رئيس مجلس النواب يهنئ الرئيس السيسي بعيد العمال    وزير التعليم يتفقد المعرض السنوي لطلاب مدارس القاهرة (صور)    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    الصحة: انتهاء مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    تراجع البصل والملوخية.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور اليوم الثلاثاء    ملف الدولة بالكامل.. وكيل "زراعة الشيوخ" يطالب الحكومة بكشف خطتها لتمويل المزارع    جهاز مشروعات التنمية الشاملة ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة    مجلس الذهب العالمي: مشتريات المصريين من الذهب 13.2 طن بالربع الأول ل2024    خطوات ل فحص السيارة المستعملة قبل شراءها ؟    الصين: فتح وحماس أبديا رغبة في تحقيق مصالحة سياسية بأقرب وقت    بلينكن يتوجه للأردن لبحث سبل زيادة المساعدات إلى غزة    الدفاع المدني بغزة: تقديرات بوجود أكثر من 10 آلاف شهيد تحت أنقاض البنايات    بزيادة 21% عن العام الماضي، 4151 مستوطنا يقتحمون الأقصى خلال "عيد الفصح" العبري    مساعد وزير الخارجية الأسبق: الجهد المصري لا يتوقف لتهدئة الأوضاع في غزة    أخبار الأهلي : موقف وسام أبو علي وموقفه من مباراة الأهلي والإسماعيلي    "دمرها ومش عاجبه".. حسين لبيب يوجه رسالة نارية لمجلس مرتضى منصور    القيعي: يجب تعديل نظام المسابقات.. وعبارة "مصلحة المنتخب" حق يراد به أمور أخرى    عضو إدارة الأهلي: دوري الأبطال ليس هدفنا الوحيد.. ونفقد الكثير من قوتنا بدون جمهورنا    المقاولون: حال الكرة المصرية يزداد سوءا.. وسنتعرض للظلم أكثر في الدوري    كمين لحظة تسليم البضاعة.. سقوط عاطل ب "شنطة هيروين" بالإسكندرية والمحكمة تعاقبه    سرعة جنونية.. شاهد في قضية تسنيم بسطاوي يدين المتهم| تفاصيل    المؤبد لعاطل بتهمة الاتجار في "الشابو" بالجيزة    موعد غلق باب التقديم للالتحاق بالمدارس المصرية اليابانية في العام الجديد    ضبط 8 أطنان لحوم ودواجن وأسماك فاسدة بالمنوفية وتحرير 32 محضراً خلال شهر    أول بيان من «الداخلية» عن أكاذيب الإخوان بشأن «انتهاكات سجن القناطر»    قرار قضائي عاجل ضد مرتضى منصور بتهمة السب والقذف.. تفاصيل    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    طرح فيلم "أسود ملون" في السينمات السعودية .. الخميس المقبل    رئيس جامعة المنيا يفتتح معرض سوق الفن بكلية الفنون    ساويرس يوجه رسالة مؤثرة ل أحمد السقا وكريم عبد العزيز عن الصديق الوفي    كيف علقت "الصحة" على اعتراف "أسترازينيكا" بوجود أضرار مميتة للقاحها؟    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض الزهور الأول احتفالا بأعياد الربيع    الموضوع وصل القضاء.. محمد أبو بكر يرد على ميار الببلاوي: "أنا مش تيس"    إصابة 4 أشخاص بعملية طعن في لندن    18 مليون جنيه حصيلة الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورنا يحسم الجدل بشأن حدوث جلطات بعد تلقي اللقاح    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    أقدس أيام السنة.. كيف تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بأسبوع آلام السيد المسيح؟    اليوم.. "الصحفيين" تفتتح مركز التدريب بعد تطويره    اليوم.. «إسكان النواب» تناقش موازنة هيئة المجتمعات العمرانية للعام المالي 2024-2025    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    أسعار الذهب تتجه للصعود للشهر الثالث بفضل قوة الطلب    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة شرق مخيم جباليا شمال غزة    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    أخبار 24 ساعة.. وزير التموين: توريد 900 ألف طن قمح محلى حتى الآن    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء مراد موافى محافظ شمال سيناء : سيناء المستقبل القادم
نشر في صباح الخير يوم 05 - 10 - 2010


أدار الندوة : محمد عبد النور
شارك فى الندوة : نادية خليفة -نبيل صديق - عبد الجواد ابو كب - مى كرم - هايدى عبد الوهاب - يارا سامى - امانى زيان - لميس سامى - شاهندة الباجورى - نهى العليمى - لمياء جمال
أعد الندوة للنشر : محمد حمدى القوصى - محمد عاشور
تصوير : شريف الليثى
سيناء أرض الشهداء.. أرض الأبطال التى ارتوت بدمائهم .. الدماء التى أعادت الاعتبار.. الدماء التى استعادت الأرض، واليوم نعيش الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر.. نستعيد الذكريات، لتكون دافعا فى معركتنا الجديدة.. معركة التعمير والتنمية، صحراء سيناء تغيرت اكتست باللون الأخضر والقرى والفنادق السياحية، وتحولت سيناء لمركز جذب لشباب مصر الباحث عن فرصة عمل.. دعونا اللواء مراد موافى محافظ شمال سيناء إلى صالون صباح الخير ليتحدث عن سيناء والمستقبل والتنمية.. وأيضا انتصار أكتوبر وقد كان ضابطا شابا فى القوات الخاصة.
