كتب : محمد هندي : الخطة المقبلة لتسعير الدواء هي تحمل المواطن ثلث التكلفة, وأن تتحمل الدولة الباقي, لأن هناك معادلة اجتماعية واقتصادية لابد من مراعاتها, مع الحفاظ علي الهيكل المالي. وأن تحقق شركات الأدوية هامش ربح غير مبالغ فيه لأنها مثلها مثل أي شركات أخري هدفها تحقيق الربح. وبالنسبة للتسعير الجديد فإن الدولة تنظر إلي أقل سعر دوائي ل36 دولة عالميا, منها أقل10 دول عربية أو أجنبية, وبعدها يتم تحديد سعر الدواء ثم يتم تخفيض10% من قيمة أقل سعر, لأن هذه الشركات تستفيد من الطاقة والكهرباء والمياه والطرق, وتلك ميزة مضافة لها ينبغي مراعاتها عند تحديد السعر النهائي للدواء. يقول الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة: إنه يوجد داخل الوزارة ميزان حساس في قضية تسعير الدواء هو وضع البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطن المصري, خاصة أن قدرات المريض محدودة ولابد من أن يراعي في تسعير الدواء محدودية التكلفة, ولابد أن يتحقق بعد العدالة الاجتماعية, خصوصا أن هناك قاعدة في المجتمع المصري هي أن المواطن في مصر يتحمل ثلثي تكاليف العلاج, وأن الدولة تتحمل الثلث, أي أن معاناة المواطن مع الدواء هي ضعف ما تتحمله الدولة من موازنة, وتسعي الحكومة, متمثلة في وزارة الصحة لتغيير هذه القاعدة بحيث يتحمل المواطن الثلث وتتحمل الدولة الثلثين من قيمة الدواء. ويضيف الدكتور عبدالرحمن شاهين أنه يخطئ من يدعو للضغط الزائد علي شركات الدواء لتخفيض أسعار منتجاتها أو تسعيرها بأسعار لا توازي التكلفة الإجمالية للمنتج الدوائي, سواء كانت تكلفة مباشرة أو غير مباشرة, ويخطئ من يتصور أن هذا المنهج لمصلحة المريض لأنه حين تحقق الشركة المنتجة قدرا من الخسارة فإنها تلجأ إلي تخفيض إنتاج هذا المنتج, وفي النهاية يكون المريض هو الضحية. التسعير.. والتطوير بالنسبة لتسعير الدواء يوضح أن الشركات تقوم بتقديم جميع المستندات إلي لجان التسعير بالوزارة, وتقوم بتقديم قوائم للتكلفة مؤيدة بمستندات رسمية, منها سعر المادة الفعالة بموجب فواتير موثقة بالغرف التجارية من بلد المنشأ والقنصلية والسفارة المصرية هناك, لكن رأت وزارة الصحة أن هذا النظام قديم ويمكن تطويره بحيث يتم تطبيقه للمواطن المصري في المرحلة المقبلة, وسوف يتم تطبيقها في المرحلة المقبلة, وتطبق علي المستحضرات الجديدة التي يتم تداولها لأول مرة وليس علي ما هو موجود ومتداول في الأسواق حاليا. ويهدف نظام التسعير الجديد إلي تطبيق آلية تضمن حق المريض المصري في الحصول علي الدواء بأقل سعر متاح في العالم, مخصوما منه نسبة10%, وهذا الخصم لأن الشركات تأخذ دعما غير مباشر من الحكومة المصرية مثل الكهرباء والغاز والمياه والصرف الصحي, مع عمالة رخيصة الثمن مع توفير الطرق لهذه الشركات, وهذا كله يضمن أرباحا معقولة للشركات, ويضمن تحقيق أعلي ميزة للمريض المصري. ويوضح أنه ليس الهدف من تطبيق هذه الآلية اتباع نظام تسعير عالمي يلزم الدولة بتطبيق الأسعار في دول العالم المختلفة, لأن وزارة الصحة تصر علي التزام الدواء المصري بجودة عالية وأرخص من الأدوية علي مستوي العالم بنسبة30%. الدعم الحقيقي يقول الدكتور مجدي حسن رئيس الشركة القابضة للأدوية: إنه بالنسبة لجميع الأدوية المصرية المحلية, سواء كانت قطاع أعمال أو القطاع الاستثماري, فليس هناك دعم عليها, لكن الدعم الحقيقي يوجد علي بعض الأصناف من الأدوية الضرورية مثل الأنسولين, سواء كان محليا أو مستوردا, وكذلك الألبان, وكل ما هو دون ذلك فإن أسعار الدواء يتم تسعيرها بسعر جبري عن طريق وزارة الصحة. شركات.. وشركات يقول محيي الدين حافظ رئيس شعبة الصناعات الطبية ولجنة الصحة باتحاد المستثمرين: إنه بالنسبة للأدوية التي يتم إنتاجها من خلال الشركات المختلفة فلابد أن تقسم الدواء إلي قسمين, الأول هو القطاع الدوائي المحلي, ثم قطاع الشركات الأجنبية أو الشركات المتعددة الجنسيات.