بمناسبة لقائه بوزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط بالقاهرة تناول وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عدة نقاط حول العلاقات المصرية الفرنسية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. وفي حديث خاص للاهرام اشار كوشنير الي خصوصية العلاقات الفرنسية- المصرية وتميزها باعتبار مصر هي الفاعل الرئيسي في استقرار المنطقة, ولما لها من دور محوري ومؤثر في التعامل مع القضايا الدولية. واشار كوشنير الي ان هذه الشراكة المصرية الفرنسية ازدادت ثقلا بالاعلان عن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط القائم تحت رعاية الرئيسين حسني مبارك ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي. وتأكيدا علي متانة العلاقات المصرية الفرنسية إشار كوشنير الي الزيارات المتبادلة بين الرئيسين لتبادل الافكار, قائلا: منذ عامين ونصف_ مدة تولي ساركوزي للرئاسة الفرنسية_ بلغت زيارات الرئيس حسني مبارك لباريس سبع مرات, وبادله الرئيس ساركوزي خمس زيارات, ومن جهتي مرتين. وعن المباحثات التي يزور كوشنير مصر من اجلها يقول: ستتم مناقشة القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك, ومن بينها التعاون في مجال العلوم وخاصة النووي المدني منها, ولابد من الاشارة الي' عام العلوم المصرية الفرنسية' الذي يستهل فاعلياته في الخامس والعشرين من يناير الحالي. وستتم مناقشة القضايا الاقليمية وعلي رأسها الاتحاد من أجل المتوسط, وعملية السلام, وما يتعلق بغزة, والأسير جلعاد شاليط, وملف إيران. وعن الجدل المثار في الصحف الفرنسية حول مشروع الاتحاد من اجل المتوسط وفشل مسيرته, أكد كوشنير ان مشروع الاتحاد من اجل المتوسط يسير بطريقة طبيعية, وذلك بالاتفاق مع43 من رؤساء الدول والحكومات من أجل إقامة السلام الحقيقي والأمن والرخاء في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط, وإيجاد السبل العملية لتنفيذ استئناف المفاوضات لتحقيق قيام دولة فلسطينية, واشار كوشنير الي صعوبة تحقيق ذلك بين عشية وضحاها. وأن هناك ثمة صعوبات تؤخر بعض المراحل. ولكن هناك نجاحات ملحوظة, بفضل الشراكة المتميزة بين التعاون المصري والفرنسي منذ اعلان المشروع في يوليو2008 بالاتفاق مع جميع الدول الأعضاء المجتمعين في باريس. واشار كوشنير الي مجموعة الاتفاقات المحورية الستة, والامانة الدائمة للمشروع المقرر اقامتها في برشلونة حيث تتوالي الاجتماعات المنتظمة التي تقام من اجل انجاح وتيسير خطي المشروع, بما في ذلك مسألة تعيين ستة من الأمناء العامين المساعدين, وتوزيع حقائب وزارية مختلفة بين هذه التقنيات. كما سيعقد اجتماع آخر لكبار المسئولين في12 يناير من اجل مناقشة هذه المواضيع. وصرح برنار كوشنير بأن القمة المقبلة لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط ستعقد يوم7,6 يونيو2010 في برشلونة. وحول ما روج من عدم الاتفاق بين فرنسا ومصر فيما يخص المؤتمر الافريقي الذي كان مقررا عقده في مصر- هذه الايام- يقول كوشنير انه لم يكن بين مصر وفرنسا ثمة تعارض في الاتفاق حول اقامة المؤتمر الافريقي لكن الرئيسين مبارك وساركوزي تباحثا في الامر في اثناء زيارة الرئيس مبارك الاخيرة في14 ديسمبر الماضي واتفقا علي انعقاد المؤتمر في فرنسا قبيل اجازات الصيف المقبل. وعن الملف الايراني قال كوشنير ان مصر وفرنسا لديهما هدف واحد لان تكون منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل ونحن نتقاسم قلقا مشتركا تجاه الحكومة الايرانية والضغوط المفروضة علي الشعب الايراني وبصفة خاصة مايعاني منه الايرانيون من اجل الحصول علي حرية التعبير منذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة في يونيو.2009 ورغبة فرنسا في حصول هذا الشعب علي حريته وان يجد طريق المستقبل والسلام.