صباح الخير: كنت ضابطا شابا فى القوات المسلحة عندما بدأت حرب أكتوبر.. كيف كانت الأجواء وقتها؟
- المحافظ : أيامها كنت ملازم أول فى الصاعقة، وتخرجت قبل حرب أكتوبر بثلاث سنوات، رغم أنى وحيد وكنت معفى من القوات المسلحة، ومع ذلك أصررت على خدمة البلد، وكان لدى حماس كبير، واخترت دخول الحربية ودخلت القوات الخاصة، وكان الحلم وقتها أن نحرر الأرض، وكان الناس وقتها لا يفكرون فى العائلة، بل كان التفكير كيف نحرر البلد، ولم نكن نفكر فى نزول الإجازات وأضاف: استمررت لمدة 40 عاما كمقاتل أبذل الجهد لبلدى، أما الآن فأنا أبذل كل الجهد كمسئول عن التنمية فى سيناء، وأعتقد أن مركزى سواء هنا أو هناك يسيران فى نفس الاتجاه بما يعود على الدولة «مصر» بكل خير.
الصاعقة كان لها دور رئيسى خلف خطوط العدو وكانت سببا رئيسيا فى تحقيق النصر، وبهذه المناسبة يجب أن أتذكر دور مجاهدى سيناء ودور الشيوخ والعواقل الذين كنا نعتبرهم الأقمار الصناعية وعيون مصر خلف خطوط العدو، كل التحية لشهدائنا وللمجاهدين الذين كانوا فى حرب أكتوبر، وللعلم ساعدت من خلال موقعى كمحافظ لشمال سيناء فى حصول المجاهدين القدماء على مرتب من خلال وزير المالية ومرتب من خلال وزير التضامن الاجتماعى و10 من المجاهدين سيزورون بيت الله الحرام للحج هذا العام، وأعتبر أن هذه الأمور لمسة وفاء لهؤلاء المجاهدين الذين يعطون المثل والقدوة لباقى الشباب.
صباح الخير :..والشباب ؟
- المحافظ : فى هذا التوقيت لم يكن أحد يفكر فى أى شىء، وكان الهدف الرئيسى للبلد تحرير الأرض، وكانت كل أحلامنا فى هذا الاتجاه، وجاءت حرب 73 كانت الفرحة عارمة بالنصر، وأنا أعتبر ما حدث فى أكتوبر كان بفضل القيادة السياسية العسكرية والتخطيط الجيد والمفاجأة، كانت المعركة من أروع ما تم تحقيقه على مستوى المعارك، ومازالت تدرس فى كل المعاهد العسكرية حتى الآن، وبالفعل حققت النجاح، وهذا النصر كان فرحة لكل مصرى وعربى محب لبلده، ولو لم تتم هذه الحرب من منطلق القوة لم يكن هناك نصر، لأن الرئيس السادات قال «يجب عشان نحرك القضية يجب أن يكون من منطلق القوة، وحتى يتحقق منطلق القوة كان لازما العبور، وبعدها يتم التفاوض، فلولا حرب 73 ما كان هناك سلام أو سيناء.
صباح الخير : وتفاصيل الحياة اليومية ؟!
- المحافظ : الناس كانت تعيش فى حدود المتاح لأن كل إمكانيات البلد كانت توجه إلى المجهود الحربى.. وبالتالى كانت هناك مشكلات أساسية فى الطرق والبنية الأساسية والصرف الصحى.. ويوميا كانت الشوارع تغرق فى مياه المجارى.. وانقطاع التيار الكهربى.. أى أن كل مقومات البنية كانت معطلة فى أيديكم الآن أجهزة «موبايل».. فى هذا الوقت كان الحصول على تليفون منزلى يستغرق سنوات وسنوات.. هذا إن استطاع. كان مفيش كبارى، ومجارى.. كل مقومات البنية الأساسية فى مصر كانت معطلة، فالحقيقة كان أول حاجة فكر فيها الرئيس حسنى مبارك، إزاى توقف مصر على رجلها، دلوقت الواحد عايز تليفون، الخدمات الجديدة، فالتنمية كانت ضعيفة، ومثلا الطريق الصحراوى كان ضيق جدا، ولا يوجد عليه غير «الرست هاوس» لكنه حاليا من هناك إلى الإسكندرية أربع حارات يمين.
صباح الخير: قرر الرئيس مبارك إعادة البناء.. كيف كانت حالة البلاد وقتها.. نقصد بعد انتصار أكتوبر مباشرة؟
- المحافظ : كان كل مجهود الدولة منصبا للمجهود الحربى فى هذا التوقيت، وبالتالى كانت هناك مشاكل كثيرة مستعصية فى المياه والاتصالات والطرق والكبارى وكل مقومات البنية الأساسية التى كانت معطلة، وكان أول شىء يفكر فيه الرئيس مبارك كيفية الخروج من هذه المشكلات وإعادة البنية الأساسية، وبالفعل تجد الآن فى سيناء 7 آلاف كيلو أسفلت تم رصفها، وحجم الكهرباء فى سيناء ارتفع من 11 مليون ميجاوات إلى مليار ميجاوات، وبالتالى من ينكر جهود الدولة التى تبذلها فى سيناء وفى مصر بأكملها فهو جاحد.
ولايمكن الحديث عن التنمية دون توفير بنية أساسية، والحمد لله قطعت الدولة شوطاً كبيراً فى هذه البنية تلاها الاهتمام بالتنمية التى ظهرت من خلال العديد من المشاريع العملاقة الكثيرة مثل ترعة السلام وغيرها إلا أن العدو الرئيسى للتنمية هو زيادة السكان والمعدل السريع للزيادة السكانية يلتهم أى إنجاز.
صباح الخير: هل نستطيع القول إن إرادة الانتصار كانت دافعاً قوياً لإعادة بناء سيناء؟
- المحافظ: بالتأكيد لولا نصر أكتوبر لم يكن أحد يفكر فى التنمية ولم يكن أحد يفكر فيما وصلنا إليه الآن، تواكب تحرير سيناء مع تولى الرئيس مبارك عام 1981 الذى وضع أسسا أساسية لبناء مصر من جديد.
