«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق يوسف عفيفي:
الأجيال الجديده لا تعلم عن النصر إلا أغنيات هزيلة مصر ثأرت لهزيمة 7691 باعتبارها »كبوة فارس«
نشر في أخبار اليوم يوم 30 - 09 - 2011

ستبقي أحداث نصر اكتوبر 3791 (رمضان 3931) صفحة وفترة مضيئة في تاريخ شعبنا جيلا بعد جيل وستبقي في ضميرنا شعاع ضوء يعيد لنا الثقة في قدراتنا وسوف يتوقف التاريخ طويلا علي ضفاف قناة السويس ورمال سيناء ودماء الشهداء الأبرار التي لا تجف والتي مازالت حتي الان تضئ سماء الامة بلحظة تاريخية جاءت خارج السياحة وخارج الزمن وسط مسرح عالمي لا مكان فيه لمتخاذل أو مهزوم..بهذه الكلمات القوية بدأ الفريق يوسف عفيفي أحد أبطال حرب اكتوبر حواره معي.. فقد كان الفريق يوسف عفيفي قائدا للفرقة 91 مشاه التي شاركت في المعركة بقوة وكان لها مهمات نفذتها بنجاح.
بماذا نصف نصر اكتوبر؟
نصر أكتوبر صورة غالية لصحوه أمه خلصت فيها النوايا لله في العمل وقويت فيها العزائم والهمم وعظم فيها الانتماء وحب الوطن فتوحدت الأهداف وانتصرت الإرادة وتحقق النصر.. إن نصر أكتوبر لم يكن نصرا عسكريا علي قوة محتملة غاشمة ولكنه كان صراعا سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا هو حكاية قوة وضعف وإثارة ومفاجآت وحياة وموت.. عبر دروس وأسرار.. وأضاف الفريق يوسف عفيفي ومن المؤسف أن أحداث اكتوبر تعبر الآن في صورة سريعة والأجيال الجديدة لا تعرف عنها سوي أغنيات هزيلة أو قصص عابرة تردد كل عام دون الاستفادة منها بشئ.. إن دماء الشهداء الذين أعطوا أرواحهم لا ينبغي أن تكون صفحات عابرة.. فنصر اكتوبر كان نقطة تحول تاريخية وصلة بين عهدين.. عهد الحرب وعهد السلام فقد تحول الصراع العسكري الدموي الي صراع سلمي حضاري أوقف نزيف الدم الذي استمر يتدفق علي مدي ربع قرن منذ عام 8491 حتي عام 3791 فلا يستطيع اي محايد وهو يتجه الي محطة النصر الكبري في اكتوبر إلا ان يتوقف قليلا عند نكسة أو هزيمة يونيو 7691.
النكسه والانتصار
وكيف كانت الصلة بين النكسة والانتصار؟
كانت أياما صعبة مريرة قاسية تلك الأيام التي أعقبت حرب يونيو 7691 إنكسار وهزيمة مروعة كانت فيها مصر واكتشف الشعب وقواته المسلحة أنهما كانا يعيشان الوهم والخداع والكذب والتضليل آنذاك سدت الحلوق المرارة بعد ان تكبدت مصر 0089 شهيد و9973 أسيرا منهم 184 ضابطا و0823 من الرتب الأخري و83 مدنيا وفقدت 58٪ من أسلحتها ومعداتها الحربية وانتزعت فيها سيناء باكملها - وهي تمثل 6٪ من مساحة مصر - وكان يعز علي أنفسنا ان قادة إسرائيل مالت بهم الرؤوس من نشوة انتصارهم الساحق المشبع بالغرور والغطرسة حتي ان مائير رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك كانت تقول ان العرب جثة هامدة ولن تقوم لهم قائمة بعد الان وكان ديان وزير الدفاع الاسرائيلي يقول.. العرب يحتاجون 05 عاما لبدء حرب جديدة ثم يعلن عن رقم تليفونه كي يبلغه زعماء العرب استسلامهم والاعتراف باسرائيل وغيرهم الكثيرون من كانت نشوة الانتصار لديهم كبيرة.
