تكريم "عمدة الدراما المصرية" إسماعيل عبد الحافظ في احتفالية ثقافية

يرحل الفنانون وتبقي سيرتهم الذاتية متداولة‏,‏ وأعمالهم المتميزة خالدة كنقطة مضيئة لا تنطفئ برحيلهم‏,‏ وهكذا كان إسماعيل عبد الحافظ‏,‏ او كما يلقبونه بعمدة الدراما المصرية‏ ورغم ان دراسته كانت بآداب عين شمس. فإن القدر ساقه الي التليفزيون عبر خطاب القوي العاملة الذي جعل تعيينه في برامج الأطفال بالتليفزيون ليصبح بعدها من أهم مخرجي الدراما في مصر رغم العقبات التي واجهته والتي وصلت الي حد إيقافه عن الإخراج بأوامر من الرئيس السادات, وقد تجاوزت أعماله الخمسين مسلسلا, وكانت ليالي الحلمية بنفس ابهار ارابيسك والمصراوية وخالتي صفية والدير وحارة المواردي.
وفي أمسية بعنوان مسيرة عطاء عمدة الدراما المصرية, أقيمت بدار الاوبرا تقديرا لمشواره في مجال الدراما التليفزيونية, كرم د.محمد صابر عرب وزير الثقافة, ود. سعيد توفيق الامين العام للمجلس الاعلي للثقافة اسمه بإهداء نجله محمد عبد الحافظ درع المجلس, وبدأت بالوقوف دقيقة حدادا علي روح والده, ووجه الشكر لوزير الثقافة علي اهتمامه لإقامة هذه الاحتفالية وقال إن والده لم يمت وستظل أعماله باقية.
تضمن الاحتفال عرض فيلم تسجيلي قصير بعنوان الاسطورة اسماعيل عبد الحافظ إخراج محمد النجار من إنتاج المركز القومي للسينما تناول لقطات من أشهر أعماله والتكريمات والجوائز التي حصل عليها. ثم أمسية شارك فيها عدد كبير من الفنانين أدارتها فتحية العسال, أعقبها فاصل غنائي شعري شارك فيه علي الحجار ومحمد الحلو وسيد حجاب.
وقال صابر عرب إن اسماعيل عبد الحافظ واحد علي رأس أهم مبدعي التليفزيون المصري. وان الجانب الآخر في أعماله هي الشخصية المصرية. وأشار د.سعيد توفيق أن هذه الإحتفالية ليست تأبينيا للراحل الكبير وانما احتفال به واحتفاء بسيرته وبأعماله الخالدة التي ستبقي علامات بارزة في تاريخ الدراما التليفزيونية.
وأشار صلاح السعدني إلي أن اسماعيل عبد الحافظ أقام مع المواطن علاقة قوية تستمر طويلا وكان صاحب مشروع ومنهجا قوميا. وقالت مني زكي أن عبد الحافظ هو من اكتشفها وقدمها في6 أعمال هي التي صنعت منها نجمة. وقالت فتحية العسال عن ذكرياتها مع المخرج الراحل من خلال مسلسل الحب والحقيقة الذي كتبته واخرجه الراحل وطلب الرئيس السادات وقفه لأنه فهم ان المقصود به شخصه وتم ايقاف المخرج الراحل عن العمل لمدة3 سنوات ووقف مرتبه. وقال يوسف القعيد أن عبد الحافظ كان يأخد من كل شخصية ايجابيات دون أن يدفعه ذلك للتنازل عن ثوابت عمرة الأساسية, وتحدث عن ذكرياته في اثناء الإعداد والتصوير في مسلسل وجع البعاد. أما الأديب بهاء طاهر فتحدث عن ظروف عمله مع المخرج الراحل كان يفعل ما يؤمن به من هنا تأتي قيمته, فقد كان عروبيا قوميا ومؤمنا بأن النسيج المصري لابد أن يتضافر. وقالت كريمة الحفناوي اننا نتحدث عن إبن الأرض الفلاح المصري صاحب العطاء, الذي أخذ أجمل ما فيهم واعطاهم أجمل ما فيه وكنت هاربة بعد انتفاضة يناير وكان يخبئ الكثير من المناضلين في بيته, وقد قام بتصوير مسلسل لم ير النور اسمه رأس القط. وقام الشاعر سيد حجاب بتقديم إعتذار عن عدم حضور الموسيقار عمار الشريعي لمرضه ثم قرأ قصيدة شعر بعنوان منديل وداع. وشكر المخرج كرم النجار وزارة الثقافة علي تكريمها لعمدة الدراما المصرية قائلا: أين وزارة الاعلام من هذا التكريم, وتحدث عن زوجة الراحل ودورها واحتضانها لأولادها لكي تجعله متفرغا لعمله.
وقال الفنان محمد وفيق أنه ظل المصري البسيط القومي العروبي الانسان, أما المخرج محمد فاضل فقال إن كل أعماله بها رسالة تخاطب البسطاء وتخاطب النخبة لذلك تصل الي العقول والي القلوب ولم يقدم عملا غير مقتنع به. وأوضحت أنعام محمد علي إلي أنه كان زميل الدرب والمشوار والرحلة, ينم عما بداخله ويمتلك قلبلا جميلا لايحمل حقدا. وقالت عفاف شعيب لا يمكن أن انسي افضاله علي, فقد كان مصرا علي أن أقوم ببطولة مسلسل الشهد والدموع. أما نهال عنبر فأشارت إلي أنه كان أبا لكل فنان داخل وخارج التصوير.. حضر الاحتفالية حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية وعدد كبير من الأدباء والكتاب والفنانين منهم سميحة أيوب, فردوس عبد الحميد وممدوح الليثي, محمد وفيق, صابرين, نيرمين الفقي, رانيا فريد شوقي, لوسي, سامح الصريطي, سمير حسني, وأسرة الراحل وعدد كبير من قيادات وزارة الثقافة.