كشفت دراسة حديثة أمس عن أن غالبية من وصفتهم الدراسة بالإرهابيين المسلمين في المملكة المتحدة هم رعايا بريطانيون. .وذلك بينما تستعد بريطانيا لإحياء الذكري الخامسة لهجمات سبعة يوليو الدامية التي استهدفت وسائل النقل العام البريطانية عام2005,وتزامنا مع هذا الكشف, سلط الإعلام البريطاني الضوء علي السياسات التي تبنتها الحكومة في أعقاب هجمات7/7 ,مشيرة إلي أن بريطانيا بدأت في تنفيذ مجموعة من القرارات التي لا تتفق مع مباديء حقوق الإنسان التي ترفع شعار الدفاع عنها, فخلال السنوات الخمس التي تلت هجمات7/7 رفضت بريطانيا طلبات اللجوء السياسية مما سمح بتعريض هؤلاء اللاجئين إلي انتهاكات عديدة أثناء ترحيلهم من بريطانيا إلي بلدهم الأصلية. وبالعودة إلي الدراسة الخاصة ب الإرهابيين البريطانيين التي أعدها مركز الاندماج الاجتماعي البريطاني, أوضحت نتائج التحليل الإحصائي لجميع المخططات الإرهابية التي نجحت الشرطة البريطانية في احباطها أن اكثر من ثلثي-60%- من الهجمات الانتحارية التي احبططها بريطانيا خلال الاعوام العشرة الاخيرة ارتكبها رعايا بريطانيون ولدوا وتعلموا وعاشوا غالبية عمرهم في بريطانيا.وأوضح المركز أن نحو69% من الهجمات التي ارتكبت أو كانت علي وشك التنفيذ منذ عام1999 إلي العام2009 ارتكبها رعايا بريطانيون, مقارنة ب46% لاشخاص من أصول من جنوب وسط اسيا و16% من اصول شرق افريقية و13% من شمال افريقيا. واضافت الدراسة أن سبع هجمات كبري من أصل الهجمات الثماني الكبري التي واجهها الأمن البريطاني خلال السنوات العشر الماضية ارتكبها اشخاص تقل اعمارهم عن الثلاثين عاما وتلقوا تدريبات في معسكرات للارهاب يتمركز غالبيتها في باكستان. وعلي الرغم من اعتماد مركز الاندماج الاجتماعي البريطاني علي تحليل المعلومات التي وفرتها الحكومة البريطانية عن الهجمات الإرهابية التي واجهها الأمن البريطاني, فإن الدراسة حذرت من أن السلطات البريطانية لاتزال تفتقر إلي قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة عن التهديدات الإرهابية التي تواجهها بريطانيا. وأضاف أن الباحثين الذين أعدوا الدراسة أضطروا إلي السعي وراء المعلومات في أروقة المحاكم والتقارير الصحفية لجمع قاعدة البيانات التي كانوا في حاجة إليها للوصول الي نتائج دقيقة. وكتب المركز في ختام الدراسة إن توفير قاعدة بيانات متكاملة عن التهديدات التي تواجه بريطانيا ليس شكلا من أشكال الرفاهية بل هو أمر ضروري كان يجب علي الحكومة البريطانية العمل علي توفيره حتي تستطيع وضع الاستراتيجيات السليمة لمواجهة الإرهاب وتبني التغيرات اللازمة- خاصة في المجال القضائي- لتوفير الأمن الحقيقي للبريطانيين. وعلي الرغم من تأكيد الدراسة أن غالبية الإرهابيين البريطانيين كانوا من الرعايا البريطانيين وليسوا وارد الخارج, فإن الحكومات البريطانية- مثلها مثل كثير من الحكومات الغربية- اتخذت من هجمات7/7 مبررا للتخلي عن حقوق الإنسان وانتهاك حقوق اللاجئين. هذا ما أوضحته صحيفة إندبندنت البريطانية أمس في تقرير لها روت فيه قصة15 من طالبي اللجوء السياسي الذين قامت السلطات البريطانية بترحيلهم بشكل غير قانوني خارج الأراضي البريطانية بدون توضيح سبب واضح لهذا الترحيل. فتحت عنوان مهانون, منتهكة حقوقهم., مهجورون. ماذا يحدث حين ترحل بريطانيا طالبي اللجوء السياسي كتبت الصحيفة رواية شاب من الكاميرون كان قد طلب اللجوء لبريطانيا, وبدلا من نقله مع مجموعة من اللاجئين-14- أخرين- إلي الساحل الجنوبي البريطاني, فوجئ اللاجئون بتكبيل أيديهم وأرجلهم وإجبارهم علي ركوب طائرة مخصصة للطيران الداخلي لتحملهم إلي خارج الحدود البريطانية. ونقلت الصحيفة عن اللاجئ البريطاني قوله: لم نكن نتوقع ذلك, الرعب سيطر علي الجميع,مازلت أسمع صوت صرخات النساء والأطفال بينما يقوم45 من الحرس الخاص البريطاني بوضعهم في الطائرة. سيطر علينا الإحساس بالخوف من أن نلقي حتفنا في هذه الرحلة. وأضاف اللاجئ لم يسمح الأمن لأحد بالتحرك من مكانه حتي حين رغبت في استخدام الحمام كان يجب علي أن أبقي الباب مفتوحا تحت أعين أربعة من الحرس. لم أشعر بهذا الاحساس بالمرارة من قبل.