معاناة شديدة يواجهها أكثر من120 الف شخص من أهالي أكثرمن40 قرية وعزبة بمراكز مطوبس وفوة ودسوق بمحافظة كفر الشيخ الممتدة علي طول ضفة نهر النيل الغربية. من حدود المحافظة مع محافظة الغربية وحتي المصب في البحر المتوسط وذلك لحاجتهم الملحة والمتكررة للانتقال إلي الضفة الشرقية بمحافظة البحيرة خاصة من أبناء قري مركز مطوبس للتوجه الي مدينة رشيد, الأمر الذي يدفعهم الي ركوب معديات لا تتوافر بها أدني اشتراطات للأمان ويقودها صبية صغار ويجعلهم عرضة للغرق في أي لحظة, كما حدث في العديدمن حوادثغرق معديات رشيد التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين سنويا, الأمر الذي يزيد المشكلة تعقيدا هو الارتباط الشديد بين أبناء مركزي رشيد ومطوبس حتي أن العديد من أهالي قري الجزيرة الخضراء والسكري والبسراط وبرج مغيزل والمعدية وخان الجني وأبو حسن بمطوبس يقومون بنقل موتاهم علي متن القوارب والمعديات المتهالكة في عرض النهر لدفنهم في مقابر تل أبو مندور الأثري بالضفة الشرقيةبرشيد في رحلة شبيهة بعادة الفراعنة القدماء في نقل الموتي, مستخدمين مراكب الشمس مع الفارق الشاسع بين مراكب الشمس والمعديات المتهالكة التي يستخدمها أبناء مركزي مطوبس ورشيد. ويؤكدفتحي عبده عضو مجلس الشعب السابق بفوه ومطوبس ان المحليات وحدها تتحمل مسئولية المعديات لعلمها ان جميعها لا تتوافر بها أدني اشتراطات الأمان, ولا وسائل النجاة من أطواق أو غيرها, ويكشف عن ان المشكلة بدأت في الظهور قبل5 سنوات عندما تم إلغاء الاتوبيس النهري الذي كان يعمل بين ضفتي النيل بمطوبس ورشيد, حيث كان يتيح وسيلة نقل آمنة مقابل10 قروش فقط للفرد, لكن لا نعلم سبب توقفه عن العمل مما فتح الباب علي مصراعيه لأصحاب المعديات والمراكب مستغلين حاجة المواطنين.. ويوضح ان جانبا كبيرا من الاهالي يذهبون للكشف علي مرضاهم بمستشفي رشيد العام فضلا عن قيام الصيادين بقري مطوبس بتسويق انتاجهم من الأسماك بحلقات بيع السمك برشيد بالاضافة إلي السوق الكبيرة, بمنطقة العربي يومي الجمعة والاربعاء, الأمر الذي يجعل الآلاف من المواطنين يتنقلون يوميا بين ضفتي نهر النيل سواء لتوافر الخدمات الصحية والعلاجية بها أو شراء متطلبات وبيع محاصيلهم من الخضر والفاكهة في سوق رشيد يوم الجمعة خاصة في ظل تدني مستوي المرافق والخدمات بقري مركز مطوبس وتجاهل المسئولين بالمحافظة لهذه القري تماما حتي أصبحت جزرا منعزلة... ويضيف أن المعديات العاملة لا يحكمها ضابط أو قانون ويسيطر عليها فقط اثنان يلقبان بعاملي اللقافة, حيث يقف أحدهما علي مرسي نهر النيل برشيد بينما يقف الآخر عند مرسي مطوبس ويقومان بتحصيل المبالغ من الركاب متقاسمين الربح مع صاحب المعدية دون ان يسددوا اي ضرائب أو رسوم مما يؤدي الي ضياع مبالغ كبيرة علي خزينة الدولة, بل في المقابل تستخدم هذه المعديات ليلا كأوكار لتعاطي المخدرات وارتكاب الرذائل.. ويؤكدمحمد عبدالوهاب صياد من أبناء مطوبس ان حوادث المعديات تتكرر بصفة دائمة بين مدينة رشيد وقرية برج مغيزل بمطوبس, حيث سبق ان وقعت4 حوادث خلال العام الماضي, ويؤكد ان الركاب أكثر من15 ألف شخص من ابناء القري الممتدة علي ضفتي نهر النيل بمركزي مطوبس ورشيد, الأمر الذي يستلزم عمل اتوبيسات نهرية لنقل المواطنين, موضحا ان الكوبري المقام علي الطريق الدولي الساحلي يبعد عن مدينة رشيد بأكثر من3 كيلومترات مما يدفع المواطنين الي المخاطرة وركوب المعديات المتهالكة رغم خطورتها الشديدة علي أرواحهم. ويضيف أحمد عبده نصار رئيس جمعية الصيادين بمطوبس أن أبناء المركزين يعانون أشد المعاناة خاصة أبناء مطوبس بقرية برج مغيزل والجزيرة الخضراء وغيرهما من العزب التابعة لها, حيث يفضلون الانتقال الي مدينة رشيد لقربها منهم لقضاء مصالحهم.. ويطالب أبناء قري مطوبس وفوةودسوق الواقعة علي ضفاف نهر النيل سرعة إيجاد الحلول العاجلة لهذه المشكلة الملحة وعمل خطوط أتوبيس نهري بين محافظتي كفرالشيخ والبحيرة لانقاذ أرواح المواطنين من أبناء هذه القري خاصة في ظل الارتباط الوثيق بين أبناء هذة القري الواقعة علي ضفتي نهر النيل بالمحافظتين وزيادة حركة التبادل التجارية وتبادل المصالح المشتركة بينهم فهل تستجيب الحكومة لأنقاذ ما يمكن إنقاذه.