عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تنحيه عن رئاسة الجمهورية في لحظة كانت هي الأصعب في تاريخ مصر في ثوان معدودة احتشدنا جميعا غير مبالين بالإظلام الذي حتمته ظروف ما بعد النكسة , رافضين قبول القرار, مرحبين بقبول التحدي, لم يتخلف أحد لم نتشرذم, الوطن في محنة, التتار علي الأبواب, الاحتشاد هو الرد الصارم علي رفض الهزيمة واختراق الحدود.. نعم نفس هذا الاحتشاد ينادينا الآن وبدون تشرذم مرة أخري ولا إمعان في إظهار نعرة قومية باتت تحتاج الي تطعيم لدفع الأذي عن حدودنا, وبعد أن سقط الشهداء الواحد تلو الآخر علي ايدي من يتاجرون في تلك النعرة, بعد أن عبروا الحدود مختبئين في بطن حصان طروادة أو قل حصان غزة, الاحتشاد مطلوب وبشدة لمؤازرة القرار الوطني المصري بحماية حدودنا من الاختراقات غير المسئولة, وحماية هيبة الدولة من الاجتراء علي شرعيتها إن لكل دولة في العالم أجمع حدودها, ولكن السداح مداح كانت تعرفه الشعوب الهمجية التي كانت تحترف الغزوات والسطو علي أراضي الشعوب المجاورة, وانتهي هذا الزمن وانتظمت الدول جميعها في منظمة دولية اجتمعت فيها الخرائط والالتزامات. وقد أعجبني بشدة ما أعلنته السعودية من أنها لاتحاور منظمات متمردة, في إشارة واضحة وفي رد صارم علي جماعة الحوثيين المتمردة علي النظام في اليمن بل والاعتداء علي الحدود السعودية ومحاولة اختراقها, ونحن ايضا سوف نحتشد وراء القرار المصري في رفض الانصياع وهرطقة المتعاطفين مع منظمة حماس لوقف الانشاءات الهندسية بدعوي إضرارها بالقضية الفلسطينية, والشعب الفلسطيني برئ من كل هذه المهاترات لأنه يعلم ان مصر القوية بحدودها الآمنة مع كل الدول المجاورة هي السند الاصيل للقضية منذ فجر النكبة عام1948, وأن وقوع ضحايا بأيد فلسطينية لايخدم القضية أبدا بل يستنفر المصريين للمواجهة والمضي قدما في انشاء الجدار وهي انشاءات لاتعزلنا عن الشعب الفلسطيني بل تنظم العلاقة القوية بيننا, بدلا من الخروقات المشبوهة والتي تتم في الخفاء ويستفيد منها أباطرة النعرة القومية وربما توكيلات مشبوهة داخل الوطن. نختلف مع حكومتنا كيفما شئنا حتي نصل الي الخط الاحمر, وهو امننا القومي فلا اختلاف, بل احتشاد وإصرار علي إرادتنا. محاسب عبدالمنعم النمر