إن المعروف لا يعرف والمعلوم بالضرورة لا يحتاج إلي أدلة لبيانه, وإن إثارة الغبار في وجه الشمس لا يحجبها, كما أن انكار الكفيف لها لا يلغيها. فمذ وعينا علي هذه الحياة ونحن أبناء الإمارات نري مصر أقرب لنا من نياط القلب وتقارب قادتنا بقادتها كان من ذات القبول الشعبي الواسع والمودة المتبادلة التي لا تؤثر فيها دورات الأحداث أو تزعزع ثباتها أحابيل من ألف الظلام وطبع علي تزييف الحقائق! آلمنا ما تفتقت به مخيلة مقلدي ألفريد هيتشكوك من سيناريو ساقط للوقيعة بين الدولتين الشقيقتين, ولأن للشر ألف جناح فقد تطايرت تلك القصة المكذوبة بين مواقع ومنتديات شتي حتي أخذها البعض علي محمل الجزم الذي لا يقبل التشكيك لغاية في نفسه أو ربما لبساطته وسهولة انطلاء الأخدوعة عليه, وقرأنا تحليلات لمن يدعون أنهم كتاب لها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التأكد من صحة تلك القصة الملفقة قبل أن يتفننوا في التحليل والتقول علي ضمائر الآخرين دون حق, متغافلين عن قوله سبحانه في القاعدة الإلهية السامية التي تحذر من اتباع الأراجيف ومروجيها:( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين). هناك من يحاول جاهدا ومنذ فترة الوقيعة بيننا وبين مصر الحبيبة, وما أن يخف أوار قصة إفك إلا ويخرج علينا بقصة إفك جديدة, ورغم أن حكومة الإمارات قد رحبت باختيار شعب مصر العظيم لحكومته واحترامها التام لقراره إلا أن أولئك المتربصين في الخفاء لم يألوا جهدا في محاولات اثارة الغبار وافتعال البلبلة وابراز بعض الآراء الشخصية البحتة وكأنها رأي الدولة الرسمي, وهو أمر يخالف المنطق والعرف والمصداقية التي يفترض توافرها في تلك المنافذ الإعلامية! إن مواقف دولة الإمارات الرسمية تؤخذ من مصادرها الرسمية المتعارف عليها عالميا وأجهزتها الحكومية العليا ومؤسستها الدبلوماسية, أما عدا ذلك من آراء أفراد تطلق هنا وهناك في الفضاء الافتراضي للإنترنت فلا تعدو أن تكون رأيا شخصيا يخص قائله فقط ويمثل توجهاته الفردية البحتة, وكون الدولة تحفظ حق التعبير وحق اختلاف وجهات النظر لكل شخص شأنها في ذلك شأن أغلب دول العالم وهو الأمر الذي ألفناه وعرفناه في مصر المحروسة نفسها, فإنه من الغريب والغارق في التناقض حتي أذنيه ذلك الذي يجعل آراء بعض الأفراد منسحبا علي رأي الحكومة أو الشعب بأكمله, وإن مصر التي علمت العالم الفكر وحق البشر في التعبير عن أفكارهم لن تستنكف من رأي أفراد هنا وهناك مختلفين معها أو مع مجموعة لديها ولن تراه إلا وجها آخر لذات عملة حرية الرأي التي تعلي شأنها وتؤمن بمتناقضاتها. إن علاقة الإمارات بمصر أكبر بكثير من تلك القصة الملفقة التي تداولها البعض لأمر بيت بليل من زج لاسم الإمارات في التوتر الذي حدث في الشارع المصري عقب إعلان التعديل الدستوري وحتي الاستفتاء علي الدستور, ومن نسج سيناريو غريب للغاية تهافته أوهي من بيت العنكبوت, خاصة مع الشخصية التي قيل إنها من تحيك تلك المؤامرة المزعومة مع بعض قوي المعارضة, فشيء من هذا القبيل كما يدعون لا بد أن يكون من خلال ثقل سياسي كبير حتي يمكن تقبله عقلا, لكن لأن الأكذوبة ستنكشف قاموا بزج اسم له مناكفاته الشخصية مع حزب بعينه وجعلوا من الحبة قبة ومن تعليقات شخصية في موقع اجتماعي إلي مؤامرة كبري تحرك خيوطها الدولة التي كانت ولا زالت وستبقي محبة لمصر وأهلها ومقدرة لمن اختارته وارتضاه شعبها لقيادتها لا خلاف للإمارات مع أي تنظيم أو حزب في مصر الحبيبة, ومع فرضية وجود ارتباط ما بين الأفراد الموقوفين بالدولة وتنظيم بعينه في مصر أو غيرها فذلك ارتباط يقاس بملابساته ويقدر بتدخله المؤكد لا الظني, فلا يؤخذ المحسن بالمسيء ومحاكمنا لديها من النزاهة وتوخي العدل ما يمنعها من الإجحاف بحق أحد لا دخل له, أما من وجدت القرائن وثبتت الأدلة علي تورطه بالمساس بأمن الدولة فهذا خط أحمر لا تهاون به وهناك قنوات قانونية بوسعها التعامل معه وفق بروتوكولات ومعاهدات التعاون الموقعة بين البلدين, وكما نحرص علي استتباب الأمن في أرض الكنانة فإننا واثقون من حرص مصر علي أمن شقيقتها الإمارات ولا يداخلنا في ذلك أدني شك ولن ترضي إطلاقا أن يوجد من يحاول المساس باستقرارنا أو يعبث بأمننا الداخلي بين ظهرانيها. إن من يحاول العبث بعلاقات الإمارات ومصر لن يعدو أن يكون خدنا للمتآمرين علي أمتنا العربية, وإن تلك المنافذ الإعلامية التي تبث ذلك الافتئات الرخيص من أجل رفع نسبة مرتاديها أو مقتنيها لن تلبث أن تنكشف أكاذيبها وافتقادها لأبسط مبادئ الانسانية وشرف المهنة, وإن مصر وشقيقتها الإمارات ستبقيان رغم أنف المكابرين والموسوسين وأبواقهم الإعلامية قلبا واحدا وكيانا يشد أحدهما الآخر ويعاضده وينافح عنه من أجل غد أجمل( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا).