التطورات الحديثة في العالم الجديد الذي نعيشه لاتتوقف علي الاختراعات العجيبة التي تجري بسرعة قد لا نستطيع اللحاق بها في عالم الأقمار الصناعية وأدوات التكنولوجيا وشغابة المعلومات المتدفقة والتي تحولت في بعض الأحيان إلي نكتة او فكاهة فتسمع حديثا بين شابين يفتخران بما يكتشفانه تحت الأرض: الأول: اكتشفت في حديقة منزلنا بعد حفر نحو مترين في باطن الأرض عن اسلاك ممتدة بطول الأرض وهذا دليل علي ان اجدادي كانوا يستعملون الاسلاك في الكهرباء وغيرها! الثاني: أما أنا ساعة قيامي في حفر مترين تحت أرض الحديقة فلم أجد اسلاكا وفهمت ان اجدادي كانوا يستخدمون آلات لاسلكية متطورة! هكذا يفكر الإنسان في البحث عن اسرار الحياة والتقدم ويتساءلون: ماذا يخبيء لنا الغد. أمام هذا التطور.. يقف علماء النفس والأطباء الاعصاب وعلماء الفلسفة وعلم النفس عموما.. يقفون ليتفقوا علي ان استمرار سرد قدرة الإنسان التي لا تصدق عن كشف القوي الكامنة في الاشياء المادية, ولكن ظلت هناك منطقة واحدة لم يتحدث عنها أحد.. لم يذكر اي شخص مرة واحدة شيئا عن طريقة كشف القوة الكامنة في داخل الإنسان نفسه! إن مصادر الطاقة غير المستغلة موجودة في كل منا.. ونحن نتصل من حين إلي آخر بطريق الحظ او المصادفة.. بهذه الطاقة غير المستغلة فقد نشعر بموجة هائلة من الثقة والقدرة علي الخلق.. والسعادة.. ثم تنقطع الدائرة فجأة وتعود مرة أخري إلي نفوسنا المثيرة للقلق او الضجر. السر واضح ويقوله العلم الآن.. الا وهو ان عقل الإنسان له طاقة حمل كبيرة لم يستغل الا نصفها فقط.!! كيف اكتشف بعض الناس سر تجديد الذات؟ بل وما هي مفاتيح سر هذا التجديد الذاتي؟ واحد من هؤلاء قال: إنها مجرد اربع حكمات عرض نفسك إلي الحماسة.. بل لعل المعني واضح: ليس هناك شيء في الحياة يمكن ان يخيف اي شخص متحمس وكل الفرص في العالم تنتظر من يغتنمها من بين هؤلاء الاشخاص الذين يحبون ما يفعلون. إذا الحماسة هي الصفة السحرية فهي تنتصر علي القصور الذاتي.. ولم يتحقق اي شيء عظيم بدون حماسة هي تقضي علي هبوط الهمة وتجعل الاشياء والأماني تتحقق والشيء الملحوظ ان الحماسة سريعة الانتشار في اي مجتمع مثل المرض!! ان الحماسة هي حالة اهتمام حقيقي بشيء ما. إن هناك قوي كامنة في الناس وهذه القوي تبعث غالبا في لحظات الطواريء طاقة بدنية مثلا يرفع احد الرجال سيارة محطمة ليخرج من تحتها سائقا محبوسا, وتسبح امرأة كيلومترا من قارب مقلوب لتسحب طفلها إلي الأمان, إن مثل هذه التصرفات تأتي من دينامو العقل الباطن الخفي وهو الذي تبعث منه الطاقة الذهنية. إن المبتكرين والخلاقين هم اولئك الذين قد عملوا علي حفظ العلاقة مفتوحة بين العقل الواعي والعقل الباطن.. كيف تجعل هذه القنوات دائما مفتوحة؟ يرد الحكيم ويسخر ويقول: لو كان هناك شخص لديه الإجابة عن هذا السؤال.. لأصبح العالم كله مختلفا تماما!! واقتراحي إخرج من نطاق ظلك!! والمعني واضح ان تتوقف عن التركيز علي اخطائك وعيوبك وان تمنح نفسك ما تستحقه من اجل فضائلك القليلة من حين إلي آخر.. إن هناك كثيرين يشكون ويتصورون انهم فاشلون وعليهم ان يعطفوا علي انفسهم حتي لا يقعوا في مطب الشعور بالنقص. والذي بدوره يعرقل تدفق القوة من اللاشعور! الرجل الذي يشعر باليأس او الفشل ويضرب نفسه علي رأسه ماذا نقول له قال الحكيم: انك تقول انك اناني! وأرد عليك ما هي النسبة المئوية التي تنفقها فعلا علي نفسك من دخلك الصافي؟ خمسة في المائة, عشرة% والباقي يذهب إلي عائلتك.. اليس كذلك؟ كم من الوقت تنفقه زوجتك في العناية بالمنزل ورعاية الأطفال.. من المحتمل ان يكون كل الوقت تقريبا.. تذكر قولي هذا إن الجانب الطيب في نفسك.. يفوق الجانب السيء دع السعادة والتقدير الذاتي والطاقة تعود إلي حياتك! ان تجديد الذات ما هو الا مجرد القانون القديم للتحدي والاستجابة.. انك عندما تقابل تحديا فإن شيئا فيك سوف يستجيب, إن الأمر بسيط للغاية.إن الاحساس بالانجاز يثير الارتياح إلي حد انه عندما يأتي التحدي التالي فسوف يقبله وتبدأ العملية السحرية مرة أخري ذلك هو دستور تجديد الذات.. أعثر علي أي شيء لابد عمله ثم أبدأ في انجازه. لقد كان أهل زمان يقولون عليك أن تحب الحياة.. وسوف ترد إليك الحياة هذا الحب اتذكر ذلك كله.. ونحن نعيش تحت شعار البحث عن الديمقراطية.. صراخ.. وعراك. واضرابات.. ونوم علي الرصيف.. ومناقشات.. ومانشيتات صحف حمراء الحبر.. يقوم بها عمال وموظفون وصحفيون.. بل ومفكرون ورجال قانون كل ذلك من أجل الديمقراطية. لكن الذي لفت نظري أخيرا عند عقد جمعية عمومية لاحدي النقابات لم يكتمل النصاب القانوني لعقد الجمعية أول مرة.. المعني واضح كيف تطالب بالديمقراطية كشعار وأنت لا تمارسها وهي ممنوحة لك من خلال نقابتك!! أليس في هذا ما يذكرنا بهذه الدعابة: قال صاحب المتجر لأحد مستخدميه انه يجب الا يشعر بأي قلق من احتمال انه يستبدله بآلة تقوم بعمله لانهم لم يخترعوا بعد آلة لا تفعل شيئا علي الاطلاق..!! وكفي!!