المرأة القرصان والمرأة المصارعة.. صعد شابان إلي حلبة المصارعة يتقاتلان, من أجل فتاة, كلاهما يخرج أكثر ما في جعبته, حتي يظهر قوته للفتاة ليستأثر بحبها, فالسائد أن الفتيات يقعن في غرام الرجل القوي, واستطاع أحد الشابين أن يلكم الآخر بضربة طرحته أرض, ولمح الفتاة تجري ناحية الحلبة, ففتح ذراعيه لها مزهوا بنفسه وبقوته, وفوجئ بالفتاة تجري ناحية الشاب المطروح أرضا, وقد أشفقت عليه, هكذا فتيات هذه الأيام, لا يحبون الرجل العنيف, ربما هذا أحد الأسباب التي زادت الفتيات استرجالا.. أحاول أن أجد تبريرا بعد أن بدأت فناناتنا يلجأن إلي العنف في أغانيهم, المصورة فيديو كليب, لم تعد حلبة المصارعة للرجال, فرأينا هيفاء وهبي المتوهجة أنوثة, تنتحل شخصية راسل كرو في فيلم المصارع وارتدت زي المصارع, في كليب أنت تاني تحمل السيف والرمح وتجيد فنون القتال, وتصرع كل من تصدي لها من الرجال, وبين قتل رجل وآخر تنظر بطرف عينها للرجل الجالس مستكينا أليفا بالرداء الأحمر, وهي في حالة زهو بما تسفكه من دماء لترضيه وتظهر قوتها الخارقة, ويجتمع أهل المدينة في المدرجات حول حلبة القتال الرومانية يهتفون, ومصير المصارعين الرجال بين يدي هيفاء.. وليس لديها مانع من أن تواجه سبارتكوس نفسه.. وشاهدت هذا الأسبوع نيللي مقدسي وقد تحولت إلي قرصان في أغنيتها المصورة يا دادا, تدافع عن مركبها البحري ضد اعتداء قرصان آخر يحاول سرقتها, حيث دافعت نيللي بشراسة عن مركبها ولقنت مهاجمها ومعاونيه درسا قاسيا, واحتجزتهم إلي أن يظهر بطل التعدي علي مركبها القرصان الآخر فتغرم به.. صورة تليفزيونية للمرأة الشرسة, أو للمرأة العصرية, رغم إنها تتمتع بسلاح فتاك يصرع أي رجل, سلاح لا يملكه الرجال الأنوثة.. قد تكون هذه الأشكال الجديدة للأغنية المصورة هي نوع من التغيير, إلا إنها تعكس بالتأكيد الكثير من الواقع العنيف الذي نعيشه. الخوف من الزمن.. اصبحت المسألة العمرية تزعج كثير من الفنانات, وتفزعهن, خوفا من ابعادهن عن الادوار الحيوية في الدراما, وحصرهن في أدوارا لا ترضيهن, فتبتعد عنهن الاضواء. حاول برنامج كلام نواعم علي شاشة الMBC أن يرصد حالة المرأة بعد سن الخمسين, وتأثير السن عليهن, وكيف تساهم الإعلانات في التسبب بإحباط المرأة, بسبب تلك الصور الخيالية التي تبثها الشاشة الصغيرة لجمال المرأة, وكيف تعيد شبابها, وتنقذ حياتها الرومانسية خلال خمسة أيام.. وبداية اعلنت واحدة من المذيعات الأربع بالمبرنامج عن سنها الحقيقي حتي تتشجع ضيفتها للافصاح عن عمرها الحقيقي, ولكن ابدا لم تنطق!! وركزت بقولها علي انه ممكن تكون المرأة جميلة بكل المراحل, واعطت مثالا علي يسرا, ثم تراجعت الضيفة بعد أن أحست بحرج لذكر سن يسرا, وانها تعدت الخمسين.. ما هذه الحساسية المفرطة, في أن تتخطي يسرا هذا السن, أو لم تتخط, فلم يحرمها هذا السن من أن تكون واحدة من أفضل النجمات في العالم العربي, ولكن السينما لم تعد قادرة علي استثمار موهبة هذه الفنانة وهي في عمرها الذهبي.. فاسأثرت بها الشاشة الصغيرة الرمضانية.. أن أعظم ممثلة في السينما الأمريكية والتي تتواصل نجاحاتها, وهي