صباح الخير: إلى أى مدى اقتربت سيناء من تحقيق التنمية المستهدفة خاصة خلال فترة توليكم منصب المحافظ؟
- المحافظ: قبل الحديث عن هذه النقطة أود القول أن سيناء بها كل مقومات النجاح التى تحلم بها دولة وليس محافظة، سيناء بها طاقة تعدينية من الفحم والمنجنيز والنحاس وأجود أنواع الحجر الجيرى والطفلة والرمل الزجاجى، والحق يقال إن سيناء رغم أن بها بنية أساسية تعدينية هائلة إلا أنها غير مستغلة الاستغلال الأمثل، أما فيما يتعلق بالزراعة فقد أنشأت ترعة السلام، هناك أراض فى سيناء يمكن زراعتها بما يمثل سلة طعام لمصر، إضافة إلى أن الزيتون المزروع فى سيناء يستخرج منه أجود أنواع الزيوت فى العالم مما دفع كثيراً من الدول مثل إيطاليا وأسبانيا وغيرهما من الدول الأوروبية لاستيراده لتخلطه بزيتها لتحسينه خاصة أن نسبة الحمض فى زيتون سيناء تساوى صفر.
صباح الخير: وماذا عن القمح؟
- المحافظ: كانت لى تجربة شخصية مع القمح بسبب السيول التى لم تأت منذ 30 عاماً ولكن أتت فوجدناها فرصة لزراعة 28 ألف فدان وتكلفت وزارة التنمية المحلية والزراعة ثمن التقاوى وكانت تجربة ناجحة للغاية مثل تجربة الشعير، لذلك لابد من دراسة هذه التجارب ومحاولة تعظيم الاستفادة من مساحات الأراضى الكبيرة لأن المؤكد أن مستقبل سيناء فى الزراعة.
صباح الخير: وما المشكلة فى زيادة المساحات المزروعة؟
- المحافظ: منذ توليت منصبى فى بداية العام الجارى وحتى الآن هناك أكثر من 6 أصحاب مزارع طلبوا من رئيس الوزراء استصلاح أراضٍ فى سيناء والدولة كلها تحرص على هذا الأمر وتشجع ذلك، وعلى كل حال ما شهدته سيناء فى الفترة الأخيرة وما ستشهده سيغير وجه سيناء على مدار التاريخ.
صباح الخير: من المتوقع أن تأتى السيول مرة أخرى خلال أسابيع قليلة قادمة.. هل هى فى الحسبان أم ستكون مفاجأة؟
- المحافظ: السيول التى حدثت يوم 17 يناير الماضى كانت محنة تحمل فى طياتها منحة.. ورغم أن الكثيرين يعتبرونها كارثة إلا أنها أمدت مخزون المياه الجوفية بكميات اقتربت من «متر» ارتفاعا.. كما أن هناك بعض المناطق فى سيناء شهدت فرحة عارمة بهذه السيول والتى اعتبروها الخير كله.
وفيما يتعلق بتوقعات سيول قادمة فنحن نتوقع ونتحسب وقد تم إنشاء مجرى للسيول وقد أصدر رئيس الوزراء قرارات وتعليمات وتم إجراء دراسات فى هذا الشأن، إضافة إلى وجود شركات تعمل بتكلفة 40 مليون جنيه لإزالة كل التعديات التى تمت فى وادى العريش وتم تعويض كل الناس الذين أقاموا زراعات فى الوادى ، وتم تعويض كثيرين بمبلغ 20 مليون جنيه فى مقابل عدم السماح بزراعة أى شىء فى هذا الوادى، كما تم رصد 265 مليون جنيه لرصف مجموعة من الطرق وغيرها من الإنشاءات للتعامل مع أزمة السيول، ولا أنكر أن حجم المعونات غير المسبوقة التى توالت على المضارين من السيول من الجمعيات الأهلية والمنظمات التى أسجل تقديرى لمساهمتها فى مساعدة جميع المضارين.
صباح الخير: ماذا عن جوانب التنمية الأخرى فى شمال سيناء؟
- المحافظ: تم إنشاء شركة سيناء للخدمات البترولية والتعدينية التى تعد إضافة لاستيعاب البطالة إضافة إلى أن الغاز الطبيعى يصل إلى البيوت السيناوية بدعم 50% حكومى، وطالبت بخمس محطات بترولية لدعم غاز السيارات بهدف القضاء على التلوث مما سيجعل العريش تحصل على صفر فى التلوث على المستوى العالمى، وعلى كل حال أنا متفائل من مؤشرات كثيرة تؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة كبيرة فى سيناء.
صباح الخير: فى فترة الثمانينيات كان مخططا لتوطين من 3 إلى 5 ملايين مواطن فى شمال سيناء لحماية الأمن القومى لكن لايوجد الآن سوى نصف مليون مواطن تقريباً.. ما الذى عطل هذا المشروع؟
- المحافظ: طبعاً كان ضمن المشروع القومى فى سيناء ترعة السلام لكى تصل إلى الحدود الدولية، لكن هذا السبب ليس وراء منع التوطين لكننى أقول إنه فى ظل المياه الجوفية الموجودة من الممكن أن يكون هذا هو المشروع العملاق، مثلما حدث فى شرق العوينات وفى توشكى، فالاعتماد على المياه الجوفية هو الأساس وأنا أرى أنها أفضل، وهناك دراسات حالياً تقوم بها وزارة الرى، وأرى أن وسيلة التنمية الرئيسية لسيناء هى الزراعة وعلى مياه الآبار وليست ترعة السلام.
