وزير التعليم العالي يبحث سبل التعاون مع نائب حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    وزير الإسكان يتفقد مشروعات المرحلة العاجلة للأراضي البديلة بمنطقة "شمس الحكمة"    بدء اجتماع مجلس المحافظين.. وقانون الإيجار القديم الأبرز    رئيس "كهرباء الصعيد": استقرار التغذية الكهربائية بجميع مناطق أسوان    "يونسيف" يحذر :112 طفلًا يدخلون دائرة سوء التغذية يوميًا في قطاع غزة ومؤسس المطبخ العالمي يصل القطاع    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يوسّع دائرة اعتداءاته جنوب لبنان    مصطفى شوبير يحتفل بارتداء شارة قيادة الأهلي: "شرف ما بعده شرف"    انطلاق البطولة العربية الأولى للخماسي الحديث للمنتخبات والأندية تحت 15 عامًا    أحمد عاطف قطة: كأس العالم للأندية "حلم كبير".. وهذه رسالتي للاعبين الصغار    الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الإجتماعى تضمن حدوث مشاجرة بالجيزة.    ضبط 117.3 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    تكريمًا لسيد درويش.. وزارة الثقافة تعلن 15 سبتمبر "اليوم المصري للموسيقى"    انطلاقة قوية لفيلم "درويش".. 8 ملايين جنيه في أول 72 ساعة عرض    جريئة أمام البحر.. أحدث ظهور ل ياسمين صبري والجمهور يعلق (صور)    إجراء 20 عملية مياه بيضاء ناجحة في مستشفى نجع حمادي    حازم الجندى: بيان ال31 دولة عربية وإسلامية يمثل تحولا نوعيا في آليات المواجهة السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل    بعد تناول وجبات.. إصابة 9 أشخاص ب«اشتباه نزلة معوية» في الشرقية    ضبط لحوم وسلع غذائية فاسدة وتحرير 382 محضرًا خلال حملات رقابية بأسيوط    وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة تلتقي فريق عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي    تقليل الاغتراب 2025.. أماكن الحصول على الخدمة للمرحلتين الأولى والثانية    السيسي يوافق على ربط موازنة الجهاز المصرى للملكية الفكرية لعام 2025-2026    بالتعاون بين الشركة المتحدة والأوقاف.. انطلاق أضخم مسابقة قرآنية تلفزيونية    ماذا حدث في أوكرانيا خلال قمة ألاسكا بين بوتين وترامب؟    سيمينو ينفجر غضبا بسبب العنصرية.. والشرطة تحقق في الحادث    «السياحة» تبدأ مبكرًا في إجراءات الحج بتوقع عقد الضيافة وخدمة الحجاج بالمشاعر المقدسة    تشييع جثمان شاب لقي مصرعه غرقا داخل حمام سباحة ببني سويف    بالفيديو: عبيدة تطرح كليب «ضحكتك بالدنيا»    محافظ بورسعيد يعلن قبول جميع المتقدمين لمرحلة رياض الأطفال بنسبة 100%    علماء يلتقطون أول صور ثلاثية الأبعاد لزرع جنين داخل الرحم    خلال العطلات الرسمية....صحة الشرقية تنفذ أكثر من 37 ألف زيارة منزلية لتقديم الرعاية الصحية    حلول عاجلة لتوصيل مياه الشرب لعدد من المناطق بجنوب بورسعيد    لماذا يُستبعد الموظف من الترقية رغم استحقاقه؟.. 3 حالات يحددها قانون الخدمة المدنية    آداب أسيوط تطرح برنامج الترجمة باللغة الفرنسية بنظام الساعات المعتمدة    موقف غير متوقع يختبر صبرك.. حظك اليوم ل مواليد برج الدلو 16 أغسطس    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولتكن البداية بميزان العدل والحق!?    