قبل سنوات كنا نتحدث عن إرتفاع معدلات الفقر ، والبطالة ، والعنوسة ، وسكان العشوائيات ، وأطفال الشوارع ، والحرمان من الماء ، والصرف الصحى ، وانتشار الأمراض, وتجريف الأرض, والمحاصيل المسرطنة .... وكان الشعب المصري دائما مثابر وقانع وصابر. وقامت في البلاد ما اطلق علية مجازا "ثورة 25 يناير" ...شارك فيها من شارك سواء من كان مدفوع الأجر مقدما بهدف اشعال النار في الفتيل .... وشارك فيها بشكل ضئيل بعض ممن ينتمون للطبقة الدنيا وكانت اهم مطالبهم "عيش ..حرية...عدالة اجتماعية" ....الكل كان يأمل ان تتطور حياتة وتتعدل احوال معيشتة ...الكل كان يأمل ان يجد العلاج المناسب والتعليم المناسب والمسكن المناسب واللقمة الهنية لة ولأسرتة..حتي تخيل البعض انة سيتم استرداد الأموال التي قيل عنها انها منهوبة لتقسم كغنائم علي الشعب المصري. مرت الأيام والحال كما هو ..بل من سيء الي اسوأ ...مرت الأيام وساء حال البلد اقتصاديا ...وازدادت اعداد المتعطلين عن العمل بعد تسريح عدد كبير من العمالة...ازداد الأرهاب ....ازداد السطو المسلح في اكثر المناطق السكنية رقيا....قل الأمان ...وحل محلة وجوة كئيبة حزينة خائفة من الغد....حل محلة خوف ل سيدة وفتاة من تحرش او اغتصاب حل محلة خوف ل سيدة وفتاة من سرقة شنطة يدها او سيارتها او الهجوم علي منزلها بهدف السرقة ...حل محلة خوف كل سيدة وفتاة من تطفل منتقبة او من اطلقوا علي انفسهم جماعة الأمر بالمعروف بكل سخافة وتطاول....حل محلة خوف كل رجل علي اسرتة وزوجتة وبناتة ....حتي اصبح تقريبا كل بيت في مصر مسلح سواء كان بسلاح مرخص او غير مرخص بهدف حماية النفس والعرض. من ناحية الشعب اصبح يشكو من تدهور مستوي الخدمات ...من غلاء اسعار السلع الأساسية ...من اختفاء وارتفاع سعر انبوبة البوتاجاز ...من اختفاء وارتفاع سعر رغيف العيش .. ومن ناحية اخري نجد ان هناك خلل في الهيكل الاقتصادي المصري ككل خاصة الغذائي و يرجع هذا إلي تدهور الاستثمار الحكومي في السنوات الأخيرة إضافة لنقص التمويل الأجنبي للمشروعات، فضلا عن ضعف الهياكل الإنتاجية من تخطيط وسياسة وفاعلية وإرشاد وتسويق، إضافة إلي عدم التنسيق بين الجهات وترتيب أدوارها خاصة الوزارات المشتركة مع وزارة الزراعة، مع بقاء دور وزارة الزراعة خاصة مخطط السياسة الزراعية حتي 2030 في حاجة إلي تعديلات بحكم المتغيرات الجديدة. هذا بالأضافة الي المناداة برفع الدعم ...مما سيعجل بغرق الدولة المصرية ..وسيوْدي الي ثورة للجياع عنيفة واعتي مما نتصور وسيكون نتاجها دموي الي اقصي مدي. ثورة الجياع المتوقعة سيجتاح فيها سكان العشوائيات وفقراء مصر التي يشكلون 45% من سكانها كل بيت بحثا عن لقمة عيش ....القاهرة المحاطة بحزام ناسف من العشوائيات ستكون الضحية رقم واحد.....فلقد تحولت الي منطقة عشوائية كبري يتوسطها بعض الأحياء الراقية ....والتي اصبحت بالفعل هدف من الأن. الحقيقة التي يجب ان ندركها جميعا أن حجم الدين الخارجي والمحلي تجاوز تريليون و254 مليار جنيها حسب التقرير الشهري للبنك المركزي. في الوقت الذي تزداد فيه المطالب الفئوية، إضافة إلى أن الحكومة تقوم بالسحب من الرصيد الاحتياطي الأجنبي، الذي وصل إلى 38 مليار دولار، بعدما كان 24 مليار دولار ومتوقعا انة في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه فأن مصر ستوشك ان تعلن عن إفلاسها، وهو ما سيترتب عليه خروج مظاهرات جياع بحثًا عن توفيرلقمة العيش. اختتم مقالي وانا ارفع يدي الي خالقي بالدعاء ان يحمي مصر واهلها من كل سوء ..اللهم اننا نستودعك بلادنا واهالينا وارواحنا ...اللهم احفظنا وانت علي كل شيء قدير يارب العالمين . [email protected] المزيد من مقالات رانيا حفنى