تعتبر مصارعة السومو من أشهر أنواع الرياضة في اليابان. بل ان اليابان تشتهر بسياراتها وملابس النساء الكيمونو ووجبة السوشي ومشروب الساكي.. ومصارعة السومو. وتدور هذه المصارعة بين مصارعين اثنين لا يقل وزن كل منهما عن 150 كيلو غراماً من الشحم واللحم والعظام. وهي من الرياضات القتالية وتحظي بشعبية كبيرة في البلاد. وتدخل في اللعبة بعض الطقوس اليابانية القديمة، ويعتبرها اليابانيون أكثر من مجرد رياضة عادية، فهي تقليد وتراث يجمعون علي وجوب الحفاظ عليه. والغريب انه لا يسمح للنساء بممارسة مصارعة السومو لاسباب دينية واجتماعية. ويقوم مبدأ رياضة السومو علي محاولة أحد المصارعين إخراج المصارع الآخر من دائرة المصارعة أو الحلقة أو جعل أي جزء من جسمه غير أسفل قدمه يلمس الأرض. ويطلق علي مصارعي السومو اسم "سوموتوري" أو "ريكيشي". وجسمهم عار إلا من "الماواشي". وهي قطعة من القماش تلف حول الخصر وما بين الأرجل، يمكن مسك مصارع السومو من هذه القطعة. وعدا ذلك فأي مسكة أخري تعتبر ممنوعة. وفي العادة يتناول المصارع قبل النزال حساء يسمي "تشانكونابه" كجزء أساسي في برنامجه الغذائي. ويقوم "السوموتوري" بتسريح شعره وفق تقليعة "شون ماجي" اليابانية حيث يكون الشعر أملساً بواسطة زيت خاص. كما تمسك خصلات الشعر عن طريق "مشبك شعر". اما "تشونماغه" فهي ربطة الشعر اليابانية التقليدية التي يضعها مصارع السومو علي رأسه، ويتم قصها حين احالة المصارع الي المعاش. وهدف النزال هو رمي المصارع الآخر إلي خارج الدائرة أو وضعه علي الأرض. ويمكن للمصارعين استعمال إحدي المسكات المسموحة وعددها 70 مسكة تحددها قوانين اللعبة. وخلال الدورات يكون هدف المصارع الحصول علي عدد من الانتصارات أكبر من عدد الهزائم في مجموع 15 جولة في كل نزال. وإذا أفلح المصارع في ذلك يطلق عليه لقب "كاتشي كوشي" ويربح بعض المراتب في التصنيف العام للمصارعين، بعكس منافسه الخاسر الذي يتقهقر ترتيبه في التصنيف. وإذا ما كشف أحد المصارعين عن مقدرة خارقة يقوم اتحاد السومو بمنحه لقب "يوكوزونا" أي إله السومو الحي. ويحتفظ المصارع باللقب مدي الحياة. وتتراوح مرتبات مصارع السومو بين 23 الف دولار شهرياً وثمانية آلاف دولار حسب تصنيفه في اتحاد السومو وعدد انتصاراته. ويبدو ان السفير الامريكي في بغداد كريستوفر هيل الذي احيل الي التقاعد مؤخراً لا يحب المصارعة اليابانية ولذلك طلب من السياسيين العراقيين الحاليين عدم تحويل صراعهم من أجل الكراسي الي ما يشبه مصارعة السومو لدفع الخصم الي خارج الحلبة. مشيراً الي خطورة هذه المصارعة وانها قد تتسبب بكسر رقبة أحدهم أو تهشيم عظام آخر. ورغم ان وقت كل جولة في مصارعة السومو لا يتعدي الدقائق المحدودة فان وقت كل جولة من المفاوضات بين الكتل السياسية العراقية لتشكيل الحكومة الجديدة يستغرق اياماً طويلة يتناول خلالها المصارعون افطار الكونتيننتال ثم غداء العمل علي انغام المقامات العراقية.. وأخيراً عشاء آخر الليل علي الموسيقي الايرانية والجاز الامريكي. وحتي الآن لا نعرف من هو المالكي أو علاوي أو الطالباني أو البرزاني أو الحكيم أو الصدر.. هل هو "سوموتوري" أو "ريكيشي". وهل هو دولة رئيس الوزراء أو دولة "يوكوزونا". الذي نعرفه ان قطعة القماش الصغيرة التي يتحزم بها كل من المالكي وعلاوي اسمها "ماواشي". وطبعاً ليس هناك فرق كبير بين تلك "الماواشي".. والمواشي التي يطلق عليها علم الاجتماع وعلم السياسة في بعض الدول كلمة المواطنين! كاتب المقال: كاتب عراقي