لا تعتبر الأكلات المصرية مجرد وصفات يتم إعدادها، بل حكايات تُروى، وذاكرة جماعية انتقلت من يد إلى يد، ومن بيت إلى آخر، دون أن تُكتب في كتب التاريخ. على موائد المصريين تشكلت هوية كاملة؛ من طبق فول يسد جوع يوم طويل، إلى حلوى ارتبطت بالمواسم والاحتفالات، ومن محصول محدود إلى مائدة عامرة بالابتكار والدهاء الشعبي، ورغم هذا الثراء ظل المطبخ المصري طويلًا تراثًا شفهيًا غير موثق، في وقت نجحت فيه مطابخ أخرى في تحويل أكلاتها الشعبية إلى عناصر محمية عالميًا ومقاصد للسياحة الثقافية. ومع إدراج الكشري المصري على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو عام 2025، بدأ هذا الغياب يلفت الانتباه، ليس بوصف الكشري مجرد طبق، بل باعتباره ممارسة اجتماعية تعبر عن ثقافة الحياة اليومية للمصريين. ومن هذا الحدث تنطلق فكرة ملفنا؛ لنبحر في رحلة داخل جذور الأكلات الشعبية المصرية؛ لنقترب من أطباق صنعتها الضرورة، وهذبتها البيئة، ولنكتشف كيف يروي الطعام قصة شعب لا يزال يبحث عمن يكتبها، ولاكتشاف كيف صمدت هذه الأطباق قرونًا، ولماذا تأخر توثيقها، وما الذي يمكن أن يضيفه الاعتراف بهذا التراث إلى الهوية والاقتصاد وسياحة الطعام في مصر. في هذا الملف نقرأ:
أصول الأكلات التراثية.. من أين جاءت؟
شهقة الملوخية والمحشي.. كيف تشكلت أشهى الأطباق المصرية الرئيسية عبر التاريخ؟
الحلوى التراثية المصرية.. كنز مهمل يعيق غيابه ازدهار السياحة الغذائية بعد إدراج الكشري على قائمة اليونسكو.. رحلة في جذور الأكلات الشعبية المصرية من محصول واحد إلى مائدة عامرة.. كيف أبدع المصريون أطعمتهم التراثية؟ من الفلافل إلى البقلاوة.. المطبخ المصري حكاية هوية تبحث عمن يوثقها