وماذا عن الجانب المصري؟
الجانب المصري أعتبر ان نكسة 76 مجرد كبوة فارس.. ولابد من الثأر الفوري وقرر حرمان العدو الاسرائيلي من العيش في أمان وتحطيم نظرية أمنه الذي يعتمد عليها وكان لابد من بدء الاشتباك مع العدو مباشرة بعد وقف اطلاق النار في 01 يونيو 76 حتي تقنع اسرائيل أن بقاءها في سيناء سوف يكلفها الكثير وفي نفس الوقت يتم إعطاء الفرصة للقوات المسلحة المصرية للاستعداد للحرب لاستعادة الارض المحتلة.
وكيف كان هذا الاستعداد؟
لقد استعددنا جيدا حيث تم تسخين جبهة القتال لاقناع اسرائيل والعالم بان أزمة الشرق الأوسط أزمة ساخنة طالما استمرت اسرائيل في احتلال الأرض وكان لابد من توافر التوازن العسكري في جبهة القتال بعد الاستكمال الجزئي لبناء القوات المسلحة مع بناء خط الدفاع عن القناة وبدأنا بالفعل في التدرج العلمي في تصعيد حرب الاستنزاف وتم بناء عقيدة قتالية مصرية عند جميع أفراد القوات المسلحة تقوم علي أساس تجارب القتال الفعلية مع تحطيم الحاجز النفسي بيننا وبين اسرائيل وبدأنا في التدرج في تصعيد الاشتباك مع اسرائيل فكان هناك معارك الصمود ومنها ضربات صواريخ في عمق سيناء قادها اللواء مدكور أبو العز في 41 يوليو 7691 ثم معارك رأس العش ثم تدمير المدمرة إيلات في 12 اكتوبر 7691 وبعد ذلك كان هناك معارك الردع وكانت متتالية في سيناء منذ يوليو 8691 وحتي مارس 9691 لتبدأ علي الفور معارك الاستنزاف من مارس 96 وحتي يونيو 0791 والي ان تدخلت الدول العظمي ومجلس الأمن لوقف النار في أغسطس 0791 وعلي الرغم من وقف إطلاق النار.. استمرت إسرائيل في تعنتها في احتلال الارض بل قامت بتطوير دفاعاتها داخل سيناء وبناء خط بارليف واستمرت في تهديد مصر وكذلك استمرت التصريحات الاسرائيلية التي لا يخلو بعضها من نبرة التحدي الذي سقط بعد العبور العظيم.. فمثلا قال حاييم بارليف.. إن مصر إذا استأنفت القتال فلن تتمكن من تحقيق أي عبور وذلك لاستحاله إجتياز خط الدفاعات الاسرائيلية المقامه علي إمتداد الضفة الشرقية لقناة السويس كما ان قواتها لن تتمكن علي الاطلاق من عبور قناه السويس بسبب ما يشكله هذا الخط من خطر علي القوات القائمة بالعبور ويضيف الفريق يوسف عفيفي.. ان موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي الاسبق كان يقول ان عمليات العبور المصرية اذا حدثت فانها لن تؤثر علي قبضة اسرائيل الحازمة المتمثلة في خط بارليف المنيع إننا أقوياء لدرجة تكفي للاحتفاظ الي الابد بخط بارليف الذي انفقنا علي انشاء تحصيناته مبالغ طائلة بلغت خمسة مليارات دولار.
