«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 09 - 2010

نتائج الأهلي نتاج أزمة لا مشكلة‏.. نظرية شراء لاعبين لن يلعبوا طالت روح الفانلة الحمراء‏!‏ أعتقد أن فريق الأهلي الكروي تجتاحه واحدة من أخطر الأزمات التي مرت علي النادي العريق في تاريخه إن لم تكن هي الأخطر علي الإطلاق‏..‏ متخطية في خطورتها أزمة الستينات التي فيها كاد الأهلي يقترب من حافة منطقة الهبوط نتيجة تلاقي وتراكم وتفاعل عدد من المشكلات لم تجد من يواجهها منفردة‏..‏ فكان مستحيلا أن يجدوا من يتصدي لها مجتمعة‏..‏ ليشكل مجموع المشكلات أزمة مستعصية باتت الكلمة العليا لها ولا صوت يعلو عليها وأي خير ننتظر أو نتائج من إدارة تحت وطأة المشكلات‏...‏
أزمة الستينات أساسها خنقة مالية وعجز في موازنة الدخل والإنفاق وتطورت وتعقدت وطالت فريق الكرة‏..‏ وحتي لا تسرحوا حضراتكم بخيالكم وتتصوروا أرقاما مبالغا فيها أوضح أن الخنقة المالية التي كان الأهلي يعاني منها تم حلها بمبلغ خمسة آلاف جنيه دعما من الدولة‏..‏ أما الأزمات الأخري التي تراكمت وتجمعت وتلاقت فتم حلها بنوعية إدارة مختلفة وبقرار من الرئيس عبدالناصر بتولي الفريق عبدالمحسن كامل مرتجي رياسة الأهلي‏..‏ والإدارة الحازمة الحاسمة العادلة مع دعم الخمسة آلاف جنيه‏..‏ أوقفت التراجع وبدأت التقدم إلي أن وصل الأهلي إلي مكانته التي تتناسب وتاريخه وحجم شعبيته‏...‏
تلك كانت أخطر ما واجه فريق الأهلي من أزمات عبر تاريخه وأظنها لا ترقي إلي مرتبة خطورة الأزمة التي يعيشها فريق الكرة من فترة ليست بالقليلة ولم تطل بوضوح خلال هذه الفترة لأن النتائج تغطيها ولأن الفريق خلال الفترة التي ليست بالقليلة مازالت لديه بقايا نظام والتزام وروائح من روح الأهلي‏..‏ وعندما تذهب النتائج وتختفي الروح المميزة للأهلي‏..‏ طبيعي ومنطقي أن يظهر الأداء المسخ بوضوح وتظهر علامات الفوضي ويظهر الارتجال ويظهر ما كانت النتائج تغطيه‏...‏
الأزمة الأخطر في تاريخ الكرة بالأهلي‏..‏ لا هي تشكيل خاطئ أو تغيير غير موفق أو يوم ليس يوم الأهلي أو حظ معاند أو عدم توفيق‏...‏
هذه العوامل مجتمعة هي جزء قليل من الأزمة الأخطر التي الجزء الأكبر منها ناتج عن تراجع سمة مميزة للأهلي عمن سواه وأقصد تقاليد وأخلاقيات بعينها قائمة علي الاحترام المتبادل والكبير والصغير والنظام والالتزام وقبل كل هذه الأمور علاقة خاصة مميزة قائمة علي تقدير بالغ وحساب هائل يحمله اللاعبون لجماهير الأهلي التي حبها بلا حدود وأيضا غضبها يمكن أن يكون غير مسبوق‏...‏
الأزمة الأخطر في تاريخ الأهلي هي نتاج عوامل كثيرة أظن أن النقاط التالية أهمها‏:‏
‏1‏ نظام الاحتراف الكروي المنقوص الذي دخل مصر عام‏1990‏ ومضي عليه عشرون عاما ليس فيه ما يقنن أسعار اللاعبين ليكون معروفا الأساس الذي عليه تجري عملية تحديد سعر لاعب وليس فيه تحديد معالم للمبلغ الذي يقبضه اللاعب والمبلغ الذي يحصل عليه النادي وعليه‏!.‏
