حصول 36 مؤسسة تعليمية على الجودة والاعتماد بتعليم قنا    بنك مصر يطلق حملته الترويجية الجديدة لاعفاء العملاء من الرسوم الإدارية لمدة 60 يوم    وزير الصناعة يشهد توقيع اتفاقية لتحويل مراكز التدريب المهني إلى منصات لبناء كوادر فنية مصرية ماهرة    لدخول السوق الرئيسي.. بدء اكتتاب زيادة رأسمال بريمير هيلثكير في البورصة    إعلام عبرى: ترامب يعتزم اتخاذ خطوات بالشرق الأوسط دون انتظار نتنياهو    تقارير: دي بروين يوافق على الانضمام لنابولي في الصيف المقبل    لجنة الاستئناف تعلن تأجيل قرارها بشأن تظلمات الأهلي والزمالك    وفاة سيدة صدمها القطار بالشرقية    "الداخلية" تكشف تفاصيل خطف مواطن طفله من زوجته ب"توك توك"    الصور الأولى لضحايا حادث محور دار السلام بسوهاج بسبب أعمال الصيانة والرصف    رئيس الوزراء يتفقد مشروع إنشاء مستشفى أورام طنطا الجديد    16 أستاذ جامعيا يتقدمون لرئاسة جامعة بني سويف    تعليم أسيوط: الإلتزام بالجدول الزمني للإنتهاء من المواد المقررة    لا نعلم مصير 3 منهم.. إسرائيل تكشف مستجدات وضع الأسرى في غزة    سفير أوكرانيا: انتهاء الحرب العالمية لحظة فاصلة في التاريخ الإنساني    غموض حول اختفاء فتاة ببنها.. والأسرة تناشد الأمن مساعدتها في العودة    أزعجتهم خلال علاقة محرمة.. سيدة وعشيقها يقتلان رضيعة في الهرم    الفنان محمد عبد السيد يعلن وفاة والده    بعد 18 يوم من وفاته.. تشييع جثمان صبحي عطري غدًا ب دبي    طارق الشناوي: "بوسي شلبي كانت دوما بجوار محمود عبدالعزيز باعتبارها زوجته.. وهذه شهادة حق"    بيتر ميمي يروج ل"المشروع X" ويعلق: "مختلف جدًا"    «اللي في قلبهم على لسانهم».. 5 أبراج لا تعرف المجاملة    في 11 ثانية.. فقط من يتمتع برؤية حادة يعثر على القلم المخفي    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    مصر أكتوبر: نثمن تحرك الحكومة لمعالجة الإيجار القديم    هل التوتر يسبب أمراض رئوية مزمنة؟    بغرض السرقة.. الإعدام شنقًا للمتهمين بقتل شاب في قنا    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    رئيس الوزراء يتفقد مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بالغربية    محافظ مطروح يتفقد تصميمات الرامبات لتيسير التعامل مع طلبات ذوي الهمم    كرة يد - الاتحاد يكرم باستور علي هامش مواجهة مصر الودية ضد البرازيل    شيكابالا يواصل الغياب عن الزمالك أمام سيراميكا مع أيمن الرمادى    عضو مجلس المحامين بجنوب الجيزة يثبت الإضراب أمام محكمة أكتوبر (صور)    مطار مرسى مطروح الدولي يستقبل أولى رحلات الشارتر من التشيك    محافظ الفيوم يتابع أنشطة فرع الثقافة في أبريل    تصاعد دخان أسود من الفاتيكان في اليوم الثاني لمجمع الكرادلة المغلق |فيديو    الهلال السعودي يرصد 160 مليون يورو لضم ثنائي ليفربول    عضو بالنواب: مصر تتحرك بثبات ومسؤولية لرفع المعاناة عن الفلسطينيين    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    أطعمة فائقة التصنيع مرتبطة بزيادة الإصابة بباركنسون    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة يشهد توقيع اتفاقية للتعاون التقني بين مجموعة السويدي ومركز (سيرسي) الإسباني لأبحاث موارد الطاقة    وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يلتقى محافظ طوكيو لبحث التعاون فى مجالات بناء القدرات الرقمية ودعم ريادة الأعمال    مراكب وورد ومسيرات طلابية في احتفالات العيد القومي لمحافظة دمياط    اختناق 4 أشخاص في حريق بمكبس كراتين خردة بسوهاج    وزير الصحة يستقبل نقيب التمريض لبحث تطوير التدريب المهني وتعميم الأدلة الاسترشادية    الأهلي ضد الاتحاد السكندري.. الموعد والقناة الناقلة لقمة السلة    أمين الفتوى يكشف عن 3 حالات لا يجوز فيها الزواج: ظلم وحرام شرعًا    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف لعام 2025 في مصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 8-5-2025 في محافظة قنا    الكرملين: محادثات بوتين وشي جين بينج في موسكو ستكون مطولة ومتعددة الصيغ    سعر جرام الذهب اليوم فى مصر الخميس 8 مايو 2025.. تراجع عيار 21    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    تعرف على ملخص احداث مسلسل «آسر» الحلقة 28    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    اليوم.. «محامين المنيا» تعلن الإضراب عن محاكم الاستئناف رفضًا لرسوم التقاضي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 12 - 2010

الدوري وسيلة ازدهار كل شيء إلا كرة القدم‏..‏ في الأهلي هزة عابرة وليست أزمة مستحكمة‏!‏ **‏ عندما يكون الحدث واحدا وردود فعله مختلفة جذريا‏..‏ نكون أمام أمر وراءه أمور‏...‏
لو أن هذا الحدث انتصار‏..‏ فالمنتظر أن تكون الفرحة هي رد الفعل والمتوقع أن تختلف درجة هذه الفرحة من شخص لآخر وفي مكان عن مكان‏..‏ وخلاصة القول أنه طبيعي أن تكون هناك فرحة ومنطقي أن تكون متفاوتة الدرجات‏...‏
لكن غير الطبيعي وغير المنطقي أن تكون هنا فرحة وبعد خطوتين ناس ناصبة محزنة ونازلين بكاء وعويل ولطم خدود‏..‏ هنا يكون رد الفعل غير طبيعي وهنا يكون في الأمر كما قلنا أمور‏...‏
الحدث الذي نحن أمامه هو تدهور أداء فريق الأهلي الكروي‏..‏ وأن يحدث هذا التدهور بعد سنوات من التألق للأهلي‏..‏ هنا يكون الحدث ومنطقي أن نري ردود فعل والطبيعي أن تكون غاضبة والمنطقي أن تكون متقاربة ومتشابهة وغير الطبيعي وغير المنطقي أن نراها علي هذا القدر الهائل من التباين الذي يوضح أنها ليست مجرد غضب ناجم عن مستوي تراجع بقدر ما هي فرصة عمر لتصفية حسابات‏..‏ أو أفضل وقت للتشفي والفارق هائل بين غضب من يبحث عن إصلاح ومن ينقب لتسوية حسابات قديمة ومصالح خاصة‏...‏
هذا التوضيح مطلوب رؤيته عندما نتكلم عن الأزمة التي يواجهها فريق الأهلي الكروي ممثلة في النتائج المتواضعة الناجمة عن أداء متواضع وبالتأكيد أنها ليست هزة عابرة والمؤكد أنها أيضا ليست أزمة مستحكمة والمعني أنه هناك مشكلة وهناك أيضا حلول بالإمكان أن يعبر الأهلي من خلالها هذه المشكلة والفيصل في الموضوع كيفية تنفيذ هذه الحلول في أقصر مسافة وأقل وقت باعتبار أن اللحظة الواحدة في وقت مثل هذا لها ثمن ولها معني ولها قيمة‏...‏
لا خلاف علي أن الأهلي حاليا يحصد ثمار أخطاء غير مترابطة وقعت علي مسافات متباعدة ولم يتوقف أحد أمامها أو يتكلم فيها وقت كان الأهلي يتحرك من نجاح إلي نجاح حيث الانتصارات تلو الانتصارات ووقتها غطت هذه الإنجازات علي تلك الأخطاء‏..‏ لكنها لم تصلحها والفارق بين التغطية والإصلاح واسع وشاسع مثل الفارق بين السماء والأرض‏...‏