وبالرجوع للسيل وبعد أن جاءت إلينا السيدة الفاضلة سوزان مبارك رئيسة جمعية الهلال الأحمر، وقدمت لنا دعما يعنى على سبيل المثال الخراف أرسلت لنا حوالى 81 مليونا وجبنا خراف وقمنا بتوزيعها، وقدمت دعما آخر للمستشفيات، وكنت طلبت قسطرة للقلب إلى جانب أجهزة للاكتشاف المبكر لسرطان الثدى، والحقيقة أن السيدة الفاضلة سوزان مبارك تلبى لنا كل طلباتنا وحقيقة هى سألت ماذا بعد السيل؟
وقدمت لنا الدعم الكثير فى إنشاء أول قرية فى سيناء، وهى قرية ليس لها مثيل فى جمهورية مصر العربية، هذه القرية حوالى خمسين منزلا يسكن فيها خمسون أسرة لها شبكة مياه، وليست خزانات، وشبكة صرف، وشبكة رى، وفيها مقعد أو الديوان الذى يجلس فيه شيخ القرية، وأهلها وبها ورشة ومشغل للفتيات، وهم حرفيون جداً فى أعمال التطريز والجلاليب البدوية، ولكن هذه الحرف لا يصاحبها التسويق الجيد حتى الآن ولو ذهبنا إلى أى دولة خاصة من دول أوروبا الشرقية لوجدنا العباية أو الجلابية عليها وردة فقط ويصل ثمنها إلى خمسين دولارا هنا تعمل جلابية كاملة ونجد ثمنها لايتعدى ثلاثمائة أو أربعمائة جنيه، فلماذا لايتم تسويق هذه المنتجات محلياً ودولياً فى السفارات بصورة جيدة.
صباح الخير: إذن هناك مشروع يمكن البناء عليه؟!
- المحافظ: طبعاً مثل المشغولات اليدوية وغيرها من المنتجات السيناوية وهى منتجات فى منتهى البراعة ومن الممكن أن تكون الفتاة لاتقرأ ولا تكتب ومع ذلك تحترف التطريز والخياطة، لكن لو هناك فرصة جيدة للتسويق وعمل المعارض الدولية لأقبل الأجانب على هذه المنتجات، فمثلاً فى كرداسة عندما يرى الأجانب الجلاليب العادية ينبهرون بها فما هو الحال لو كانت بضاعة بهذه البراعة والسيدة الفاضلة سوزان مبارك تبرعت وطلبت أن نقدم شيئا لمن لايملك بيتا أو سكنا، فبدأنا بقرية الحسنة، ومالها من شهرة تاريخية، فتم بناء أول قرية فى هذه المنطقة فى مدة خمسة وخمسين يوماً، وافتتحتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك، ومن شدة إعجابها قالت نستكمل جزءا آخر مماثلا للقرية، وبالفعل تم الانتهاء منه، وتم إنشاء قريتين، ومن المحتمل أن تأتى السيدة الفاضلة سوزان مبارك وتقوم بافتتاحهما فى احتفالات أكتوبر، وبعد ذلك التطوير أنشأنا إلى جانب مشغل الفتيات ورشة للحدادة، وأخرى للنجارة، وعقدنا دورة تأهيلية وتنسيقية فى جامعة سيناء.. والمنتج الصادر من الورشتين هو الذى نطور به بقية القرية.. والناس العاملة هناك يصل راتبهم إلى ألف جنيه بعد أن كان اعتمادهم على الإعانات والمنح، لكنهم حالياً أصبحوا أشخاصا منتجين، كما أننا لسنا كأى محافظة أخرى فإلى جانب الإسكان نهتم ببناء مصانع جديدة لتطوير المجتمع، لأنه يوجد مجتمع وأسرة وبعد ذلك فى داخل المجتمع فى القرى يوجد بدو وحضر.
الحضر عنده كمثال مطبخاً ومياه وكهرباء، مثلا مدرس جاء من خارج سيناء تزوج واستقر لمدة خمس سنوات أصبح له الحق مثل المواطن البدوى خاصة إنهم يمثلون 30% من السكان و70% من البدو، وهناك قريتان جاهزتان ستفتتحهما حرم الرئيس مبارك خلال أيام، وطورنا أيضاً نخيلة على الطريق الدولى وأنشأنا محطات وقود، وكافتيريا ضخمة إلى جانب ستة عشر محلاً وكل هذه المشروعات وفرت فرص عمل، فنحن حالياً انتهينا من بناء القرية وهى ليس بيتا بل فيللا مكونة من غرفة رئيسية للرجل البدوى صاحب البيت وغرفة لأولاده، والأنتريه أو المقعد الذى يجلسون فيه ومجهزة بالثلاجة والتليفزيون والفرش الكامل بالستائر والسجاد والبراويز الموضوعة على الحائط.. أعطيناهم فيللا كاملة ونحن ننوى تمليكها لهم دون مقابل، لكن لابد من فترة اختبار لنتأكد من حسن الاستقرار وحددت هذه الفترة بثلاث سنوات.. إذا استقر فيها وارتبط بالمكان وتحول من مجتمع الترحال إلى مجتمع مستقر سوف أعطيها له بدون مقابل.. وطلب منى إنشاء خمس قرى أخرى فاخترنا مناطق الجفجافة وبغداد والخربة والميدان.
وفى المؤتمر الأخير الذى عقد فى 15/9 مع رئيس الوزراء سألنى: ماهى المطالب فأجبت: نتوسع فى إنشاء القرى وسألنى: كم فأجبت: «82 قرية» ووافق عليها على أن يتم تنفيذها فى مدة خمس سنوات وبذلك نحول سيناء إلى مجتمع مختلف، وهنا أنا أحاول رفع المستوى خاصة أن منطقة الوسط التى أعتبرها من المناطق الفقيرة ولم تأخذ حظها فنقوم برفع مستواها وبعد ذلك الفرد لو وجد سكنه ولقمة العيش لن يتجه إلى الاتجاهات الأخرى، إذا أنا أحافظ عليه وأوفر له حياة كريمة.
صباح الخير: هل هناك نية وإرادة حقيقية للعمل والتعمير؟
- المحافظ: أنا أعمل فى هذا الاتجاه، وحققت فيه نجاحا كبيراً وخلال فترة بسيطة جدا، وكل ما أفكر فيه سيتحقق.