يسري جبر: يوضح حكم زيارة قبور أهل البيت والصحابة والدعاء عندها    تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم.. قائمة كليات تقبل من 50%    في صورة انتقال حر.. بيرسي تاو ينتقل إلى نام دينه الفيتنامي    إخلاء سبيل الشاب عبد الرحمن خالد، مصمم فيديو الترويج للمتحف المصري الكبير بالذكاء الاصطناعي    الصحة: تدريب أطباء الأسنان وتقديم خدمات مجانية ل86 مواطنًا    محاكمة 6 متهمين في خلية «بولاق أبو العلا» الإرهابية| بعد قليل    إنقاذ سائق وتباع بعد انقلاب سيارتهما أسفل كوبري أكتوبر| صور    أمين الفتوى يوضح حكم من تسبب في موت كلاب بغير قصد وحقيقة طهارتها    فوز 4 من أبناء بني سويف في برلمان الطلائع على مستوى الجمهورية    18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية    وفاة والدة صبحي خليل وتشييع جثمانها بعد صلاة الظهر    عمرو وهبة يحتفل بعيد ميلاد ابنه: «الحمد لله عدت بدعوات الناس » (فيديو)    مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتفقد 5 مستشفيات بالمحافظة لمتابعة الخدمات    وزارة الأوقاف تحدد 15 نقطة لاستغلال وقت الفراغ والإجازة الصيفية.. اعرفها    مصرع وإصابة 15 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص بسيارة نقل بالوادي الجديد    بدائل الثانوية العامة محاصرة بالشكاوى.. أزمات مدارس «ستيم» تثير مخاوف العباقرة    ترامب يغادر ألاسكا بعد قمته مع بوتين    بوتين يدعو كييف والقادة الأوروبيين إلى عدم عرقلة "التقدم الناشئ"    مفاجآت في قائمة الزمالك لمواجهة المقاولون العرب    بقيادة صلاح.. ليفربول يفوز بصعوبة على بورنموث برباعية في افتتاح البريميرليج    حاكم ألاسكا: لقاء بوتين وترامب يمثل يوما تاريخيا لولايتنا    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هووهي
أوجست مارييت‏..‏ باشا الاكتشافات الأثرية
نشر في الأهرام اليومي يوم 07 - 08 - 2010

الله يرحمك يا طهطاوي‏..‏ رحمة ونور عليك يا سيد التنوير الذي أضاءت الثقافة جنبات عقله تدفعه للتصدي لأكبر راس في البلد‏..‏ تقول له لا يا مولانا‏..‏ كده غلط‏..‏ كده تضيع البلد‏..‏ كتب وقال لمحمد علي باشا‏..‏ الكبير‏..‏ في عز سطوته وحكمه‏..‏ أبدا ولا ممكن وعيب علينا ووصمة في جبين الدهر هدم هرم خوفو‏..‏ الكبير‏..‏ من أجل استخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس دلتا النيل في منطقة شلقان‏..‏ قالها الطهطاوي الذي يعد من أبرز شخصيات مصر في القرن التاسع عشر وأكثرهم أثرا في تشكيل هويتها‏,‏ والذي استطاع بكتاباته عن مصر الفرعونية بمجلة روضة المدارس التي كان يحررها وبكتابه أنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل أن يلعب نفس الدور الذي لعبه شامبليون للأوروبيين‏..‏ استطاع الطهطاوي بالإضافة إلي دوره في تغيير مفهوم المصريين عن تاريخهم القديم أن يعرفهم بالحضارة الغربية التي عاش في ظلالها وعرفها معرفة وثيقة وكتب عنها بالعربية كتابه الشهير تلخيص الإبريز في تلخيص باريز وفي هذا المجال كان دوره في نقل الحضارة الغربية لأهل مصر لا يقل أهمية عن دور سير إدوارد وليم لين البريطاني الذي عاش في مصر وعرفها ونقل حضارتها إلي بني وطنه في كتابه عادات المصريين المحدثين‏..‏