الإنجازات غطت علي الأخطاء وليس معني أنها غطت عليها أن الأخطاء انحلت أو راحت لحال سبيلها‏..‏ صحيح أنها توارت لكن الأصح والأدق أنها باقية وموجودة وآثارها ستظهر في وقت ما أظنه الوقت الذي نحن فيه‏...‏
استمرت الانتصارات واستمرت الأخطاء وكان يمكن استمرار هذه المعادلة فيما لو ثبتت بقية أطرافها وهذا مستحيل لأن الجيل الذي بدأ رحلة الانتصارات مرت عليه سنوات وهذه السنوات متغير وطرأت عليه نجومية وهي متغير وحدث له تشبع وهذا متغير وتعرض لإصابات وهي متغير‏...‏
وعلي الجانب الآخر هناك أندية منافسة تغير حالها وهذا متغير وقوي جديد ظهرت وهي متغير ودوام الحال من المحال وهذا أكبر متغير‏...‏
كل هذه المتغيرات طرأت داخل فريق الأهلي وخارج النادي الأهلي‏..‏ وكلها لم ترصد ومن ثم لم توضع في الحسبان‏..‏ وربما يكون الوحيد الذي رصدها هو المدير الفني جوزيه الذي حقق مع فريقه من النتائج والبطولات ما لم يتحقق في تاريخ النادي الأهلي‏..‏ وأعتقد أن معرفته لهذه الحقيقة كانت وراء قرار ابتعاده الذي اتخذه بنفسه وعن قناعة تامة وكاملة‏...‏
رحل جوزيه ومعه خريطة الطريق وأظنها كانت خالية ولا معالم فيها أو عليها ولا أظن أنه ترك لخليفته خريطة يهتدي بها‏..‏ أي توصية بما يجب أن يكون‏...‏
رحل جوزيه تاركا كل الاحتمالات واردة وكل القرارات قائمة واعتقادي أنها كلها مرة‏...‏
رحل جوزيه منهيا برحيله مرحلة كانت فيها إدارة الأهلي مرتاحة تماما لأنها لسنوات نجحت في تأمين كرة القدم بالنادي‏...‏ نجحت في التعاقد مع مدير فني له شخصية ذات سحر خاص أحبتها وعشقتها جماهير الأهلي‏...‏
ونجحت الإدارة أيضا في توفير كل متطلبات جوزيه‏..‏ والإدارة نجحت لأنه كان داخلها ومعها وواحد منها رجل أعمال يعمل في صمت وأتكلم هنا عن ياسين منصور‏..‏ وأظن أن غيابه فيما بعد واحد من أهم المتغيرات‏..‏ المهم أن الإدارة وفرت المدرب الكفء ووفرت احتياجاته فتحققت النجاحات إلي أن بدأت التغيرات‏..‏ فتغير الحال من حال‏...‏
بعد جوزيه جاء البدري‏..‏ والمقارنة بينهما ظالمة‏..‏ ومطالبة البدري باستمرار انتصارات جوزيه أظنها مطالبة ظالمة لأن الوقت غير الوقت والظروف غير الظروف وما كان موجودا لم يعد متوفرا‏...‏
ولم يصمد البدري وكان صعبا جدا النجاح وإما أن يرحل هو أو يتم ترحيل الفريق‏..‏ وتقدم باستقالته وارتاح وأراح من مشكلات نصفها ليس مسئولا عنها‏...‏
وأمام استقالة البدري اضطرت الإدارة إلي تعيين جهاز لفترة مرحلية تمكن المجلس من اختيار مدير فني أجنبي جديد‏..‏ ومن ثلاثة أسابيع وربما أكثر والمجلس يبحث عن هذا المدير الفني الأجنبي ويحيط اتصالاته بسرية بالغة وحجب المعلومات عن الإعلام يعطي فرصة للشائعات ويوفر مناخا للأغراض والغرض مرض والعياذ بالله‏...‏
في تقديري أن الصراحة راحة‏..‏ ومطلوب من إدارة الأهلي وأي إدارة في أي قضية أن توفر أولا بأول المعلومات بما لا يضر بمصلحة النادي‏..‏ لأن توفير المعلومة الصحيحة يسد أبواب جهنم التي تخلقها الشائعات والافتراضات والأغراض‏.‏
وفي تقديري أيضا أن الأهلي يواجه أزمة وكما قلت لا هي عابرة ولا هي مستحكمة أي أنها لا تقبل تهوينا ولا تستحق تهويلا‏..‏ بمعني‏!‏
