العريش من أحمد سليم الخصوصية التي تتمتع بها سيناء تمتد لتشمل جميع نواحي الحياة بها, بما في ذلك أسس الترشح في الانتخابات المختلفة والطرق المتبعة والمؤدية إلي حسمها في أي من الاتجاهات التي تحكمها جميعا وبقدر كبير الانتماءات القبلية التي كانت بدورها سببا رئسيا وراء تقسيم المحافظة إلي ثلاث دوائر انتخابية وأتباع الأدوار التبادلية بين القبائل وأفرعها المختلفة بل وداخل عائلاتها سعيا لارضاء الجميع لنيل شرف تمثيل النيابة. وتبقي حظوظ النواب الحاليين الأوفر من بين كل المرشحين في ظل السعي نحو الاستقرار. ففي دائرة بئر العبد تجري المعركة التقليدية وفق تحالفات قبيلة معتادة, حيث يسعي النائب رمضان سرحان للترشح علي قوائم الحزب متحصنا بانتمائه بواحة من اكبر قبائل المنطقة, وهي نفس الميزة التي يتمتع بها العضو الحالي سلامة الرقيعي الذي استمر مستقلا متوافقا مع باقي النواب التابعين للحزب الوطني طوال الدورة الماضية, كما يسعي بنفس الدائرة عدد من النواب السابقين, علي رأسهم سليمان الزملوط ونصر الله حسين اللذان يتمتعان ايضا بشعبية كبيرة من قبل ابناء قبيلتهم وبعض القبائل الأخري وتبقي المفاجآت التي قد تحملها الأيام المقبلة بأسماء من يترشح مستقلا أو يسعي لنيل الترشح من خلال المجمع الانتخابي للحزب الوطني. اما دائرة العريش فهي أكثر الدوائر سخونة عقب انتخابات الشوري والتي خلفت العديد ممن سيسعون للتعويض عقب استبعادهم للترشح, وذلك من خلال الفوز بمقعدي الشعب بدائرة العريش, في الوقت الذي يؤكد فيه انصار النائب الحالي حسام شاهين انه المرشح المقبل علي مقعد العمال ممثلا للحزب الوطني مدعوما بانتماء لأكبر قبيلة بالعريش تبقي تساؤلات حول نية النائب الحالي نشأت القصاص في الترشيح خاصة انه كان طرفا في العديد من الخلافات داخل مجلس الشعب خلال الدورة الماضية, كما يترشح من نفس قبيلة النائب شاهين المهندس سامي عاشور القصلي مواصلا سعيه لنيل الترشح من خلال مجمع الحزب عقب العديد من الدورات للمجلس المحلي للمحافظة. ويعود النائب السابق الذي شغل المقعد الكاشف محمد الكاشف محاولته للعودة إلي المجلس الذي شغل العضوية به ثلاث دورات سابقة علي مقعد الفئات, بينما يحاول عضو مجلس الشعب الأسبق اسماعيل رمزي استعادة تمثيل عائلته من اولاد سليمان والتي فقدت حظوظها خلال الدورات السابقة وتبدو مصممة علي استعادة مقعدها هذه المرة. وفي دائرة رفح والشيخ زويد وعلي الرغم من نية نائبيها الحاليين للترشح مرة أخري وهما عيسي الخرافين وفايز أبوحرب فإن ابناء القبائل برفح ووسط سيناء والشيخ زويد من السواركة والترابين والرميلات يواصلون تحركاتهم المحمومة للوصول إلي توافق قبلي حول مرشحين اثنين وتقليل عدد المرشحين إلي اقل عدد ممكن في ظل تمثيل النائبين السابقين للدائرة لأكثر من دورة, وهو ما يعتبرونه إخلالا بمبدأ تبادل الأدوار في القبائل والعائلات. وجاء تخصيص كوتة خاصة للمرأة قوامها مقعدان لشمال سيناء ليدفع باعداد كبيرة من النساء الراغبات في خوض الانتخابات عن الحزب الوطني, حيث ترشح العشرات من بنات البادية وأعداد مماثلة من مدينة العريش, وهو فيما يبدو اتفاق غير مكتوب لتخصيص احد مقعدي المجلس للمرأة للبادية والآخر للعريش, حيث تترشح من بئر العبد كل من نجلاء الأخرسي ولسوي الهرش, ومن العريش حنان سمري وفاطمة رستم, بخلاف أكثر من20 مرشحة يسعين لقبول عائلاتهن مبدا الترشح سواء عن طريق الحزب او مستقلات, ومن المتوقع ان يتجاوز عدد المرشحات اضعاف هذا الرقم. أما المعارضة فقد اعلن عن ترشح اثنين من ممثلي حزب التجمع احدهما بمدينة العريش ومن نفس ابناء عائلة النائب السابق ابراهيم سالم الكاشف, اما المرشح الثاني فهو خليل جبر من ابناء قبيلة السواركة, ولم يعلن حزب الوفد نيته في ترشيح احد من أعضائه حتي الآن, وهو ما يسري علي الجماعة المحظورة, ومن المنتظر ان تثير قرارات المجمع الانتخابي للحزب الوطني عاصفة من التأثيرات يصحبها صراعات لا نهائية من قبل الراغبات في الترشح ولا يحسم الأمر سواء القبلية التي طالما كان لها الدور الأكبر في نجاح او خروج المرشحين من المنافسة.