صباح الخير: سيادتك قلت إن هواء سيناء نقى وهو طقس جاذب للأجانب لأنهم محرومون منه تقريبا لكن مستوى السياحة منخفض بعض الشىء وعرفنا أن هناك رجلا مصريا، يبحث عن مكان لبناء قرية سياحية كبيرة ماذا حدث فى هذا الموضوع؟
- المحافظ: كل مقومات نجاح السياحة موجودة..مناخ سيناء خال من التلوث.. والمياه نقية، حتى بحيرة البردويل الوحيدة فى مصر التى لا يوجد بها نسبة تلوث على عكس المنزلة والبرلس فيهما نسب تلوث عالية من الصرف الصحى والصرف الزراعى والتلوث الصناعى وغيرها وهذا لا يوجد فى بحيرة البردويل.
نحن نقول مثلا الأجنبى يذهب لشراء البيضة الخالية من الهرومونات بأضعاف ثمنها ويذهب لشراء الخضار الخالى من الكيماوى بأضعاف ثمنه طبعا المستثمر أو الأجنبى على استعداد تام للجلوس فى هواء نقى لو نظرنا مثلا للريفيرا أو غيرها من الأماكن العالمية لا يوجد فيها شىء مقارنة بما نمتلكه، فهذه الأماكن إما أن تكون صخرية أو تربة طينية ومياها سوداء هؤلاء الناس مستمتعون جدا، ويدفعون أموالا طائلة للاستمتاع بذلك أما نحن فنمتلك كل شىء ولكن لا نحسن تسويقه فلدينا الشاطئ الذهبى المليء بأشجار النخيل، 367 ألف نخلة، جو معتدل ثلاثة أرباع العام، جو لطيف ليس باردا أو حارا، ورغم كل هذا الجمال لا أستطيع أن أقول إننا نستطيع منافسة شرم الشيخ إنما أعمل وفق منهج آخر وهو الرياضة التى تأتى قبل الغوص ولها جمهورها فى العالم كله هى رياضة الصيد فنحن نستغل هذه الرياضة،
خاصة أن سياحة اليخوت لا تبعد عن الشاطئ، اليخت كمثال يخرج من قبرص إلى اليونان إلى إسرائيل ثم يتوقف لأنه لا يجد موانئ بعد ذلك، ولذا علينا أن نقوم بعمل موانئ كى يكمل اليخوت الدورة كاملة، عندنا شاطئ العريش من أجمل الشواطئ وبالفعل أنا اتجهت إلى السياحة والسياحة لدينا مختلفة، فهناك السياحة الشاطئية وسياحة اليخوت والسياحة الدينية مثل رحلة العائلة المقدسة وطريق الفتح الإسلامى، فيقوم مرة بسياحة الصيد، ومرة أخرى لزيارة العائلة المقدسة ويقوم بعمل رحلات سفارى فهذه أشياء متنوعة تجذب السائح.
صباح الخير: تقنية تصنيع الثروة السمكية يعنى دول المغرب العربى لهم تجربة فى تصنيع السردين والأسماك الموجودة عندهم فهل هذه التقنية موجودة لدينا؟
- المحافظ:بحيرة البردويل يستخرج منها أكثر من خمسة آلاف وخمسمائة طن سمك، نحن فى عملية تصنيع السمك الموجود عندنا سواء الدنيس وهو يعتبر من أفخر الأنواع فى العالم، لأنه مستخرج من مياه خالية من التلوث.
وكى ندعم هذا الاتجاه، اتفقت مع وزيرة التعاون الدولى وهى أعطتنى 15 مليون دولار أو ما يعادل 85 مليون جنيه لأن أنا كنت طالب أساسا ميناء للصيادين وهذا الميناء سيتكلف ما يقرب من 35 مليونا، وبعد ذلك فكرت فى بناء قرية للصيادين وهذه القرية ستتكلف ما يقرب من 150 مليونا يعنى 185 مليونا وعندها أبنى ميناء للصيادين.
الزراعة مرتبطة بالصناعة وبالتصنيع الزراعى وهذا ما فعلته الدولة استصلحت خمسين ألف فدان وسوف يكون هناك تصنيع بحيث الحلقة تكون كاملة، فأنا سوف أعلم الرجل هيزرع إيه، وأشترى منه الأشياء الجيدة وأقوم بتصنيعها ولدينا أيضا خامة الرخام، وفى الأيام الماضية كان عندنا هجرة السمان القادم من أوروبا.
صباح الخير:منفذ رفح مفتوح منذ أكثر من شهر...!!
- المحافظ: حاليا معبر رفح بداية من 1/6 يعنى أكثر من «123 يوما» مفتوح نظرا للمسة الإنسانية للرئيس مبارك عندما قال يفتح وقد مر حتى الآن 95 ألف شخص فلسطينى، وأكثر من ألف طن من الأدوية، وأكثر من سبعة آلاف وخمسمائة طن من الأغذية عندما أغلقنا المعبر كان الكل يصرخ وعندما فتحنا المعبر كله سكت.. القضية الفلسطينية لا أحد يزايد على الدور المصرى والدولة الوحيدة القادرة على الحل هى مصر، وأى دولة تزايد أو تتاجر بالقضية الفلسطينية يكون لصالحها.
دائما مصر تساهم فى حل القضية الفلسطينية ورفع المعاناة عن الشعب الشقيق.