علي إدارة الأهلي أن تدرك كل المتغيرات التي طرأت وأن تعطي للمشكلة حقها وحجمها من الاهتمام لأنه بالفعل هناك مشكلة ولأن الحلول تتطلب رؤية كل الحقائق ودراسة كل المواقف وإعادة النظر في كل ما اتخذ من قرارات في الفترة الأخيرة التي أظنها تحتاج إلي مراجعة‏...‏
وأيضا وبنفس الموضوعية أقول إن الذي فيه الأهلي ليس بأزمة مستحكمة وأن الحلول سهلة وممكنة وأن التهويل القائم في بعض وسائل الإعلام‏..‏ بكل أسف يشوبه الغرض والغرض مرض‏...‏
في اعتقادي أن الموجود حاليا أقرب لأن يكون حملة تشهير وتشف وتصفية حسابات‏..‏ وليس كما يدعون معاونة الأهلي علي اجتياز محنته‏...‏
في اعتقادي أن ما يمر به الأهلي نتاج طبيعي لأخطاء وقعت فيها إدارة الأهلي‏..‏ ويقيني أن الأهلي قادر علي اجتيازها‏..‏
‏................................................‏
‏**‏ أردنا أم أبينا علينا أن نعترف ونسلم بأن كرة القدم أصبحت نشاطا اقتصاديا تدور فيه ملايين الجنيهات سنويا وإن لم نتعامل مع هذه المنظومة بهذا المنطق فسوف نخسر كل سنة جنيهات بالملايين وبنفس حجم الخسارة المادية تكون الخسارة الفنية التي يوضحها تراجع المستوي وتؤكدها النتائج المتواضعة ويثبتها الأداء المترنح صعودا وهبوطا‏...‏
مشكلتنا المزمنة منذ أن دخلت كرة القدم إلي مصر تتمثل في قناعتنا التامة بأن كرة القدم هي الدوري والدوري هو كرة القدم وعليه لا صوت يعلو علي الدوري وكل الأمور أيا كانت أهميتها هي في المرتبة الثانية بعد الدوري‏...‏
والكارثة أن الاهتمام المبالغ فيه بالدوري والإهمال التام لكل ما هو بعيد عن الدوري‏..‏ الكارثة أن هذا الوضع الشاذ المختل لم يستفد منه الدوري الذي أظنه من أضعف المسابقات المحلية الموجودة بالمنطقة ويقيني أنه المسابقة الوحيدة التي لا أحد يعرف موعدا ثابتا لبدايتها وتاريخا محددا لنهايتها وتلك مسخرة إدارية لا وجود لها في أي مكان علي سطح الكرة الأرضية‏...‏
الكارثة أن هذا الدوري الهزيل جعلناه قدس الأقداس وأمامها يهون كل شيء ويتوقف أي إصلاح‏...‏
ليس مهما أن يدخل العلم والفكر والتخطيط إلي قطاعات الناشئين وليس مهما أن تكون مرحلة الناشئين هي المرحلة الأهم في صناعة لاعب الكرة وهي بالفعل المرحلة الأهم وأي إهمال لها نراه واضحا ملموسا فيما بعد علي مستوي اللاعبين الكبار الذين وصلوا إلي منتخب مصر والفريق الأول بأنديتهم وتنقصهم مهارات أساسية وعناصر لياقة بدنية‏...‏
نحن منذ ظهرت أول مسابقة للدوري عام‏1948‏ وحتي الآن‏..‏ عظمنا هذه المسابقة إلي أن تضخمت وبات إصلاحها صعبا وبمرور السنين نسينا أن هذا الدوري ما هو إلا مسابقة نحن من وضع شروطها ونحن من حدد منذ لحظتها الأولي أنها وسيلة لرفع مستوي كرة القدم أي أننا نظمنا هذه المسابقة لأجل أن تلعب الأندية مع بعضها بعضا وفق اشتراطات خاصة بغرض رفع مستوي اللعبة لأجل منتخب قوي‏...‏
معني الكلام أن الغرض من إنشاء مسابقة الدوري هو رفع المستوي من خلال التنافس بين الأندية‏..‏ أي أن مسابقة الدوري وسيلة لرفع مستوي الكرة وليست هدفا أو غاية في حد ذاته‏...‏
لكن معني الكلام شيء والواقع الحالي شيء آخر مختلف جذريا ومسابقة الدوري لم تعد وسيلة لرفع مستوي لأن التكافؤ معدوم والنظام مفقود والحدوتة بأكملها تحولت تماما‏..‏ صحيح أن حكاية الوسيلة هذه موجودة لكنها ليست لأجل رفع المستوي الفني إنما رفع مستوي مادي يجعل هذه المسابقة سبوبة فلوس ووسيلة استرزاق بحق أو بغير حق‏...‏
