لم يتوقع محمد 27 سنة أن ذكري يوم زفافه التي كان ينتظرها للاحتفال بطفلته الأولي سوف تكون هي نفس يوم وداعه الأخير لأسرته وللدنيا بأكملها بسبب شهامته. عندما حاول منع الشقيقين محمود 20 سنة وهشام 18سنة من بيع المخدرات أمام منزله حيث نشبت بينهم مشاجرة حامية الوطيس قام خلالها المتهم الأول محمود بغرس السكين في قلبه وقام شقيقه هشام باطلاق الرصاص من فرد خرطوش علي أفراد أسرته والمواطنين الذين حاولوا منع وقوع الجريمة. وفي لقاء الأهرام مع أسرته.. قال والده الحاج حسني - سباك 58 سنة- ان ابنه الأكبر الذي لقي مصرعه علي أيدي اثنين من جيرانه كان يقوم بالانفاق علي جميع أفراد الأسرة, ولم يشتك منه أحد طوال حياته وكان محبوبا من الجميع, ويوم الحادث كان يعمل معه في سباكة أحد العقارات وذهبت الي المنزل لاحضار بعض احتياجات العمل, وتصادف اليوم احتفال ابني بعيد زفافه بعد ان رزقه الله بطفلته الأولي, وفوجئت باتصال تليفوني من والدته, تقول ألحق ابنك هيضربوه تجار المخدرات. وأضاف الأب والدموع تذرف من عينيه.. انه هرول الي المنزل فوجد المتهم الأول محمود يقف في نهر الطريق ويوجه لإبني الألفاظ النابية والسباب.. فحضنته وقلت له عيب أنا أبوه ولا تغضب منه ولكن أذهب الي مكان آخر بعيدا عن باب المنزل وبيع المخدرات احنا ملناش دعوة أبعد عن منزلنا وخلاص. وقال الأب إنه في تلك اللحظات شاهد شقيق المتهم الأول المدعو هشام يمسك بسلاح خرطوش ويوجهه إلينا في الشارع فترك شقيقه وتوجه إليه في محاولة لمنعه.. وكان نجله محمد يقف أمام المنزل بجوار والدته.. فهجم عليه محمود كالذئب المفترس وغرس السكين في قلبه وفر هاربا في الوقت الذي كان فيه شقيقه يقوم باطلاق الأعيرة النارية في الشارع.. فسمعت صرخات الاستغاثة من زوجتي وهي تقول إلحق ابنك ياحسني ابنك ضربوه والدماء تنزف من قلبه.. فهرولت إليه بضعة أمتار وحضنته وحملته علي الأعناق حتي وصلت الي نهاية شارع الصعايدة الذي نقطن به وأوقفنا سيارة وتوجهنا الي مستشفي بولاق الدكرور, وحضر الأطباء في لحظات.. وأمسك أحدهم برقبته وقال البقاء لله.. وأضاف الأب المكلوم وهو يبكي انني لم أصدق ان نجلي الأكبر فقدته في لحظات, وبدون أي أسباب. وعلي يد شقيقين من جيراني أظهرا جبروتهما بعد الثورة في تجارة المخدرات. وقالت والدة القتيل انها لن تصدق ماحدث لفلذة كبدها الذي قتل بسكين القدر من يد أحد تجار المخدرات وهو يقف بجوارها وان المجني عليه كان يقف علي باب المنزل والمتهمان يكيلان له الشتائم النابية, وفوجئت بالقاتل يتحرك بالسكين ويقول له سوف أقتلك وأقوم بالانفاق علي أسرتك وغرس السكين في قلبه. تسقط علي الأرض والدماء تنزف من صدره, فحاولت جارتنا إيقاف النزيف, ولكنها لم تتمكن لقوة غرس السكين في قلبه, ولفظ أنفاسه علي صدرها أثناء قيامها باحتضانه بداخل السيارة التي نقلته الي المستشفي. وأضافت الأم وهي تبكي أن نجلها قال لها إن الدماء تنزف من قلبه وانه سوف يموت, حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يبتسم غير مصدق ماحدث له. وقالت الأم أنه كان شديد الفرح بطفلته التي أكملت الثلاثة أشهر حيث كان يداعبها ويفضل سماع كلمة بابا بابا من فمها.. وأضافت أن جيرانها ذهبوا معها الي النيابة وأدلوا بأقوالهم حيث أكدوا جميعهم أنهم يحبون ابني ويكرهون الجانيين. ولم تتمكن والدة القتيل من مواصلة الحديث, حيث تدخلت إحدي جاراتها أم يوسف وقالت انها علي أتم الاستعداد لتقديم شهادتها الي النيابة, وان القتيل لم يقم بالاعتداء علي الجانيين وانهما أحدثا الاصابات لبعضهما حتي تكون القضية مشاجرة للافلات من العقاب وأن هناك العديد من الذين شاهدوا الجريمة وسوف يتوجهون يوم القضية الي ساحة العدالة حتي ينال الجانيان أقصي العقوبة.. وكان اللواء أحمد سالم الناغي مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة قد تلقي إخطارا من اللواء محمد كمال الدالي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بمقتل محمد حسني 27 سنة علي يد الشقيقين محمود وهشام اللذين يقطنان بجوار مسكني القتيل بشارع الصعايدة ببولاق الدكرور, فأمر اللواء طارق الجزار ثابت مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء محمود فاروق مدير المباحث الجنائية بالجيزة والعميد جمعة توفيق رئيس قطاع البحث الجنائي بجنوب وغرب الجيزة, وتم عمل كردون أمني علي المنطقة حيث نجح الرائدان أحمد الدسوقي وحسام العباس رئيس المباحث ومعاونه في القبض علي الجانيين وبعرضهما علي المستشار اسامة حفني رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة اعترفا بالجريمة فأمر بحبسهما علي ذمة التحقيق تمهيدا لاحالتهما الي المحاكمة.