وكان النصف فرنك أي العشرين مليما سببا في إنقاذ هرم خوفو من الهدم بأمر والي مصر محمد علي‏..‏ والكلام هنا لا يلقي علي عواهنه فقد كشفت وثائق تاريخ الري المصري القديم في متحف الثورة في منطقة القناطر الخيرية عام‏1957‏ أن محمد علي مؤسس النهضة المصرية الحديثة الذي أنشأ القناطر الخيرية‏,‏ وأدخل لمصر زراعات كانت في أشد الحاجة إليها مثل قصب السكر والأقطان طويلة التيلة القادمة من سيلان‏,‏ إلي جانب الحدائق والمنتزهات وطرز العمارة الحديثة لتشييد المباني الدينية والمدنية والحربية‏,‏ كان قد أصدر أمره إلي المهندس الفرنسي لينان بهدم الهرم الأكبر بغرض بناء القناطر‏,‏ وما دفعه للتخلي عن إصراره لم يكن سوي أن كميات أحجار الهرم الأكبر ستزيد أربعة أمثال المطلوب‏,‏ وأن أحجار الهرم الأصغر لمنقرع لا تكفي للتشييد‏,‏ ولم يكن هناك سوي بديل آخر يمكن أن يوفر‏20‏ مليما في المتر بعدما قدم له لينان كشفا بأن تكلفة نقل المتر الواحد من أحجار الهرم عشرة قروش‏,‏ أي مائة مليم‏,‏ وأن تكلفة نقلها من محاجر قريبة من منطقة شلقان تبلغ ثمانية قروش فقط‏,‏ أي ثمانين مليما‏,‏ ومن هنا يتوفر عشرون مليما في كل متر‏!!..‏ و‏..‏من هنا أطلق سراح هرم خوفو إحدي عجائب الكون ليتم المراد علي الجانب الآخر بتحويل المعابد الأثرية التليدة والأعمدة الشامخة إلي محاجر نقلت أحجارها المقدسة الضخمة لبناء معامل السكر والبارود ومشروعات الباشا العمرانية‏!!‏ حتي أن معبدين من أهم معابد مصر‏:‏ معبد تحتمس الثالث ومعبد زيوس ببوابة المجانين بأرمنت فككا تماما لبناء معمل السكر‏,‏ وكانوا يستخدمون الديناميت في تفكيك حجارة المعابد لاستخدامها في بناء المصانع وتبطين قنوات الري التي تشق في أرض الدلتا‏,‏ وكاد معبد دندرة أن يهدم هو الآخر لتستخدم حجارته في بناء مصنع للنسيج بجواره‏..‏ ولأن سلطات البلاد الرسمية كانت تساهم في هذا التخريب الآثم إذ فرض الباشا علي الفلاحين توريد قنطار من الأحجار علي كل فدان مزروع لبناء مشروعاته‏,‏ فقد كان رجال الإدارة يسوقون الفلاحين إلي المعابد للحصول علي هذه الأحجار المشذبة الصالحة للبناء والأقرب منالا من بطن الجبال‏,‏ وكان التراث لا يمثل لهؤلاء سوي بقايا أصنام وثنية كافرة يجب أن تندثر‏,‏ فقد كانت الأهرام عند البعض مرصدا قديما‏,‏ وعند البعض مخبأ أقامه هرمس إدريس ليحفظ العلوم وحكمة الأقدمين كي تسلم من طوفان نوح‏,‏ وعند الكثيرين مخازن للغلال أقامها النبي يوسف‏,‏ وأن سوريد بن سلهوق أحد ملوك مصر قبل الطوفان هو الذي بني الهرمين العظيمين‏,‏ وفي رواية أخري أن الهرمين منسوبان لشداد بن عاد من العماليق وهم من العرب العاربة أخرجهم جدهم من مكة فنزلوا إلي مصر‏..‏ وما لا يعرفه الكثيرون في زيارتهم لهرم خوفو أنهم يستخدمون مدخلا قام بفتحه الخليفة المأمون عام‏831‏ ه بواسطة نار توقد وخل يرش ومعاول وحدادين وكان عرض الحائط عشرين ذراعا وكان العرب أول من ربط بناء الأهرامات بعلم الفلك‏,‏ ويعود إليهم الوصف الأول المفصل للهرم وقياساته وهندسته‏,‏ وإذا ما كانت المراجع الأجنبية قد ذكرت أن المأمون قد فتح ثغرة في الأثر العظيم طمعا في كنوزه‏,‏ فقد رد المقريزي علي تلك المزاعم بقوله إن المأمون لم يأمر بالهدم بل بالتنقيب للمعرفة والعلم‏,‏ فقد كان عصره بالغ الاهتمام بالمعارف‏,‏ حيث أقيمت المراصد وتقدم علم الفلك إلي درجة أن غالبية أسماء النجوم لم تزل تحمل لليوم أسماء عربية‏,‏ وقد أطلق العرب علي الأهرام اسم جبال فرعون واعتبرها علماؤهم من معجزات الهندسة وقال فيها المتنبي‏:‏
أين الذي الهرمان من بنيانه ما قومه ما يومه ما المصرع
تتخلف الآثار عن سكانها حينا ويدركها الفناء فتتبع
