تحولت جرائم سرقة السيارات الي ما يشبه الظاهرة المفزعة بعد ان اصبحت تتكرر بصورة شبه يومية في مختلف انحاء البلاد وتشمل جميع انواع وموديلات السيارات الحديثة منها والمستعملة استغل بعض البلطجية حالة الانفلات الامني التي ضربت البلاد عقب احداث الثورة وانسحاب رجال الشرطة من الشوارع وتخصصوا في سرقة السيارات بكافة الوسائل وبغض النظر عما اذا كان اصحاب هذه السيارات داخلها او خارجها.. بعض السيارات المسروقة تعبر الحدود متجهة الي غزة والبعض الآخر يتم تقطيعه وبيعه كقطع غيار والبعض ايضا يتم تغيير معالمها واستخراج اوراق مضروبة لها وفي كل الاحوال لا عزاء لاصحاب السيارات الذين فقدوا الامل في عودة سياراتهم نهائيا لدرجة ان بعض اصحاب السيارات المسروقة يمتنعون عن تحرير محاضر بسرقة سياراتهم يأسا من استعادتها رافعين شعار كله محصل بعضه ! اخبار الحوادث تفتح ملف سرقة السيارات في هذا العدد وتقدم للقراء افضل النصائح لتجنب سرقة سياراتهم .. حالة من الهلع أصابت المواطنين بعد أن كشفت آخر الإحصائيات أن عدد السيارات المسروقة بالقاهرة الكبري والمحافظات بلغ 16 ألف سيارة خلال 8 أشهر، تبين أن مجموعة من التشكيلات العصابية تخصصت في سرقة السيارات الحديثة والأجرة بواسطة عدة طرق، منها المفتاح المصطنع وكسر الزجاج وتخريب جهاز تشغيل السيارة الكونتاكت. تبين أن المتهمين يقطعون السيارات المسروقة إلي أجزاء ويبيعونها لتجار الخردة وقطع الغيار في مناطق مثل عزبة شلبي والحرفيين ووكالة البلح، وقد يقوم المتهم بسرقة السيارة من أسفل منزل صاحبها بطريقة المفتاح المصطنع أو رفعها بونش وسحبها إلي منطقة نائية، واستدعاء ميكانيكي أو سمكري لتقطيعها، فيما ابتكر آخرون أسلوباً جديداً لسرقة السيارات بعد الاستيلاء علي شفرة شركة السيارات العالمية كيا واستخدام جهاز الكمبيوتر في سرقة السيارة. فالجناة يوصلون أحد الكابلات بجهاز الكمبيوتر وموتور السيارة لتشغيلها، عن طريق الشفرة المخصصة للتشغيل، بالإضافة إلي استغلال بعض المتهمين في إحراق وحدات المرور عقب قيام الثورة لتزوير أوراق ومستندات ملكية السيارات وإعادة ترخيصها بأسماء آخرين، كما حدث في مرور العجوزة والقليوبية وعدد من المحافظات. وقد أكد الحسيني علي أحد الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية بعد سرقة سيارته قال: إن جميع السيارات تمت سرقتها من أمام المنازل دون كسر الزجاج أو الهواية حيث إنه لا يوجد زجاج مكسور علي الأرض، وهو ما يؤكد أن السيارات تمت سرقتها عن طريق مفتاح أصلي فالسرقة تمت بشكل منظم ويجب علي الوكيل إما استعادة سياراتنا المسروقة أو حصولنا علي تعويضات بثمنها. ويقول عبدالله محمد إنه اكتشف سرقة سيارته الكيا سيراتو موديل 2010، من أمام منزله بمدينة نصر، فحرر محضراً بقسم مكافحة سرقة السيارات، وحتي الآن لم يصل إليها. وأضاف: فوجئت بالعشرات يحررون محاضر بسرقة سياراتهم الكيا أيضاً، وهو ما يعني أن المتهمين توصلوا لشفرة أو كود يفتحون به سيارات كيا دون غيرها. وهو ما دفعنا للتجمع أمام التوكيل، مطالبين بالوصول إما لسياراتنا وإما تعويض مادي عنها فنحن ندفع أقساط لسيارات سرقت بسبب تقصير منهم . ويؤكد وليد توفيق رئيس مجلس إدارة شركة اوامكو موتورزب وكيل السيارة الصينية فاو ووكيل سيارات كيا السابق أنه لا يوجد ما يطلق عليه الماستر كيب أو الماستر كود سوي في الفنادق ومن المستحيل أن يفتح بمفتاح سيارة كيا سيارة كيا أخري لأن المفتاح يكون مخصصا لكل سيارة طبقاً لرقم الشاسيه وليس تبعاً للون أو الشكل. وحتي في حالة فقدان المفتاح من أحد العملاء يتم إرسال رقم الشاسيه للشركة الأم في الخارج لعمل مفتاح جديد . ويرد المهندس رأفت مسروجة رئيس لجنة السيارات بجهاز حماية المستهلك أن وكيل كيا في مصر قام بتحويل الشكاوي التي وردت إليه من العملاء الخاصة باتهام كيا سيراتو بأنها السيارة الأكثر سرقة في مصر ويرجع ذلك إلي سرقة الماستر كي أو كود المفاتيح الأصلي الخاص بالسيارة من مقر الوكيل موضحاً أنه لا يوجد ما يسمي بالماستر كي أو الماستر كود لمفاتيح السيارات في العالم ولم ترد إلينا شكاوي بهذا المفهوم وأن الجهاز دائما علي استعداد تام لحل مشكلات مالكي السيارات بشكل جاد وموضوعي مع العلم بأن بعض الدول تقبل مثل هذا النوع من الشكاوي لأن لديها مواصفات قياسية عالمية