وأكدت جولدا مائير رئيس وزراء اسرائيل في ذلك الوقت علي ان خط بارليف هو رمز الذكاء الاسرائيلي واي محاوله للاقتراب منه ستكون إهانة لهذا الذكاء.. وفي نفس الوقت كان الجانب المصري يقوم باعداد المقاتلين بتفعيل الترابط والتضامن بروح الوحدة والفريق وتكثيف الشعور الذاتي بالرضا وتدعيم الانضباط واستمرار التدريب وحسن إختيار القادة وتشجيع الابتكار والابداع واكتسب المقاتلون من كل ذلك الكثير وتحلو بالوفاء والانتماء وتحمل المسئولية والجدية في العمل والشجاعة لمواجهة التحديات وكانت لديهم ثقة بالنفس وقدرة علي التضحية وكانت تلك التصريحات قد زادت القوات المسلحة قوة وإصرارا علي النصر فكانت حرب اكتوبر المجيدة التي كانت صورة غالية لصحوة أمة خلصت فيها النوايا لله في العمل وتم فيها تنفيذ ما تم الاستعداد له وتدريب القوات المسلحة عليه.
قرار الحرب
وكيف كان قرار الحرب؟
كان قرار الحرب عبقريا وكان حاسما لا تردد ولا رجعة فيه واختير التوقيت بطريقة لا يمكن اختيارها الا علي أساس علمي كامل من المد والجزر وتأثيرات القمر والشمس وارتفاع المياه في الترع والأهوسة لقد درست كل صغيرة وكبيرة بدقة من أسوان حتي الجبهة وعبرت الطائرات خط الجبهة في لحظة واحدة لتصبح علي خط واحد فوق قناه السويس.
تتحدث عن الضربة الجوية.. كيف كانت؟
إننا لا يمكن أن نقلل من الضربة الجوية لانها عملية دقيقة وكان لها فضل كبير علي نجاح حرب أكتوبر وقد قام بها العديد من القادة فقد عبرت الطائرات خط الجبهة في لحظة واحدة بينما كانت قد انطلقت من مطارات منتشرة علي مستوي الجمهورية وفي مناطق متباعدة لتصبح عل خط واحد فوق قناة السويس في نفس الوقت.. لقد كانت الضربة الجوية عملية حسابية دقيقة وصلت الي الجزء من الثانية وكان هذا هو اعجاز الضربة الجوية التي نجحت وقد شعرنا جميعا بالزهو والقوة والثقة وضاعفت لدينا الامل في النصر.
الفرقة 91
وما مهمة الفرقة 91 التي كنت تقودها؟
كانت مهمة الفرقة 91 مشاه اتخاذ اوضاعها في المنطقة الابتدائية للهجوم من الحد الايمن (حوض الدرس) وفي الحد الايسر (الكيلو 44 ترقيم القناة وحد خلفي (وصله جنيغة).. وبعد تمهيد نيراني لمده 35 دقيقة اقتحمت الفرقة قناة السويس قبل اخر ضوء لليوم الاول للعمليات وفي قطاع الحد الأيمن (حوض الدرس) وحد اليسار (الكيلو 44) وبقوة اللواء السابع مشاه والخامس مشاه قامت بمهمة تدمير قوات العدو البشرية واسلحته ووسائل نيرانه المتمركزة في النقط القوية وعلي الساتر الترابي شرق القناه وتصدر تدمر احتياطيات العدو المحلية والغربية.
وكانت المهمة المباشرة للفرقة »91« تدمير قوات العدو في النقط القويه وعلي الساتر الترابي شرق قناة السويس وتدمير احتياطيات العدو والاستيلاء علي الخط.. ايضا كانت الفرقة 91 مسئولة عن القطاع الجنوبي من قناة السويس وهو موقع مهم وخطير فقد كان يمتد من شمال الشط الي خليج السويس وهي منطقة كانت من أقوي مناطق خط بارليف وتقع فيه النقاط الحصينة 641،841،941 بالاضافة الي نقطة الجباسات ولسان بور توفيق وعيون موسي، وكلها كانت نقاطا قوية وحصينة أقامها العدو الاسرائيلي علي مدي سنوات طويلة وكان المطلوب ان تقضي عليها بأسرع ما يمكن حتي تسيطر علي الموقف قبل وصول امدادات المدرعات من الممرات وقد حققت الفرقة 91 إنجازات مذهلة في الأيام الاولي للمعركة.. ويقول الفريق يوسف عفيفي انه كانت من أجمل ملاحم الفرقة 91 ملحمه مدينة السويس حيث سيقف التاريخ طويلا وهو يسجل في أبرز صفحاته مدينة السويس الباسلة وسوف يلتقط التاريخ صورا عديده لبطولات كثيره صنعها أبناء مصر عسكريون ومدنيون فوق هذه الارض الطيبة فبعد ان أتضحت أهداف الثغرة بدأت المعارك تدور أمام السويس، فقد أخترق العدو قرار وقف إطلاق النيران، وحاولت قواته الاتجاه جنوبا لاحتلال مدينة السويس تحت قذف جوي »هستيري« استمر في بعض الاحيان الي 61 ساعة متواصلة وظلت محاولات العدو مستمرة لتطويق رؤس كباري الفرقة السابعة والفرقة 91 مشاه شرق القناه باحتلال الساتر الغربي للقناه بعد تدمير الكباري في منطقة عمليات الفرقة 91 ثم قام العدو بابرار بحري علي ميناء الأدبية مستهدفا قطع طريق الامداد عن مدينة السويس واقتحامها شمالا وغربا وجنوبا وكان لابد من اعادة التوازن في الدفاع عن رأس كوبري الفرقة والشاطئ الشرقي للقناه ومنع العدو من تطويق الفرقه من الغرب مع معاونه اعمال قتال مدينة السويس والقضاء علي محاولات العدو لاحتلالها وبالفعل صدر قراري بتولي رؤساء اركان الوحدات مسئولية تنظيم الدفاع عن الشاطئ الشرقي للقناه في كل قطاعاته ثم معاونة أعمال الكتيبة 141 دفاع اقليمي وتنظيم عمليات الاستطلاع في غرب القناة وجميع تلك المهمات كانت تحت اشراف رئيس اركان الفرقة 91 العميد اركان حرب محمد صدقي حشمت جادو، وكانت معركة كبيرة شارك فيها المدنيون من يوم 32 اكتوبر واستمرت لمنع محاولات العدو من الاستيلاء علي مدينة السويس وتكبيد العدو اكبر خسائر ممكنة وقال الفريق يوسف عفيفي ان الفرقة 91 كانت محظوظة ببسالة رجالها الذين ضحوا يحيا تهم لانقاذ عشرات الآلاف من المقاتلين
حافظ سلامة
تحدثت عن معركة السويس.. فما كان دور الشيخ حافظ سلامة؟
اختلف الكثيرون حول الدور الذي قام به الشيخ حافظ سلامة ولكن اتاح لي موقعي ان اكون شاهد عيان فلقد قام الشيخ حافظ سلامة بدور جليل لا ينكره أحد وقد دعم المقاومة الشعبية وحفز المواطنين علي الكفاح حيث كان رجل دين وكان إماما لمسجد الشهداء بالسويس وقبل المعركة كان يأتي الي الوحدات ويقيم الصلاة مع المقاتلين ويعظهم واذا حدث وان استشهد أي جندي أو ضابط في اي مكان كان الشيخ حافظ سلامه يقوم بالمساعدة بتجهيزه للدفن...وقد ساعدنا الشيخ حافظ سلامة كثيرا في السويس .. ولكن ما يؤخذ علي الشيخ حافظ أنه استغل هذا العمل الجليل وحوله إلي دور عسكري.
تحدثت عن الثغرة.. كيف حدثت ومن المسئول عنها؟
حدوث ثغرة بين الفرق والجيوش أمر وارد في كل المعارك العسكرية وهو ما توضع له خطط مسبقة للتعامل مع اي ثغرة إذا حدثت وللاسف وصلت معلومات لبعض القادة حول الثغره ولكنهم لم يصد قوها ولم يتخذ العمل المضاد بالسرعة المناسبة لذلك حدثت الثغرة..وأقول كلمه حق لله وللتاريخ.. فلقد قام الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس اركان حرب القوات المسلحة اثناء التحضير وخلال حرب اكتوبر 37 بجهد كبير وخلاق لتنظيم تحركات القوات المسلحة بالمفهوم العسكري، إن جهودا وانجازات حققها الفريق الشاذلي سوف يذكرها التاريخ بكل تأكيد.