ولكن بعض المؤرخين لم يلتفتوا كثيرا لآثار مصر مثل الرحالة الشهير ابن بطوطة الذي لم ير في آثار مدينة الأقصر شيئا يستحق أن يذكر في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار غير قبر الصالح العابد أبوالحجاج الأقصري الذي يوجد بداخل الجامع الصغير الذي أقيم ببهو معبد الأقصر المهيب‏!!‏
وبلغ من كرم الباشا الكبير محمد علي إهداءه الكثير من أهم آثار مصر إلي الدول الأوروبية‏,‏ وتقف المسلتان المصريتان بميدان الكونكورد بباريس‏,‏ وعلي ضفاف التيمس بانجلترا‏,‏ مثالا لهذا الكرم الذي كان الحاكم مستعدا لإبدائه في مقابل مساندة هذه البلاد لسياساته‏..‏ وتأتي الطامة الكبري بفرمان من الباشا بتفكيك بوابات معبد الكرنك لاستخدام أحجارها في منشآت معمل البارود‏,‏ ولم يثن الكبير عن عزمه إلا باستعطاف ماهو بك التركي الذي قدم إلي الأقصر للإشراف علي بناء المعمل فجذبه الأثر الخالد حتي أقنع الباشا بالحفاظ عليه‏,‏ بينما أهدي صديقه المستشرق الفرنسي بريس دافين إدريس باشا غرفة الملوك التي أقامها تحتمس الثالث بمعبد آمون بالكرنك والتي نقلها بدوره إلي متحف اللوفر بباريس‏,‏ ومعها أقدم كتاب في العالم 2000‏ سنة ق‏.‏م وهو عبارة عن بردية مصرية تعرف باسم بردية بريز قام بتحريرها بتاحوتيب أحد نبلاء الفراعنة في عام‏2420‏ ق‏.‏م‏,‏ ولم يغسل قنصل بريطانيا العام هنري سولت يديه هو الآخر من آثار جرائم نهب آثار مصر فقد كان ضليعا فيها إذ صدر وحده من مصر ثلاث حملات تدور بروائعها علي متاحف أوروبا في مهمة العرض والطلب‏,‏ فكان من نصيب متحف تورينو وحده‏4014‏ قطعة‏,‏ وقام الإيطالي جيوفاني بلزوني الأب الروحي للمافيا بنقل آثار ضخمة تعجز دول كبيرة عن نقلها‏,‏ من بينها تمثال لرمسيس الثاني كان ملقي علي أرض الكرنك‏,‏ فقام بنقله فوق كتلة خشبية تتدحرج فوق‏14‏ عامودا‏,‏ وكان السير بها علي هذه الهيئة علي طول الطريق الصحراوي من القاهرة للإسكندرية بمعدل‏120‏ مترا في اليوم‏,‏ مما كان يثير ضجة بالغة لكنها لم تلفت أنظار المغيبين فوق الثري علي ضفتي النيل المقدس‏..‏ وقد بلغ عدد المعابد التي تم تفكيكها ما بين عامي‏1820‏ و‏1828‏ أكثر من‏12‏ معبدا‏,‏ ولسوء حظ العسكر والحرامية أن تابوت منقرع صاحب الهرم الثالث الذي يعتبر أجمل قطعة جرانيت تاريخية لتفرد نقوشها ونعومتها قد غرق في خليج بيسكا علي الشواطئ الإسبانية في مرحلة نقله إلي المتحف البريطاني‏,‏ ومازال البحث عنه جاريا تحت الماء‏!‏
وإذا ما كان هذا حال نهب آثار الأجداد الفراعنة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر‏,‏ ففي القرن الثاني عشر أكل فرنسيس الأول ملك فرنسا جدي وجدك‏..‏ أي والله وبدون مبالغة ولا تهاويل‏,‏ فقد كانت مومياوات الفراعنة بمثابة المستحضر الطبي الفعال لعلاج كافة العلل والأمراض من الهرش والحكة للسعال والإسهال‏,‏ والصداع وداء الفيل والزغطة وروماتيزم المفاصل‏,‏ ولأن المساخيط كانت تحت أرضية وادي النيل مدفونة بالزوفة فقد كان يتم التنقيب عنها وحصدها في مجموعات تشحن في صناديق مترعة للتصدير لأوروبا‏,‏ حيث تسلق في الماء المغلي لاستخراج زيوت تستخدم كمراهم لعلاج الحروق‏,‏ ويتم طحن السلاسل الفقرية لعلاج مرضي لين العظام والضعف الجنسي‏,‏ والجماجم تتحول إلي مسحوق يعجن بالعسل لتناوله علي هيئة سفوف لعلاج اضطرابات المعدة‏,‏ وكانت من الروشتات التي لا يعلي عليها لبخة كوارع المومياء بزيت اللوز فوق شروخ الكاحل ورضوض الساق وكدمات انفجار الشرايين تحت الجلد‏..‏ وكانت شحنات المساخيط تصل إلي الموانئ الأوروبية كفرع آخر في تجارة أجسام المومياوات المصرية‏,‏ حيث يقبل عليها المزارعون بعد تحميصها وصحنها لذرها كسماد لتغذية المحاصيل والقضاء علي الآفات‏..‏
