمي وثقافي, حتي يستطيع تنشئة أجيال قوية صلبة لا يستطيع أحد التأثير عليها أو سلب عقولها. رأي حكيم.. ومصلح وإذا كان علماء الأزهر قد طالبوا بدعم مبادرة شيخ الأزهر فإن رجال الدين المسيحي يعلقون آمالا كبيرة علي تلك المبادرة ويقول القس يوحنا قلته نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر: هذا رأي حكيم ومصلح, فنحن نحتاج أن نجتمع سويا لنفهم بعض أكثر, ونناقش سويا أي مشكلات أو قضايا تعترضنا, فهذا المشروع خطوة رائعة وكلنا نؤيد شيخ الأزهر في تلك المبادرة التي نحن الآن في امس الحاجة اليها, فما حدث في الاسكندرية ليس فتنة طائفية, إنما هو تخطيط وتدبير ضد مصر يستخدم عناصر داخلية, فمصر مخيفة لبعض الدول بحجمها وحضارتها وتاريخها, والمستهدف من هذا الحادث هو الوطن كله بأقباطه ومسلميه, فلا يمكن أن يتيح دين من الأديان تخريب دور العبادة, فدور العبادة حتي في أيام الحروب تعتبر أماكن مقدسة لا يمكن التعدي عليها. وطالب رجال الدين المسيحي والاسلامي بتشجيع الناس علي التنمية والترقي وتوعية الناس بالمعني الحقيقي للدين, وأن نختار من الآيات والنصوص المقدسة ما يلائم العصر, فالأديان وسيلة في خدمة الإنسان وليس العكس, ولايمكن أن يشجع الدين علي الإرهاب والتدمير, فالدين المسيحي أو الإسلامي يدعو إلي السلام والمودة والرحمة وهذا ما ينبغي علي رجال الدين نشره وتوعية الناس به, وأن يكون محور الخطاب الديني سمو الروح وليس العداء مع الآخر وكراهيته, لكن قبل الخطاب الديني فنحن نحتاج إلي رجل دين مستنير إنساني النزعة ليكون الخطاب الديني رائعا. والأهم من كل ذلك إشراك منظمات المجتمع المدني في ازالة تلك الخلافات, فالحكومة لاتستطيع وحدها فعل ذلك وأنا أطالب بمساحة أوسع للمنظمات المدنية, والاهتمام بالقضية التعليمية كموضوع متكامل, فالنظام التعليمي في حاجة إلي غربلة كاملة, فنحن نريد أن ننشيء ثقافة إنسانية شاملة تحترم الجنس البشري والتعدد والاختلافات. مؤسسة قوية لمواجهة الأزمات أما القس الدكتور أندريه زكي رئيس الهيئة القبطية الانجيلية فقد أشاد بمبادرة شيخ الأزهر, مطالبا بتحويلها الي مؤسسة منهجية قوية قادرة علي مواجهة الأزمات, وتسعي نحو نبذ التطرف ونشر سماحة الأديان, وتعمل علي ازالة جميع اسباب الاحتقان الطائفي, وان تكرس لقيم المواطنة في المناهج التعليمية والمؤسسات والوسائل الاعلامية, وتدفع رجال الدين نحو تبني خطاب ديني يتناسب مع روح وثقافة العصر ومتطلبات المجتمع وربط المفهوم الإيماني بالإنتماء الوطني وابراز قيمة الاخر وحقوقه وواجباته, وحث منظمات المجتمع المدني علي النهوض بدورها في نشر تلك الثقافة وخلق مشروعات مشتركة تعضد مفهوم السلام الاجتماعي, والنظر الي المصلحة العامة للمجتمع المصري. لم شمل الجماعة المصرية من جانبه يري المفكر الإسلامي الدكتور طارق البشري أن المبادرة التي أطلقها الإمام الأكبر سيكون لها دور كبير في لم شمل الجماعة المصرية تحت مظلة الأزهر والكنيسة,لأن إنشاء تكوين مصري يضم المصريين جميعا مع اختلاف عقائدهم من أجل النقاش والحوار حول قضايا المجتمع المصري وكل ما يرتبط بالعلاقة بين أبناء المجتمع مسلمين وأقباطا تحت مظلة الجماعة الوطنية المصرية سيكون له دور كبير في حفظ الصالح العام وسيزيد من ترابط وتماسك المجتمع, وعندما تعقد الاجتماعات التي تناقش الأمور الخاصة بالمصريين مسلمين ومسيحيين في ظل المشاركة الإسلامية المسيحية من خلال بيت العائلة المصرية بمشاركة كبار العلماء والمفكرين المسلمين والمسيحيين بقدراتهم العالية وحسهم الوطني تجاه كل القضايا المتعلقة بأمن واستقرار الوطن, فإننا بذلك نكون قد قطعنا شوطا كبيرا في مواجهة ما يثار من خلافات من فترة لأخري حول مواقف بسيطة يقوم البعض بالتركيز عليها ومحاولة تفسيرها بطريقة تؤدي للاحتقان بين أبناء الوطن الواحد, برغم أنها مواقف تحدث بين أبناء العقيدة الواحدة, فالمؤكد أن هذه الأمور التي تؤدي لخلافات عندما تناقش في ظل مبادرة بيت العائلة المصرية ويقوم