في عام2008 طلب الكونجرس الأمريكي من المعهد الطبيIOM وضع نظام صحي لخفض الاستهلاك اليومي لملح الطعام في الغذاء الأمريكي بعد أن تلاحظ زيادة استهلاك الفرد الأمريكي. إلي نحو ضعف الكمية المقررة وهي4 جم يوميا نحو ملعقة صغيرة وتشمل الملح المضاف إلي الطهي خصوصا الوجبات السريعة والجبن المصنع والخبز والفطائر وما يضاف علي مائدة الطعام. مع العلم أن الجسم لا يحتاج إلا إلي نصف هذه الكمية في عملياته الحيوية. وقد ثبت بالدليل القاطع أن زيادة استهلاك ملح الطعام يؤدي إلي أمراض القلب والشرايين خصوصا ضغط الدم المرتفع. وقد شكل المعهد الطبي لجنة من المختصين بالصحة العامة والتغذية والقانون وخرجت هذه اللجنة بتوصيات تنفذ علي كل من ينتج الطعام في أمريكا من شركات الأغذية والمطاعم لخفض كمية الملح المضاف للطعام تدريجيا إلي النسبة المقررة, وذلك علي مدي عشر سنوات, وهو الأمر الذي فجر غضب الصحافة لاعتقادها أن اللجنة راعت مصلحة شركات الأغذية والمطاعم علي حساب المواطن الأمريكي. وعلي ذكر اهتمام الدول الغربية بما يأكله مواطنوها قامت بعض الدول بمنع استخدام الزيوت المهدرجة السمن النباتي في تجهيز الطعام ومنها الدنمارك التي منعت انتاج فطيرتها الشهيرة الدانش نسبة للدنمارك المضاف إليها هذا السمن, كما منعت ولاية نيويورك استعمال هذه الدهون منعا باتا.. هذا في الوقت الذي تستورد فيه حكومتنا الرشيدة مصانع لإنتاج زيت النخيل من ماليزيا, وهذا الزيت يحتوي علي نحو50% من الدهون المشبعة الضارة بالشرايين, وذلك دون استشارة الجهات الصحية المسئولة. فهل يستطيع مجلس الشعب في مصر والحكومة مجاراة الدول التي تهتم بغذاء مواطنيها وتصدر من القرارات مثلما اصدرت هذه الدول حفاظا علي صحة الشعب, بدلا من التوصية بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين!.. د. عبدالمعطي القيعي