كم ارجو ان يكون ابناء ثورة 52 يناير علي قدر المسئولية تجاه وطنهم مصر وأن يستوحوا من احداث حرب اكتوبر روحها الوثابة التي قادت وشكلت الانتصار العظيم الذي اعاد لمصر كرامتها ولسيناء مصريتها. ان قواتنا المسلحة ومن ورائها الشعب بكل فئاته شكلوا ملحمة رائعة خلال الايام المجيدة لهذه الحرب التي استطاعت ان تقضي علي اسطورة جيش اسرائيل الذي لا يقهر. ان الانجاز العسكري الذي تحقق يوم 6 أكتوبر منذ 83 عاما جعل العالم كله يقف احتراما واجلالا وتقديرا للارادة المصرية في اصرارها علي تحقيق النصر وتحرير كل حبة رمل من ارض سيناء المقدسة . ورغم ان الميزان العسكري كان لصالح اسرائيل المدعمة بالترسانة العسكرية الأمريكية الا ان التحدي والحماس والايمان بقدسية قضية تحرير الارض المصرية كان امضي من كل سلاح. ولا يمكن ان ننسي التلاحم بين الشعب وقواته المسلحة علي مدي ايام حرب اكتوبر باعتبار انه كان له الدور الاساسي في شحن الهمم وبث روح الفداء والتضحية في اقتحام خط بارليف وجعل التفوق العسكري الاسرائيلي بلا قيمة . وفي هذا المجال لابد ان نتذكر بكل الفخر والاعتزاز الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام . لقد كانت لرؤياه وايمانه بقدرات شعبه وقواته المسلحة كل الفضل في تحقيق هذا الانتصار الذي نحتفل به دوما والذي اعاد الينا ارضنا وكرامتنا وعزتنا. ان ذكري هذا النصر ليست سوي استمرار للتأكيد بأن مصر لا يمكن ان تفرط في أرضها او تتخلي عن حماية حقوقها وان مسيرتها قد تتعرض لكبوة ولكنها قادرة وبعظمة تراثها واصالة شعبها وتاريخها ان تستعيد زمام الامور . ما حدث في حرب اكتوبر المجيدة والتي نعيش عبق امجادها هذه الايام لابد ان تكون زادا لنا كي نعمل بصدق وامانة وهمة لاسترجاع توازن الوطن ولاء لثورة 52 يناير التي قادها شبابه من أجل الاصلاح والتغيير إلي الافضل. ان مصر الذي يراها العالم مهدا للحضارة الانسانية تحتاج إلي نوبة صحيان تدفعها إلي العمل لصالح المستقبل والانطلاق علي الطريق الصحيح الذي يحقق لها الامن والاستقرار والازدهار واستعادة المكانة المفقودة. علينا ان ندرك جميعا بأن لا الصراعات ولا تضييع الوقت في الجدل واثارة الخلافات والانشقاقات يمكن ان تبني الدولة التي نتطلع اليها جميعا.. دولة الحرية والديمقراطية ان السبيل السليم لتحقيق هذا الهدف هو التوحد والتوافق والعمل يدا واحدة بعيدا عن المصالح والاطماع الشخصية الضيقة مع الايمان بحقوق هذا الوطن علينا. يجب ان تتوافر الثقة بيننا وان تكون هناك امانة ومصداقية من جميع اطراف العمل الوطني وان نضع في اعتبارنا ان الشعب لا يمكن ان يفرط في حقوقه المشروعة لصالح طرف مهما كانت قوته وتنظيماته.. ليس امامنا وصولا الي أهدافنا وأمانينا سوي التجرد من الانانية وان يكون شعارنا الذي نلتف حوله هو ان مصر فوق الجميع. هذا الشعار هو الذي كان وراء انتصار اكتوبر الذي كان يجب ان يترسخ لبناء مصر الحديثة بالصورة التي تليق والتي تستحقها. واذا كانت الظروف لم تشأ ان تساعدنا في تحقيق هذا الامل فإن ما نرجوه ألا نُضيع الفرصة التي اتاحتها لنا ثورة 52 يناير لاستكمال مسيرتنا نحو هذا الهدف . ان انتصار اكتوبر العظيم يدعونا الي اعادة حساباتنا واستعادة ضمائرنا الوطنية وان تتحرك الغالبية الشعبية صاحبة المصلحة الأولي في انطلاقة هذا الوطن . انها مطالبة بأن تقول بأعلي صوت لكل الذين يساهمون في عدم الاستقرار.. حافظوا علي مصر يجب ان نعمل علي إنهاء المعاناة نتيجة غياب الامن وتعويق مسيرة الاصلاح بانتشار الفوضي والتسيب وبالجدل العقيم دفاعا عن المصالح والمنافع الشخصية.. كفي بالله فإن مصر لم تعد قادرة علي تحمل هذا العبث.