عصام خليل: الحوار الوطني يناقش غدا آليات تحويل الدعم العيني لنقدي    الجيل: نشاط مكثف للرئيس السيسي بالصين لزيادة الاستثمارات الأجنبية    فخرى الفقى: سنطرح تحويل الدعم العينى إلى نقدى للحوار المجتمعى    المصرى للشؤون الخارجية: زيارة الرئيس السيسى لبكين تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون    متحدث باسم بايدن: ترامب «مرتبك ويائس ومهزوم»    عاجل.. «عبدالمنعم» يوجه رسالة غامضة لجمهور الأهلي: «سأحمل حبكم دائما»    السيطرة على مشاجرة بالأسلحة النارية في قرنفيل بالقناطر الخيرية    حذر الأطباء من تناولها.. ماذا تعرف عن سمكة الأرنب السامة؟    لو بصبص لغيري مش هزعل.. كيف تحدثت نيللي كريم عن هشام عاشور قبل الطلاق؟    حزب المصريين: الإذاعة المصرية جسدت ضمير ووجدان الشعب على مدار 90 عامًا    سماع دوي انفجارات بمناطق شمال إسرائيل بعد إطلاق 40 صاروخا من جنوب لبنان    الصحة: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة تحت شعار 100 مليون صحة    19 منظمة دولية تحذر من مجاعة وشيكة في السودان    780 شاحنة مساعدات في انتظار الدخول عبر رفح    «الأعلى للجامعات»: منح مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة تدريس جامعة الزقازيق رخصة معتمدة    حصاد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في أسبوع    21 الف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    حادث طعن فى مانهايم الألمانية.. وشولتس معلقا: الصور هناك فظيعة    نمو الاقتصاد التركي بمعدل 5.7% خلال الربع الأول    في مهرجان النوادي.. خيط أحمر طويل لفرقة الأقصر يناقش قضايا المرأة في الصعيد    بحضور 300 طفل، أوقاف القليوبية تنظم لقاء الجمعة    ضبط المتهم بتسريب أسئلة الامتحانات عبر تطبيق "واتس آب"    زيزو ليس بينهم.. كاف يعلن عن هدافي الكونفدرالية 2024    إعادة افتتاح مسجد نور الإسلام في إطسا بعد صيانته    "يتضمن ملاعب فرعية وفندقا ومستشفى".. الأهلي يضع اللمسات الأخيرة لحفل توقيع عقد إنشاء الاستاد    وصول جثمان والدة المطرب محمود الليثي إلى مسجد الحصري بأكتوبر "صور"    عمرو الفقي يعلق على برومو "أم الدنيا": مصر مهد الحضارة والأديان    المفتي: عدم توثيق الأرملة زواجها الجديد لأخذ معاش زوجها المتوفي حرام شرعا    مرة واحدة في العمر.. ما حكم من استطاع الحج ولم يفعل؟ إمام وخطيب المسجد الحرام يُجيب    وزيرة التعاون: تحقيق استقرار مستدام في أفريقيا يتطلب دعم المؤسسات الدولية    بوروسيا دورتموند.. تاريخ متذبذب بين المجد والسقوط    طارق فؤاد والفرقة المصرية يقدمان روائع موسيقار الأجيال على مسرح السامر    وزير الإسكان يُصدر قراراً بإزالة مخالفات بناء بالساحل الشمالي    "العاصمة الإدارية" الجديدة تستقبل وفدا من جامعة قرطاج التونسية    بعثة المواي تاي تغادر إلى اليونان للمشاركة فى بطولة العالم للكبار    أزهري يوضح الشروط الواجب توافرها في الأضحية (فيديو)    بالشماسي والكراسي.. تفعيل خدمة الحجز الإلكتروني لشواطئ الإسكندرية- صور    في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين.. احذر التبغ يقتل 8 ملايين شخص سنويا    اعتماد 34 مدرسة بالإسكندرية