في يوم من أيام العصور الوسطي أو العصر الجاهلي جاء فيه جحافل من الجبناء المأجورين المدافعين من منعدمي الضمير وسواد القلوب ومخربي العقول من راكبي الجمال والبغال والخيول للأنقضاض يا ولداه علي أطهار القلوب ومتفتحي الآمال وبسطاء الأحلام وطامحي القليل في الحياة من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية وخبز يطفئ لهيب الجوع والحرمان وضياع الغد بعد اغتيال الأمس فهبوا من ثبات أجيال طوال 3 عقود علي ضياع الحقوق ليعلنوا عن ثورة ألهمت العالم الذي تسمر أمام الشاشات وحبس الأنفاس وأمتنع عن رمش العيون حتي لا تضيع لحظة إعجاب بشباب يرسم أسطورة مصرية تعيد أمجاده التاريخية ويسطر ملحمة من بطولاته المروية علي الربابة ، وتجمعوا في ميدان التحرير رافعين سلمية ثورتهم في 25 يناير مصممين علي رحيل مدمني الفساد ومصصي الدماء ومهتكي الأعراض وسالبي الحريات ومختصبي الوطن وهواءه وماءه وترابه حتي أعماقه رغم بيانات الاستعطاف والتنازلات من متأخري الأعمار والفرص والحيل الشيطانية للإنقضاء علي الحلم الوليد والأمل البسيط ، فكان عسل الخطاب في ليلةالأربعاء الدامي 2 فبراير والمدهون بسم الغدر في ظهره بهجوم تتاري "موقعة الجمل" من فلول الماضي وراكبي التخلف وحاملي أسلحة الجاهلية وقناصة الأسطح ومحرضي أساطين النظام البائد وخدومه فسقط 11 قتيلا من زهور الجنان وعصافير الحرية أشلاء مخضبة بدماء طاهرة و2000 جريحا وفاقدي نور العيون ، حتي صراخ الهواء والأرض والماء لم يشفع من وقف المذبحة إلا عزيمة أمل الشباب وآهات الأحرار وتكبير المساجد وترانيم الكنائس. وأجد الآن ظهور مكثف للمتهمين والهاربين منهم في الأعلام كأبطال وصانعي الثورة برفقة أعلام مأجور يؤكدون عدم وجود أصلا موقعة الجمل ولا شهداء أو مصابين وكأن الجميع في الكابوس ووجب الإستيقاظ للمصريين والعالم المتباع علي الشاشات ، ومنهم من يسخر أنها"فوتو شوب" إلإ يتذكرون أو ينكسرون خجلا أو خوفا من عقاب العادل الذي يمهل ولا يهمل ، بل لم يسمعوا وهم في قفص الإتهام مرافعة ممثل النيابة العامة في جلسة 11 يوليو الماضيإن "الغلأخديسيطرعلىقلوبالمتهمينعندماتفجرتثورة 25 ينايرالبيضاء،فتمكنالغلمنهمليمزققلوبهم،وبدأتفكرةالمؤامرةتجولفيخاطرهموالذينبدأوافينسجهاقبلخطابالرئيسالسابق،واستغلوافيذلكتعاطفالشعبمعالخطاب،وجاءذلكمنخلالالدعوةإلىمظاهراتتأييدللنظامالسابقنعتوهابالسلميةيبدوفيظاهرهاالرحمةوفىباطنهاالعذاب" ، متسائلا "ماهذهالمؤامرةوالمخططالشيطاني؟"،ثمردأن "المتهمينتماثلواواتحدواجميعًامنخلالاتصالاتواجتماعاتولقاءاتسريةبينهموبينبعضهم،وتوافقواعلىاعتدائهمعلىحرياتالمتظاهرينفيميدانالتحرير،استخدموافيهاالقوةوالعنف،حتىلوأدىذلكقتلالمتظاهرين،فنظمواوأدارواجماعاتإرهابية،حيثجلبوامندوائرهمالانتخابيةبعضالبلطجيةووعدوهمبالمالوفرصالعملواتفقوامعهمعلىالاعتداءعلىالمتظاهرين،عنطريقاقتحامميدانالتحريرمنجميعمداخلهعنطريقهذهالعصابات الإجرامية ،مُضيفاأنهتمتسخيروسائلالإعلاملصالحالمتهمينعنطريقالتحدثعنالوقفةالمؤيدةللنظام،وخاصةللمتهمالأوللأنهكانوزيرالإعلامالسابق،وكانالهدفمنكلهذاهوالدفعبالمتظاهرينتجاهميدانالتحرير،وحدوثاشتباكاتبينالمتظاهرينالمتواجدينفيالميدانوبينمؤيديالنظامالسابقوالتيسيكونمننتائجهاإحداثإصابات،وكانالهدفمنتسخيروسائلالإعلامهوبثالرعبللمتظاهرينالمتواجدينفيميدانالتحريرلمغادرةميدانالتحريروإخلائه،عنطريقإظهارمتظاهرىالتحريربالعملاء، وذكرأنبعضمنمؤسساتالدولةاشتركتفيذلكمثلوزارةالقوىالعاملةالتيقامتبحشدالعمالونقلهمبوسائلنقلوتحديدنقطةالتجمعأمامماسبيرووالانطلاقبعدهاإلىميدانالتحرير،وذلكلإظهاروجودجموعكبيرةتؤيدالنظامالسابق،وخاصةأنبعضالمتهمينكانلديهمالقدرةعلىتسخيرقطاعاتالدولةلخدمةمخططهمالشيطاني ، بلكانهناك " تحديدنقاطأوليةونهائيةللانطلاقبعدهالميدانالتحرير،وهىأولاكانالتجمعبالنسبةلمؤيديالجيزةفيميدانمصطفىمحمودوبالمثلكانفيشبراوالمرجوغيرها،وبعدهايتمالانطلاقإلىماسبيرووبعدهالميدانالتحرير ، واصفاهذاالمخططبأنهخطةلمعركةحربيةلاعلاقةلهابالمظاهراتالسلمية،لأنهتمتجهيزلافتاتالتأييدللنظامالسابقالتيتمالحشدلهابينليلةوضحاها،وهؤلاءهمالذيناعتمدعليهمالنظامالسابقلإقناعالناسبأنهناكمنيحبالرئيسالسابق،مُوضحابأنهتمجلبالخارجينعلىالقانونوالبلطجيةوبعضمنأفرادالشرطةوإمدادهمبالأموال،وعندماظهرتالجمالوالخيولقالواإنهااحتفاليةلتأييدالنظامالسابقولكنهاكانتمُخصصةلاقتحامالميدانلشقصفوفالمتظاهرينالمتواجدينبهللنيلمنعزيمتهم،وقال:"لكاللهيامصر"، مشيرا إلي أنهبعدالهجومبالخيولوالجمال،كانتالورقةالأخيرةهواعتلاءالخارجينعلىالقانونأعلىالبناياتلإطلاقالنيرانعلىالمتظاهرين،وأضافممثلالنيابةالعامةأنالمعتدينعلىميدانالتحريراقتحمواالميدانكأنهمفيمعركةحربيةضدشبابأعزلكانمنهممنيحملالأسلحةومنيمتطونالجمالوالخيول ، وقالإن "الدنيابمالهاوذهبهالاتستويبقتلنفسواحدة ".. ووجهممثلالنيابةحديثهلأهاليالشهداءوالمصابين: "يامنملأتعيونكمبالدماءجففدموعكفإنلكفيالخالقرعاية،فإنكفييدقضاةطاهرةلاتخشىإلاالله" ، مؤكداأنهناكدلائلوقرائنأخرىوهىتقاريرالطبالشرعيوالتقاريرالتيأثبتتوفاةبعضالأشخاصبطلقاتناريةفينفسيومالواقعةوعاهاتمستديمةلآخرين . لتقضىالمحكمةالأربعاءالعاشرمنأكتوبر الماضيببراءةالمتهمينبقتلالشهداء محبوسين وهاربين في سابقة أخريبعدإنتهاءدفاعالمتهمينبيومفقطوتقديمه 40 ألفورقةفكيفيمكنقراءتها في ليلة،وكيف عدموجودأدلةدامغةوقرائنتفيدضلوعالمتهمينأوبعضهمبالتحريضرغمشهودالاثباتوالمتهمينالذينفيالبدايةقبل"التفاهم" أقروابأنهمأعطوهمأموالامقابلالنزولللتحريروالتصديللمتظاهرينالسلميين،ولماذالمتعادالقضيةللتحقيقإذلمتوجدالأدلةالكافيةأوإخلاءسبيلهممنالأول،وإن كانوا إبرياء فمن هم المتهمين الحقيقيين والمحرضين وأصحاب المصلحة في إنهاء الثورة ، وهل كنا والعالم عبر الفضائيات فقدي حاسة الإنتباه واليقين والشهداء والمصابين الذين لازالوا يتألمون بيننا ودموع أولياءهم لم تجف وصرخاتهم تدوي في الأفاق طلبا للثأر والقصاص وهما وخيال ، ونستيقظ غدا علي تصريحات لرئيس البرلمان سرور والشوري الشريف ومرتضي يسخر ويشتم في تليفزيون الفقي .. حقا الخلايا السرطانية لا تموت إلا بموت الجسد العليل . المزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