شهدت مدينة نجع حمادي مساء أمس الأول حادثا مأساويا, وذلك عندما قام ثلاثة أشخاص يستقلون سيارة ملاكي بإطلاق أعيرة نارية علي بعض المواطنين بموقعين تجاريين بمدينة نجع حمادي بمحافظة قنا مستغلين إقبال المواطنين المسيحيين علي الأماكن التجارية بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد, كما قام المتهمون أثناء محاولتهم الهرب بإطلاق الرصاص علي بعض الموجودين أمام دير الأنبا بضابا, وقد أسفر الحادث عن مصرع سبعة أشخاص وإصابة عشرة أخرين من المواطنين المسلمين والأقباط, وقد انتقل إلي مكان الحادث قيادات العمل الأمني بوزارة الداخلية, وتم تحديد هوية الجناة, كما انتقل فريق من النيابة العامة لمعاينة مكان الحادث والتحقيق في الواقعة. كانت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية قد تلقت بلاغا بوقوع حادث اعتداء علي مواطنين مسلمين وأقباط بموقعين مختلفين, أحدهما تجاري والآخر يقع أمام الأديرة, وتبين أن الحادث وقع في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء أمس الأول وأكدت أقوال شهود العيان ومشاهدات رجال الشرطة المكلفين بتأمين المنطقة التجارية والكنائس والأديرة أن ثلاثة أشقياء كانوا يستقلون سيارة ملاكي, وقام أحدهم بإطلاق أعيرة نارية علي مواطنين مسيحيين بموقعين تجاريين بمدينة نجع حمادي بمحافظة قنا, ولازوا بالفرار, وخلال طريق هروبهم عاودوا إطلاق النيران علي بعض الموجودين أمام دير الأنبا بضابا الكائن بمنطقة زراعية متأخمة للمدينة, وأكدت المعلومات والتحريات الأمنية أن المترددين علي الدير كانوا في طريقهم لتبادل التهنئة دون إقامة قداس. وقد أسفر الحادث عن وفاة عريف شرطة مسلم أحد أفراد طاقم حراسة الدير, وكذلك وفاة6 مسيحيين بمواقع الحادث الثلاثة, كما أصيب10 آخرون بإصابات متعددة, وأكدت المعلومات الأمنية أن أقوال شهود العيان قد أشارت إلي أن الجاني له سوابق إجرامية جنائية وأنه يدعي محمد أحمد حسين وشهرته حمام الكموني وأكدت المعلومات التي توافرت لأجهزة الأمن صحة ما أشارت إليه أصابع الاتهام. وخلال الفحص وإجراءات التحريات الأمنية حول الحادث تبين أنه توجد مؤشرات حول ارتباط الحادث الآثم بتداعيات اتهام شاب مسيحي باغتصاب فتاة مسلمة بإحدي قري المحافظة منذ شهرين تقريبا. وفور وقوع الحادث تضافرت الجهود من المواطنين وأجهزة الشرطة, حيث تم نقل6 مصابين إلي مستشفي سوهاج الجامعي والأربعة الآخرون تم إسعافهم داخل مستشفي نجع حمادي المركزي نظرا لإصابتهم بإصابات بسيطة, كما فرضت الأجهزة الأمنية كردونا حول المدينة لمحاصرة الجناة ولحين القبض عليهم. وقد خيمت الأحزان علي مدينة نجع حمادي في الساعات الأولي لصباح أمس, ولم تفرق تلك الجريمة بين مسلم ومسيحي, فقد نالت يد الغدر من الاثنين, وأكد بعض أهالي مدينة نجع حمادي أن الحادث بعيد تماما عن رداء الفتنة الطائفية, لأن مرتكبي الحادث لم يفرقوا بين مسلم ومسيحي وأطلقوا النيران علي المارة دون استثناء. وأكد شهود العيان أن الأحداث المأساوية التي شهدتها المدينة قد جاءت خلال خروج المئات من الأقباط من قداس عيد الميلاد المجيد, وفوجيء الجميع بسيارة ملاكي زيتونة اللون يستقلها ثلاثة أشخاص يقودها أحدهم والآخرون يطلقون الرصاص من بندقيتين آليتين بشكل عشوائي علي موقعين تجاريين, الأول بتقاطع شارع حسني مبارك و15 مايو والثاني بشارع بورسعيد, ولم يقترب الجناة من بوابة كنيسة المطرانية خوفا من الحراسة الأمنية المشددة, وقاموا باستغلال نهر الطريق لرشق المجني عليهم بالرصاص من بعيد, وفسر شهود العيان إطلاق الجناة الرصاص مرة أخري علي دير الأنبا بضايا, بأنه في أثناء محاولتهم الهرب اصطدمت سيارتهم بسيارة أجرة( تاكسي) أخري, فقاموا بإطلاق الرصاص من بنادقهم الآلية تجاه السيارة الأجرة خوفا من أن تكون السيارة تستهدف مطاردتهم. لحظات انتشرت خلالها الأنباء عن الحادث المأساوي, واندفع بعدها مئات المواطنين من المسلمين والأقباط علي مستشفي نجع حمادي المركزي, الأمر الذي اضطرت معه الأجهزة الأمنية للدفع بعدد كبير من القوات لتأمين المستشفي وخوفا من حدوث مصادمات بين المسلمين والأقباط خاصة بعد ترديد شائعات بوجود نزاعات طائفية بمنطقة الحادث علي غير الحقيقة. علي صعيد آخر, انتقل فريق من النيابة العامة برئاسة خالد عبدالشكور مدير نيابة نجع حمادي بإشراف المستشارين محمد عطية المحامي العام الأول لنيابات قنا وحسن القاضي المحامي العام لنيابات شمال قنا, وتبين من المعاينة المبدئية أن الحادث وقع في ثلاث نقاط اثنان منها متقاربان بوسط المدينة( الأماكن التجارية) والثالث خارج المدينة, وقد أمرت النيابة العامة بانتداب الطلب الشرعي وضباط الأدلة الجنائية, كما استمعت الي أقوال ثلاثة من المصابين وهم أيمن محمد علي 38 سنة ورامي رسمي عجيب ومايكل صلاح راسم 25 سنة حيث أكدوا في أقوالهم انهم لم يشاهدوا شيئا سوي سيارة تطلق الرصاص عليهم بشكل عشوائي, ولم تفرق بين مسلم ومسيحي, وأن المكان التجاري به العديد من المسلمين, بعضهم أصحاب المحال والآخرون يعملون بتلك المنطقة وتربطهم علاقات صداقة وزمالة مع اخوانهم الأقباط.