صباح الخير: ماذا عن مشروعات الإسكان التى تقوم المحافظة بتنفيذها؟
- المحافظ: بالنسبة للمشروعات التى يتضمنها البرنامج الانتخابى للرئيس نحن لدينا أنواع كثيرة من المشروعات أولها المشروعات الأولى بالرعاية وهى عبارة عن شقق تبنى مناصفة - نصف تتحمله المحافظة ونصف تتحمله وزارة الإسكان وهذه فيها الأولوية للأرامل والمطلقات وذوى العاهات وهذه الشقق فتحت باب الطلبات تقدم لها «220» سيدة اللاتى تنطبق عليهن المواصفات 34 سيدة لماذا؟ لأن الجميع يتقدم لكن نحن وضعنا مادة أنه لن يحصل على هذه البيوت إلا من يستحق، نحن لدينا 180 وحدة وعملنا بروتوكولا ل200 وحدة، أخرى بحيث يبقى عندنا 380 وحدة وبالنسبة لابنى بيتك عندنا ألفا ومائة وحدة البيت البدوى عندنا خمسة آلاف ومائة وحدة والبيت البدوى هذا يكون بيتا بالطبيعة البدوية هو وابنى بيتك وفيهما تقوم الدولة بتدعيمه فعندما يضع الأساس يحصل على عشرة آلاف جنيه يخلص الأعمدة يحصل على عشرة آلاف جنيه أخرى يشطب يحصل على عشرة آلاف جنيه، فالدولة تساهم فيه بثلاثين ألف جنيه هذه جزئية، فى مؤتمر الاستثمار الذى عقد فى دهب أنا وقعت بروتوكولا مع بنك الاستثمار على ألف وحدة وهذه الأيام نحن بصدد توقيع بروتوكول مع الأوقاف على ثلاثة آلاف وحدة وهناك مشروع آخر لشباب الخريجين بألف ومائة وحدة، وهذا بالنسبة لسيناء حجم كبير وأهل سيناء كلهم 372 ألفا ولكن نحن ننظر للأمام.
وهناك مشاريع استثمارية والناس التى ستأتى للعمل فمن الطبيعى أن نفكر مسبقا أن نوفر أماكن لهؤلاء الناس كى يتواجدوا فيها لكن الموضوع صعب جدا.. هذا بالنسبة للاستثمار وبالنسبة للأراضى هناك خلط عند معظم الناس، وبعدم التمليك فى سيناء، وهذا غير صحيح من يوجد لديه منزل أو مزرعة أعطيه العقد الأزرق، حق الملكية، من تتكلم عنه هو المستثمر أو الشركات الكبرى هذه لها حق الانتفاع الناس عندها خلط يقولوا إزاى أولاد سيناء أصحاب الأرض ولم يتم تمليكها لهم لا هذا غير صحيح، ابن البلد إذا كانت لديه شقة أو مزرعة يمتكلها ولا توجد عقود ملكية موثقة وإنما نعتمد على الحجة البدوية وهى أن يقول شيخ القبيلة إن هذا المنزل أو الأرض لهذا الرجل وأنها كانت لأجداده من قبله، فأعطيه بناء على ذلك، لكن عندما يأتى المستثمر لا أعطيه حق الملكية إنما أعطيه بحق الانتفاع وطبقا للضوابط والآليات المصرية.
صباح الخير: أبناء سيناء لا يتملكون أرضها؟
- المحافظ: من قال هذا الكلام، أنا ماضى عقود ملكية بنفسى لكنه عندما تأتى شركة لها حق الانتفاع ، كل الدول الأخرى لديها حق الانتفاع، فمثلا دبى وأنا كنت معارا هناك تعطيك حق الانتفاع لمدة 99 سنة، فالشباب فى سيناء يستطيع أن يتملك قطعة أرض، وإلى جانب ذلك ما يطبق على مصر كلها لا يطبق على أبناء سيناء فمنطقة الوسط أعطيهم المياه بدون مقابل الفدان الذى كانت الدولة تدفع فيه 150 جنيها أنا أعطيهم إياه بعشرة جنيهات، ونحن متعاطفون معهم ونعطيهم أشياء كثيرة مجانا، وبالفعل تم توزيع عدد من أنابيب البوتاجاز مجانا هى عشرة آلاف أنبوبة تم توزيع خمسة آلاف أنبوبة منها، وسوف يتم توزيع الخمسة آلاف الأخرى خلال هذه الأيام، فالأنبوبة ثمنها ثلاثمائة جنيه تم توزيعها مجانا، ويتحملها وزير البترول.
هذا ما أتحدث عنه أننى أنشىء القرية ويعمل فيها أهل سيناء ويحصل على مرتب بعدها أطلب منه دفع ثمن الكهرباء والمياه يعنى بنغير ثقافة موجودة لكن بهدوء وبالأسلوب الذى يقبله هؤلاء الأشخاص.
صباح الخير: هل هذا جزء من النجاح، أنك تتعامل مع الآخر بمنطقه هو؟
- المحافظ: هذا جزء مهم جدا.. معظم خدمتى منذ أن كنت ملازما حتى أصبحت مديرا للمخابرات الحربية، كانت كل علاقتى مع الشيوخ والعواقل، جيدة جدا وممتازة ومتواصلة حتى أن هناك إحدى الجرائد الصفراء حاولت الإيقاع بينى وبينهم ولم يتمكنوا من ذلك، فجاءوا لى جميعا وقالوا لى نحن معك.
صباح الخير: هل هناك مناقشات حدثت معهم وبالتالى خرجت هذه الأفكار والتمركز وأنهم لن يعترضوا بعد ذلك؟
- المحافظ: لا.. هم لن يعترضوا والعلاقة بيننا جيدة وقد وصلت العلاقة أنهم يقولون لى يا سيادة المحافظ نحن موافقون على كل ما تفعله فنحن على علم بأنك تفعل ما فيه مصلحتنا، أنت رب الأسرة السيناوية، وأصبحت فيه علاقة طيبة وهذا يرجع لعملى فترة فى الخليج وفهمى للطبيعة البدوية وأن المفروض التبسط معهم والجلوس معهم فى المقعد وتناول القهوة فيشعرون بنوع من التواصل معهم بطريقتهم.
صباح الخير: التعامل معهم بطريقتهم كيف؟
- المحافظ: نعم التعامل معهم بعقليتهم حتى يتمكنوا من فهمى وحتى أستطيع التواصل معهم بعقليتهم وأتجه بهم فى الاتجاه نحو المصلحة لهم وللمكانة.
