رسالة سويسرا:عبده مباشر كان الطلب علي الصحة والحيوية وتجديد الطاقة وابطاء الوصول الي كل من الكهولة والشيخوخة محصورا تقريبا بين أهل الحكم والنخبة العسكرية والدينية. وعلي امتداد القرون لم يتوقف التطلع لحياة ممتدة مصحوبة بتألق ذهني وحيوية بدنية, ولم تنقطع محاولات الاطباء والعلماء للاستجابة لهذا التطلع, وربما كانت الطبيبة الرومانيةآنا أصلان هي الأكثر شهرة في هذا الجانب, حيث قدمت للإنسانية دواءها الشهير( ه.3), كما أقامت مصحة متخصصة استقبلت مئات الألوف من الباحثين عن الصحة والحيوية والشباب الدائم والذكورة. ولم تكن مصحة آنا أصلان هي الوحيدة, فقد أقامت دول كثيرة مصحات مماثلة تعتمد علي وجود ينابيع مياه معدنية قالوا إنها مفيدة جدا للصحة وعلي نظام صحي للطعام والرياضة, والتدليك الطبي, وبرنامج يومي يتضمن الحياة وفق برنامج متوازن يراعي ساعات نوم كافية مع الابتعاد عن جلبة الحياة وضغوطها. وخلال عقد الستينيات من القرن الماضي, انضم طبيب ألماني الي القافلة, ونشر بحثا علميا قال فيه إن الزواج من أنثي عذراء يمكن أن يساعد علي تحسين المستوي الصحي بصفة عامة وعلي رفع مستوي الحيوية والحفاظ علي تنشيط الطاقة والذكورة بجانب العمل علي تأخير ظهور أعراض كل من الكهولة والشيخوخة. وأثناء وجوده في مصحة شهيرة بشمال غرب ألمانيا, كان يقدم نصيحته للمترددين بحثا عن تجديد حيويتهم. وانتقلت الريادة في هذا المجال الي سويسرا, عندما تمكن الطبيب العالم بول نيهانزPaulNehans من التوصل الي حقن تعتمد علي خلايا حيوانية لعلاج المرضي, وكانت البداية في ابريل عام1931, عندما طلب منه علاج مريضة تشرف علي الموت, فما كان منه إلا أن حقنها بخلايا حيوانية حية مستخلصة من عجل رضيع لتحفيز غدتها الدرقية وباقي الغدد الصماء, وكان مدهشا أن تستجيب المريضة للعلاج وتستعيد وعيها, ومما يجب ذكره أنها عاشت حتي بلغت89 عاما, أي عاشت لأكثر من31 عاما بعد تلقيها العلاج. ومن تلك النقطة, انطلق نيهانز علي طريق قاده الي تحقيق حلم البشرية في تأخير اعراض الشيخوخة ودفع قدر من الحيوية في شرايين المرضي. واقتصر الأمر في البداية علي علاج القصور في وظائف بعض الأعضاء, خاصة الغدد الصماء, وبالاعتماد علي الخلايا الحيوانية, وعندما لاحظ الطبيب السويسري التحسن الملحوظ في صحة المرضي وحيويتهم, تحول لتركيز البحث علي مقاومة الشيخوخة, وواكب ذلك استخلاص خلايا حية من عدة حيوانات, خضعت النتائج لقياسات دقيقة ومراجعات مستمرة وتجارب معملية واختبارات اكلينيكية وبيولوجية, لمعرفة مدي التأثير علي وظائف الجسم المختلفة. وفي نهاية عقد الستينيات من القرن الماضي توصل الرجل وفريقه البحثي الي أن الحقن المستخلصة من أجنة الخراف هي التي تعطي أفضل النتائج, لذا جري التركيز عليها, وفي النهاية تم التوصل الي هذه الحقنة التي تحمل المسميC.L.P( سي.إل.