كبار المفكرين والعلماء من الجانبين بوضح الحلول لهذه القضايا والعمل الجاد علي تنفيذها أو عرض تلك الحلول علي أصحاب القرارا سيكون لها مردود كبير علي حفظ الصالح العام, والمؤكد أن هذه المبادرة سيكتب لها النجاح لكونها خرجت من الأزهر الشريف وبدعوة من الإمام الأكبر شيخ الأزهر وستلقي ترحيبا ودعما من جميع العلماء والمفكرين. تعاون فعال بعيدا عن الشكليات أما المفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب الخبير في شئون الحركات الدينية فيري في مبادرة الامام الأكبر شيخ الأزهر, نموذجا للتعاون الفعال البعيد عن الشكليات والكلام المرسل, ذلك لأنها ستكون أكثر إتصالا بالواقع فتدرس الاحتقان الموجود الذي يقره الجميع وتتوصل بطريقه علمية للحلول وتشرع في تنفيذها, ويؤكد علي ضرورة التماسك في مواجهة التحديات التي تحاول العبث بأمن وإستقرار الوطن, وأن نأخذ الدروس والعبر من الأحداث التي يمر بها المجتمع المصري في الوقت الحالي. وأكد أن مبادرة بيت العائلة المصرية تكتسب أهميتها لكونها صادرة عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي يمثل الوسطية ويقدم صحيح الدين الإسلامي الذي يدعو للتعايش مع أصحاب الديانات الأخري في سلام ويحترم الآخر, وهذه المبادرة سيكون لها الكثير من الجوانب الإيجابية التي تنعكس علي حالة الأمن الاجتماعي بين المسلمين والأقباط, فالأزهر الشريف الذي يمثل القيادة الدينية التي تعبر عن وسطية وسماحة الدين الإسلامي عندما يتلاقي مع الكنيسة من خلال هذه المبادة فإن ذلك بالقطع سينعكس علي أبناء الوطن بالكثير من الود والتسامح والترابط, بالإضافة إلي أن الحلول التي سيتم التوصل لها من خلال إجتماعات بيت العائلة المصرية ستنعكس علي الخطاب الديني في المساجد والكنائس وسيكون لهذا دور كبير وفعال في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي توجد لدي البعض من الطرفين, كما أنه من خلال هذه المبادرة فإننا نستطيع مواجهة الفكر المتعصب وقيادة الرأي العام لنشر قيم العيش المشترك التي توارثها المجتمع المصري جيلا بعد جيل, ويؤكد أن تفعيل تلك المبادرة والاستمرار في دعمها وتنفيذ ما تقره يعد حائلا ضد الأمراض الاجتماعية التي تهدف لزعزعة المجتمع المصري ونشر قيم وعادات لم يعرفها تاريخ المصريين. استثمار الروح الجديدة التي وحدت المصريين من جانبه أشاد الكاتب والمفكر القبطي سمير مرقص بمبادرة شيخ الأزهر وقال انها مبادرة طيبة من مقام رفيع ولا بد أن تستقبل بكل احترام وإجلال, وخصوصا في ظل هذه اللحظة التي يمر بها الوطن, فمصر في حاجة لحماية نواتها الصلبة التي تقوم علي وحدة مواطنيها مسلمين ومسيحيين, وكون هذه الدعوة صادرة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بما يمثله من مكانه دينية رفيعة وما يمثله الأزهر من كيان وطني وليس دينيا فقط, فالأزهر له رصيد في نفوس ووجدان المصريين جميعا وله في ذاكرتهم مواقف كثيرة تجسدت من خلال دوره الوطني عبر التاريخ في مواجهة المستعمر, وشأن الأزهر في ذلك شأن الكنيسة المصرية وبالتالي هي دعوة صائبة لجمع وحدة وشمل المصريين, وطالب الدكتور سمير مرقص الإعلام بأن يتعامل بشفافية وموضوعية مع هذه المبادرة وينبغي أن يبتعد الإعلام عن المزايدات وادعاء البطولة, فالكل يتفق علي أن مصر تمر بمرحلة مهمة, فهذا الحادث الإجرامي لم يكن يتعلق بالاعتداء علي الكنيسة فقط بل إعتداء علي جميع المصريين, فنحن أمام لحظة توحد ينبغي استثمارها لتعزيز روابط الوحدة الوطنية, وبالتالي فمبادرة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لا بد أن تحترم من الجانبين وأن نسعي جميعا لتقديم ما لدينا لنفعل تلك المبادرة ونستثمرها ونطورها وهذه ليست مسئولية الأزهر والكنيسة فقط بل كل القوي الوطنية مطالبة بدعمها, فالإعلام له دور في ذلك وكذلك الأحزاب والجامعات ومراكز الأبحاث, لأن دعم هذه المبادرة سيعالج كل الثغرات التي يحاول البعض استغلالها لضرب استقرار مصر والنيل من وحدة أبنائها.