لوحة سرقت من معرض فنان تشكيلي أقامه في متحف المنصورة القومي و إكتشف سرقتها من خلال صورة ملونة نشرت في جريدة الأهرام تضم محافظ الدقهلية ووزير التعليم العالي في إحدي المناسبات. حيث ظهرت اللوحة كاملة في الخلفية. والفنان هو الدكتور علي المليجي عميد كلية التربية النوعية السابق, وكان قد أقام هذا المعرض في متحف المنصورة القومي تحت إشراف قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة في الثالث عشر من ديسمبر واستمر حتي23 ديسمبر من عام2003, وفي تلك الفترة كان الدكتور علي المليجي يقوم بمهامه الجسام كعميد لكلية التربية النوعية بالدقي, ولم يحصر الأعمال بعد عودتها إلي مرسمه, وبعد مرور خمس سنوات علي إقامة المعرض اكتشف وجود أحد أعماله في هذا المعرض علي جدران ديوان عام محافظة الدقهلية من خلال صورة نشرت في صفحة14 بجريدة الأهرام الصادرة بتاريخ13 مايو الماضي تضم محافظ الدقهلية ووزير التعليم العالي, وعاد الفنان لمرسمه ليكتشف اختفاء اللوحة!! وقصة اللوحة التي أنتجها الفنان د. علي المليجي أثناء عمله بالمملكة العربية السعودية في مدينة جدة عام1996 أنها عرضت هناك لأول مرة في معرض رسوم علي جدران من ورق كما عرضت بمعرض خاص بالفنان في جامعة القاهرة عام2000 وآخر كان في مركز الجزيرة للفنون بالزمالك تحت عنوان صهللة عام2002 وكان أخر المعارض التي ضمت هذه اللوحة هو معرض متحف المنصورة القومي عام2003 واختفت بعد ذلك. اللوحة إحدي لوحات مجموعة تصوير لونية تحمل درجة من الخصوصية في بنيتها حيث التجهيز الالكتروني للألوان, ويتضح فيها خط سير الفنان وشخصيته الفنية وعليها توقيع الفنان المميز والممهور بالتاريخ1996. عند هذا الأمر المسألة تتعلق بلوحة لكن حينما تكون ظاهرة تفشت في قطاعات وهيئات وزارة الثقافة فهذا أمر تجب أن تخذ له المزيد من الإجراءات والاحتياطات الصارمة التي تحفظ حقوق الفنان, فالمعارض في الداخل والخارج واللوحات وتسليمها وتسلمها كلها تتم بشكل غير رسمي وغير موثق مما يجعلها عرضة للسرقة, حتي إذا ما فقدت لوحة من معرض ما لا يستطيع الفنان المطالبة بالتعويض, فليس هناك ما يثبت حيثيات الموقف, وقد حدث لي مثل هذا الموقف حينما طلب مني رئيس قطاع الفنون التشكيلية مجموعة لوحات لاختيار إحداهما ضمن مجموعة مكتبة جامعة القاهرة, وحينما طلبت بقية الأعمال اكتشفت اختفاء واحدة وحينما سألت رئيس القطاع أجابني: أن أعمالك بالألوان المائية فاختاروا اثنين بقيمة واحدة! ورددت: دون استئذاني ؟ فأجاب بالحرف الواحد: معلش حنعوضها لك! تعامل غير حضاري مع الفنانين التشكيلين في مصر كما حدث أيضا للفنانة د. مروة عزت المدرسة بفنون الأقصر حينما شاركت في بينالي بورسعيد القومي الذي تقيمه هيئة قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة وبلغت بفقدان لوحتها المشاركة وتقدمت بالشكاوي إلي المجلس القومي للمرأة وهيئة قصور الثقافة وقد قمت بنشر هذه المشكلة في مجلة نصف الدنيا حتي عادت لها اللوحة! هذا ما طفا علي السطح, وما خفي كان أعظم! وهناك العديد من الحكايات التي تتطلب مزيدا من الإجراءات لحماية وحفظ حقوق الفنان التشكيلي المهدرة في ظل غياب أو عدم وجود قوانين ومواثيق لذلك, ذلك الفنان الذي يشارك ويسهم في الانشطة المختلفة للدولة داخليا وخارجيا وكذلك حقوق الدولة المهدرة من خلال الأعمال الخالدة لفنانينا الرواد المعارة بسفاراتنا ومراكزنا الثقافية بالخارج دون توثيق أو عمل خط سير لها وعلي رأس هذه الأعمال لوحة الراهبة للفنان الرائد أحمد صبري.