في حلقة جديدة من تزايد موجة المخاوف التي تسيطر علي العالم من وقوع هجمات إرهابية تضرب القارة الأوروبية، أوصت فرنسا رعاياها بتوخي أقصي درجات الحذر عند تواجدهم في وسائل النقل العامة أو الأماكن السياحية في بريطانيا تحسبا لحدوث هجمات إرهابية هناك، بعد إعلان السلطات البريطانية وجود احتمالات كبيرة لوقوع أعمال إرهابية تستهدف أراضيها. جاء هذا التحذير ضمن النصائح الموجهة للمسافرين علي موقع وزارة الخارجية الفرنسية علي شبكة الانترنت، وحذر موقع وزارة الدفاع الفرنسية في وقت سابق من أن الحكومة البريطانية تعتبر وقوع عمل إرهابي "أمرا محتملا جدا". يذكر أن أمريكا وبريطانيا حذرتا مواطنيهما يوم الأحد الماضي من خطر متصاعد لهجمات إرهابية في أوروبا، وقالت واشنطن إن تنظيم القاعدة ربما يستهدف البنية التحتية لشبكة النقل في أوروبا وأمريكا، مما دفع ببريطانيا لرفع مستوي التأهب الامني في تحذيرها للمسافرين لكل من ألمانياوفرنسا إلي مستوي "مرتفع" بدلا من "عام"، وتركت مستوي التهديد في الداخل دون تغيير عند "شديد"، كما حذت اليابان حذو واشنطن وأصدرت تحذيرا مماثلا لمواطنيها المسافرين إلي أوروبا أو المقيمين هناك. وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن التحذير الذي اصدرته الي مواطنيها الراغبين في السفر إلي أوروبا طالبة منهم توخي الحيطة. وأكد فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي أن عدد الأمريكيين الذين يبلغون قنصليات بلادهم ببرنامج سفرهم المفصل تضاعف أربع مرات بعد التحذير الذي تم إصداره الأحد الماضي للمسافرين الي اوروبا، ليصبح ثمانية آلاف بعد أن كان ألفين فقط. وفي تطور آخر، كشفت شبكة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن مواطناً بريطانياً تم قتله بضربة صاروخية شنتها طائرة أمريكية بدون طيار مطلع سبتمبر الماضي في باكستان، كان يتم إعداده ليتولي قيادة جماعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة، تشن هجمات في بريطانيا وأوروبا. ونقلت ال"بي بي سي"عن مصدر كبير في أجهزة الأمن بالخارج، أن مواطنا بريطانيا يدعي عبد الجبار وكان يعيش في باكستان، كان يتدرب ليتزعم المجموعة الجديدة التي كانت ستطلق علي نفسها اسم "الجيش الاسلامي في بريطانيا العظمي. وأوضح المصدر أن وكالات مخابرات تجسست علي مجموعة من 300 ناشط اسلامي في منطقة وزيرستان الشمالية بالمناطق القبلية بشمال غرب باكستان التي تعد معقلا لعناصر طالبان والقاعدة وكان من ضمنهم عبد الجبار. وأشار المصدر إلي انه تم طرح اسم عبد الجبار خلال الاجتماع علي انه زعيم جماعة إرهابية جديدة مهمتها تنظيم اعتداءات في بريطانيا وفرنساوألمانيا علي غرار اعتداءات بومباي التي استهدفت فنادق ومواقع سياحية في الهند. وقد ظهرت تفاصيل المؤامرة لأول مرة في وسائل الاعلام الامريكية، وأكدت مصادر أمنية هذه الشبهات لبي بي سي الشهر الماضي. من جهة أخري، استبعدت ألمانيا قرب تعرضها لهجمات إرهابية، وأكد توماس دي مايتسيره وزير الداخلية الألماني أمس أنه لا يري مؤشرات علي هجوم ارهابي وشيك علي بلاده، إلا أن الوزير الألماني عاد واستدرك قائلاً في تصريحات لإذاعة" دويتش لاندفونك" الالمانية "لا يساور أحد شك في أن الارهابيين يستهدفون ألمانيا لكن من ناحية أخري لا علم لنا بأي خطط ملموسة لهجوم وشيك." في ذات السياق، أقرت باكستان أن الهجمات التي تنفذها القوات الأمريكية علي أراضيها هدفها منع تنفيذ اعتداءات في أوروبا. وأرجع حسين حقاني سفير باكستان في واشنطن في تصريحات له أمس تزايد عدد الضربات الجوية الأخيرة التي شنتها الطائرات بدون طيار الأمريكية في المناطق القبلية بباكستان إلي ارتباط ذلك بالاعتداءات المفترضة التي قد تشنها القاعدة في أوروبا. وأكد السفير الباكستاني أن بلاده تعمل بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأوروبية والأمريكية لإحباط مخططات للقاعدة تستهدف أوروبا ولا ينبغي أن يقلق المواطنون بشأن الوضع الآن. ووصل عدد الهجمات التي شنتها الولاياتالمتحدة بطائرات بدون طيار علي المناطق القبلية في باكستان الشهر الماضي إلي 26 غارة وهو أعلي معدل في شهر واحد منذ ست سنوات وأسفرت عن مقتل أكثر من 140 باكستانياً. وفي شأن آخر، قرر العقيد الأمريكي مورجان لامب، الضابط الذي ينظر في قضية الرائد نضال حسن المتهم بإطلاق النار داخل قاعدة "فورت هود" العسكرية في تكساس مما أدي لمقتل 13 شخصاً في نوفمبر الماضي، إخضاعه ل"اختبار السلامة العقلية بصورة عاجلة" في خطوة مفاجئة تأتي قبل أسبوع من جلسة الاستماع العلنية الأولي للمتهم.