الصحة العالمية: التلوث البيئي يقتل 9 ملايين طفل سنوياً واشنطن: كشف بيان حديث لمنظمة الصحة العالمية عن أن التلوث البيئي يعد السبب الرئيسي لثلث وفيات الأطفال دون سن الخامسة والبالغ عددها تسعة ملايين حالة على مستوي العالم سنوياً.
وتضمنت أسباب الوفاة تلوث المياة ودخان التبغ والمبيدات الحشرية والتسمم بالزئبق والرصاص والإشعاعات والتغيرات المناخية التي لم تفلح قمة كوبنهاجن للمناخ في التوصل إلي اتفاق ملزم بشأنها، بحسب البيان الذي أوردته "منظمة الصحة العالمية" عبر موقعها الإلكتروني.
وجاءت العدوى التنفسية الحادة ولاسيما الالتهاب الرئوي في مقدمة الأمراض التي تفتك بحياة الأطفال، ويرجع نصف الوفيات الناجمة عنها سنوياً إلى الدخان الناجم عن حرق الوقود الصلب داخل المباني، والتدخين السلبي بحسب بيان المنظمة الذي أشار إلى أن أطفال البلدان النامية هم الأكثر عرضة للخطر بسبب تدني ظروف السكن.
وتتضمن العدوي التنفسية مرض الربو أحد الأمراض المزمنة المنتشرة بين الأطفال والناجم عن عوامل بيئية، مثل الغبار والتدخين السلبي والذي يمكن الوقاية منه عن طريق الحدّ من التعرّض لمسبّباته البيئية.
واحتل الإسهال الذي يفتك بحياة 1.5 مليون طفل دون الخامسة سنوياً المركز الثاني في أسباب وفيات الأطفال وفقا لبيان المنظمة.
وأرجع البيان 88% من حالات الوفاة بسبب الإسهال إلى تلوث المياه وعدم النظافة الشخصية، مشيراً إلي إمكانية الوقاية من الإسهال عن طريق معالجة مياه الشرب وتخزينها بطريقة آمنة، وغسل الأيدي، و الاقتصار على الرضاعة الطبيعية للأطفال الرُضع.
وأوضح البيان أن التسمم بكافة أشكاله يؤثر علي أعمار الأطفال وعلي قدراتهم العقلية والبدنية مشيراً إلى أن التسمم بالرصاص يلحق أضراراً بأكثر من ثلث الأطفال في بعض المناطق النامية، كما يعرقل نمو دماغ الطفل، و يضاعف مخاطر تعرّض الأطفال في مراحل لاحقة من حياتهم، للمشاكل السلوكية ومشاكل التعلّم والأمراض القلبية الوعائية.
ويوجد البنزين في الرصاص يوجد في البنزين ومواد الطلاء، وأنشطة إعادة التدوير ومواد التجميل الأدوية العشبية، ويهدد التسمّم الحاد بالمبيدات الحشرية حياة الأطفال، حيث يسبب التعرض لمستويات منخفضة منه باستمرار إلى إصابة من هم دون الخامسة بمشاكل عصبية فضلاً عن تداعياته علي النمو والصحة الإنجابية، و يحدث التعرّض له جرّاء استخدام تلك المواد في الحدائق والمنازل والمدارس وتبعثرها عند استخدامها في الزراعة أو عبر الأغذية ومياه الشرب الملوّثة بها.
وحذر بيان المنظمة أيضاً من التسمم بالزئبق الذي يؤثر علي الأجهزة العصبية للأجنة، موصياً بالتقليل من تناول أسماك القرش لاحتوائها علي مستويات عالية من هذه المادة التي توجد أيضاً ببعض مواد تنظيف الأسنان.
وأشارت المنظمة في بيانها إلى خطر التسمم ب "الافلاتوكسين" وهو عبارة مركبات سامة تصدر عن فطريات وتلوّث الأغذية، وتعد الذرّة والفول السوداني أهمّ مصادر التعرّض له، ويمكن أن يسبب تسمم الافلاتوكسين الوفاة، بينما يؤدي تعرّض الأطفال له بشكل متواصل، على المدى البعيد، إلى إصابتهم بالتقزّم ونقص الوزن وإلحاق الأذى بجهازهم المناعي.
ويبتلع مئات آلاف الأطفال دون سن الخامسة عشرة مواد سامة بشكل غير متعمّد، ويقضي نحو 35000 منهم نحبهم جرّاء ذلك كل عام ، وينطوي التسمّم، في معظم الحالات، على الوقود والمبيدات الحشرية والأدوية والمنتجات المنزلية السامة .
ورغم الغموض الذي يكتنف أسباب الإصابة بسرطان الأطفال، أفاد البيان أن العوامل البيئية، مثل الإشعاع وأدخنة السجائر والتدخين السلبي والأفلاتوكسين والأشعة فوق البنفسجية وبعض المبيدات الحشرية تلعب دوراً في إصابة الأطفال بأنواع السرطانات المختلفة.
وأوضح البيان أن التغيرات المناخية تضاعف مخاطر الإصابة بالأمراض، ولاسيما بالنسبة لأطفال البلدان النامية، حيث يتحمّل الأطفال أكثر من 85% من عبء المرض الناجم عن تغيّر المناخ إذ يواجهون مخاطر الإصابات والوفاة بسبب الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة، وحالات الربو والأمراض التنفسية التي يزيد تواترها مع تلوّث الهواء، وأمراض الإسهال، والملاريا، وسوء التغذية المرتبطة بتغيّر المناخ.
