كان بودلير يقول لصديقه الرسام كورنيه.. أنت تجدد وأنا أهدم.. وهكذا تصبح المعادلة صحيحة.. بهذا المنطق تسعي جماعة اشتباك الفرنسية العربية الي شراكة ابداعية قائمة علي هدم أسوار القطيعة وبناء جسور تواصل ثقافية بين العالم العربي وأوروبا, وهي جماعة الافنجارد( الطليعيون) وأنت كمثقف تسعد عندما تبادر وتنجح بدلا من ان تنتقد وتحزن.. وتتحول قصائدك الي لوحات تشكيلية وأنت تشارك فناني المملكة وصالون الخريف الفرنسي احتفالية صباح الخير السعودية.. وتندهش عندما تري لوحات المبدعة الفرنسية مونيك باروني بجوار لوحات ضياء عزيز ضياء.. ولوحات ميللينو جاينا بجوار لوحات محمد العبلان.. وتستمع الي الناقد الفرنسي نويل كوريه يدعو الي حداثة جديدة بعد الوحشية التكعيبية والتجريدية والي اضافة اسماء عربية الي كبار أسماء الفن الحديث الذين تخرجوا في صالون الخريف رودان ورينوار وسيزان وماتيس وبيكاسو, ومن أجل ذلك دعا لمشاركة فنانين من غزة, وكذلك اعتماده الفنان المصري عبدالرازق عكاشة نائبا لصالون الخريف.. ولماذا السعودية؟!.. يقول كوريه لأنها ثقافة جديدة.. ثقافة بكر.. قائمة علي روح البساطة والعفوية وهو مايفتقده كثير من الفنانين المعاصرين أو ربما يحتاجون الي التعرض لشموس الصحراء.. لكن الفنانة هدي العمر تري أن الفائدة مزدوجة لفناني السعودية وللفنانين المصريين والعرب وليس لفناني العالم فقط.. في الرياضوجدة تصافح وجوها متعطشة لمزيد من المعارض والامسيات الشعرية والانفتاح علي فنون المسرح وربما السينما.. وجوها طموحة تؤمن بأهمية التجديد ودور الثقافة والابداع في اعادة ترميم الشخصية العربية.. يبدو أن العالم العربي كان يحتاج الي الكتاليست الفرنسي, ذلك المفاعل الذي عندما دخل علي التركيبة الفنية العربية جعلها تعيد انتاج نفسها برؤي جديدة قائمة علي الانفتاح علي الآخر.. وهو ما يؤمن به أيضا طليعيون ومجددون أمثال عبدالله الغذامي ومحمد الحربي وعبدالله الصيخان ومحمد الثبيتي.. وغيرهم كثيرون.. وتري حالة من الحراك الذي لا يخلو من خشونة عندما تقابل معجب الزهراني ويحدثك عن روايته رقص الصادمة للتيار المحافظ, والتي يحاول من خلالها تشجيع روح المغامرة عند اجيال جديدة من الشباب ومن المبدعين نحو اعادة اكتشاف الذات والجسد.. اذن هناك تياران في السعودية.. تيار محافظ تقليدي لا يرحب بمشاركة المرأة في المنتديات الثقافية ولا يرحب بالفنون إلا بقدر محسوب.. وتيار آخر يري حتمية التغيير والتجديد.. ووزارة الثقافة السعودية تدير عملية الحراك بينهما بعقلانية شديدة وتضع في الاعتبار صورة المملكة علي خلفية الأماكن المقدسة في مكة والمدينة أمام العالم الاسلامي.. علي أي حال تري جماعة اشتباك انه حراك مهم انطلاقا من مقولة ايلي فور.. الابداع هو الحديقة الروحية التي تنشر النور والايقاع في فضاءات العالم وبين الجماهير والناس البسطاء في كل مكان. [email protected]