انتعاش جرائم سرقة السيارات بين محافظات مصر نتيجة للإنفلات الأمني تعكس تحولا في اشكال هذه السرقات ونزوحا إلي مزيد من العنف الدموي الذي يمارسه الجناة في هذه السرقات. وهو الأمر الذي اثارته الزميلة حنان المصري الاسبوع الماضي في هذا المكان التي كشفت فيه عن سلبية الأجهزة الامنية لدرجة دفعت المواطنين لكتابة أرقام هو اتفهم وتركها داخل السيارة تحسبا لقيام الجناة في حالة سرقة السيارة بالاتصال بهم ومساومتهم علي دفع الدية المطلوبة لاستردادها.. واليوم فإن الأهرام تواصل رصد هذه الظاهرة في باقي المحافظات, التي انتشرت بها تجارة المذبوح أي ذبح السيارات بعد سرقتها وايضا تحويل معالم السيارات بأوراق مضروبة لإعادة ترخيصها ومهما تتنوع الاساليب وأشكال التصرف في هذه السيارات فإن الأمر يدفع إلي التساؤل حول أسباب عدم مداهمة قوات الأمن للمناطق التي اعتاد الجناة فيها تقطيع هذه السيارات وعن ضعف الملاحقة الأمنية لهم وتمركز الكمائن المرورية في نقاط ثابتة وغير متحركة كما هو الحال في باقي دول العالم.. إن اقتناء السيارة الخاصة لم يعد ترفا ولكنه ضرورة يبذل المواطنون من اجلها الغالي والنفيس لتأمين وسيلة انتقال لهم ولذويهم ما دام المجتمع عاجز عن توفير وسائل مواصلات آدمية لهم.. ألا يستحق هؤلاء ان نوفر لهم الحد الادني من الحماية والملاحقة الأمنية لمن يسطون علي تحويشة عمرهم؟ الأهرام تتجول في عدة محافظات لمتابعة كيفية التعامل مع هذه الافعال الاجرامية. انتعاش سوق المذبوح ببورسعيد تسليم الفدية عن طريق تحويلها إلي رصيد بالمحمول بورسعيد خضر خضير: ظلت المنطقة الحرة بؤرة استهداف لكل طالبي الرزق سواء الحلال منه أو الحرام فالتجار الشرفاء قدموا للبحث عن لقمة عيش حلال من المحافظات المجاورة ومثلهم تقدم الاشرار وأيضا أصحاب السوابق والخارجون عن القانون للبحث عن المال الحرام ووسط السوق الحرة التي كانت مجالا خصبا للعمل الكثيف والرزق بأموال تفوق مثيلتها خارج المحافظة ومن بين الانشطة السلبية كانت اعمال سرقة السيارات, التي اعتمدت علي سرقة السيارات بكاملها في البداية ونجحت الاجهزة الامنية ومباحث المرور وقوات الشرطة في اعادة الكثيرة من السيارات لأصحابها ولكن اللصوص لا تعييهم الحيل فاتجهوا لأسلوب جديد وهو سرقة السيارات وتقطيعها وبيعها كأجزاء فيما يعرف بسوق المذبوح, فمن الصعب جدا اعادة السيارة المسروقة اذا تم ذبحها وتقطيعها لأجزاء بينما ظهرت أخيرا عصابات أخري لتجميع السيارات المقطعة والمستوردة بنظام قطع الغيار المستعملة. يقول طارق البحراوي صاحب محل بيع قطع غيار سيارات مستعملة ان مشكلة سرقة السيارات وتقطيعها وبيعها كقطع غيار لسيارات أخري اصبحت ظاهرة متكررة بشكل كبير وعلي وجه الخصوص عقب اندلاع ثورة25 يناير والاحداث التي شهدتها البلاد والانسحاب الامني وقتها والذي استغله الخارجون عن القانون والذين يبحثون دائما عن المال الحرام, مشيرا إلي ان بورسعيد كانت اقل المحافظات في هذه الظاهرة إلا ان اللصوص استغلوا حالة الانفلات الامني وقاموا بأعمال السرقة للسيارات وتهريبها خارج بورسعيد لبيعها كما هي أو تقطيعها وبيعها كقطع غيار. وأكد انه من الصعب التعرف علي قطع الغيار عما اذا كانت لسيارات تم تفكيكها أو تقطيعها أم هي قطع غيار تم استيرادها بنظام المذبوح مؤكدا بأن قطع الغيار يتم بيعها بفاتورة مصحوبة بإذن إفراج جمركي لا يمكن الحصول عليه إلا عن طريق المستوردين لقطع الغيار. ويتحدث عادل عفيفي تاجر بيع سيارات فيقول ان اللصوص بعد ثورة يناير تخصصوا في سرقة السيارات بجميع الوسائل وقال ان بعض هذه السيارات المسروقة كانت تعبر الحدود متجهة الي غزة والبعض الآخر يتم تقطيعه وبيعه كقطع غيار والبعض ايضا يتم تغيير معالمه واستخراج اوراق مزورة لها وفي كل الاحوال لا عزاء لأصحاب السيارات الذين فقدوا الامل في عودة سياراتهم نهائيا ويشير الي ان اغلب السيارات التي تمت سرقتها داخل بورسعيد هي الاقل علي مستوي الجمهورية طبقا للإحصاءات الموجودة علي موقع وزارة الداخلية مؤكدا ان هناك اخطاء فادحة يقوم بها بعض اصحاب تلك السيارات وهي تركها عند اصحاب الورش دون متابعة اعمال الاصلاح مما يسهل علي اصحاب النفوس الضعيفة من القيام بعمل نسخة مصطنعة لمفاتيح السيارة والتي تسهل سرقتها دون اكتشاف الامر. ويقول محمد ياسر مدرس فوجئت بسرقة سيارتي من امام منزلي بمساكن6 اكتوبر امام جراج اتوبيس شرق الدلتا بالشارع الرئيسي وتوجهت بأقصي سرعة الي قسم شرطة المناخ التابع لدائرتي وقمت بالابلاغ عن سرقة السيارة وتم عمل محضر بالواقعة وبعد اسبوع فوجئت باتصال تليفوني من احد الاشخاص يبلغني بوجود سيارتي طرفه واعطاني بعض العلامات المميزة بها وطلب مني خمسة آلاف جنيه لإعادتها وبعد عدة مكالمات قمت بتسجيلها بمعرفتي توجهت الي القسم لأبلغهم بما حدث إلا انهم بأسلوب ينم عن اللامبالاة عالجوا الموضوع بتحرير محضر آخر وارسلوه الي النيابة لاستصدار اذن نيابة بتتبع هذه المكالمات ومعرفة صاحب هذا الخط وتأخر الرد كثيرا وما كان امامي إلا ان ارسل له المبلغ بطريقة جديدة ابتكرها الجاني وهي تحويل المبلغ كرصيد علي خط موبينيل وبعدما تأكد من وصول المبلغ ابلغني بترك سيارتي بالقنطرة شرق وحدد لي مكانها وعلي الفور سافرت الي المكان المحدد ولم اجدها وعدت مرة أخري ولجأت الي الوساطة لشركة المحمول ووصلت الي اسم صاحب الرقم وعنوانه