وظلت أرض الأهرامات والكرنك والمسلات ودندرة نهبا عبر العصور التاريخية حتي عام‏1835‏ عندما قرر الباشا قبول نصيحة الطهطاوي‏(1801‏ 1873)‏ بحفظ آثار مصر بداخلها‏,‏ وبأن يصدر فرمانا يقضي بمنع تصدير الآثار مع جمعها في متحف بالعاصمة من أجل أن يراها زوار البلاد كما يقضي بمنع هدم الآثار وبذل كل الجهود للحفاظ عليها وجاء في النهاية قول محمد علي ما كان أولي بأن يقوله لروحه من الأول‏:‏ إن الأجانب لو تركوا لشأنهم في نهب الآثار لما تبقي شيء منها بمصر‏,‏ وجاءت الأوامر بأن تذهب جميع الآثار التي تجمع إلي رفاعة الطهطاوي ناظر مدرسة الألسن بالأزبكية الذي قام بدوره بتكليف كل من الأرمني جوزيف هككيان ويوسف ضيا أفندي ببناء متحف للآثار المكتشفة‏..‏ ولم يقدر لفرمان الباشا أن يطبق فقد واصل الأوروبيون بعد إصداره تهريب الآثار‏,‏ كما استمر هدمها لاستخدام حجارتها في بناء المصانع‏,‏ ومع ذلك فقد كان صدوره بمثابة الاعتراف من قبل الحكومة المصرية بأن ما يجري غير قانوني‏,‏ كما كان نجاحا لمثقفي مصر بقيادة الطهطاوي في أن يكون لهم دور مهم في حفظ آثار بلادهم‏..‏ ويذهب محمد علي ويأتي عهد عباس المنغلق الذي ينفي الطهطاوي للخرطوم‏..‏ ويتولي سعيد الحكم ليعيد الطهطاوي من منفاه لمنصبه القديم مع إعادة فتح الباب للأوروبيين الراغبين في البحث عن الآثار‏,‏ وكان سعيد كريما كوالده فأهدي معروضات المتحف الذي أسسه محمد علي ملحقا لمدرسة الألسن التي كان الطهطاوي ناظرا لها إلي السلطان عبدالعزيز في الأستانة لكن الأخير لم يكن تعنيه الآثار المصرية في شيء فقام بإهداء المتحف إلي صديقه أرشيدوق النمسا مكسيمليان في عام‏1855‏ لتغدو الروائع التاريخية المهداة التي لا تقدر بثمن نواة لمتحف الفن بفيينا‏.‏
ويأتي إلي مصر عالم الآثار مارييت فرانسواز أوجست فيرناند ليبدأ رحلة استمرت من عام‏1850‏ حتي وفاته في‏1881‏ كان لها أكبر الأثر في تاريخ علم الآثار المصرية‏..‏ مارييت الفتي الطويل النحيل الأشقر المرح المولود في‏11‏ فبراير‏1821‏ عاشق الرسم الذي يغطي حوائط البيت برسومات الجنود التي كانت نواة لتصميمه ديكورات وملابس أوبرا عايدة التي افتتحت بالقاهرة‏,‏ ويعود إليه فضل كتابة مادتها العلمية‏,‏ وفي سن مبكرة يغادر فرنسا لانجلترا لتدريس اللغة الفرنسية والرسم في أكاديمية شكسبير‏,‏ ويموت ابن عمه نستورهوت الرسام الشهير في الحملة الفرنسية علي مصر ويقع علي مارييت مهمة تصنيف الأوراق التي تركها‏,‏ وهنا تتحول المهمة الثقيلة إلي عشق وتدله في الآثار المصرية التي رسمها الفنان في مواقع تاريخية مثل سمنود وأبيدوس‏,‏ وهي المواقع التي أجري فيها مارييت عمليات التنقيب خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر‏,‏ وفي عشقه لحضارة مصر يقول مارييت عن الطائر في الكتابة الهيروغليفية‏:‏ إنه رسم خطير ما أن ينكب عليك حتي يفرز سمه في دمك فتصير عالم مصريات مدي حياتك‏..‏ ويأتي عام‏1850‏ ليتحقق الحلم الكبير‏..