بورصة بيع وشراء اللاعبين لا قانون ولا لوائح ولا أسس تحكمها والحكاية علي الكيف وكل واحد وشطارته ولنا أن نتصور مدي الفوضي التي حكمت هذا السوق الذي تدور فيه سنويا فلوس تصل إلي‏250‏ مليون جنيه هي حجم عمليات البيع والشراء في‏16‏ ناديا بالدوري الممتاز فقط والأندية الكبيرة يصل متوسط الشراء عندها في الظروف العادية إلي‏20‏ مليون جنيه في النادي الواحد وتكون ضعف هذا المبلغ إذا ما اشتعلت الصفقات علي نجم جماهيري واحد في الشراء أو التجديد‏...‏
‏2‏ عندما يتعلق الأمر بتجارة يتم فيها تداول ربع مليار جنيه سنويا علي الأقل‏..‏ وغير محكومة بنظام ولا أسس للأسعار‏..‏ طبيعي ومنطقي أن يتحول الموضوع من رياضة وكورة إلي بيزنس ومصالح ومولد صاحبه غائب‏..‏ ومن لا يصدق يرصد عمليات البيع والشراء داخل كل ناد وقدر الاستفادة من هذه الصفقات التي أغلبها يتم شراؤه في أول السنة ويتم بيعه في آخرها وربما لم يلعب مباراة ولا أحد يعرف علي أي أساس تم الشراء ولأي الأسباب تم الاستغناء‏...‏
والأهلي يحدث فيه هذا ليس من اليوم إنما من أيام جوزيه الذي كانت ملاحظاته أوامر واللاعب الذي يطلبه لابد من شرائه حتي إنه في آخر عهده اشتري ستة أو سبعة لاعبين في تلك الشروة التي كلها أسماء لا أحد يعرفها ولا واحد منهم لعب مباراة واحدة وكلهم تركهم الأهلي‏...‏
أمر مثل هذا ينخر في الاستقرار ويقضي ببطء علي الروح‏..‏
أمر مثل هذا وافقت عليه إدارة الكرة بالأهلي انطلاقا من استقلالية الجهاز الفني والاستقلالية مطلوبة وأوافق عليها لكن بشروط ولو تم سؤال جوزيه من أول سنة لماذا تشتري لاعبين لا يلعبون ما تكرر الأمر لكن الأخطاء تخفيها رياح النتائج الشديدة المحملة بالرمال وجوزيه حقق ما لم يتحقق في تاريخ الأهلي من انتصارات كانت كافية لإخفاء الأخطاء مثل أي عاصفة في صحراء تغطي أي آثار لكنها تغطية مؤقتة لأنه مع أول عاصفة أخري تكشف الرمال وتنكشف الأرض ويبدو واضحا قبح الأخطاء‏.‏
‏3‏ الاحتراف المنقوص الذي نطبقه من‏20‏ سنة دون إصلاح للعيوب التي ظهرت والثقوب التي وضحت‏..‏ هذا الاحتراف ليس فيه تحديد واضح فاصل لأن اللاعبين درجات وفقا لمواهبهم وأن هذا التفاوت ينعكس علي سعر اللاعب وقيمة عقده ولعل نظام الباروميتر المعمول به في تحديد الأسعار في الكرة الإيطالية يضع نقاطا للموهبة وللعمر ولسنوات اللاعب وللمركز الذي يلعب فيه اللاعب وعدد المباريات التي لعبها في آخر موسمين وموقعه كلاعب أساسي أو لاعب احتياطي وعدد أهدافه إن كان مهاجما ونقاط أخري كثيرة من شأنها إرساء نظام لا يسمح باستخدام الشطارة أو أي شيء من الأشياء الموجودة عندنا‏..‏ ولهذا‏!.‏
مستحيل أن تجد لاعبا في أي فريق مقموص ونازل تقطيع لأنه يقبض أقل من فلان‏..‏ لا يستطيع أن يكون خميرة عكننة لأن العقد شريعة المتعاقدين ولأن أسعار العقود محكومة بنقاط كثيرة جزء كبير منها مرتبط بالموهبة والمستوي والقدرة علي العطاء ونسبة المشاركة في المباريات‏...‏
يستحيل أن تجد لاعبا يتحدث عن ترضية أو تجد لاعبا يقول لماذا فلان أكثر مني في قيمة عقده‏...‏
عندنا هذه المشكلة باتت نارا مشتعلة تحت الرماد وللأسف هي موجودة في كل الأندية‏..‏ وإذا كان الاستقرار الإداري يغطيها فهذا لا يعني أنها غير موجودة‏..‏ وللأسف نظام الاحتراف الخاطئ عندنا هو من خلقها وأشعلها والأندية هي التي تدفع ثمنها‏...‏