نعم مسابقة لدوري أصبحت أسرع وسيلة لكسب الفلوس وبند مثل التعاقدات يكلف الأندية ال‏16‏ في الممتاز أكثر من ربع مليار جنيه سنويا يتم إنفاقها علي لاعبين ينتقلون من هنا إلي هناك ولا أحد يعرف لماذا انتقلوا إلي هنا أو لماذا رحلوا هناك‏..‏ كل ما نعرفه أن الحركة بركة والحقيقة أنها بركة غالية لأننا نتكلم عن ملايين الجنيهات‏...‏
ياريت الأمور تنتهي علي العقود واللاعب عقده ثلاث أو أربع سنوات والمفروض أنه يصمت ولا يتكلم‏..‏ لكن المفروض شيء والذي يحدث علي أرض الواقع شيء‏..‏ واللاعب بعد توقيع العقد وقبض أغلب العقد يفاجئ الجميع بأنه يريد فلوس‏..‏ يرغب في ترضيته‏..‏ والمصيبة الكبري والأفدح أن الأندية ترضخ لهذا الابتزاز العلني وتبدأ معه التفاوض علي مبلغ الترضية الذي هو غير موجود علي أي بند في أي عقد‏...‏ وهذا بوضوح شديد يوضح أن فكرة الانصياع لقانون غير واردة وأن الجميع‏..‏ جميع من في المنظومة يريدونها هكذا‏..‏ مولد صاحبه هاجر بعيد ومات‏!.‏
البيه اللاعب بأعلي صوت يقول‏:‏ راضوني‏..‏
هذا البند المضحك غير موجود في أي مكان أو في أي نشاط أو في أي لوائح باعتبار العقد شريعة المتعاقدين‏..‏ وهو كذلك في كل مكان إلا عندنا‏..‏ وهو يحدث عندنا لأننا بمحض إرادتنا أعطينا القانون والمنطق إجازة ونحن في كامل وعينا جعلنا مسابقة الدوري هي البداية وهي النهاية وهي كل شيء في حياتنا فدمرنا المسابقة ودمرنا اللعبة لأننا أردناها مولد بلا صاحب‏..‏ والاحتراف مولد الكل فيه يغرف ولا أحد يسأل ولا أحد يحاسب وصعب أن تسأل وأصعب أن تحاسب لأنه من يحاسب من؟
واضح أننا استوردنا نوعا نادرا من أنواع الاحتراف الكروي والأوضح أننا نمسك فيه بأيدينا وأسناننا وكيف لا نتمسك به وهو المنظومة المالية الضخمة جدا والسخية جدا والمعدومة ملامحها جدا جدا‏!.‏ كيف؟
فلوس بالهبل تدور في فلك هذا الاحتراف وبنود صرف أوسع من نفق شبرا ومع هذا لا تستطيع أن تمسك شعرة واحدة علي أحد‏!.‏
مستحيل أن تضبط حالة واحدة مخالفة والسبب بسيط جدا‏..‏ لأنه لا توجد معايير أو ضوابط أو أسقف لأي تعامل مالي في مولد الاحتراف‏!.‏
لا يوجد معيار واحد يمكن الرجوع إليه في تحديد سعر أي لاعب والمسألة مفتوحة وأي سعر بالإمكان تمريره لأنه لا أساس لأي شيء‏!.‏ اللاعب الذي يحدد لنفسه خمسة ملايين من الجنيهات سعرا لعقده في السنة‏..‏ أي أنه يقبض خمسة ملايين جنيه سنويا عقدا له بخلاف المكافآت والترضية وجبر الخاطر والأمور الأخري‏..‏ هذا اللاعب من الذي حدد ذلك الرقم سعرا له وعلي أي أساس تحدد المبلغ خمسة ملايين ولماذا لم يكن المبلغ أربعة ملايين أو ستة ملايين‏..‏ لماذا خمسة؟‏.‏ هل لأنه مهاجم ودولي وهداف المسابقة لسنوات علي التوالي أم لأنه صانع ألعاب لم نر له مثيلا أم لكونه أفضل مدافع؟
التساؤلات المحيرة كثيرة ولن تجد إجابة واحدة علي سؤال واحد لأن الأمر كله فيما يخص التسعير قائم علي لاشيء حيث لا توجد أي لوائح أو أي بنود تنظم هذه المسألة التي تسير علي الكيف‏!.‏