في الثانية والستين من عمرها, ولا يمر عام الا ورشحت للأوسكار(13 مرة), حصلت علي إثنان منها, ورشحت للجولدن جلوب(25 مرة), فازت بسبعة منها, فأطلقوا عليها لقب الأسطورة الحية, هي ميريل ستريب.. لم تخف عمرها يوما, وهي تدرك ان كل سنة اضافية ترفعها إلي القمة مع اكتساب مزيد من الخبرات والمعرفة.. بينما مازالت أعمار الفنانات لدينا هي خط أحمر وسرا من الأسرار التي فرضت حولها سياجا من الحيطة والغموض, ربما لان هناك تقصيرا في المجتمع في كسر الحاجز بالترحيب بالمرأة بعد سن الاربعين, فما بالنا بنجمات تعدو هذا السن بكثير.. وهن يرون ان ثروتهن في الشكل الخارجي ثم الموهبة.. وليس العكس! فلم يعد غريبا ان نشاهد ممثلة تعدت الأربعين, تلعب دور فتاة جامعية زحفت علي يدها ورقبتها الكثير من التجاعيد, أو دخلت الستينات وتلعب دور امرأة في الثلاثينات, تتوهج جمالا بعد عدة عمليات شد ونفخ, وقد تحولت إلي امرأة من السليكون, البشرة الحريرية والأجسام الخيالية.. كل هذا في الدراما العربية, وتتربع علي عرشها المصرية واللبنانية. نايل سينما تعود.. تخلصت نايل سينما من العيوب التي لازمتها في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي, ودبت فيه الروح التي افتقدناه في تلك الليلة, وتميزت المذيعة هند القاضي بتدفقها السلس في مجاراة الضيوف, وساعدها في هذا التميز مدير تصوير البرنامج, الذي أضفي حيوية للصورة التليفزيونية, وأصبحت الصورة مكملة لما يحدث داخل الأوبرا, ورغم اختلاف مخرج البرنامج عن مخرج العرض وليد عوني إلا أنه كان هناك تواصل بينهما, وحسنا فعل المخرج عندما حصر أمينة شلباية في زواية لتأخذ راحتها مع أزياء النجوم, وخلصنا من الخلط الذي وقع في الليلة الأولي, فاستطاعت هذه القناة بصورتها الحية, رغم بعض الهفوات البسيطة, أن تضفي صفة الجماهيرية للمهرجان ليتعايش معه البسطاء, بعد أن أحجموا عن مشاهدة العروض, واختفاء صورة الزحام التي كانت تشعرنا بالمهرجان في سنوات كمال الملاخ وسعد الدين وهبة, وهي مشكلة تحتاج إلي حلول غير تقليدية من إدارة المهرجان لتعود إلينا بهجة زحام الجماهير علي دور العرض, وان كانت دور العرض نفسها اختفت من عروض مهرجان هذا العام! الغريب أن الأخطاء التي تخلصت منها نايل سينما تلقفتها القناة الثانية في ليلة الختام من خلال المذيعة إحسان صالح بأسئلتها السخيفة, مما دفع المنتج محمد مختار إلي التهكم طالبا منها أن تسأله من أين اشتري البدلة والخواجة الذي صممها, الغريب إنها استجابت له وأصرت علي سؤاله فتركها بضحكة ساخرة.. وأن أعطت المذيعة المتألقة جاسمين أعطت قوة للقاءات السريعة فكانت هناك مباراة خفية بين جاسمين وهند, كانت نتيجتها لصالح المتفرج. أهل الحارة والهرم الذهبي.. ليس من قبيل المصادفة أن النجوم البارزة في المسلسل التليفزيوني الحارة هم الذين فازوا بالهرم الذهبي, سوسن بدر وسيد رجب وسلوي محمد علي وحتي نيللي عضو لجنة التحكيم الدولية, فإذا كان المسلسل ظلم بسبب الادعاء أنه من نوع الدراما القاتمة, فقد فاز فيلمهم شوق الذي ينتمي لنفس النوعية.. هذا هو واقعنا, بلا تزييف, لذا استحقوا الجائزة.