كشفت تقارير منظمة الصحة العالمية عن أن وفيات الأطفال دون سن الخامسة تمثل ثلث الوفيات, نتيجة ارتفاع مستوي التلوث البيئي, والجهل الصحي, والسلوكيات البدائية, وحرق القمامة وانتشار الدخان, مع انخفاض نظافة المياه, وسهولة وصول الفيروسات والبكتيريا المميتة للأطفال, وسوء استخدام المبيدات الحشرية بالمنازل والمزارع. د. فرج إبراهيم أستاذ المناعة والحساسية بجامعة القناة أكد أن تلوث البيئة يؤثر علي صحة الأطفال ونموهم بطريقة سليمة, فيحاصر الطفل في البيئات الفقيرة والشعبية, ونتيجة تدهور الظروف الإجتماعية والإقتصادية, مما يجعل الطفل يعاني سوء التغذية, وانهيار الحالة الصحية, ولها دور في نحو88% من وفيات الأطفال السنوية وعلي رأسها الإصابة بحالات الإسهال في سن مبكرة, التي تنتج عن تلوث المياه بالبكتيريا, وبعض العناصر السامة التي تصل عفويا إلي غذاء الطفل, أو في أثناء مرحلة الرضاعة وتكون الأسباب الأولي في انتقال العدوي الحادة بالجهاز التنفسي الناتجة عن تلوث الهواء بالمباني الضيقة, ومعدومة التهوية فيصاب الطفل بالالتهاب الرئوي الحاد المسبب للوفاة, فضلا عن انبعاث الدخان من حرق الوقود بأنواعه داخل المباني والحارات, والتعرض لدخان السجائر والشيشة, فكلما ضاق مكان الإعاشة زادت احتمالات الإصابة بالأمراض, خاصة الإصابة بالربو والاختناق من روائح التعفن. وأضاف أن هناك أخطارا أخري بانتشار التعرض لمعادن ثقيلة مثل الرصاص في الظروف المحيطة بالطفل وبيئته, فله تأثير مباشر علي المخ ونموه, ويتلقاه الطفل من خلال دخان السيارات, ومواد الدهانات, والبطاريات الجافة وغيرها, مما يتيح الفرصة لانهيار مناعته وإصابته بأي مرض يتعرض له, ويصبح معاقا ذهنيا يعاني مشكلتي الفهم والتكلم, ويتطور ذلك إلي تعرضه لأزمات بالقلب والرئتين, وكذلك هناك مادة الزئبق السامة وهي معدن ثقيل أيضا يشل الجهاز العصبي للطفل, وينتشر من خلال صناعات بدائية أو أدوية عشبية لم يتم اختبارها, وأن مساحيق تنظيف الأسنان للأطفال قد تحتوي علي مادة الزئبق وتكون الكارثة أكبر. ويري د. مدحت الشافعي أستاذ المناعة بجامعة عين شمس أن أخطر مسببات الوفاة للأطفال في هذه السن يرجع إلي التسمم الحاد بسبب المبيدات المنزلية التي يستخدمها الأهالي جهلا وبطريقة غير مأمونة لمقاومة الناموس والحشرات المنزلية, فالشركات يهمها أن تكسب, وتغري المواطن بأن صحته وصحة أولاده تكون في أمان بالقضاء علي الحشرات, ويشعر الناس بسعادة بموت الحشرات في الحال, فالسمية تكون عالية, وأن أصحاب الفاكهة يؤدون المهمة نفسها بالرش المباشر عليها مستخدمين مواد سامة لمقاومة الحشرات وتصيب الفاكهة لتذهب للأسرة والطفل الذي لا تسمح مناعته بمقاومتها. وأضاف أن الأطفال في هذه السن قد يتعرضون للسموم الفطرية, خاصة الأفلاتوكسين, من خلال غذاء معرض للفطريات والتلوث. وتظهر بوضوح في الذرة والفول السوداني والقمح في حالة التخزين غير الصحي لتصبح مسممة وخطيرة علي الطفل مع التناول, ويندرج ذلك مع كثير من الأغذية المخزنة والمحفوظة بطريقة غير آمنة, كما أن استخدام الأطفال أدوية الكبار في غفلتهم قد يتسبب في الوفاة, لذلك يجب وضع الدواء في مكان بعيد عن متناول أيديهم, وكذلك فإن استخدام الكلور المركز برائحته النفاذة والمنظفات مجهولة المصدر تكون له آثار خطيرة, خاصة في حالة عدم التخلص منها بالغسيل جيدا, وكذلك في حالات تعرض الطفل للأشعة فوق البنفسجية والمبيدات بأنواعها, بالإضافة إلي دور الحشرات في نقل مرضي الإسهال والملاريا وغيرهما.