صباح الخير: ما توقعاتك للانتخابات البرلمانية المقبلة فى شمال سيناء خاصة أن الصراع القبلى يغلب عليها؟
- المحافظ: المعروف أن أهالى سيناء معجونون سياسة حتى أن السيدات هناك تعشق السياسة وتشارك فى العمل السياسى بشكل فعال، وعلى كل حال أنا أقف من الجميع سواء الحزب الوطنى أو باقى الأحزاب أو المرشحين على مسافة متساوية، وما أتمناه أن يصل إلى مقعد البرلمان من ينفع أهل سيناء ويخدمهم ويرعى مصالحهم.
صباح الخير: ماذا عن قراركم بنزع لافتات الدعاية الانتخابية لبعض المرشحين مؤخرا؟
- المحافظ: بالفعل تم نزع هذه اللافتات طبقا لقرار رئيس محكمة الاستئناف المستشار برهام عمر الله بأن يتم وضعها فى التوقيتات المحددة لها.
صباح الخير: تجربة المرأة فى محافظة شمال سيناء مميزة للغاية.. ماذا عن دورها فى تنمية المجتمع السيناوى؟ ومن ناحية أخرى كيف يرى الإعلام سيناء وإلى أى مدى يظلمها؟
- المحافظ: لا أحد يستطيع أن ينكر أن المرأة هى محور الحركة فى المجتمع السيناوى سواء كانت فى البيت أو العمل أو فى أى مكان آخر، أما فيما يتعلق بالإعلام فأعتقد أن الإعلام الآن اختلف عن الماضى، أى أن الإعلام كان فى الماضى ظالما لسيناء إلى حد ما لكن الآن لن تجد صحيفة أو مجلة أو تليفزيون إلا وتجد موضوعات عن سيناء بما يؤكد أن هناك اهتماما كبيرا بسيناء فى الوقت الحالى.
صباح الخير: بعد التجاوزات التى أحدثتها قافلة شريان الحياة(4).. وجورج جالاوى يستعد الآن لتنظيم قافلة مساعدات أخرى...!!؟
- المحافظ: أهلا وسهلا بأى جهة مانحة ستأتى لمساعدة الفلسطينيين فى غزة طبقا للآلية والشرعية المصرية، أما دون ذلك فالأفضل ألا تأتى أى جهة لأنه سيكون غير مرحب بها، بدليل أن هناك قوافل تركية وسورية وجزائرية تدخل إلى قطاع غزة فى نفس يوم وصولها لأنها تأتى طبقا للآلية والشرعية المصرية، أما القوافل التى تأتى من أجل المتاجرة على حساب مصر فهى مرفوضة. ؟ صباح الخير: هناك مطالبات كثيرةبتعمير شمال سيناء.. ما إمكانية تلبية هذه المطالبات؟..
وهل هناك أى عوائق لتنفيذها؟
- المحافظ: يوم 15 سبتمبر، أعلن رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف تكوين الجهاز الوطنى لتنمية سيناء تحت قيادته شخصيا، كان هذا الأمر حلما لأبناء سيناء بأن يكون لهم جهاز قوى ممثل فى كل الوزارات يكون قادرا على إصدار أى قرار.
- وأضاف: لو أنك تمتلك قطعة أرض زراعية فإنك تجدها تحتاج إلى رى وزراعة وكهرباء أى تحتاج إلى جهود ممثلة فى أكثر من وزارة تقوم بوضع الآليات المطلوبة لتنظيم التعامل بها، وعلى كل حال لا أستطيع أن أخفى سعادتى بقرار رئيس الوزراء الأخير، وأعتقد أنه سيكون سببا فى نماء وتنمية سيناء خلال الفترة المقبلة.
صباح الخير: إذا كانت تنمية سيناء ستكون من خلال الزراعة.. هل ستكون مياه الآبار والأمطار كافية لتحقيق هذه التنمية؟ وهل هناك إمكانية لمد ترع جديدة فى المستقبل؟
- المحافظ: فيما يتعلق بالترع هناك ترعة وحيدة هى ترعة السلام التى كان مخططا لها أن تمتد حتى الحدود الدولية لكنها لم تكتمل لأنها تحتاج إلى مليارات الجنيهات، أما فيما يخص مياه الآبار فوزارة الموارد المائية والرى لديها معهد الموارد المائية الذى يحدد المخزون الجوفى للمنطقة المقرر زراعتها ومساحتها وإلى متى يتم زراعتها، لذلك لا يوجد أحد فى الدولة يقوم بالزراعة بطريقة عشوائية حتى لا يفاجأ بانقطاع المياه، بدليل أننا كان لدينا 85 ألف فدان من أجود الأراضى فى إحدي المناطق لكن عندما تم عمل آبار استكشافية من 10 سنوات اكتشفوا أنهم وصلوا إلى 1660 مترا ولا توجد مياه جوفية، وبالتالى لا تصلح لزراعتها حتى لو كانت جيدة مادامت لا توجد مياه كافية لزراعة المحاصيل فى هذه الأراضى.
صباح الخير: حول فكرة تشغيل الشباب وتوظيفهم.. هناك وظائف لا يقبل عليها شباب سيناء تحديدا ماذا عن ذلك؟
- المحافظ: أهم وظيفة لا يقبل عليها شباب سيناء هى العمل بالنظافة، وللأسف تم طرح وظائف بالنظافة بمبلغ 1000 جنيه، ولم يتم التقدم لشغل أى من هذه الوظائف لذلك فإن مشكلتنا القائمة حاليا هى استيراد عمال النظافة من محافظات أخرى، أما فيما يخص فكرة تشغيل الشباب وتوظيفهم فهناك 5 آلاف فرصة عمل مباشرة و10 آلاف فرصة عمل غير مباشرة بمصنع الأسمنت الخاص بأحد رجال الأعمال فى شمال سيناء، وهناك أكثر من 1500 عربة «تريللا» تحمل أسمنت يوميا من هذا المصنع إلى منافذ التوزيع من خلال سائقين وموزعين جملة إلى أفراد مما يؤكد أنها منظومة توفر فرص عمل كثيرة، وفى مجال الزراعة عندما نفكر فى زراعة 100 ألف فدان فإننا سنوفر 200 ألف فرصة عمل مباشرة و600 ألف فرصة عمل غير مباشرة فى هذا المجال، لذلك أقول إن أمل سيناء أكثر فى زراعتها.