هل السعر الذي تحدد ونسمع عنه مرتبط مثلا بنصيب هذا اللاعب من عائد يشارك الفريق بأكمله في تحقيقه عن طريق تذاكر المباريات وإعلانات الملاعب والبث التليفزيوني‏..‏ لو أن قيمة العقد تتحدد علي أمور واضحة محددة مثل مساهمة اللاعب في قيمة الدخل الكلي ومثل المركز الذي يشغله اللاعب وإن كان مهاجما فما هو آخر معدل تهديف له وما هو عمره وما هي سنوات خبرته وما معدلات مشاركته في المباريات وما هي معدلات إصاباته وعشرات التفاصيل الصغيرة التي إن وضعت متلاصقة تخلق صورة واضحة المعالم لسعر هذا اللاعب‏...‏
عندنا الأسعار علي الكيف والرجوع في أي تعاقد علي الكيف وأغرب ما في الموضوع أن المستوي الفني ليس واردا أو حتي مطروحا والأمور تحكمها أشياء أخري ربما لا علاقة لكرة القدم بها‏...‏
الأندية عندنا أغلبها يقف علي حافة الإفلاس‏..‏ لأنها أندية هاوية يحكمها قانون هيئات هاوية ومع ذلك دخلت الاحتراف من‏20‏ سنة وطبقته ولا أحد يعرف حتي الآن من أي بلد استوردنا الاحتراف القائم عندنا‏!.‏ لا أحد يعرف ولن يعرف أحد لأن ما هو عندنا لا مثيل له علي ظهر الكرة الأرضية حيث لا يوجد قانون اتجاه واحد أو علاقة من طرف واحد‏..‏ ونحن فقط من يوجد عنده احتراف اتجاه واحد‏..‏ فيه كل حقوق الحصول علي الفلوس ولا يوجد به بند واحد يكفل لصاحب المال أن يستفيد من اللاعب بما يتناسب والفلوس التي يقبضها كلاعب محترف متفرغ تماما للكرة‏...‏
اللاعب متمسك تماما بأنه محترف‏..‏ متمسك بالعقد ومتمسك بقيمة العقد ومتمسك بأن يحصل علي كل فلوسه أو أغلبها قبل أن يلعب خلافا لما يحدث في كل العالم ومتمسك بأن يطالب بترضيته بعد أن يقبض العقد ومتمسك بأن له حقا في ترك النادي والعقد مازال به سنوات‏..‏ متمسك بالرحيل أو تعديل العقد رغم أنه بالفعل يوجد عقد‏..‏ باختصار اللاعب يبحث في كل لحظة عن فكرة لأجل الحصول علي فلوس‏..‏ وفي المقابل‏...‏
اللاعب يعطي من وقته ساعتين يوميا للنادي وبعدها لا أحد يجرؤ علي سؤاله أين يقضي ال‏22‏ ساعة الباقية من يومه‏...‏
لا أحد يجرؤ‏..‏ رغم أن اللاعب محترف ووقته كله أو أغلب وقته أو‏8‏ ساعات علي الأقل من يومه حق للنادي‏...‏
حق للنادي‏..‏ أن يرتاح اللاعب في هذه الساعات أو يتدرب اللاعب منفردا علي ما يريد اكتسابه أو الحفاظ عليه‏...‏
حق للنادي أن يكون تركيز اللاعب في الكرة‏8‏ ساعات علي الأقل وليس ساعتين‏!.‏
حق للنادي أن يجبر لاعبيه المحترفين علي الوجود في النادي‏8‏ ساعات يوميا‏..‏ يضمن فيها النادي أن يتناول اللاعب وجبتي غذاء صحيتين‏...‏
حق للنادي أن يجلس لاعبوه معا عددا من الساعات أظنها ضمانة لتطبيع علاقات إنسانية واجتماعية وضمانة لمزيد من التقارب والتآلف وضمانة لإيجابيات كثيرة‏.‏
ما هو حق النادي‏..‏ لا يجرؤ أي ناد علي التفكير فيه وإلا انقلب عليه النجوم الذين يحتمون بالجماهير‏...‏
والجماهير المتعصبة تقرقش الزلط لنجومها وتتمني الغلط لمن يقترب منهم وتلك إشكالية أخري في شارع الكورة المليء بالأزمات التي يصعب حلها لأنها من سنين طويلة مضت أصبحت مزمنة‏...‏
كرة القدم نشاط اقتصادي للاعبين ووكلائهم والمستفيدين والمشاركين في هذه الدائرة الجهنمية‏...‏
وأيضا كرة القدم خراب اقتصادي علي خزائن الأندية التي أفلس بعضها وأغلبها في الطريق‏...‏
الحل مستحيل مادامت منظومة الكرة في مصر قائمة علي الدوري وطالما لا صوت يعلو علي صوت الدوري‏....‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.