في 9 إدارات تعليمية    رئيس جامعة قناة السويس يُتابع أعمال تطوير المسجد وملاعب كرة القدم    الاعتماد والرقابة الصحية: برنامج تدريب المراجعين يحصل على الاعتماد الدولي    محافظ أسوان يتابع تسليم 30 منزلا بقرية الفؤادية بكوم أمبو بعد إعادة تأهيلهم    وجبة غداء تهدد حياة 8 أشخاص في كرداسة    وزارة الصحة تستقبل سفير كوبا لدى مصر لتعزيز التعاون في المجال الصحي    حرب إسرائيلية كبيرة على وكالة أونروا في قطاع غزة    «حق الله في المال».. موضوع خطبة الجمعة اليوم في مساجد مصر    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    ميرور البريطانية تكشف عن بديل نونيز في ليفربول حال رحيله    تفاقم أزمة القوى العاملة في جيش الاحتلال الإسرائيلي    كيفية الحفاظ على صحة العين أثناء موجة الحر    سيولة مرورية بشوارع القاهرة والجيزة صباح اليوم الجمعة    تعرف على موعد إجازة عيد الأضحى المُبارك    الأعمال المكروهة والمستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة    خالد أبو بكر يقاطع وزير التعليم: بلاش عصا إلكترونية باللجان.. هتقلق الطلاب    الطيران الحربي الإسرائيلي يقصف محيط مسجد في مخيم البريج وسط قطاع غزة    تامر عبد المنعم ينعى والدة وزيرة الثقافة: «كل نفس ذائقة الموت»    اتحاد الكرة يكشف أسباب التأخر في إصدار عقوبة ضد الشيبي    منتخب مصر يخوض ثاني تدريباته استعدادًا لمواجهة بوركينا فاسو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكرات بلير‏..‏ ورحلة الإخوة الأعداء
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 09 - 2010

الرحلة عنوان مذكرات توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق كشفت الكثير من الجوانب الخفية في شخصية ذلك الزعيم السياسي الذي كان يوصف بالظاهرة.‏ لقدرته علي دفع حزب العمال الذي يترأسه لسدة الحكم بعد أن قبع في الظل عقودا طويلة‏.
كما أزاحت المذكرات التي صدرت في أوائل الشهر الحالي الستار عن كثير من الصراعات الداخلية الخفية بين الأشقاء والأصدقاء داخل حزب العمال الذي كان يبدو علي السطح متمتعا بالهدوء والاستقرار طوال فترة توليه الحكم علي مدي‏3‏ فترات متتالية‏.‏
ولكن أهم ما كشفت عنه المذكرات ذلك الصراع الذي كان له أسوأ تأثير علي السياسات البريطانية خلال فترة حكم بلير والناجم عن المنافسة الشديدة بين بلير وجوردون براون الذي خلفه في رئاسة الوزراء‏.‏ فقد تسبب الصراع بينهما في حدوث انقسام داخل الحزب وإصابة الحكومة بالشلل‏,‏ لكن أكثر ما أثار الجدل في بريطانيا هو تركيز بلير في مذكراته علي رأيه ومشاعره السلبية تجاه الرجل الثاني الذي أصبح رئيسا للوزراء من بعده‏.‏
ومن المعروف أنه قبل تولي بلير رئاسة الوزراء كان هو وبراون عضوين في مجلس العموم وكانت تجمع بينهما صداقة قوية‏,‏ حتي عندما توفي زعيم الحزب جون سميث عام‏1992‏ كان براون يعتقد في هذه اللحظة أن بلير لن ينافسه علي رئاسة الحزب حتي يصبح رئيسا للوزراء في حالة نجاح حزب العمال في الانتخابات‏.‏ لكن ما حدث كان عكس ذلك لأن بلير رشح نفسه ضد براون وفاز برئاسة الحزب‏.‏ ومن يومها امتلأ قلب براون بالمرارة من بلير لكنه سعي لإخفائها وصار وزيرا للخزانة في حكومته‏.‏
