عن جدارة واستحقاق وبفارق12 نقطة عن أقرب منافسيه الزمالك توج الفريق الأول لكرة القدم بلقب بطل الدوري الممتاز المصري موسم2010/2009 ليحتفظ بالدرع للموسم السادس علي التوالي ويؤكد تربعه الكامل علي عرش الكرة المصرية بعدما حسم كل الأمور مساء أمس بفوز كبير ومهم علي المنصورة بثلاثية دون رد في المباراة المؤجلة بينهما من المرحلة22 ليرفع الأهلي رصيده إلي60 نقطة ليؤكد البطل عملاق الكرة المصرية أنه بطل بالتلاتة.. بطل بالنقاط والأهداف.. بطل بإصراره وعزيمته بطل برغبته في الحفاظ علي بطولته المفضلة.. فريق لا يعرف الصعوبات ولا الأزمات ولا المطبات.. فريق حقق بطولة هي الأولي لحسام البدري المدير الفني الذي حقق انجازا كبيرا يحسب له اذا ما نظرنا إلي الظروف الصعبة التي مر بها التي عاش فيها وأهمها وجود نقص كبير في الصفوف طوال الموسم وغياب نجوم كبار في مباراة مهمة. البدري هذا الموسم حقق الكثير فهو أول من غير طريقة لعب الأهلي من2/5/3 إلي2/4/4 لأول مرة وهو جدد شباب الأهلي بمجموعة من الصاعدين سيكونون مستقبل هذا النادي العريق وفي نفس الوقت حقق الفوز بالبطولة.. نعم هي معادلة في منتهي الصعوبة لكن البدري نجح في حلها وفي حفظ هيبة الأهلي. الأهلي قدم أمام المنصورة واحدة من أهم وأقوي مبارياته الهجومية هذا الموسم ونجح في إحراز3 أهداف وضاع منه نحو سبع فرصة سهلة منها ركلة جزاء الأهداف سجلها أسامة حسني هدفين وشهاب الدين أحمد وكلها في الشوط الثاني بعدما انتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. كما كانت البطولة مجدا لحسام البدري كانت مباراة المنصورة هي عودة المهاجم الخلوق المتميز أسام حسني لمكانته بعدما رد بكل قوة ليلة أمس عندما شكك الكثيرون في إمكانياته فسجل هدفين برأسه ولا أجمل وخصوصا الهدف الثاني ولايقلل من قدرة إهداره لركلة جزاء كما كانت المباراة فرصة لنري لاعبا رائعا في حجم شهاب الدين أحمد فهو يؤدي دوره بشكل متميز في الوسط كلاعب ارتكاز ويمرر بصورة متميزة فمرر لأحمد شكري وانفرد وعرقله أبوالسعود وطرد ونال ركلة جزاء كما أنه سجل واحدا من أفضل أهداف الموسم بتسديدة صاروخية.. كما عاد خلال هذا اللقاء النجم سيد معوض وكان أفضل لاعب علي الاطلاق وظهر بصورة ولا أروع وعاد لمستواه المعروف والذي كان عليه في أنجولا مع المنتخب كما عاد للمرمي الحارس شريف إكرامي وأجاد في الناحية اليمني عبدالله فاروق وفي الوسط أحمد حسن ومحمد بركات. هذه الدرع هي رقم35 للأهلي علي مدار تاريخه منذ عام1948 وهو رقم يقترب من ضعف كل الفرق التي فازت باللقب فكل فرق مصر مجتمعة حصلت علي18 لقبا منها11 للزمالك و3 للإسماعيلي ولقب واحد لكل من الأوليمبي وغزل المحلة والترسانة والمقاولون العرب ليؤكد الأهلي أنه فارس كبير وأنه قادر تحت أي ظرف من الظروف علي الصعود لمنصة التتويج. جمهور الأهلي رغم قلته إلا أنه قدم نموذجا رائعا للاحتفال مع فريقه وقدم تابلوهات من التشجيع والأشكال والألوان والكلمات مايشير إلي عشقه لهذا النادي العريق. أهداف ضائعة 45 دقيقة كاملة هي زمن الشوط الأول كانت ملكا للأهلي الذي فرض سيطرته