‏ مهمة إلي مصر حيث يقترح عليه شارل لينورمان أستاذه في متحف اللوفر السفر إلي مصر للحصول علي عدة مخطوطات لإنشاء مكتبة قبطية‏,‏ لكنه عند بلوغه أديرة وادي النطرون للحصول عليها فوجئ بالرهبان وقد بنوا حائطا سدوا به المكتبة حتي لا يدخلها أحد‏,‏ وأمام الموقف المحبط للمهمة الممولة من الأكاديمية الفرنسية آثر أوجست مارييت القيام بمهمة التنقيب عن الآثار حيث بدأ عمله عند سفح هرم خفرع‏,‏ وفي‏1‏ نوفمبر‏1850‏ قام بجلب‏30‏ عاملا في يوم يصف شروق الشمس فيه بأنه أجمل شروق في حياته‏,‏ حيث بدأ الحفر في الرمال الغائرة حتي وصل في‏11‏ فبراير‏1851‏ أمام مدخل السيرابيوم‏..‏ ويقوم مارييت بعمليات التنقيب في الجيزة وسقارة مصطبة فرعون وأبيدوس وطيبة القرنة الكرنك وجزيرة الفانتين‏,‏ ووصل عدد العمال معه إلي‏2870‏ عاملا‏,‏ ويقال إنه كان في إحدي السنوات يحفر في خمسين منطقة مختلفة‏,‏ وحصل مارييت في أول يناير‏1858‏ علي لقب مأمور الآثار‏,‏ وقام بتأسيس مصلحة الآثار‏,‏ وفي العام نفسه تم الكشف عن آثار من الذهب خاصة بأسرة أحمس طارد الهكسوس ومنها قلادة شهيرة من الذهب للملكة إيماح حوتب‏,‏ ويتوصل مارييت إلي إزالة الرمال التي كشفت عن مبان أثرية غاية في الأهمية الدير البحري الكرنك دندرة إدفو‏,‏ ويلحظ عاشق الآثار في عمليات التنقيب التي أجراها في سرابيوم أن المطر عند سقوطه يبلل الرمال‏,‏ وعند جفافها تستعيد لونها الأول الذهبي الطبيعي وذلك في الأجزاء التي لم تكن الرمال فيها كثيفة‏,‏ علي عكس الأجزاء الأكثر عمقا حيث التبخر أقل فتحتفظ الرمال باللون الداكن‏,‏ وهذا الجزء الداكن من الرمال المبللة يرسم علي جوانب التل مربعات منتظمة تشبه ما تخطه النوافذ أو الأبواب علي واجهة المبني‏..‏ والنتيجة أن الأشكال الهندسية التي ظهرت فوق جانب التل تحدد مكان دخول الدهاليز التي لم تعرف من قبل‏,‏ وحتي اليوم فإن جميع علماء الآثار يتبعون نفس الأسلوب في عمليات التنقيب من خلال ملاحظة التربة ثم استنتاج ما توحي به‏.‏
وبعد نفي الخديوي إسماعيل مانح الباشوية لمارييت أصيب الأخير بالمرض وفقد حماسه‏,‏ ليظل معتكفا في متحف بولاق بصحبة أصدقائه الثلاثة‏..‏ الكلبة والقرد والغزالة فينيت التي اشتهرت في كتب الرحالة إذ كانت تستقبل الزوار عند مدخل المتحف مات مارييت ودفن حيث عاش في متحفه تاركا قوله المأثور الذي نطق به يوما حقا‏:‏ مر علي المصريين زمن كانوا يهشمون فيه آثارهم‏,‏ وهم اليوم لا يفعلون ذلك‏,‏ وأتمني أن يأتي اليوم الذي يحبونها فيه‏.‏
والتقي بذكري مارييت باشا في مسقط رأسه بمدينة بولونيا الصغيرة الجميلة الناعسة علي شاطئ المانش بمناسبة مهرجان مرور نحو‏130‏ عاما علي وفاته الذي ضم في قلعة المدينة معرضا للآثار المصرية التي اكتشفها في خمسين موقعا من الجيزة إلي سقارة إلي أبيدوس إلي طيبة إلي ألفانتين‏,‏ ومن بينها المعروضات التي أتت محمولة علي الطائرات من المتحف المصري بالقاهرة ومتاحف عواصم العالم‏..‏ و‏..‏كان إحساسا فريدا من نوعه انتابنا في الغربة‏,‏ فهو مزيج من التعالي والشموخ والكبرياء متلازما بمشاعر التداعي والعزلة وانكماش يقترب إلي حد الهوان‏,‏ بينما بالداخل ثورة مكبوتة تريد الإفصاح عن نفسها بصوت مرتفع غاضب‏:‏ يا جماعة ياللي هنا نحن المصريين أبناء الفراعنة‏..‏ لقد كان الفن المصري التليد العريق يتخايل داخل الفتارين المضيئة‏,‏ ويتمدد بتماثيله الهائلة للسقوف‏,‏ ويتيه بمومياواته الخالدة بين الردهات‏,‏ ويصدح بإعجاز صياغة مجوهراته في الأركان‏,‏ ويعانق الحوائط بجداريات فرعونية تحكي أمجاد أجدادنا زمان الذين عرفوا فروق التوقيت ومعجزات التحنيط ودروب الفلك ومحكمة الرحلة للعالم الآخر‏..‏ و‏..