تتضمن بند حماية المستهلك من السرقة السريعة حيث تكون السيارة مجهزة من الوكيل بجهاز إنذار والبرسوناليزكي والريموت والتي عادة ما تكون لها تكلفة إضافية كي تصعب عملية السرقة السريعة التقليدية أو في حالة السرقة بطرق تكنولوجية وتقنيات حديثة متقدمة ولا يتم تطبيق هذا البند عليها ولم يتم تطبيق هذه المواصفات في مصر حتي الآن لأنها لم تكن مدرجة ضمن المواصفات العشر التي تم تطبيقها بالفعل وكان من المفترض تفعيلها ضمن المواصفات الأربعين المطلوبة. الحصاد المر سرقة أكثر من 16 ألف سيارة هو حصاد التراخي الأمني منذ قيام الثورة وحتي الآن، وهو حصاد مرير لأصحاب السيارات الذين بدأوا في بيع سياراتهم قبل أن يتلقوا اتصالات من اللصوص بدفع فدية لإعادة السيارة المسروقة، أو فقدانها للأبد بعد أن تكون قد تفتت لدي باعة الخردة أو المهربين. سرقات السيارات تشير أيضا إلي جرائم مصاحبة أهمها البلطجة والتهديد بالقتل في سياق بات يعرف بالانفلات الأمني أو بدخول قوات الأمن في سبات عميق، حتي يزهق الناس ويملوا من الثورة، فيما يشبه بالعقاب الجماعي لمن ثاروا علي الظلم والنظام الفاسد. ستظل عمليات سرقة السيارات وستتصاعد طالما أن الداخلية لا تعالج البلطجة علي نحو جدي، لذا لجأ أصحاب السيارات إلي وسائل احتياطية حماية لها مثل شراء كلبشات أو جنازير لربط السيارة مثلها مثل ربط الدواب ! في الأسبوع الماضي شهدت القاهرة وحدها سرقة 340 سيارة قدم أصحابها بلاغات للشرطة بينما بلغ عدد البلاغات علي مستوي الجمهورية منذ قيام الثورة 16 ألفاً و234 بلاغ بسرقة سيارات من ماركات مختلفة معظمها وقع في القاهرة والجيزة والإسكندرية ومحافظات الوجه البحري، فيما لم يسجل الصعيد سوي اختفاء 246 سيارة في محافظات أسيوط والمنيا وأسوان، هذا بخلاف سرقة عدد كبير من الدراجات البخارية. ووضعت إدارة مباحث القاهرة بالاشتراك مع مباحث مكافحة سرقة السيارات خطة أمنية بالتنسيق مع مديريات الأمن علي مستوي الجمهورية للقبض علي سارقي السيارات بعد أن أكدت التحريات أن اللصوص يخزنون السيارات المسروقة في عدد من الأماكن منها منطقة أطفيح بالجيزة ومحافظة البحيرة ويحرسها عدد كبير من االمسجلين خطر الذين يحملون الأسلحة الآلية ويطلقون الأعيرة النارية علي كل من يحاول الاقتراب منها، ومعظم السارقين يتفاوضون مع أصحاب السيارات لإعادتها لهم مقابل مبالغ مالية وفي حالة الرفض يتم تفكيك السيارة وبيعها كقطع غيار. وأسفرت هذه الخطة عن تمكن مباحث القاهرة من ضبط 86 سيارة فقط والقبض علي عدد من المسجلين خطر. وعلي الرغم من تجاوز عدد السيارات المسروقة ال16 الف سيارة وفقا للبلاغات المقدمة من اصحاب هذه السيارات الا ان مصلحة الامن العام اصدرت احصائية غريبة تؤكد فيها ان اجمالي عدد السيارات التي تعرضت للسرقة 735 سيارة فقط وتم استعادة 348 سيارة بنسبة تقترب من 50٪ ! ماركات مستهدفة ! ومما لا شك فيه أن اللص أختلف كثيراً بعد الثورة فلم يعد ذلك اللص الذي يسعي لسرقة اي سيارة لبيعها والحصول علي بعض النقود وانما أصبح يختار ضحاياه بعناية شديدة أو بمعني ادق يختار السيارة التي سوف يسرقها ويحدد نوعها مسبقا ً بما يتناسب مع احتياجاتة المالية واحتياجات السوق والعرض والطلب لذا فأن الملاحظ في الفترة الاخيرة ان سيارات الكيا السيراتو وسيارات المرسيدس هما اكثر الانواع عرضة للسرقة وهو ما دفع العديد من مالكي سيارات الكيا سيراتو الي القيام بوقفة احتجاجية أمام مقر الشركة بمصر الجديدة بعد تكرار حوادث السرقة التي تعرضوا لها والغريب في الامر إن جميع السيارات تمت سرقتها من أمام المنازل دون كسر الزجاج أو الهواية حيث إنه لا يوجد زجاج مكسور علي الأرض، وهو ما يؤكد أن السيارات تمت سرقتها عن طريق مفتاح أصلي او لص محترف لان السرقة تتم بشكل منظم.. ولم يكن اصحاب السيارات الملاكي هم فقط ضحية عمليات السرقة وانما أنضم لهم فئة اخري كادحة وهم سائقي سيارات الاجرة وتحديداً التاكسي وأكثر الأشخاص الذين تضرروا من عمليات السرقة هم أصحاب التاكسي الأبيض مما دفعهم الي الاعتصام امام مجلس الوزراء لمطالبة الحكومة بالتدخل لتسديد الأقساط والديون.. وتقريباً تكون عمليات السرقة متشابهة الي حد كبير وبنفس الطريقة، حيث يشير أحد الركاب الي قائد التاكسي ويطلب منه توصيلة الي احد الاماكن وعادة مايكون هذا المكان بعيداً