إلي متي نعيش حزنا ونشيع يوميا شهداء من رجال الشرطة في سيناء غدرا برصاص الخارجين علي القانون كما حدث مؤخرا في شمال سيناء. إلي متي يبكي أحبة علي فراق عائلهم ويتيم أطفال أبرياء حرموا من رعاية آبائهم وتترملن زوجات شابات وتنفطر قلوب علي فقد سندهم في الدنيا وأملهم في تخليد ذاكرهم ، وكم أكتست قري في محافظات مصر سوادا وبكت دموعا وسط آهات وصرخات وأنات مكلومة وهي تودع خير شبابها شهداء الواجب ذهبوا فرسانا وجاءوا مكفنين طائرين علي الأكتاف حتى مثواهم الأخير، من يجيب وقد بحت الأصوات وتعالت الآمال بعد الثورة من إيجاد ثائرا حقيقيا ومخلصا لحواديت حالكة السواد من النظام البائد من المعاناة والإهمال لهذه البقعة الطاهرة التي عاني بشرها وحجرها وأرضها ومازالت الصورة قاتمة بل تزداد دموع وآهات قلوب السيناويين من النظرة الدونية لأهل سيناء والتي لا تخلو من الريبة والتوجس بل التخوين والعمالة وتسميتهم الظالمة بيهود سيناء ، فكيف وهم خط الدفاع الأول أم تناسينا تاريخهم ودماء شهدائهم ومجاهديهم علي مر الزمان حتي73 فأهملنهم بلا حقوق أو خدمات فأصبحوا موتي علي قيد الحياة . ألم تقم الثورة ووجب لأهلها أن ينعموا بالمساواة في الحقوق والواجبات كأبناء هذا الشعب ، ووجب تعميرها شمالها وجنوبها واستغلال كنوزها الدفينة من المعادن والثروات الطبيعية بعد أن نهش اللون الأصفر عرض أراضيها الشاسعة وهتك التعامل الأمني حرمات بيوتها ، أنها تنتظر الحب والعمل ليس بالغناء في أعياد تحريرها ، وتعويض أهلها عن الحرمان والتجاهل والازدراء، وتغيير سياسة النظام السابق بترك سيناء خاوية مستباحة من الداخل من بعض البدو منعدمي الضمير الوطني أو الخارج من الإسرائيليين أو المهربين الفلسطينيين أو الجماعات الإرهابية والجهادية الوافدة فأصبحت مسرحا لتعكير أمن الوطن ومقبرة لأبنائنا حراس الحدود ، وسط تعتيم علي المعلومات وعدم إظهار الحقائق وإعلانها إظهار الحقائق للرأي العام لهذه المذابح لجنودنا في الشرطة والجيش وعدم الأمان لأهلنا في سيناء ، يجب أن نعرف من هم الذين تورطوا في قتل جنودنا خاصة بعد الإعلان عن أسماء المتورطين في حادث رفح الرمضاني ولم يتم الإعلان عن شيء مثلما كان يحدث في عصر المخلوع ، والذي نريد أن نقوله إن من حقنا معرفة ما يحدث بسيناء وإعلان نتائج التحقيقات أولا بأول حتى يعلم الرأي العام بما تنجزه الحكومة من حلول لهذه القطعة الغالية من الوطن إلا أنه لازال رفض تكثيف قوات الأمن مؤهلين العدد والعداد احتراما لمطلب إسرائيل ورفضها المستمر بحجة اتفاقية كامب دي?يد، فوجب التنبيه والعلم للرئيس المنتخب بإرادة شعبية بعد ثورة علي الظلم والاستبداد من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وللحكومة المختارة من أجل تلبية هذه المطالب أن سيناء أولي من أمن إسرائيل ، وسيناء جزء غال من أرض الوطن من حقه علينا أن ينال حقه في التنمية والعمران بما يتناسب مع موقعها الاستراتيجي باعتبارها بوابة مصر الشرقية التي يجب المحافظة علي قوتها ومنعتها ولن تتحقق المنعة أمنيا فقط بل منعة سياسية واقتصادية واجتماعية وعمرانية فهي زاخرة بالثروات المهدرة وليست صحراء جرداء تحتاج فقط إرادة حقيقية للتنمية ومشروع قومي يجمع وراءه مختلف فئات مصر الغالية من أجل أعمار سيناء الحبيبة بالبشر فهو الأمان الحقيقي لكل ربوع الوطن بل المنطقة بالكامل .. فهل تصدق النوايا لإنقاذ جزء الوطن من أوهام الطامحين باستقطاعه وشفائه بعد علة مرض التجاهل منذ سنين مطمعا للأعداء ، هذا ما ننتظره قريبا بتنفيذ خطة متكاملة من أجل تنمية سيناء وتطويرها وإنشاء تجمعات صناعية وزراعية لتشغيل أهلها ، بدلا من تجميدها في أدراج السلطة التنفيذية حبيسة منتظرة الإرادة السياسية وإعطاء حق التملك للمصريين والعمل علي أرضهم بدلا من بيعها لشركات أجنبية بأبخس الأثمان وحرمان أهلنا في سيناء من تملك الأرض وهم أولي الناس بها وبطبيعتها ، وأخيرا ننتظر من يصحح أخطاء الماضي وإلا فالرحيل حتمي. المزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