بي سيليور اكستراكت) والتي فتحت أبواب الأمل في حياة مليئة بالحيوية لمن وصلوا الي مرحلة الكهولة أو الشيخوخة. وبعد سنوات من العلاج, وتوالي النجاح, وتعاظم النتائج, فرض هذا الأسلوب في العلاج الطبي نفسه علي الساحة الدولية, ويمكن الاشارة الي عدد من أهم نتائج هذا العلاج, كما أوضحتها التقارير الطبية وشهادات المرضي أنفسهم: * زيادة قدرة جهاز المناعة داخل الجسم البشري. * تجديد ملحوظ في خلايا كبار السن. * تأثير إيجابي علي الهرمونات. * ارتفاع نسبة الحيوية, وتضاعف حالة النشاط والقدرة علي بذل الجهد. * تراجع في أعراض التقدم في العمر مع تحسن في وظائف عدد من أعضاء الجسم وبما يؤدي الي إبطاء زحف حالات الكهولة والشيخوخة. ومن شروط المصحة أو المركز الطبي الموجود في مدينة مونترو السويسرية والذي يقدم هذا العلاج, أن يكون عمر المريض أكثر من40 عاما باعتباره العمر الذي يشهد بدء مرحلة عدم تجدد الخلايا التي تموت, أي بداية زحف وظهور أعراض التقدم في العمر, وأن يبقي تحت العلاج لمدة أسبوع علي الأقل. وفي البداية سيخضع المريض لفحص طبي شامل لتحديد مراحل وأسلوب العلاج والبرنامج الرياضي والغذائي. وهناك من يستمر معهم تأثير العلاج لعدة شهور, وهناك من يستمتعون بالحالة الجديدة من الحيوية لعدة سنوات, أي أن تأثير الحقنة يختلف من مريض لآخر وفقا لحالته الصحية وتاريخه العلاجي والطبي, ويلاحظ هنا أن المرضي الأكبر سنا هم الذين يشعرون بالفارق الكبير بين حالتهم قبل وبعد العلاج. وينصح الأطباء المعالجون المرضي بالعودة مرة أخري بعد مرور عام ونصف العام أو عامين وفقا لحالتهم لتلقي جرعة جديدة من العلاج, هذا اذا ما أرادوا الحفاظ علي حيويتهم ونشاطهم. ويذكر المسئولون بالمركز الطبي الوحيد الذي يقدم هذا النوع من العلاج, انهم عالجوا عددا كبيرا من أهل الحكم في العالم واعدادا أكبر من نجوم العالم السياسيين والاقتصاديين وأصحاب النفوذ في مختلف المجالات, بالاضافة الي كثرة هائلة من نجوم الفن الساطعة والابطال الرياضيين, كما يفخرون بأنهم قدموا العلاج لأحد باباوات الكنيسة الكاثوليكية. ومع أن المركز يصر علي حضور المرضي لتلقي العلاج إلا أنهم وفي حالات استثنائية جدا ترتبط بشخصية المريض وحالته والظروف التي تحيط به, ينتقل الطبيب المعالج مع مساعديه والأجهزة المطلوبة وكل المعدات الي حيث يوجد المريض, ويفضل أن يكون في مصحة عالمية مؤهلة لمثل هذا العلاج. وبصفة عامة يطلب الأطباء من المريض مراعاة عدم التحرك من الفراش إلا للضرورة القصوي بعد تلقي حقنة خلايا أجنة الخراف لتجنب أي تأثير سلبي علي حالته الصحية. ويضم المركز حاليا60 طبيبا متخصصا وخبيرا في مختلف الفروع الطبية. ولضمان الحصول باستمرار علي أجنة الخراف المطلوبة, أقام المركز مزارع خاصة لهذا النوع من الأغنام في مناطق جبال الألب القريبة, ومن نافلة القول إن هذه الخراف تحظي برعاية فائقة وأن عمليات استخلاص الخلايا الحية في الأجنة تتم في معامل المركز ووفقا لمعايير بالغة الدقة. وخلال السنوات الماضية تمكن علماء المركز الطبي من إنتاج جرعات تعطي مرتين عن الفم بدلا من الحقن في الوريد, أي أن هناك نوعين من العلاج الآن, الأول علي شكل حقنة في الوريد والثاني جرعتان عن طريق الفم, وكلاهما له نفس التأثير, وتبلغ تكلفة العلاج وفقا لتصريحات المسئولين بالنسبة للمريض مبلغا يتراوح بين20 و30 ألف فرنك سويسري أي ما يساوي100 و150 ألف جنيه مصري.