حتى قبل صدورها فى كتاب، أثارت مذكرات وزير التجارة البريطانى السابق اللورد بيتر ماندلسون جدلا واسع النطاق على الساحة السياسية فى البلاد، خاصة أنها كشفت خبايا صراع ظل مكتوما لأمد طويل بين رئيسى الوزراء السابقين تونى بلير وجوردون براون. فالمقتطفات التى نشرتها صحف بريطانية من المذكرات التى اختار لها ماندلسون اسم «الرجل الثالث»، كانت كافية لفتح أبواب الجحيم على الرجل، خاصة بعدما أكد ما كان يدور فى الأذهان حول وجود عداء مستحكم بين بلير وبراون، رغم طول أمد الشراكة السياسية بينهما. فبحسب ما ورد فى هذه المذكرات، نقل ماندلسون عن بلير قوله: إن براون الذى كان وزير خزانة بلير لسنوات طويلة قبل أن يصبح خليفته فى 10 داوننج ستريت هو «شخص مجنون وسيئ وخطر، ولا أمل يرتجى فى إصلاحه». وفى بلد اعتاد ساسته استخدام ألفاظ مطاطة وفضفاضة فى أغلب الأحيان، شكلت مثل هذه الأوصاف الحادة والجارحة صدمة حقيقية، وخروجا سافرا على أبجديات العمل السياسى، وذلك برغم تأكيدات بيتر ماندلسون فى تصريحات لاحقة أن مذكراته ليست إلا محاولة لرسم «صورة إيجابية.. ليس فقط لبراون وبلير وإنما لآخرين.. ساعدوا على إخراج حزب العمال مما كان فيه خلال الثمانينيات»، أى حينما كان لا يملك سوى متابعة ما تقوم به رئيسة الوزراء السابقة المرأة الحديدية مارجريت تاتشر، وهى تغير وجه الحياة فى بريطانيا.