‏ كل هذا والفرنسيون يشرحون للفرنسيين أمامنا تاريخنا‏..‏ تاريخ الفراعنة‏..‏ فينبهرون ويتأوهون ويرطنون ويستوعبون‏,‏ هذا بينما نحن وفد بعثة القاهرة للمهرجان ذوو السحنة المصرية من أنجبهم سخمت وحتحور وحتشبسوت يدحرنا الاغتراب في الأركان بمشاعر البيت بيت أبونا والغرب بيطردونا‏..‏ وليتك كنت معنا يا دكتور زاهي حواس لنغدو ضيوف الصدارة وليس في الاستدارة مع آثار أصبحت بحكم تعاليها علينا ترطن بالفرنسية بدلا من الهيروغليفية رغم نشأتها في دهشور وكوم الدكة حتي كدنا نصدق بأن الفراعنة مخاليق جاءت من المريخ لتشيد الأهرامات ثم انكفأت عائدة لمستقر لها بعيدا داخل طيات الفضاء‏,‏ وأن الحضارة الفرعونية قد اندثرت تماما علي عكس الحضارة الصينية والهندية المتواصلة‏,‏ وأنه علي أرض مصر عاش أقوام أشداء امتلكوا روح الإقدام لتنبت التربة من بعدهم مومياوات الاستكانة والموات‏!!‏
وليس هذا بجديد علي تعريف الأوروبيين بمصر وحضارتها القديمة الفرعونية والافتتان بها وفصلها المتعمد عن مصر الحاضر‏,‏ وكأنها غير مصرنا وإنما مصر أخري يعرفها الخواجات فقط‏,‏ فقديما عندما قدم الفرنسيون كتاب وصف مصر الذي حوي ثمانية مجلدات تبرز موقع مصر المميز بين ثلاث قارات‏,‏ وتاريخها العظيم عندما كانت موطنا للعلوم والفنون منذ أقدم الأزمنة وقبل حروب طروادة‏,‏ وفيها درس هرمز وسولون وفيتاغورس وأفلاطون‏,‏ وإليها سعي الإسكندر وقيصر ومارك أنطونيوس وأغسطس ونابليون‏,‏ حتي مقدم الفرنسيين إليها ليعيدوا إليها الحضارة من جديد‏,‏ وتعكس لوحة الغلاف للكتاب وصف مصر نفس الرسالة التي كتبها فورييه في المقدمة بموافقة نابليون نفسه‏,‏ وهي رسم يحيطه برواز شديد البهرجة لعدد من الآثار الفرعونية موزعة علي خلفية أرض مصر الممتدة من أسوان إلي الإسكندرية‏,‏ وليس بالرسم أثر غير فرعوني أو وجه لمصري معاصر‏,‏ وفي أعلي البرواز رسم لنابليون عاريا في هيئة الإسكندر أو الإله أبولو ملوحا بحربة وممتطيا عربة تجرها خيول تدوس علي المماليك الذين سقطوا أمامها‏..‏ ونفس المفهوم في واجهة المتحف المصري الذي تم افتتاحه عام‏1902‏ التي نقشت عليها صور أساتذة علم المصريات من الأوروبيين منهم ستة فرنسيون‏,‏ وخمسة بريطانيون وأربعة ألمان وثلاثة من إيطاليا‏,‏ وهولندي‏,‏ ودانماركي‏,‏ وسويدي‏,‏ وفي لوحة أخري أسماء هيرودوت وأراطوسطين ومانيتو وأبوللو‏.‏ الشيء الوحيد الذي يمكن أن يذكر الزائر بأنه أمام مبني أقيم في مصر هو اسم الخديوي عباس حلمي الثاني الذي نقش فوق البوابة الرئيسية للمتحف وإن جاءت كتابته باللغة اللاتينية التي لا يعرفها مصري‏,‏ وحتي سنة افتتاح المتحف الهجرية‏1342‏ نقشت فوق البوابة بجوار السنة الميلادية باللغة اللاتينية وبأرقامها‏annohegiraemccxvil..‏ ومن هنا مكثنا نشعر بالغربة مع آثارنا التي سوف نبرأ من قسوتها مع افتتاح متحفنا المصري الجديد عام‏2020‏ بجوار هضبة الأهرامات بالجيزة‏..‏ بمشيئة الله‏..‏
و‏..‏أترك الاحتفال بمارييت باشا الذي وقع في عشق مصر فسكنته ليغدو أكثر حبا لها من المصريين وحكامها ذاتهم‏,‏ حتي أصبح بعدما استلب من آثارها زمنا من أشد المحافظين علي تراثها الخالد‏,‏ حتي أنه رفض طلبا لإمبراطورته أوجيني التي استرعتها قلادة الملكة إيماح حوتب الذهبية في الجناح المصري في معرض باريس الدولي عام‏1867‏ التي كان قد اكتشفها ضمن آثار الملك أحمس‏,‏ فطلبتها من الخديوي إسماعيل من لم يكن يرفض لها طلبا‏,‏ لكنه هنا لم يستطع تلبية الرغبة الأوجينية ليقدم عذرا أقبح من الذنب بقوله‏:‏ هناك في بولاق من هو أقوي مني فاطلبيها منه‏,‏ وكان يقصد مارييت باشا الذي ضرب برغبة أوجيني عرض الحائط رغم التلويح له بالعطايا والهدايا والألقاب‏,‏ وكان في ذلك تحول كامل في شخصية الفرنسي الذي أعلن من بعد إنشائه المتحف المصري في بولاق أنه أبدا لن يوافق علي خروج أي آثار مصرية إلي الخارج‏..