مصر الصابرة المناضلة تود عدم تخلي أحد عما يحثه عليه الفهم الصحيح للدين وسماحته, من نبذ العنف والقهر والقسوة والإرهاب والطيش, وإيثار الرحمة واللين والرفق والرأفة. وتسعد كل السعادة بكل من يتمسك بما يوجبه الخلق الكريم من الخير والبر والحكمة والموعظة الحسنة والحوار النبيل, وماتحتمه الوطنية الصادقة من اجتناب الإضرار بالوطن, والاعتداء علي ممتلكاته ومؤسساته ومدارسه ومعاهده وأجهزة أمنه.. ومصر الحبيبة ترجو من الشباب وهو ساعدها الفتي, وقلبها النابض, ومستقبلها السعيد أن يتصدي بكل ما يستطيع لكل من يحرض علي السير في ركاب المنحرفين والمخربين والعابثين, وأن يواجه الذين يعكرون الصفو, ويجلبون المشكلات, ويزيدون الصعاب, بالإصرار علي الاستقرار, وحماية الأمن, والحرص علي السلامة, والتمتع بالحرية والسكينة, بعد أن تخلص الوطن من عهد ظالم امتلأ بالفساد, وفضل مصالحه الشخصية, وتحكمه الجائر, وتسلطه السافر. إن المواجهة عمل وطني سلمي يؤازر الحق والرشد والسلام. وتزداد سعادة مصر عندما يقبل شبابها علي العود الهادي الرشيد الذي تقدمه دروس الدين, وبثه التربية الخلقية الطاهرة التي تمنح جرعات طيبة مخلصة تحمل النور المبين والأسوة الحسنة, والمنهج السديد, وعلي الشباب أن يعلم أنه لا أفضل من محامد الأخلاق ومحاسن الشيم, فأحب عباد الله إلي الله تعالي أحسنهم خلقا كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم, ومامن شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن كما أكد المصطفي صلي الله عليه وسلم, قال: ما من شيء أثقل من ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن, إن الله يكره الفاحش البذئ, وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة. وقال أيضا: إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة, وأشرف المنازل, وإنه لضعيف العبادة, وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم إن طريق الأخلاق أيها الشباب طريق حافل بالخير والنفع والسعادة, قادر علي إحداث تغيير شامل, يقهر المخاوف, ويزيل الشدائد, ويخلص من الحيرة, لأنه ينشر منهجا سليما, ويحفظ صراطا مستقيما, ويعطي قوة فاعلة إيجابية واقعية, وعملا صالحا, وميزانا عادلا مؤيدا بقول رب العزة: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ومن يعتصم بالأخلاق يا شباب النيل فإنه يعتصم بأساس الفوز والفلاح الذي يقوده إلي الاستقامة, ويحصنه من الانحراف, ويجعله يعيش لرسالة كبيرة, ويعمل لغاية رفيعة, ويحيا في ظل مثل عليا, وضياء ثاقب ينفذ إلي الفكر والعاطفة والإرادة, فيمنح المدد الذي لايغلب, والنور الذي لايخبو.. إن مصر تدعو المسئولين عن رعاية الشباب وإعدادهم والآباء والأمهات والمعلمين وأئمة المساجد وأجهزة الإعلام والأحزاب وغيرها الي تقديم العون التربوي الناجع السديد, ومعه العمل الصالح, والتوجيه السامي, ليشارك مشاركة فعالة في تهذيب الأخلاق, وتزكية النفوس, وتطهير العقول, فهذا كفيل بتسليح الشباب بقوة قاهرة غلابة, يواجهون بها إغراء الانحرافات والشذوذ, وينتصرون بها علي أعتي المشكلات وأشد العقبات, ولاريب في أن الاعتماد علي الفضائل والأخلاق ركن ركين, وأساس متين, يحتاج إليه أبناء مصر كلهم, ففيه الأمن والهدي والاستقامة والصلاح. الأستاذ بجامعة الفيوم