‏4‏ التنافس الهائل ما بين الأهلي والزمالك بدلا من أن يكون أفضل وسيلة لرفع مستوي الكرة في مصر تحول إلي كارثة‏...‏
سباق رهيب بينهما علي أي لاعب من أي ناد يسجل هدفا في مباراة لأجل ضمه إلي صفوفهما بصرف النظر عن احتياجاتهما‏..‏ هذا السباق دانت فيه الغلبة للأهلي علي الزمالك وأغلب الصفقات يفوز فيها الأهلي وسط نشوة الجميع الذين لا يعلمون أن ما يحدث كارثة لا فائدة‏..‏ وأن الصفقات التي لا طائل منها إلا حرمان الآخر أو الآخرين من وجود هؤلاء اللاعبين معهم‏..‏ هذه الحدوتة انعكست خطرا داهما علي الأهلي لأنه من سنوات وليس سنة أو اثنتين وفي صفوفه كل سنة ولمدة سنة علي الأقل مجموعة لاعبين غرباء ثقافتهم الكروية والعلمية والاجتماعية مختلفة وتم شراؤهم‏..‏ وبدأوا مبهورين وأصبحوا ناقمين لأنهم لا يلعبون ولن يلعبوا وسنة بعد سنة ظهرت في الأهلي ثقافة الغل وأمامها تراجعت ثقافة الروح‏..‏ روح الفانلة الحمراء لأن الذين لا يلعبون نوعان‏..‏ نوع هو في الحسبان وهو لا يلعب لأن‏11‏ لاعبا فقط هم الموجودون في الملعب وفرصته قائمة لأنه في الاحتياطي والنوع الثاني هو من يكتشف بعد شهرين من قيده أنه لن يلعب حتي ولو تغير القانون وال‏11‏ أصبحوا عشرين لن يلعب لأن التعاقد معه لم يكن لأجل اللعب أساسيا أو احتياطيا إنما ليحرم الآخر منه‏...‏
تذكرون حضراتكم وهذه أمثلة لا حصر‏..‏ تذكرون عمرو سماكة ومحمد عبدالله وحسين علي وأحمد حسن دروجبا‏..‏ لماذا أصر جوزيه علي التعاقد معهم ولماذا لم يلعبوا؟‏.‏ أعرف أن اللعب من عدمه قرار المدير الفني وحده ولا أحد يستطيع إجباره عليه‏..‏ لكنني أعرف أيضا أن اللاعب الذي لا يلعب لأسباب منطقية يصبح وجوده خطرا داهما علي الالتزام والنظام وعلي الروح‏..‏ وأعرف ثالثا أن المسألة لم تكن غلطة ومرت إنما هي عمل مستمر عن قناعة وأنه مع استمرار سياسة قيد لاعبين لن يلعبوا تستمر وتكبر وتنمو وتتضخم روح العداء والرفض داخل فريق الأهلي علي حساب روح الأهلي التي كانت سمة مميزة للاعبي الأهلي يتوارثونها جيلا بعد جيل‏...‏
الانفتاح العشوائي الذي قام به جوزيه نقل إلي جسد الكرة بالأهلي فيروسا لم يتنبه إليه أحد لأن النتائج كما قلنا تغطي أي شيء‏...‏
الذي أريد قوله إن الحصاد الذي يجنيه الأهلي اليوم نتاج منطقي لأخطاء تمت زراعتها ورعايتها والاهتمام بها من سنوات‏...‏
‏5‏ ورحل جوزيه لكن سياسته بقيت والذي قام به حسام البدري من سياسة إعطاء الفرصة للوجوه الصاعدة من أبناء الأهلي‏..‏ الذي قام به الموسم الماضي تخلي عنه هذا الموسم والوجوه المبشرة الصاعدة وأظنهم ستة أو سبعة تم الاستغناء عن نصفهم إعارة أو بيعا المهم أنهم ليسوا موجودين والموجودون لم يلعبوا‏...‏
أعلم أن الإحلال والتجديد له أصول وأدرك يقينا أن النجوم الكبار في الأهلي مستحيل الاستغناء عنهم والواحد منهم يسند فريقا بأكمله‏...‏
