ليس هناك أروع من ذكريات يوم عظيم في تاريخ وطني, أتذكره و كأنه حدث بالأمس, ففي يوم السادس من أكتوبر منذ39 عاما, عبر جنودنا البواسل قناة السويس لإسترداد أرض سيناء الغالية, و كانت فرحتنا بلا حدود و نحن نتابع لحظة بلحظة اقتحام خط بارليف المنيع ثم رفع العلم المصري علي بقعة غالية من أرضنا, و قد لا يدرك الشباب حجم هذا الانجاز العظيم لذلك فإن دورنا هو اعادة تذكير النشء بهذا الانتصار ليعلموا أن اجتياز الصعاب يكون بالجهد و العمل و العطاء للوطن, إن يوم العبور كان ايضا يوم الكرامة و الانتصار بالنسبة لكل مصري جيشا و شعبا, لأننا حققنا ما كنا نظنه مستحيلا, لكنه تحقق بفضل ابطال القوات المسلحة و دهاء الرئيس السادات و من ورائهم صمود شعب آمن بقدرة المصري علي مواجهة التحديات واجتياز الصعاب مهما بلغت التضحيات, إننا في حاجة اليوم لأن نجتاز معا كمصريين كل التحديات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهنا, ويجب علينا أن ندرك أهمية العمل و الانتاج وأننا لن نتقدم خطوة الي الأمام دون أن تكون بين الجميع حالة مصالحة وتعاون ودون أن تستأثر فئة بعينها بكل الامتيازات, إن روح أكتوبر نعرفها نحن الذين عايشنا لحظة الانتصار بعد نكسة67, تلك الروح التي جمعت المصريين جيشا و شعبا بكل طوائفه و فئاته, و ما ميز تلك الروح في تقديري هو أن الجميع وضع نصب عينيه هدفا واحدا يعلمون أن مردوده سيعود بالخير علي الجميع, وهو استرجاع كل شبر من أرض مصر, فإذا تمكنت الآن القيادة السياسية من تجميع الشعب بكل أطيافه نحو هدف واحد يشعر الجميع أن نتيجته ستعود عليهم بالخير دون تفرقة, ودون استئثار فئة بكل شيء لحظتها فقط سيتعاون الجميع لإجتياز التحديات الحالية. انتصار أكتوبر في حاجة الي إنتاج سينمائي ضخم يعكس حجم التضحيات االتي قدمها المصريون خلال المعركة. المزيد من أعمدة منى رجب