دائما ابدا ما يقدم لنا الدكتور احمد الطيب الامام الاكبر شيخ الازهر القدوة في ان العالم المستنير هو صوت امته ودينه ويثبت ان التوجيه السليم والدعوة الصحيحة هما السبيل الي الاقناع في كل الظروف حتي الاستثنائية منها. الرجل يقدم الحجة بالحجة ويقنع مستمعيه بالمنهج الصحيح والرأي الفصل بلا اختلاط وحديثه الذي جاء بالاستضافة علي احدي الفضائيات كان دليلا قويا علي ان ما يحاول البعض إلصاقه بالدين لا اساس له من الصحة وان الاسلام هو الذي حمي علي مر العصور المسيحيين في مصر وانه علي مساحة الزمن التي امتدت ما يقارب الاربعة عشر قرنا منذ ظهوره لم يضطهد مسيحي واحد علي ارض مصر وان الاسلام ومنهجه الصحيح كان الحصن الدائم للوحدة الوطنية. الذين استمعوا للحديث من المسلمين وقبلهم اخوتنا المسيحيون سّرهم ما أورده الشيخ الجليل العالم بأمور الدنيا والدين من دلائل تؤيد ما يقول ووصفوه بالاعتدال والثقة في الحديث الذي ما أحوجنا اليه في تلك الظروف الصعبة والدقيقة التي يمر بها الوطن والذي تحاول فئة ضالة ان تنال من استقراره وامنه وسلامه الاجتماعي الذي حافظنا عليه جيلا من وراء جيل. الحجة وحدها بلا تعصب هي السبيل الوحيد لابعاد الشياطين التي تحاول ضرب الوحدة الوطنية للمسلمين والمسيحيين الذين يمثلون نسيج الامة الواحد ولو ان كل معتدل ذي حجة ورأي ادلي بدلوه الصحيح ما رأينا للمتشنجين والمتطرفين مكانا بيننا ولا تركنا الفرصة لغريب ان يخترق الصفوف ليمزق وحدتنا وهو يتربص بنا السوء. وحدة الامة والوطن لا تحتمل اية هزة وعلينا ان نتنبه لذلك وألا نعطي الفرصة من داخلنا علي طبق من ذهب لمن يريد ان يزعزعها بادعاء علي غير الحقيقة ان هناك اضطهادا لهذا علي ذاك أو ان يحاول ان يستغل اي ظروف للتأثير علي نسيج الوطن الواحد بزرع الفرقة بينهما. كلماتك يا فضيلة الامام هي دروس في سماحة الإسلام وقوة دوره باعتباره خاتم الرسالات السماوية وعندما تقول بوضوح باسم الأزهر ان المصري المسلم اقرب لاخيه المصري القبطي وترفض اي تدخل خارجي أو اجنبي في شئوننا التي نحن ادري بها فهذا دليل علي ان من يحاول الوقيعة سوف يخيب ظنه لاننا بديننا احرص علي اخوتنا في الوطن الواحد تماما كما هم حريصون علينا فلم نعرف في تاريخنا ما يفرق بيننا. ادعو من كل قلبي ان تنال دعوة الامام الاكبر الدكتور الطيب والتي اطلقها لانشاء بيت العائلة المصرية عندما زار الكاتدرائية والبابا شنودة هو والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية لتقديم واجب العزاء.. الترحيب من كل مصري ومصرية داخل الوطن وخارجه لتأكيد الوحدة الوطنية التي لم نعرف غيرها منذ وعينا علي الدنيا اذا كانت هي السبيل لمواجهة الفتنة والاحتقان الطائفي. هناك الكثيرون من العقلاء ذوي الحجة من المسلمين والمسيحيين سواء علي مستوي رجال الدين أو من الشخصيات الوطنية المؤثرة التي لها رأيها وحجتها واجتماعها في حب الوطن قطعا سيدرأ عنه اي خطر. واذا كانت الدلائل تؤكد نجاح الفكرة خاصة عندما التقي الامام الاكبر و40 من رموز الجاليات المصرية في اوروبا وامريكا من المسلمين والاقباط بصحبة وزيرة القوي العاملة عائشة عبدالهادي فان حرصنا علي ان تري الفكرة النور يجعلنا جميعا ندعو اي مستنير ان يقدم رأيه في كيفية تفعيلها فوراً واعتقد ان هذا حق مصر علينا.