‏ وأصبح عاشق مصر يراسل أقاربه بقوله‏Jethebesbeaucoup‏ واضعا اسم مدينة طيبة بدلا من‏Jetaime‏ وكلما جاء ذكر كلمة قلب‏Coeur‏ كتبها‏Cairo‏ أي القاهرة‏..‏ مارييت الذي تقدمه دائرة المعارف البريطانية في ملخص جاف يقول‏:‏ عالم أثري فرنسي ولد في بولونيا علي البحر عام‏1821‏ كشف وأنقذ العديد من المواقع الأثرية‏30‏ موقعا في مصر والنوبة‏,‏ وأسس قسما للآثار المصرية كان نواة للمتحف المصري بالقاهرة وتوفي عام‏1881..‏ و‏..‏أرفض الموسوعة‏..‏ أرفض التلخيص‏..‏ وأبحر في الشخصية الثرية التي كشفت بلادي له كنوزها فعشقها وخلد آثارها ومات فيها‏..‏
و‏..‏بعيدا عن احتفالية مارييت أترك الجمع الفرنسي المعجب بآثار جدودي بغض النظر عن وجودي لأسير وحدي في طرقات بولونيا المدينة الصغيرة الجميلة الناعسة علي شاطئ المانش فتقودني خطواتي تحت رذاذ المطر فوق البلاطات الحجرية العتيقة إلي الميدان الصغير للمبني العتيق الصغير الواقع في مواجهة دار البلدية لأصعد ذوب درجات داكنة كانت سلما رخاميا صعده يوما للدور الأول والوحيد نابليون بونابرت وجوزفين بطلا قصة الحب والحرب اللذان غزوت محرابهما أفتش عن آثار ليلة الغرام التاريخية التي قضياها في البلدة الناعسة بجوار الماء‏,‏ فصدمني فراغ عش الغرام بجدرانه الداكنة المهترئة بفعل الأيام‏,‏ فذهبت يحدوني أمل للحمام المجاور الذي شهد خطوات التأهب واستنشاق عطر الأحباب فلاقاني في الفراغ الأسود مستطيل حجري متآكل يصلح بانيو للأطفال‏..‏ و‏..‏تراجع شاشة الذكري معلوماتها عن نابليون الموسوس الذي كان يحب الاستحمام بالماء الدافئ لمدة لا تقل عن ساعتين‏,‏ ربما للقضاء علي توتره العصبي وآلام عضلاته وراحة لجلده وترطيبه بعد إصابته بحساسية هرش انتقلت إليه عدواها في طولون‏,‏ وكان يضع الكولونيا علي وجهه ورقبته ورسغيه‏,‏ ويفضل إذا ما مرض معالجة نفسه بالصوم وشرب ماء الشعير وعصير الليمون ومنقوع أوراق البرتقال‏,‏ وممارسة رياضة عنيفة تؤدي لإفراز العرق ثم بعدها الحمام الدافئ داخل المغطس البانيو‏,‏ بفلسفة نابليونية تقول‏:‏ إن الجسد يعتني بنفسه فهذا أفضل من أن تكبله بتحميله أعباء الأدوية‏..‏ وكان العاشقان عندما قضيا ليلتهما في بولونيا لم يتزوجا بعد‏,‏ فقد تم زواجهما الفعلي عام‏1796‏ عندما كان نابليون في السابعة والعشرين وجوزفين في الثالثة والثلاثين ليقضيا ليلة الدخلة الرسمية في منزل العروس بباريس‏,‏ وثالثهم كلبها المدلل‏Fortun‏ الذي شاركهما الفراش‏,‏ وكان علي نابليون مجاملة للعروس التي ستخلصه بوضعها الاجتماعي المميز من اسمه الكورسيكي ليغدو فرنسيا تماما تقبل كلبها المدلل الذي كان أقل مجاملة منه‏:‏ ففي أسوأ لحظة ممكنة عقر ساقي من أعلي عقرة شديدة خلفت ندبة دامية ظلت آثارها شهورا طويلة‏..‏ و‏..‏تركت بونابرت‏..‏ واحتفالية مارييت‏..‏ وعدت لأرض رفاعة‏..‏ الله يرحمك يا طهطاوي‏..‏ رفاعة رافع الطهطاوي الذي قال لمولانا كده غلط‏..‏ كده عيب‏!!‏
[email protected]
المزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.