الكاملة مقابل دفاع صريح من فريق المنصورة الذي تراجع بكل لاعبيه للخلف واستحوذ الأحمر علي كل شيء ولم يمنعه من الخروج فائزا سوي عدم وجود مهاجم يملك المقدرة علي إحراز هدف أو يعرف الطريق للشباك.. فقد فعل الأهلي كل شيء إلا تسجيل هدف يترجم تفوقه. ورغم الطريقة الدفاعية للمنصورة إلا أن الأهلي اخترق بشكل رائع من الأطراف عن طريق سيد معوض الذي استعاد خطورته ومهارته من اليسار أو عبدالله فاروق من اليمين وكان بركات يتحرك في الطرفين والعمق ويمرر ويصنع فرصا لكن جهد هذا الثلاثي ضاع هباء ولم يستغل المهاجمان فرانسيس وهاني العجيزي أي فرصة وأهدر كل منهما علي الأقل فرصة تسجيل هدف والمرمي خال من حارسه.. وبذل أحمد حسن جهدا كبيرا في الوسط ومعه حسام عاشور وشهاب أحمد فيما لم يتعرض وائل جمعة وأحمد السيد لأية ضغوط هجومية من المنصورة.. ولم يدخل شريف إكرامي العائد لحراسة المرمي في أي اختبار طول الشوط الأول. أما فريق المنصورة فلم يكن له أي شكل هجومي حتي دفاعه كان مليئا بالثغرات ولم ينقذه من جملة أهداف سوي رعونة مهاجمي الأهلي وتألق الحارس محمود أبوالسعود.. لاعبو المنصورة كانوا يكافحون ويقاتلون رغم أن اللقاء لا يمثل لهم أي شيء لكنه شيء جميل ورائع منهم أي يلعبوا بهذا الشكل النظيف والمحترم. خلال هذا الشوط نفذ الأهلي7 هجمات في منتهي الخطورة كان من السهل أن يسجل منها أربعة أهداف أو هدفين علي الأقل, الفرصة الأولي تسديدة من أحمد حسن ارتدت من أبوالسعود لرأس فرانسيس وضعها بجوار القائم الأيسر ثم تسديدة لمعوض المتميز في هذا اللقاء تصدي لها أبوالسعود. وفي الدقيقة22 أخطر فرصة أو أسهل فرصة لتسجيل هدف عندما نفذ عبدالله فاروق اختراقا من الناحية اليمني ومرر لمحمد بركات لوحده وبمفرده ولا يراقبه أحد علي الاطلاق وبدلا من أن يسجل هدفا محققا وهو علي بعد6 ياردات فاذا به يسدد فوق العارضة. وفي الدقيقة32 كرة تصل إلي العجيزي وهو أيضا غير مراقب وأمام المرمي وأبوالسعود في أقصي اليسار ويوجد خلل دفاعي فاذا به يسددها أرضية ضعيفة في نفس البقعة التي كان يقف فيها أبوالسعود مع أنه لو نظر للمرمي لسجل منها بمنتهي السهولة. في الدقيقة40 بركات يمرر لفرانسيس وهو منفرد تماما والشباك خالية ولا توجد مشكلة في التسجيل كرة من الصعب أن تضيع فإذا به يطيح بها في السماء ولا أحد يدري كيف.. وفي الوقت بدلا من الضائع فرصتان عرضية من فرانسيس لبركات تحت ضغط سدد في يد أبوالسعود, وعرضية من بركات لفرانسيس لنطحها برأسه بغرابة في السماء.. إذن هذا الشوط شهد أكبر عدد من الفرص للأهلي هذا الموسم في شوط واحد فريق فعل كل شيء إلا التسجيل في مرمي فريق لم يصل لمرمي إكرامي إلا بركلة حرة يسددها بشير التابعي في يد الحارس وثانية فوق العارضة دون ذلك لم يكن له أي لمسة هجومية لينتهي هذا الشوط بالتعادل السلبي لفريق كان يجب أن ينهيه بالأربعة الأمر الذي يشير إلي وجود أزمة هجومية في الأهلي أو أن غياب عماد متعب يفقد الفريق معظم خطورته. شوط النصر ومع بداية الشوط الثاني يدفع حسام البدري بأولي أوراقه فيسحب هاني العجيزي ويدفع بأسامة حسني