- وأضاف: رغم أن الزراعة موجودة بالفعل لكننى أطمح دائما بأن تقوم وزارات الزراعة والصناعة والسياحة بدورها بما يعكس حدوث التنمية المطلوبة فى شكل تنمية بشرية أو اقتصادية أو تنمية فكر ومجتمع، وعلى كل حال فالدولة متجهة إلى هذا الاتجاه بشكل حاسم وقوى وباهتمام كبير للغاية.
صباح الخير: ما أكثر المعوقات التى واجهتكم مع بداية توليكم منصب محافظ شمال سيناء؟
وكيف تم التغلب عليها؟.. وما شغلكم الشاغل لتطوير محافظة شمال سيناء وتنميتها؟
-المحافظ: الحق يقال إن المعوقات كانت كثيرة للغاية، والمصاعب كانت أكثر، لكن أكثر مشكلتين كان لابد من مواجهتهما المياه والنظافة، وفيما يخص مشكلة المياه فالمعروف أن العريش عاصمة شمال سيناء كانت المياه تصلها لمدة 4 ساعات فى اليوم، ثم يستكمل الأهالى يومهم ببعض مياه الآبار التى تصل فيها درجة الملوحة من ألفين إلى خمسة آلاف جزء فى المليون بهدف الاستخدام المنزلى، وبالتالى كان هدفى الرئيسى هو حل هذه المشكلة مع وزير الإسكان ورئيس مرفق المياه إلى أن تم حلها حيث وصلت نسبة المياه المخصصة لمدينة العريش الآن إلى نحو 105 آلاف متر مكعب فى اليوم الواحد بعد أن كانت 47 ألف متر مكعب فى اليوم الواحد، وفى الصيف المقبل ستكون هناك زيادة لا تقل عن 60 ألف متر مكعب، لذلك لاغرابة الآن فى عدم وجود شكاوى من المياه فى العريش.
وتابع قائلا: فيما يخص مشكلة النظافة فإن مايتم تجميعه على فاتورة الكهرباء بالعريش يبلغ نحو 80 ألف جنيه فى الشهر فى مقابل أن شركات النظافة تحتاج إلى 2 مليون جنيه فى الشهر أى أن مداد عام كامل من فاتورة الكهرباء لا يغطى شهرا واحدا، إلا أن هذه المشكلة تم حلها مع رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ووزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالى بأن تحصل المحافظة على الدعم المقرر لها لعلاج هذه المشكلة، وكان المفترض أن تبدأ شركة النظافة عملها فى شهر نوفمبر المقبل من العام الجارى لكننى فوجئت بأن الشركة ستستورد المعدات الخاصة بالنظافة لأنها غير متوفرة الآن فقررنا أن تبدأ الشركة عملها من أول شهر يناير من العام المقبل، وأعتقد فى ظل ذلك أن مدينة العريش ستكون أنظف وأجمل مدينة بيئية خلال فترة قليلة.
ويستكمل أما الهم الرئيسى بالنسبة لى فهو موضوع التهريب عبر الأنفاق، وأعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى مجهود كبير من الدولة كلها.
صباح الخير: وماذا عن التعليم فى محافظة شمال سيناء؟
- المحافظ: لدينا فى محافظة شمال سيناء مجتمع قبلى شديد الخصوصية، وداخل القبيلة الواحدة توجد عشائر لا يوجد تداخل بينهم فما بالنا بقبيلة أخرى، لذلك أقول أن هناك مجتمعا سيناويا له خصوصيته وعاداته وتقاليده ويحتاج إلى المياه والكهرباء والعلاج والتعليم، وفى ظل هذا التشابك الصعب أقوم فى بعض المناطق المترامية الأطراف بعمل فكرة الفصل الواحد لتعليم أبناء الأسر الموجودة فى هذه المناطق كذلك أعطى لكل طالب جنيهين لتشجيعه للذهاب إلى المدرسة، وفى النهاية تجد أن مستوى التعليم عالٍ وكثافة الفصول عالية أيضا.
صباح الخير: أين يتوجه شباب سيناء بعد التخرج من الجامعات .. هل يظل فى سيناء أم ينطلق إلى محافظات أخرى حيث فرص العمل المتوافرة بشكل أكبر؟
- المحافظ: المؤكد أن شركات مثل شركة سيناء للغاز وشركة سيناء للخدمات البترولية والتعدينية ومصانع الأسمنت وغيرها لا يعمل بها إلا أهالى سيناء بداية من المدير حتى العاملين، لكن الخبرات النادرة تتم الاستعانة بها من الخارج، هذا إلى جانب أنه يتم إعطاء حافز جذب للشباب من أجل العمل فى سيناء.
صباح الخير: هل أنتم من المحافظين الذين يفتحون باب مكتبهم لكل المواطنين أم تغلق بابك؟
- المحافظ: لن تصدقوا إذا قلت لكم إن كل مواطن فى محافظة شمال سيناء يحمل رقم موبايلى فعندما تنقطع المياه عنه يتصل بى مباشرة لسماع شكواه ومحاولة حلها، ولا أبالغ إذا قلت أن مسئوليتى أن أنزل إلى أقل مستوى والعمل على راحته مادمت ارتضيت بأن أكون فى مكانى هذا كمحافظ، وللعلم أضع الضوابط الأساسية للعمل بها فى كل شئون المحافظة لكى تسرى على الكل بمنطق «السواسية».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.