تقنية جديدة للكشف المبكر عن اعتلال شبكية أطفال السكر

تعمل شبكية العين كالكاميرا فترسل الصور التي تراها العين للمخ كي يتعرف عليها ويترجمها إلي صورة حقيقية‏,‏ ويعاني بعض الأطفال مرضي السكر من الاضطرابات البصرية‏‏.‏ نتيجة لحدوث المرض، وهذه مشكلة تؤرق كل أسرة لديها طفل مريض سكر‏,‏ وقد تظهر أعراض اضطراب أو ضعف الرؤية في هؤلاء الأطفال بدون مقدمات أو إنذارات ويتم بعد ذلك اكتشاف اعتلال بالشبكية يصعب علاجه‏..‏ فهل يمكن عمل فحص يكشف هذه الحالات قبل حدوث اعتلال الشبكية أو حتي قبل حدوث أي أعراض بصرية؟
هذا هو السؤال الذي وضعه وأجاب عليه فريق بحثي برئاسة الدكتورة مني السماحي أستاذ طب الأطفال بطب عين شمس والدكتورة راندا مطر أستاذ مساعد طب الأطفال والدكتور أيمن ناصف أستاذ الأمراض العصبية بجامعة عين شمس‏,‏ حيث قاموا باختبار جديد يقيس رد فعل الجهاز العصبي البصري بعد استثارته بموجات ضوئية تضئ وتختفي أمام شاشة‏,‏ يركز المريض عليها بصره‏,‏ ورد الفعل هذا عبارة عن موجات عصبية ذات قوة وسرعة محددة‏,‏ ويقيس هذا الاختبار قوة وسرعة هذه الموجات‏,‏ وسميت بالموجات المستنفذة للعصب البصري‏.‏ وقد أجريت هذه الدراسة علي‏60‏ طفلا مصابين بمرض السكر من الفئة العمرية فوق‏12‏ سنة‏,‏ وأظهرت النتائج حدوث اضطرابات في قوة وسرعة هذه الموجات‏,‏ خاصة في الأطفال الذين يعانون من اعتلال بالأوعية الدموية‏,‏ والأخطر أنه وجدت هذه الاضطرابات في‏47%‏ من أطفال السكر الذين ليس لديهم أي أعراض بصرية ولايعانون من أي شكوي بالعين أو اعتلال بالشبكية‏,‏ مما يجعله اختبارا شديد الحساسية يتنبأ مبكرا بأي اضطرابات في الإبصار لدي أطفال السكر قبل حدوث أي شكوي أو تغيرات بشبكية العين‏.‏ وتضيف الدكتورة مني السماحي أن هذه الدراسة خلصت إلي وجود علاقة طردية بين اضطرابات الموجات المستنفذة للعصب البصري ودرجة ضبط نسبة السكر في الدم‏,‏ كما وجد أنه إذا أمكن التحكم في مرض السكر عند الأطفال بالجرعات السليمة للأنسولين والتغذية الصحيحة وممارسة الرياضة وتعلم كيفية التعامل مع مرض السكر في أوقات المدرسة والرحلات وأثناء ارتفاع أو هبوط نسبة السكر في الدم‏,‏ من الممكن أن تتحسن قوة وسرعة الموجات المستنفذة للعصب البصري في الأطفال المصابين‏,‏ بل وتعود إلي وضعها الطبيعي تماما‏,‏ وبذلك يمكن التخلص من أرق مضاعفات مرض السكر علي شبكية العين في أطفال السكر‏.‏