لتنشيط الهجوم بعدما فشل العجيزي في استغلال كل الكرات التي وصلت إليه وبسرعة كافأ حسني مدربه بهدف في الدقيقة49 بهدف يستحقه الأهلي وهذا الهدف صنعه فرانسيس بمجهوده وقوته عندما استقبل كرة داخل المنطقة وتقدم تحت ضغط دفاع رهيب وسدد في المرمي لحظة تقدم أبوالسعود لتصطدم بالقائم الأيسر وترد له ويسددها في المرمي وينقذ الدفاع لترتفع الكرة أمام المرمي تسقط علي رأس الشيخ أسامة حسني وضعها بسهولة في الشباك لينفجر فرحا سعيدا رافعا يديه إلي السماء علي هذه الهدية التي جاءت إليه بعد صبر طويل. ويدفع المنصورة بأول تغيير عندما لعب علاءعبدالغني بدلا من أحمد حسن الذي نال انذارا ونال أحمد عبدالحكم انذارا بسبب العنف ضد سيد معوض. مهارات معوض ويواصل الأهلي سيطرته ويقدم سيد معوض واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم في التحرك والانطلاق والمراوغة والعرضيات الخطيرة.. ويخرج أحمد حسن في الدقيقة63 ويلعب بدلا منه أحمد شكري وينال حسام عاشور انذارا لشد المنافس من الفانلة. وتشهد الدقيقة68 كارتا أحمر لمحمود أبوالسعود حارس المنصورة بسب عرقلته لأحمد شكري المنفرد الذي راوغه وكان في طريقه لإحراز هدف سهل جدا واحتسب الحكم محمد عبدالقادر مرسي ركلة جزاء ويخرج أحمد رياض المدافع ويلعب بدلا منه عصام سعد حارس المنصورة البديل الذي تألق في أول لحظة لنزوله بتصديه لركلة جزاء من أسامة حسني وارتدت لفرانسيس لعبها تصل لأحمد شكري والمرمي خال تماما وبدلا من التسجيل وضعها فوق العارضة.. لكن يبقي السؤال لماذا لم يحتسب الهدف الذي سجله الأهلي لحظة العرقلة مباشرة كنوع من منح الفرصة ثم يعود ويطرد حارس المنصورة وهو هدف سليم!.. كما فعل الحكم ما سيموبوساكا الذي ادار لقاء الأهلي والزمالك الأخير عندما ارتكب اديكو لاعب الزمالك خطأ يستحق الانذار وذهبت الكرة للأهلي فأمر باستمرار اللعب ومع أول توقف منحه كارتا أصفر كعقوبة إدارية مستحقة.. وعلي هذا كان الأفضل للأهلي أن يحتسب له الهدف بدلا من ركلة الجزاء التي لم يوفق في التسجيل منها ثم يعود ويطرد أبوالسعود ولكنها وجهات نظر وكلها سليمة. وشهدت الدقيقة74 أول هجمة للمنصورة من ركلة حرة للتابعي رفعها داخل المنطقة حولها عبدالعزيز حسن برأسه خطيرة انقذها شريف إكرامي ببراعة في أول وأهم اختبار له.. لكن الدقيقة77 شهدت هدفا صاروخيا لا يصد ولا يرد من شهاب الدين أحمد عندما تسلم الكرة وتقدم ومن خارج المنطقة أرسل قذيفة اصطدمت ببطن العارضة ودخلت المرمي معلنة عن الهدف الثاني الرائع ودليل علي روعة شهاب الذي كان أيضا صاحب تمريرة ركلة الجزاء التي أهدرها أسامة حسني. ويواصل البدري الدفع بأوراقه الهجومية عندما سحب فرانسيس ودفع بالمهاجم الشاب محمد طلعت. وفي الدقيقة85 كانت الترجمة الكاملة للسيطرة الحمراء عندما استقبل أسامة حسني كرة من بركات وضعها برأسه في أقصي يسار المرمي ليعلن عن الهدف الثالث للبطل والثاني له في مرمي المنصورة وهما أول هدفين له مع الأهلي هذا الموسم وكأن القدر كان يخبئ له هذه المكافأة الجميلة بعدما لعق الصبر هذا الموسم وجلس طويلا علي الدكة وخارجها.