وعلي الرغم من محاولات بلير لرسم صورة محايدة لصديقة القديم ومنافسه براون توضح العلاقة القوية التي كانت تربط بينهما واعترافه بقدرات براون السياسية الا أنه في مواضع كثيرة من الكتاب استخدم كلمات تنتقص من هذا التقدير لبراون حيث وصفه بأنه منفلت عصبيا وأن ذكاؤه العاطفي يساوي صفر‏.‏
وشرح بلير كيف أن وزير خزانته كان أكبر عقبة أمام تطبيق خططه لإصلاح بريطانيا وأن فترة توليه المنصب كانت كارثة لأن قراراته كانت متضاربة أحيانا‏.‏ ووصل بلير إلي خلاصة رأيه في تصرفات براون بأن حزب العمال خسر الانتخابات الأخيرة لأن براون أعطي ظهره لكل ما حققه بلير أثناء رئاسته للحكومة‏.‏
وقال بلير أن براون حاول بالفعل أن يبتزه عندما أثيرت مسألة الفضائح المالية الخاصة بتمويل الحملات الانتخابية للحزب والتي أشارت إلي تبرعات رجال الأعمال لتمويل انتخابات الحزب والتي لا يقرها القانون وهو ما أثر علي مركز بلير‏.‏
وانتقد بلير السياسة الاقتصادية التي اتبعها براون قبل الانتخابات التي جرت العام الحالي‏2010‏ وخسرها حزب العمال أمام المحافظين‏.‏ وأضاف أنصار بلير إلي الاتهامات التي وجهها بلير لبراون إتهامات أخري خلال أحاديثهم الصحفية التي إمتلأت بها الصحف البريطانية ومنها أن بروان كان وراء الإنقلاب الذي وقع في حزب العمال والذي أرغم بلير علي الاستقالة من رئاسة الوزراءعندما ثار الأعضاء ضده وضد سياساته‏.‏
وقد كشف بلير في مذكراته انه كان قد اختار ديفيد ميليباند وزير الخارجية ليخلفه في رئاسة الوزراء لكن المقربين من براون أوضحوا أن ضعف موقف بلير في استطلاعات الرأي العام وحملات الهجوم التي اشتدت ضد سياساته وخاصة دفعه للجيش البريطاني للاشتراك في حرب العراق أضعفت قدرته علي إقناع أعضاء الحزب بمن سيختاره خلفا له‏,‏ فكان الفوز من نصيب براون الذي إستفاد من ضعف بلير وفاز برئاسة الحزب والوزراء‏.‏
وفي مواجهة هذه الصورة السلبية التي رسمها بلير لبراون فإن مساعدي براون السابقين في الحكومة ومؤيديه قرروا ألا يظلوا صامتين وأن يردوا علي بلير بكل المعلومات التي تضعف من وجهات نظره تجاه براون وتجاه السياسة البريطانية في عهده‏,‏ خاصة مسألة هزيمة حزب العمال في الانتخابات الأخيرة وقالوا أن القصة لها وجهان وليس وجه واحد‏.‏ وإذا كان بلير قد عرض أحد الوجهين فإن لدينا ما سوف نعلنه‏.‏
ومن جانبها ذكرت صحيفة التايمز البريطانية في افتتاحية حول مذكرات بلير‏'‏ الرحلة‏'‏ أنه إذا كان بلير يلقي باللوم علي براون بسبب السياسات المالية والعجز في الميزانية‏,‏ فإنه يتحمل نفس المسئولية مع براون‏,‏ والأهم من ذلك أن بلير هو الذي دفع بالبلاد إلي مغامرة الحرب في العراق والتي راح ضحيتها آلاف البريطانيين‏.‏ وهذه السياسة الخاطئة هي التي جلبت عليه غضب أعضاء حزبه والرأي العام البريطاني وكانت من أسباب هزيمة الحزب في الإنتخابات الأخيرة‏.‏
وأضافت الصحيفة أنه حتي الإنجازات التي حققها بلير اثناء توليه رئاسة الوزراء مثل السلام في أيرلندا والتدخل الإنساني في كسوفا وسيراليون وتحسين البنية التحتية في البلاد كل ذلك ضاع بسبب الخسارة الكبري للحرب في العراق والتي ورط فيها بلير بلاده بريطانيا‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.