لن يخيب ظني في أن الشرطة لو تفرغت لأمن المواطن ستختفي كل مظاهر الانفلات الأمني ويعود الأمن والأمان للشارع والمواطن المصري فالبوليس المصري مشهود له بالكفاءة ولم يحد عن دوره الرئيسي إلا بعد ما فرغته السلطة لحمايتها فانتشر البلطجية والحرامية وصاروا ظواهر أخطر من الطاعون. حجم ما أنجزته الشرطة المتفرغة خلال الفترة السابقة في ضبط جرائم الأمن العام في رأيي حجم كبير مقارنة بما كان عليه سابقا عندما كانت الشرطة بعيدة عن الشارع لا هم لها إلا تأمين الحاكم وبطانته التي فاجأتنا بحجم فسادها الذي لا يتصوره عقل.. ولا يتخيله عاقل. الحقيقة.. أسعدني جدا خبر سقوط عصابة سرقة سيارات الكيا سيراتو والتي انتشر حجم جرائمها بشكل ملحوظ خلال الفترة السابقة ولكن هالني حجم ما سرقوه من نوعية هذه السيارة والذي وصل إلي 002 سيارة وهو رقم مخيف في الشارع المصري إذا وضعنا في الاعتبار ان هذه عصابة واحدة فما بالنا لو كان هناك 01 أو 51 عصابة في نفس النوعية استطاعت ان تسرق عشرات ومئات السيارات من نفس النوع أو غيره. سوف يصير الأمر كارثيا بالقطع في نوعية واحدة من الجرائم وهي سرقة السيارات فما بالنا بالجرائم الأخري من نوعية الاعتداء علي المال والنفس. تفرغت الشرطة للبحث عن الجناة فسقطوا لأن خطة البحث فرغت الضباط والجنود للبحث فكشفت الخيوط والعصابة بالكامل بل وحددت أين البيع وأين تذهب السيارات.. وحددت الوسطاء وخطوط التهريب. أنا مع تفرغ الشرطة تماما للأمن العام والجنائي ليعود الأمن والأمان للمواطن والمثال امامنا واضح في جريمة سرقة السيارات ولكن علينا أن نساعدها لتعود إلي قوتها التي تخدم المواطن العادي. فالحقيقة ان ما يحدث في الشارع يساعد أي إنسان علي سرقة السيارات والتجارة فيها أو في أجزائها بعد تفكيكها فقد انتشرت مع الأسف ورش ومحلات بيع الأجزاء المستعملة علنا في كل أحياء مصر ولا أدري هل تبيع سيارات مستعملة قادمة من الخارج أو هي سيارات مسروقة تم تقطيعها بعد إخفاء معالمها، هذه المحلات من المفترض ألا تخرج من المناطق الحرة حتي تخضع للرقابة الشديدة وحتي لا تختلط السيارات المستوردة أو أجزاؤها بالمسروقة ولكن مع الأسف ذلك لا يحدث.. فالمحلات بها من هذا ومن ذاك مع الاسف وبلا اورق. كذلك انتشار ورش السمكرة المتخصصة في تزوير أرقام شاسيهات السيارات واللعب فيها بلا رقيب بما يساهم في إخفاء المعالم الأصلية والأرقام الحقيقية وبالتالي يسهل إخفاء السرقة وهي منتشرة ومشهورة أماكنها في الشرقية والإسماعيلية وضواحي القاهرة ويمكنها تغيير معالم أي سيارة في . إذا أردنا أن نوقف جريمة سرقة السيارات علينا أن نبحث عن وسيلة الكترونية يمكنها كشف التزوير الذي يتم علي شاسيهات السيارات وأرقام مواتيرها وألا نسمح بالتسجيل إلا بعد الرجوع إلي إدارات المرور بعد الكشف علي السيارات لمعرفة السليم منها من المضروب وان نجرم عمليات السرقة. أما السؤال الذي شعرت بالحيرة فيه فهو كيف سارت هذه السيارات كل هذه المسافات كما يقول الخبر لتعبر كل الحدود والكباري وتمر علي عشرات نقاط المرور والتفتيش لتصل إلي الحدود عند غزة ثم تعبر الأنفاق لتستقر هناك. الحقيقة ليس في العالم كله حجم لسرقة السيارات كما يحدث في مصر وهو ما يجب أن نبحث عنه باعتبارها جريمة وظاهرة خطيرة.