انتصارات اكتوبر
وماذا بعد انتصارات أكتوبر؟
من المؤكد اننا مطالبون بالعمل علي استثمار نصر اكتوبر 3791 ونتائج الحرب لكي نواصل المسيرة تهيئة أفضل مناخ للبناء والتنمية واقتحام التحديات ومواجهة الثقافات العالمية وممارسة عملنا بنفس الاصرار والقوة التي شهدتها ميادين القتال مع ضرورة الحرص علي معرفة تاريخ مصر وانجازاتها المشرفة.. اننا نعيش معركة اكثر ضراوة تتطلب قوة دفع هائلة لتحويل وطننا كله الي خلية نحل لا تهدأ ولا يتوقف فيها العمل.
ثورة 52 يناير
وما رأيك في ثورة 52 يناير؟
الثورة كانت في بدايتها قوية ومثمرة.. ولكني أحذر مما يحدث الآن.. فهو ليس ثورة بل فوضي لأن الثورة لها أهداف ورئيس وعمل جماعي وليست ائتلافات تصل الي المئات وكل واحد منهم يريد ان يكون القائد فالثورة قامت من أجل الكرامة والعدل والقانون ولكن ما يحدث الان غث يضع البلد ويدخلها في نفق مظلم وتدمير شامل فالكل له مطالب فئوية والكل يريد إصلاح وضعه المالي فمن أين؟.. هل تطبع الدولة النقود؟
فمن اين تأتي الدولة بهذه الأموال لحل المشكلات الفئوية في الوقت الذي يضيع هؤلاء الملايين؟
وما نراه يحدث الان هو كارثة بمعني الكلمة.. فماذا تقول عن اضراب النقل العام الذي حدث مؤخرا وخسرنا فيه كل يوم مليون جنيه؟ فماذا كان الموقف اذا كان هؤلاء قد عملوا ولم يعطلوا ويخسروا ربما كانت هذه الملايين التي خسرها القطاع هي الحل لمشكلاتهم.
إن ما يحدث الان يدل علي ان الامية قد زادت عند غالبيه الشعب.. فبعد ان كانت 04٪ أصبحت الان بما يحدث 09٪ والدخل أقل والاحتياطي يقرب من النهاية.. كل ذلك خراب وليس ثورة.. ثم عوامل إثارة الناس التي تحدث كثيرا من بعض القنوات الفضائية وما يحدث علي ارض الواقع هو تخريب ولا استبعد بل اؤكد انه خارجي.. فكيف نقول ان مهمة القوات المسلحة مؤمنة لحين انتخاب حكومة مدنية وفي نفس الوقت نجد من يقول القوات المسلحة لابد ان تستمر في الحكم ثم نجد انه عندما يصدر المجلس الاعلي للقوات المسلحة قرارات لتسهيل انتقال السلطة نجد من يقول يجب الا يتم تعديل تلك القرارات ثم يختلفوم فيما بينهم علي كل شئ..ويؤكد الفريق يوسف عفيفي ان كل ما يحدث وما يثار حاليا علي ارض الواقع هو خارجي 001٪ لانهم يريدون تفتيت الدول العربية ومصر اذا تفتت فان الدول العربية كلها سوف تنتهي وما يحدث الان هو الفوضي الخلاقة التي نادي بها الامر يكان ونحن الآن نمشي فيها وننفذها.
واقول لكل هؤلاء.. أرجعوا لأهداف الثورة التي قمتم بها ولابد ان نمارس جميعا عملنا بنفس الاصرار والقوة التي شهدتها ميادين القتال في حرب اكتوبر.. وعلينا جميعا ان نواجه بشجاعه عصر العولمة التي واجهنا بها مخاطر الحرب وعلينا ان نتخلص من التخلف الحضاري باعتباره وصمة يجب ان تنتهي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.