طرأ علي المجتمع المصري في الآونه الأخيرة تطور صادم أصبح ظاهرة في سلوكه الاجتماعي, والذي تحول من سلوك اخلاقي قويم في غالبه, إلي سلوك اجرامي عنيف؟.. إن دليل ذلك انتشار جرائم القتل بدم بارد, مع ما اعتري هذه الجرائم من تغيير نوعي وكيفي في الفاعل والمفعول به يرتكب هذه الجرائم الآن الرجال والنساء والأطفال, والأب يقتل ابنه, والابن يقتل أباه وأمه, والزوج يقتل زوجته, والزوجة تقتل زوجها, والطفل يقتل زميله, كما أصبح القتل وسيلة الأهالي في التخلص من البلطجية والتمثيل بجثثهم) والشاهد أن نسبة كبيرة جدا من هذه الجرائم ترجع في المقام الاول إلي البيئة الحاضنة لهؤلاء المجرمين فمعظهم يولدون في بيئة تجبرهم تلقائيا علي السلوك الإجرامي, وتحدد الظروف التي يصبح فيها المجرم المحتمل مجرما بالفعل, كما تحدد الواجهة التي يسير فيها هذا السلوك الإجرامي. فبيئة العشوائيات ينتشر فيها الفقر المدقع والبطالة وانعدام الخدمات الصحية والتعليمية وانتشار المخدرات والسلاح وأعمال البلطجة والسرقة والتحرش والاغتصاب, وتوجد اضطرابات نفسية ناجمة عن سوء التوافق في الطفولة مع الأسرة الواحدة جراء العيش في غرف ضيقة غير آدمية, ما أدي إلي ان تصبح هذه البيئة طاردة للأطفال الذين أصبحت الشوارع مأوي لهم. كل هذه العوامل مجتمعة زادت من ارتفاع معدلات السلوك الإجرامي الذي يتخذ من العنف أسلوب حياة وهنا ندق ناقوس الخطر ونحذر من تفاقم المشكلة بسرعة علاجها والحد منها من خلال تطوير العشوائيات والقضاء علي البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية, وتقديم ثورة حقيقية في الخدمات الصحية والتعليمية وقيام الإعلام بدوره الحقيقي في تنمية المجتمع ثقافيا وفكريا, والمسجد بدوره الديني والاخلاقي والروحي. إن الانفلات الأمني والسلوك الاجرامي الظاهر بوضوح في حياتنا الآن, وكما تعكسه صفحات الحوادث, جد خطير وفي استمراره وانتشاره اعاقة لكل تنمية وتطوير. إبراهيم عبدالموجود الدقي جيزة