أدرك يقينا هذا لكنني أيضا أدرك أنه لابد من استفادة الصغار من خبرات الكبار وهذا لن يأتي إلا بإعطاء فرص المشاركة للصغار بما لا يؤثر علي قوام الفريق وأدائه‏..‏ وإذا كان الأهلي في حاجة للكبار فهو أيضا في حاجة للدفع المقنن بالصغار لأجل أن تسير عملية الإحلال في صورتها الطبيعية‏..‏ التي فيها عندما يفكر الكبير في الاعتزال يكون الصغير اشتد عوده وقادرا علي ملء الفراغ والاستمرار‏.‏
مهم جدا أن يعود الأهلي للاعتماد علي إنتاجه من النشء‏..‏ وهذه النقطة نفذها الزمالك الموسم الماضي وظروف الفريق ونتائجه المتراجعة هي التي فرضت علي مسئوليه أن يقلبوا في دفاتر الناشئين ولم يحتاجوا إلي وقت لأنها بالفعل عامرة وخلال أسابيع كانت خمسة وجوه صاعدة يلعبون بصفة أساسية في الفريق الأول بل هم الأساسيون وبهم ومعهم انقلبت النتائج‏...‏
بين يوم وليلة الزمالك أصبح عنده فريق جديد متوسط أعماره انخفض في لحظة سنوات ومستوي أدائه ارتفع في لحظة إلي السماء‏..‏ لكنها فرحة ما تمت‏...‏
عدوي جوزيه انتشرت وكأن الاعتماد علي أبناء النادي عيب‏...‏
‏6‏ أعلم أن حماية أسرتك الصغيرة من الفوضي الموجودة في الشارع مسألة صعبة بل غاية في الصعوبة‏..‏ فما بالنا والمطلوب أن تحمي فريق كرة من أمراض الكرة المصرية شديدة العدوي ومختلفة الأشكال الموجودة حوله في كل مكان‏...‏
حالة النظام والالتزام والروح التي تميز بها الأهلي وحرص الأهلي علي حمايتها‏..‏ هذه الحالة أظن أنها أصيبت بأكثر من عدوي والمسئول الأول جوزيه الذي راح يبني مجدا شخصيا له علي حساب ثوابت أخلاقية هي مصدر قوة الأهلي‏!.‏
فريق الكرة بالأهلي معروف أنه لا أحد فيه كبير علي النظام الموجود والأعراف المتوارثة‏..‏ فريق فيه الاحترام متبادل وفيه الكبير وفيه الصغير ولكل مقامه والمقامات محفوظة ومن رابع المستحيلات أن يرفع الصغير عينه في الكبير والكل يجمعهم هدف واحد هو الأهلي‏...‏
سنوات البحث عن أرقام قياسية أغفلت هذه الأمور‏..‏ وتحققت الانتصارات والأرقام وأيضا تفسخت روح الفريق‏..‏ روح الأهلي لأنه لم يعد هناك كبير أو صغير ولم يعد هناك ذلك الحب ولم يعد باقيا من تقاليد الأهلي إلا البقايا المتناثرة هنا وهناك‏...‏
‏7‏ الذين يقولون لو أن فرصة واحدة من الفرص التي لاحت في مباراة الشبيبة سجل الأهلي منها هدفا وفاز بالمباراة‏..‏ هل كانت ستظهر هذه الغضبة الهائلة؟‏.‏
وأقول أنا‏:‏ طبعا لا والغضب سيتحول إلي فرحة‏..‏ صحيح أنها فرحة بطعم العلقم لكنها في النهاية فرحة حققت الهدف من المباراة ويحلها سيدك فيما هو قادم‏...‏
أعلم أنه ولا مخلوق واحد في مولد الفرحة بإمكانه أن يسمع كلمة تحذير واحدة مثلما أعلم أن النتائج تؤجل انفجار أي أزمة وأظن أن نتائج الأهلي الأخيرة غطت علي سلبيات كثيرة وقعت وليس معني أنها تغطت ولم نرها أنها لم تحدث ولم تكن‏...‏
النتائج تغطي علي الأخطاء والتغطية حاجز يمنع رؤيتنا للأخطاء لكنه أبدا لا يمنع نموها وتعاظم خطرها وأظن أن هذا الخطر موجود ومتملك من فريق الأهلي الذي لم يحدث في تاريخه الأفريقي أن خسر ثلاث مباريات متتالية التي لعبها خارج أرضه‏!.‏ وأظن أنها المرة الأولي التي يخسر فيها هذا العدد من النقاط في هذا العدد القليل من المباريات‏..‏ أفريقيا ومحليا‏!.‏
