الآن هو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب بمجلس الشوري هو يري أن تعطيل الانتخابات البرلمانية خطيئة.. ويري أن تشكيل حكومة ائتلافية أمر سابق لأوانه. ويري أن البلد غير ممزق. ويري الاتهامات الموجهة للدولة عجز سياسي. وفشل من المعارضة. ذهبنا إليه في مكتبه بمجلس الشوري ونحن نتساءل: هل السياسة دائما هي القدرة علي الاختيار بين البدائل السيئة؟ ذهبنا نحمل أسئلة كثيرة وهموما أكثر.. وقليلا من الأمل! سألناه عن رأيه في تعرية وإهانة حمادة, واغتصاب الفتيات في ميدان التحرير, ومقتل محمد الجندي وجيكا وعمرو سعد ومحمد حسين.. سألناه عن الغلاء وقطع الطرق والكباري وحصار الاتحادية.. سألناه عن خوف المصريين, وعن هجرة الأقباط.. وعن شعار الثورة الذي كان الأمل والحلم, وهو عيش حرية عدالة اجتماعية.. سألناه عن مسئولية الرئيس عن الدم الذي سال.. عن الاحتقان السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي نعيشه؟.. وهل حقا نحن علي أعتاب موجة ثالثة من الثورة؟ الحوار معه كان أشبه بمبارزة فيها صد ورد وهجوم ودفاع. أن مسيرة هذه الثورة تذكرني علي نحو ما بمسيرة إيزيس التي ظلت تبحث عن أشلاء الحبيب أوزوريس المبعثرة لتجمعها من أنحاء الوطن. وإليكم نص الحوار.. ما هو انطباعك في الذكري الثانية لتنحي مبارك؟ أدعو كل المصريين لمزيد من الإصرار علي استكمال الثورة, والعمل الجاد لبناء البلد, وعدم الاستسلام لدعاوي الخوف والفزع التي يحاول البعض زرعها في نفوسهم وكأنهم لم يصنعوا ثورة أو يحققوا انجازا. ما تفسيرك لأحداث العنف والاحتقان بالشارع المصري الآن والتي هي في تزايد مستمر؟ هو صراع ارادتين, ارادة الموت وارادة الحياة, البناء والهدم, ارادة الشعب وارادة ومن يريد القفز فوق الشعب أو السيطرة عليه, وارادة الثورة ضد ارادة النظام السابق. ألم تكن نقاط الالتهاب هذه هي القنبلة التي أشعلت ثورة25يناير في بدايتها منذ عامين؟ ثورة25يناير كانت نتاجا طبيعيا لتفاعلات30سنة ولا يمكن أن نظلم نظاما يتشكل ولم يكتمل بناؤه, بعد بدايته بسبع شهور ونقول له خلاص سوف نثور عليك مرة أخري. ألا يمكن أن تكون نقاط الالتهاب الحالية مؤشرا مهما علي وجود أخطاء وخطايا في الحكم الحالي؟ لا توجد ثورة أو مسيرة بدون أخطاء, وهذا أمر وارد علي كل البشر والنبي عليه السلام قال كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون, ونحن نتوب الي الله ونستغفره كمسلمين ومسيحيين في اليوم سبعين مرة كما أوصانا النبي, ونحن نخطأ ونصحح أخطائنا ولذا لا يمكن أن يكون هذا التصحيح بهدم ما بنيناه أو بعدم استكمال البناء والذي سيبدأ بالمضي نحو الانتخابات البرلمانية المقبلة, ومن يريد تعطيلها هو الذي يرتكب ليس خطأ بل خطيئة. بماذا تفسر انحسار شعبية الاخوان في الآونة الأخيرة؟ شعبية الاخوان أو أي فصيل سياسي يحكم عليها الصندوق فقط, ولا توجد لدينا جهات محددة تذكر لنا اتجاهات الرأي العام وقد أجريت عدة استطلاعات منذ بداية الثورة, استفتاء19 مارس والانتخابات التالية لها وقيل إن الرأي العام مع كذا وكذا, وأتت الاقتراعات بنتائج مغايرة تماما. ولكن النسب لم تكن مرتفعة في كل تلك الجولات وحتي انتخابات الرئاسة كان الفارق ضعيفا جدا في الجولة الأخيرة؟ أنا رجل انتخابات طول عمري وأفهم أنه يكفي في اي انتخابات أن يؤتي بصوت واحد فارق. ولكن بما تفسر السخط الموجود بالشارع؟ هذا كله وارد ولكن عندما يختار الشعب بين البدائل فسيقع علي من هو قادر علي الفعل, ويصحح الخطأ ويعالج أسباب الغضب, أو يترك من ليس له إلا عقيدة غاضبة وصوت عال فقط, ولا يقدم بدائل حقيقية لحل مشكلات الواقع فالباطل جندي من جنود الحق, وبالتالي عندما يعجز الباطل أو الخصم أن يقدم نفسه بديلا مقبولا فسيختار الشعب من الذي يراه قادرا علي استكمال المسيرة. ألا تري أن الحوار والتوافق أمر ضروري أم تتجاهلون المعارضة لأنكم أغلبية؟ لا حل إلا الحوار وهو الوسيلة الوحيدة للتفاهم بين المواطنين, سواء داخل الأسرة أو المدرسة أو الحزب, الحوار هو الأمل الوحيد للتفاهم لكن هناك حوار آخر عندما يوضع الناس, أمام الاختيار حول اختيار البديل ويجري ذلك داخل الصندوق, ويتم ذلك بعد سماع المواطن لكل الأطراف ويقرر بعدها وضع صوته لمن وقع عليه اختياره. إذن أنت تتجاهل الحوار مع المعارضة ولا تري له أهمية باحتكامك للصندوق فقط؟ لم أعن هذا, بل الحوار أصل دائم للتفاهم ولكن عندما تأتي لحظة الاختيار فكيف نحسم نتيجة الحوار, وخصوصا أن المعارضة عندما ستتفاهم مع بعضها فإما أن تصل الي ائتلاف سياسي أو تحالف انتخابي أو الي حكومة ائتلافية واما تفشل, وفي تلك الحالة يكون المواطن أمام الاختيارات بين الأحزاب وهو من يحدد باختياره وقتها بأن يعطي لحزب ما الأغلبية التي تؤهله لتشكيل حكومة منفردة أو يحجب الأغلبية عن الكل ويضطر هؤلاء جميعا الي الجلوس مرة أخري الي مائدة الحوار والذي قد يسفر عن تشكيل حكومة ائتلافية أو يفشل, وفي حالة الفشل فالدستور ينظم تلك العملية بأن يخرجوا الي انتخابات جديدة ويختار من بينها. هل يعني ذلك أن مفهوم الأغلبية لديكم إما يفرض رأيه بغض النظر عن الأخذ بآراء المعارضة له؟ مفهوم الأغلبية تعني تحمل المسئولية وأن الناس أعطت تفويضا لحزب ما أو مجموعة أحزاب لمدة محددة من أجل العودة إليهم لمحاسبتهم مرة أخري, وإذا ما فشلوا في المنتصف عن تكملة المشوار يحل البرلمان ويعود المواطن للبحث عن تفويض آخر. كل المبادرات التي طرحت اتفقت علي مطلب رئيسي وهو تشكيل حكومة ائتلافية ومع ذلك رفضتم هذا المطلب فلماذا هذا التعنت؟ لأن كل هذا سابق لأوانه, فالحكومة تشكل بعد إجراء الانتخابات البرلمانية, لأن تشكيل أي حكومة حاليا لن يحل المشكلات. هناك من يري أن إصراركم علي عدم تشكيل حكومة الآن لكي تساند هذه الحكومة في التلاعب بالانتخابات لصالحكم, فما ردكم علي ذلك؟ كيف تساندنا الحكومة والمعارضة تراها فاشلة!! وغير قادرة علي فعل أي شئ!! فإذا كانت هذه حكومة فاشلة ويجب تغييرها فمن أين ستأتي بالقدرة علي مساندتنا!! كما أن الانتخابات سيشرف عليها مفوضية مكونة من القضاة وهم القائمون عليها, والحكومة ليس لديها مقدرة مالية لترشي الناخبين, والجميع يعلم أن عجز الموازنة عندها فاق أي عجز من قبل وليس لديها مال لتصرفه, فحديثي عن مساندة الحكومة لنا غير موضوعي أو جاد. لكن وجود هذه الحكومة الموالية لكم سيساعد علي تغيير مفاصل الدولة واخونتها مما يسهل المهمة والهدف؟ أين هذه المفاصل.. تحت سيطرتكم الوزارات المهمة, الداخلية والمحليات والشباب والتعليم... وزارة الداخلية تهان وتسب وتضرب كل يوم فكيف لها أن تساندنا فهذه كلها أكاذيب وافتراءات. ألا تري أن البلد انقسم بذلك التنافس والصراع؟ البلد لم يقسم, فالديمقراطية معناها الاختلاف في الرأي, فمصر موحدة وبهدف واحد وارادة حرة فالمواطن البسيط الآن يعبر عن رأيه بكل صور التعبير ويسب الرئيس ويعلي صوته ولا يمكن لأحد إسكاته فالشعب حر ولن يستطيع أحد أن يسلب حريته حتي لو حصلنا علي نسبة80% في الانتخابات. هل تري أن الحريات مازالت قائمة في البلاد؟ بالتأكيد. ما رأيك إذن في البلاغات التي تقدم ضد الإعلاميين والصحفيين للنائب العام؟ هل المفروض منع الناس من أن تشتكي ولكن قولي لي كم واحدا سجن؟ هم علي وشك!! بعنف شديد قال لا تقولي علي وشك فهذا كلام كله ادعاء, اذكري لي أرقاما ووقائع محددة, فمثلا في عهد مبارك سجن عادل حسين, ومجدي حسين وأيمن نور وسعدالدين ابراهيم ولن نتحدث عن جماعتنا كاخوان مسلمين, أما حاليا أريد أن تذكري لي من هي الشخصية السياسية أو الصحفي الذي سجن بسبب( الرأي). وماذا تقول في الاعتداءات والقتل والسحل للمتظاهرين؟ كلها جرائم ارتكبت عن عمد هدفها اهدار الارادة الشعبية. ألا يعني ذلك أن البلد ممزق؟ البلد ليس ممزقا ودليل ذلك أن30مليون مواطن ذهبوا للانتخابات البرلمانية ثم26مليونا في الرئاسية. المصريون ذهبوا لصناديق الانتخابات لأنهم كان لديهم أمل في الاستقرار أما الآن فهم محبطون بسبب ما وصلنا إليه من انهيار للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؟ كل من يريد غرس الإحباط داخل نفوس المصريين هو الفاشل القاصر ولم يصل الي عمق هذا الشعب, نحن نتعايش مع الشعب ونشاركهم جلساتهم وصلواتهم ومأكلهم ومشربهم فالشعب يقاوم كل دعاوي الإحباط ويقف ضد كل محاولات القتل. إذن أنت لا تري إلا أن المعارضة فاشلة؟! لم أقل إنها فاشلة بل قلت إن كل من يعيق مسيرة الشعب سيفشل حتما. حزب النور بالرغم من اتفاقه معكم بالمرجعية فإنهم ينتقدونكم لاستحواذكم علي السلطة ونقض عهدكم معهم بالمشاركة فماذا تقول في ذلك؟ لم نتفق أبدا مع حزب النور علي أي شئ, وهم من رفضوا أن يدخلوا معنا في التحالف الديمقراطي منذ البداية, أو حتي يدخلوا معنا في قائمة واحدة بالانتخابات وبعد نجاحنا في البرلمان دعوناهم للتفاهم جميعا في برلمان الثورة واتفقنا علي تحمل المسئولية جميعا في91 لجنة بالمجلس. هم كانوا يريدون الحصول علي مواقع وزارية وقالوا إنهم اتفقوا معكم علي ذلك؟ ما تعليقك؟ لم نتفق ولسنا مسئولين عن تشكيل الوزارة وحزب الحرية والعدالة لا يرأس أو يشكل الوزارة, وبصفتي نائب رئيس حزب الحرية والعدالة لم نعقد كحزب أي مشاورات إطلاقا بشأن تشكيل الوزارة, كما أن الرئاسة هي المسئولة عن ذلك التشكيل, ونطلب من الأحزاب وفق رؤيتها أن ترشح لها ورشحنا لها بالفعل, ونحن نسير علي مبدأنا فنحن نساند الرئيس وندعم الوزارة, فالوزارة السياسية لن تشكل إلا عقب الانتخابات البرلمانية, فلا توجد محاصصة مطلقا في الوزارات المؤقتة. ما تصورك لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات فهل ستكون ائتلافية أم للأغلبية؟ ستشكل حسب نتيجة الانتخابات, فنحن كحزب لدينا هيئة عليا وقرارها أننا حتي لو حصلنا علي الأغلبية المطلقة سنسعي لتشكيل حكومة وسطية يشارك فيها من يقبل البرنامج. ماذا تعني بحكومة وسطية؟ الحكومة تنفذ برنامجا وعند الاتفاق مع المشاركين علي تنفيذه فلهم أن يعملوا بالوزارة, فلا يمكننا أن نضع الشامي مع المغربي في الوزارة!! ونجد منهم يري شمال والآخر يري الاتجاه الآخر.. فيحب أن يعمل الجميع في وزارة واحدة وفق برنامج واحد وهذه هي الديمقراطية ونحن نمارسها بنوع من التدرج ولقب وزير لم يعد أمرا يستدعي الوجاهة في ظل هذه الظروف, ولا يوجد الآن من يقبل أن يصبح وزيرا لأنه لن يتمكن حتي من أن يدخل مكتبه أو يمارس عمله بهدوء, أو أن يتكسب منها لأنها أصبحت مسئولية ثقيلة فمن يريد أن يتحملها فليتفضل, ولكن لابد أن نتفق أن الأحزاب التي ستشارك في الحكومة يجب أن توافق علي البرنامج قبل الدخول وإلا فستكون حكومة فاشلة. خرجت أخيرا تصريحات التيار السلفي تهاجم الإخوان وهو ماينبئ بوجود شقاق وخلافات حادة فما حقيقة الأمر؟ الاختلاف السياسي شيء والعلاقات الانسانية أمر آخر, فنحن الإخوان والسلفيون أصدقاء, ولن نفقد تلك الصداقة أبدا برغم اختلافنا في وجهات النظر. فهناك كثيرين يختلفوا معنا سياسيا ورغم ذلك نتواصل مع بعضنا علي المستوي الإنساني. لكن يبدو أن الاختلاف السياسي حاد؟ هذه طبيعة الديمقراطية. قلت إن الشرطة اقترفت انتهاكات يحرمها الدستور والقانون ويجب أن تحاسب الداخلية علي ذلك وهذا ما رأته جبهة الانقاذ كما طالبت بمحاكمة الرئيس لمسئوليته عما حدث ما تعليقك؟ نعم قلت إن وزارة الداخلية تحتاج تصحيح مسارها وتلتزم بالدستور والقانون وتحاسب من يخطأ, ولكن من داخلها لكي تنفي التراث الطويل الذي شابها وتنهي الإجرام المتأصل بها منذ زمن بعيد. ألا توافق أن هناك فرقا بين سياسة الداخلية الحالية عما سبقتها من استخدامها للقمع والاعتداء والسحل ضد المتظاهرين والذي يرجعه البعض بصدور أوامر من الرئاسة بتلك الإجراءات فما ردك علي ذلك؟ التعليمات التي صدرت هي لتأمين الوطن وليس بالعنف فالرئيس يصرح دائما أنه يجب علي الشرطة احترام الدستور والقانون, والمواطن العادي يرغب في عودة الشرطة إلي العمل وأن تواجه أي اعتداء بحسم فمنع العاملين من دخول مقار عملهم يحتاج لإجراء من الشرطة بالقانون والدستور لانتهاء مثل تلك الحالات. إذا لم تصدر لهم تعليمات بالقمع فلمصلحة من سحل المواطنين بالاتحادية؟ نحن من جانبنا أدنا تلك التصرفات والنيابة تحقق وستكشف عن الفاعلين من خلال تحقيقاتها. ألا تري أن السحل جريمة وانتهاكا لحقوق الإنسان وكرامة المواطنين وأن الرئيس ووزير الداخلية هما المتهمان الأساسيان؟ أريد توضيح أن السجل في اللغة يعني قتل مواطن وجره علي الأرض ولم نشهد هذا التصرف ولم نتعرف عليه إلا في العراق أما التعرية فهي انتهاك وفعل فاضح في الطريق العام ولا تقع تحت نطاق السحل, ولذا أتمني أن الإعلام والمراقبين التدقيق في صياغة التعبيرات لأنها في النهاية مكمن الخطر أن يفقد المواطنون الثقة فيما يقال أو ينشر. شعور كثير من المصريين بالإحباط وفقدان الأمل والإحساس بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية أدي للرغبة في الهجرة, وهناك تصريح للدكتور مصطفي الفقي بأن سفارة كندا منحت90 ألف تأشيرة لأقباط مصر منذ قيام الثورة فما تعليقك؟ هذه تصريحات كذبها البابا بنفسه ونفاها, فمن أصدق إذن في كلا التصريحين, ومن يرد أن يتأكد من صحة أو كذب ما يقال فعليه أن يتوجه إلي مصلحة الهجرة والتي تملك إحصاء بمن هاجروا بالفعل, وكما قلت هذا نتيجة ترويج الإعلام الذي يشنق نفسه بنفسه والذي يمكن أن يكتب مصداقيته بثقة الناس فيه. لماذا ترجع الأزمة وتداعياتها إلي الإعلام.. الإعلام لا يسحل المواطنين ولا يقتلهم ولا يهينهم ولا يزيد من مشكلاتهم اليومية ألا تري أن المشكلة في المسئول والدولة والحكومة وليست في الإعلام؟ أتمني أن يشعر كل مواطن بضرورة أدائه لعمله وعلي الإعلام أن يعلم خطورة دوره الذي لا يمكن لأحد أن يقيده الآن ولن يمكن أن يمنع أحد من التحدث أو التعبير إطلاقا. لم تجب سيادتكم علي جزئية, مطالب جبهة الإنقاذ بمحاسبة الرئيس عن ضحايا الاتحادية لأنه المسئول الأول فما رأيك في ذلك؟ ليس لي شأن بما تقوله جبهة الإنقاذ. لكنهم يطالبون بمحاسبة الرئيس؟ تروح الجبهة وتدخل الانتخابات وتنفذ برنامجها وليس لدينا غير ذلك فهل هناك شيء اسمه يطالب حزب آخر أن ينفذ له كلامه. هم يرون أن الرئيس هو المسئول عن الأحداث وعن موت المتظاهرين وعن أحداث العنف؟ عليهم أن يسقطوه بالانتخابات المقبلة. ما رأيك في المطالب بضرورة الإسراع بإجراء الانتخابات الرئاسية؟ عليهم أن يأخذوا الأغلبية كما قلت في السابق ويعزلوا الرئيس بتهمة الخيانة. في محاولة لإنهاء التنافس والصراع بين الأحزاب ألا تسعون لعمل مصالحة وطنية؟ ماذا تعني كلمة مصالحة فالديمقراطية تعني في روحها التنافس, فكيف نريد عمل ديمقراطية ونريد إنهاء التنافس. لكن التنافس لا يعني الإقصاء؟ لا يوجد إقصاء لأحد, فكيف يكون هناك إقصاء ولدينا70 حزبا وكلهم يعدون قوائم للانتخابات وينتخبون بكامل الحرية. ما انطباعك عن الضجة والجدل التي تحدثها تصريحاتك؟ سعيد بها وبكل من يتفاعل معها. ما رأيك في تصريح السلفية الجهادية بأن حكم الإخوان أكثر قبحا من نظام مبارك في ممارسات الأمن؟ هذا كلام غير مسئول أو موضوعي فمن هي الجهادية السلفية وقائل هذا التصريح شخص غير مسئول ولا يمثل اتجاه ما إطلاقا, ولذا من يريد أن يكون مسئولا في هذا البلد عن حديثه فعليه أن يشكل جمعية أو حزب لكي تتعامل الجماهير معه من خلاله, أما أن يقال إن فرد يتحدث باسم كذا فهذا لا يجوز. هناك من يقول إن الإخوان سبب ظهور البلطجية وأن البلطجية الذين ظهروا بين الأمن والمتظاهرين لم يكن مسئولا عنهم سوي الجماعة فهم أصحاب التشكيل المسمي الميليشيات؟ هذا كذب وفشل, ودجل, فنحن الإخوان مورس عليها كل أنواع العنف والقهر لمدة30 عاما ولم نرفع عنف في وجه أحد كما أن هذا الكلام يستخف بعقول الناس مثل الدجالين لأنهم لا يستطيعوا مواجهة الواقع السياسي والاجتماعي مثل الإخوان وأن يعملوا مثلما يفعل ليواجههم بالوسائل السلمية. ما المدة التي ستأخذها لتحقق ذلك في تصورك؟ هذه ممارسة وستتحقق بقدر ما نتعاون جميعا علي مساعدة جهاز الأمن في أداء دوره في إطار الدستور والقانون. لك تصريح أثار الدنيا وألهب المشهد السياسي حول عودة اليهود لمصر فهل مازلت علي نفس وجهة نظرك؟ أنا مصر علي عودة كل صهيوني جاء من خارج فلسطين إلي وطنه وهذا هو الحل. فنتانياهو لن يقبل بحل الدولتين ولا حل الدولة الواحدة ولن يكون هناك حل لعلاج القضية الفلسطينية إلا بأن تعود الأمور إلي ما كانت عليه قبل دولة إسرائيل. بعض المحللين السياسيين والكتاب يرون أن القادم هو الأسوأ وخصوصا بعد تدهور وفشل إدارة البلاد وانعدام الصيانة في المرافق الخدمية فما رأيك في ذلك؟ تدهور المرافق وانعدام الصيانة هو تراكم عهود طويلة من سوء توزيع موارد الدولة وغياب الرقابة وعدم الإحساس بالمسئولية, ولكن القادم هو الأفضل فشعور المواطن بأنه صاحب القرار وباختياره من يوليه السلطة ومحاسبته وتعبيره عن رأيه فيه بحرية ويعزله وقتما يريد ولهذا نتوقع الأفضل. لماذا لم تقنن جماعة الإخوان أوضاعها؟ سنقننها بإذن الله.