‏8‏ الذي نراه الآن من نتائج لفريق الأهلي أسبابه بدأت من سنوات وكثيرون شركاء فيه لكن هذا لا يعني أن حسام البدري لا يتحمل جزءا من المسئولية‏!.‏ هو مسئول عن استمرار عملية شراء لاعبين لا يلعبون وإذا كان أمير سعيود جاء أيام جوزيه فإن غدار اللبناني جاء في عهده ولم يلعب وواضح أنه لن يلعب‏..‏ طيب لماذا جاء؟‏.‏ لماذا تضيف لقائمة المتذمرين واحدا جديدا لا يلعب؟ لماذا تعضد جبهة الرافضين بضيف جديد مؤكد أنه سيكون غاضبا متذمرا حانقا رافضا؟‏.‏ لماذا الإصرار علي إضافة قوي جديدة لجبهة اللاعبين الذين لن يلعبوا والذين غضبهم يضرب في مقتل روح الفانلة الحمراء‏...‏
أعلم أن الجهاز الفني ومدير الكرة ليسوا المسئولين عن أسباب حالة انفلات موجودة‏..‏ لكنهم مسئولون عن استمرارهم بتقاعسهم في حسمها ومواجهتها‏..‏ ومنذ متي ولاعب صغير في الأهلي يتحدث بطريقة غير لائقة مع لاعب كبير؟‏.‏
هذا الانفلات القائم اليوم أسبابه بدأت وقت اخترع جوزيه نظرية الاستحواذ علي أي لاعب يظهر في أي ناد بصرف النظر عن كونه لن ينزل مباراة رسمية واحدة مع الأهلي‏...‏
هذه النظرية خلقت قسما جديدا داخل الفريق‏..‏ هناك أساسي وهناك احتياطي وهناك من لن يلعبوا‏..‏ صحيح هم في الأهلي لكنهم لن يلعبوا‏...‏
هذه النظرية لم تلتفت كثيرا إلي خطورة من لن يلعبوا داخل فريق الأهلي علي فريق الأهلي نفسه‏!.‏ هؤلاء ترس موجود داخل الفريق لكنه يدور في الاتجاه المعاكس مخلفا وراءه دمارا‏!.‏
نظرية حرمت الأندية من جهود اللاعبين ومزقت روح الأهلي بردود فعل هؤلاء اللاعبين‏..‏ الذين لن يلعبوا ومن ثم هم يدركون أنهم خارج المنظومة وخارج حسابات مسئوليها فكيف ننتظر منهم أن يحترموا نظاما؟‏.‏ لاعبون لا كبير ولا صغير عندهم ولا نظام ولا التزام يلزمهم وكيف يلتزمون ولماذا يلتزمون مع جهاز لم يلتزم معهم وضحك عليهم‏..‏ وإذا كان هؤلاء اللاعبون ضحية فالضحية الأكبر فريق الكرة بالأهلي الذي ظهر من داخله من يدمره‏...‏
هذه النظرية قائمة من قبل البدري وهي السبب في معظم المصائب التي يعاني منها البدري وكان عليه أن يوقفها لا أن يبقيها ويحافظ عليها ويشتري لاعبين لا يلعبون ليتفرغوا لتمزيق جسد الفريق‏!.‏
النقاط السابقة محاولة قراءة في ملف بالغ التعقيد ومهم جدا لمن يريد الإصلاح‏..‏ التعرف عليها وعلي غيرها من الأمور‏..‏ لأن ما يعاني منه الأهلي اليوم حصاد خطايا بدأت زراعتها من سنوات ولابد أن نعرفها‏..‏ لا أن نستسهل الأمور ونرجع تراجع المستوي واهتزاز النتائج للحاضر ونعتبر ما حدث في مباراة الشبيبة تشكيلا خطأ وتغييرا خطأ ولاعبين في يومهم الخطأ‏...‏
سهل جدا أن نجد كبش فداء يتحمل الحدوتة كلها ويتم ذبحه معتبرين أنه أخذ معه الشر ورحل‏...‏
سهل جدا إيجاد مبررات وصعب جدا أن تبحث وتنقب عن الأسباب وتملك جرأة الاعتراف بها‏...‏
لابد أن يملك الأهلي جرأة الاعتراف بالأخطاء التي أوصلت الفريق إلي هذه الحالة‏...‏
حالة الترهل التي طالت روح الفانلة الحمراء‏...‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.